الصحافه

الحاخامات في إسرائيل: قتل الأبرياء في غزة وتجويعهم “واجب مقدس”

الحاخامات في إسرائيل: قتل الأبرياء في غزة وتجويعهم “واجب مقدس”

أفيعاد هومينر – روزبلوح وأريئيل شفارتس

مؤخراً، أجرينا ندوة في المؤتمر السنوي لليسار الديني، شارك فيها جنود ومجندات من عائلات متدينة وحريدية، خدموا مثلنا في الجيش الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول. لقد اختلفت قصة كل جندي في الاحتياط حسب الزمان والمكان الذي خدم فيه. ولكن جمعهم الموقف المتشابه الذي انبثق منهم بشأن القتال: استخفاف كبير بقيمة حياة الفلسطينيين بقطاع غزة، وهو استخفاف كانت عواقبه وخيمة ودموية. الأمر الآخر الذي تكرر في الحوار هو الفجوة بين الأفعال القاسية والسيئة التي تحدث في قطاع غزة، وبين حقيقة أن المجتمع الذي يعيشون فيه يعتبر هذه الأحداث “أحداثاً توراتية”، “فترة تنوّر”، وأحياناً “معجزة حقيقية”. المجتمع الذي توجد فيه كنس تقرر فيها قبل بضعة أسابيع تلاوة أقوال هيلل، التي عقد فيها المؤتمر السنوي للتعليم الرسمي – الديني، تحت شعار “النور الساطع”، في هذه الفترة بالتحديد.

في ظل الحرب، تجند العالم المتدين ليس فقط لتبرير الحرب، بل لتقديسها. بهذه الروحية وأثناء الحرب، بدأ الكثير من الحاخامات يقدسون المظالم والجرائم. منذ بداية الحرب الحالية، تغير الإجماع في أوساط رجال الدين بشأن المس بالأبرياء. حاخامات كبار في “الصهيونية الدينية” كتبوا أن المس بالأبرياء عمل مسموح، بل واجب. مثلاً، الحاخام أوري شارقي قال: “المدنيون الذين يؤيدون الإرهاب، والذين يعلمون الإرهاب، جزء لا يتجزأ من أهداف الحرب… لا يوجد أشخاص غير متورطين”. الحاخام الياهو زينيه، صرح بشكل مشابه عندما قال: “السلوك الأخلاقي الحقيقي لجيشنا هو المس بأكبر قدر بالعدو بدون أي اهتمام”. ليس التدمير المطلق وحده ما تحول إلى أمر ديني للحرب، بل أيضاً أفعال مثل التجويع والنهب أو التدمير بدون تمييز… كلها أصبحت مسموحة. الحاخام شموئيل الياهو مثلاً، طلب من شعب إسرائيل في كل أرجاء العالم الامتثال للمهمة الوطنية، ومنع إدخال قوافل المساعدات الإنسانية، واعتبر هذا الفعل أمراً دينياً يساعد في إصلاح العوالم العليا.

أما الحاخام دوف ليئور، فأصدر فتوى تقول بأنه نظراً لأهمية هذا الأمر، يمكن تدنيس السبت من أجله. الرؤية الدينية السائدة الآن: يهودية تقدس القوة، وتُستخدم لإسكات الضمير، وطمس الأخلاق الطبيعية، وجعل القومية قومية متطرفة، وشرعنة كل ظلم. بدلاً من أن يضع التراث اليهودي حدوداً أخلاقية للقوة، ويكبح العنف ويعمل ضد التدمير والنهب، يمر في عملية تشويه عميقة ويبرر ذلك بكل ثمن، ونسبة هالة من القدسية له.

كتبت ليئا غولدبرغ ذات مرة: “من لا يؤمن يصعب على العيش في هذا العام”. ولكن يبدو أن حياة المؤمن في هذا العام أصبحت أصعب بأضعاف. فهو يعتبر إيمانه ونمط حياته والوصايا التي يطبقها في النوم وفي اليقظة والأسلوب الذي يربي أولاده بحسبه، ويصلي كي يعيشوا طبقاً لها أيضاً عندما يكبرون، كل ذلك يتم تجنيده لشرعنة الأعمال الفظيعة.

يجب أن نعارض بشدة كل من يحاول تفسير التراث اليهودي بأنه يبرر قتل النساء والأطفال، أو المذابح والنهب الشامل. يجب رفع صوت يهودي أخلاقي يعتبر القسوة النقيض لليهودية، وأن الرحمة والحساسية الإنسانية هي رسالتها المحورية.

الدخول إلى المرحلة التالية للحرب في غزة رغم معارضة جهاز الأمن، ورغم الخطر المحدق بحياة الرهائن، وبدون أي اعتبار للأضرار الكبيرة الاضافية التي لحقت بالحياة هناك، كل ذلك يتزامن وأيام الرحمة والمغفرة قبل رأس السنة العبرية.

هآرتس 21/9/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب