الافتتاحيهرئيسي

صدمة عربية وفلسطينية: من خطة ترمب المعدله !

صدمة عربية وفلسطينية: من خطة ترمب المعدله

بقلم رئيس التحرير

فوجئ العالم العربي والفلسطيني، مساء الثلاثاء، بالإعلان الصادم للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي طرح خطة جديدة لإنهاء الحرب على غزة، نصّب فيها نفسه عمليًا “رئيسًا” لمجلس إدارة يتولى حكم القطاع. خطوة وصفها كثيرون بأنها إخضاع مباشر لغزة لوصاية أميركية، تعيد إنتاج أسوأ السيناريوهات السياسية والاقتصادية على الأرض.
الخطة، التي جاءت مختلفة تمامًا عن الصيغة التي جرى الترويج لها في اللقاءات العربية – الأميركية السابقة، تم تعديلها قبل ساعات قليلة من المؤتمر الصحفي، لتخرج بشكل نهائي أسقط أي ملاحظات عربية أو تحفظات جرى رفعها عبر المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وهنا جاءت الصدمة الكبرى: العرب أُبلغوا بخطة لم يوافقوا عليها، ما أثار شعورًا بالخذلان والخداع، في حين سارع بعض القادة إلى تأييد الجهود الأميركية دون تمحيص أو قراءة دقيقة للصيغة النهائية. هذا التسرع كشف عن ثغرة سياسية كبيرة في التعامل مع الملف الفلسطيني.
الأمر الأخطر أن الخطة تُعيد إنتاج ما يُعرف بـ”صفقة القرن” بصياغة جديدة، إذ تُدار غزة وفق مجلس وصاية دولي – اقتصادي يقوده ترامب نفسه، ويضم شخصيات بارزة مثل توني بلير ونجيب ساويرس، لتحويل القضية الفلسطينية من قضية وطنية حقيقية إلى مشروع استثماري معزول عن الضفة الغربية والقدس.
هذه الخطة لا تعكس مجرد انحياز أميركي لإسرائيل، بل تؤسس لتكريس الانقسام الفلسطيني، وشرعنة الاحتلال، وتضع العرب أمام اختبار حقيقي: هل يقبلون بوصاية مفروضة على غزة، أم يتمسكون بالثوابت الوطنية والشرعية الدولية كقاعدة لأي حل عادل وشامل؟
وهذا يتطلب من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وهما مدعوّتان الآن إلى اتخاذ موقف رسمي موحد بالتحفظ على الخطة الأميركية، لما تحمله من مضامين ونقاط تُعد خروجًا كاملًا وتناقضًا صارخًا مع مخرجات مؤتمر نيويورك، الذي أقرت مخرجاته الأمم المتحدة، حماية للحقوق الفلسطينية وضمانًا لأي حل سياسي عادل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب