مقالات

قمة الدول الاسلامية في قطر بقلم الدكتور وليد عبد الحي

بقلم الدكتور وليد عبد الحي

قمة الدول الاسلامية في قطر
بقلم الدكتور وليد عبد الحي
من بين الـ 57 دولة إسلامية في منظمة التعاون الإسلامي التي دعيت للاجتماع في قطر لاتخاذ موقف من الغارة الاسرائيلية على قطر نود الاشارة الى المعطيات التالية:
1- هناك 29 دولة اسلامية تعترف اعترافا دبلوماسيا قانونيا( De jure) باسرائيل، وهناك 4 دول تعترف
باسرائيل اعترافا واقعيا(De facto) من بينها قطر، وهناك 10
دول إسلامية “غير عربية” فقط لا تعترف بـ”إسرائيل” (أفغانستان، وبنغلاديش، وبروناي، وإندونيسيا، وإيران، وماليزيا، والمالديف، ومالي، والنيجر، وباكستان)، ذلك يعني ان 58% من المدعوين لقمة منظمة التعاون الإسلامي يعترفون باسرائيل قانونيا وواقعيا.
2- يصل حجم التبادل التجاري بين الدول الاسلامية الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي واسرائيل الى حوالي 19 مليار دولار ، تتصدرها في التجارة مع اسرائيل تركيا(حتى بعد الاعلان الاخير لقطع العلاقات التجارية) تليها الامارات العربية ومصر والاردن والمغرب واذربيجان وكازخستان.
3- يمكن تقسيم مواقف الدول الاسلامية الى 3 مجموعات هي:
أ‌- دول اقرب للموقف الفلسطيني سياسيا:مثل إيران، وباكستان، وماليزيا، وبروناي، وبنغلاديش، وأفغانستان، ومالي، والنيجر، بل إن بعضها مثل التشاد استدعت سفيرها من “إسرائيل”، وشاركت بنغلاديش في رفع الدعوى في المحكمة الجنائية ضدّ “إسرائيل” بتهمة ممارسة الإبادة الجماعية.
ب‌- دول أقرب في موقفها الى الموقف الإسرائيلي: وهو ما يتضح في مواقف دول إسلامية في آسيا الوسطى خاصة ، ويمكن اعتبار أذربيجان وكازاخستان هي الأكثر وضوحاً في هذا الجانب، بينما امتنعت طاجيكستان عن إدانة طوفان الاقصى، ومالت أوزبكستان إلى الدعوة لوقف التصعيد، مع ملاحظة أن جميع دول هذا الإقليم تقيم علاقات ديبلوماسية مع “إسرائيل”، وهي الأكثر قرباً للموقف الإسرائيلي مقارنة بالأقاليم الأخرى.
ت‌- دول حاولت الموازنة بين الطرفين بقدر ما، وهو الموقف الذي التزمت به بشكل عام بعض الدول الإفريقية خصوصاً نيجيريا، كما أن إعلان تركيا “تعليق” تجارتها مع “إسرائيل” والتي تبلغ 8 مليار دولار سنة 2023 يشكل خطوة مهمة لا سيّما أن تركيا تعدّ الشريك التجاري الأول لـ”إسرائيل” في الشرق الأوسط، ناهيك عن استمرار العلاقة الديبلوماسية بين الطرفين إلى جانب التقارير عن تسهيلاتها لإيصال البترول للموانئ الإسرائيلية سواء من آسيا الوسطى أم من كردستان العراق.
ذلك يعني ان الانقسام والتباعد في المواقف هو السمة الغالبة على سياسات دول منظمة التعاون الاسلامي، وهو ما يعني ان القمة ستذهب باتجاه بيان يسترضي جميع الاطراف ، ويبدو ان ” العتاب والشجب والادانة واشد العبارات هي التي ستسود”، ولن تجرؤ هذه الدول على تجاوز هذه الحدود في بيانها الختامي، ومن المستبعد الى حد كبير اتخاذ أي من القرارات التالية:
1- من المستبعد الاعلان عن قطع العلاقات الدبلوماسية او التجارية مع اسرائيل
2- من المستبعد مطالبة الامم المتحدة بالعمل على تطبيق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المعروف ب” الاتحاد من اجل السلام” لانهاء النزاع في غزة
3- من المستبعد الطلب الى مجلس الامن الانعقاد للنظر في الاعتداء على قطر استنادا للفصل السابع من الميثاق.
4- قد يتم اعادة طرح حل الدولتين لأن جميع الدول الاسلامية ايدته في الامم المتحدة قبل يومين باستثناء اربع دول ، ثلاثة منها امتنعت(ايران والعراق وتونس) خوفا من اعتبار الاعتراف بحل الدولتين يعني الاعتراف باسرائيل ضمنيا، بينما الدولة الرابعة وهي افغانستان تغيبت لانها ممنوعة من التصويت بسبب عدم دفعها اشتراكاتها في ميزانية الامم المتحدة.
5- قد تتغيب بعض الدول، وقد تخفض بعض الدول مستوى تمثيلها في المؤتمر.
في تقديري، المؤتمر ليس الا تظاهرة استرضائية لقطر، ومحاولة لاستعادة “هيبة دبلوماسية الإنابة التي تتبناها والتي عبر عنها بشكل صريح وواضح رئيس وزرائها الاسبق حمد بن جاسم بقوله( نحن مقاولون من الباطن، امريكا تطلب منا ونحن ننفذ ما طلبته” ، وعبر عنها رئيس الوزراء القطري الحالي بقوله” ان مكتب حماس في الدوحة تم بطلب من امريكا واسرائيل”، لذا اتمنى من الدبلوماسيين القطريين ان يقرأوا كتابين هامين لحالتهم هذه في نطاق وعي تعقيدات العلاقات الدولية المعاصرة:
1- كتاب- Small is Beautiful.1973- Ernst Friedrich Schumacher
وشومخر من ابرز الاقتصاديين والاحصائيين البريطانيين.
2- كتابSheila Harden- Small is Dangerous: Micro States in a Macro World- 1985-
وشيلا هاردن عملت سابقا رئيسا لمجلس الوصاية في الامم المتحدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب