اقتصاد

“وول ستريت” تهوي بعد تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية ضخمة على الصين

“وول ستريت” تهوي بعد تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية ضخمة على الصين

تهديد ترامب أعاد إشعال التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم، ليتكبد نحو ستة من كل سبعة أسهم في مؤشر S&P 500 خسائر واسعة، في ظل مخاوف من أن تؤدي الحرب التجارية الجديدة إلى تعطيل سلاسل الإمداد العالمية وإضعاف الطلب على الطاقة.

انهارت حالة الهدوء التي سادت وول ستريت لأشهر، بعدما فجّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب موجة ذعر في الأسواق بتهديده بفرض “زيادة ضخمة في الرسوم الجمركية” على الواردات الصينية، ما أدى إلى تراجع حاد في مؤشرات الأسهم الأميركية يوم الجمعة.

فقد انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.7% في أسوأ أداء له منذ أبريل، بينما هبط مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 878 نقطة (1.9%)، وسجّل مؤشر ناسداك خسارة حادة بلغت 3.6%، متأثرًا بانهيار أسهم التكنولوجيا الكبرى مثل آبل وإنفيديا.

الأسواق كانت تتجه نحو مكاسب طفيفة صباحًا، قبل أن يكتب ترامب على منصته “تروث سوشال” قائلًا إنه يفكر في “رفع الرسوم الجمركية على الصين إلى مستويات ضخمة”، معبّرًا عن غضبه من قيود بكين على تصدير المعادن النادرة المستخدمة في صناعات الإلكترونيات والطيران.

وأضاف: “العديد من الدول تواصلت معنا غاضبة من هذه العداوة التجارية المفاجئة، ولا أرى سببًا للقاء الرئيس الصيني شي جينبينغ كما كان مخططًا”.

تهديد ترامب أعاد إشعال التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم، ليتكبد نحو ستة من كل سبعة أسهم في مؤشر S&P 500 خسائر واسعة، في ظل مخاوف من أن تؤدي الحرب التجارية الجديدة إلى تعطيل سلاسل الإمداد العالمية وإضعاف الطلب على الطاقة.

كما تراجعت أسعار النفط بقوة بعد دخول الهدنة بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ، حيث انخفض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 4.2% إلى 58.90 دولارًا للبرميل، فيما تراجع خام برنت بنسبة 3.8% إلى 62.73 دولارًا. ويرى المحللون أن انتهاء الحرب في غزة قد يقلل من المخاوف بشأن اضطرابات الإمدادات النفطية، ما ضغط على الأسعار.

وفي سوق السندات، انخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.05%، وسط بحث المستثمرين عن الملاذات الآمنة. كما أظهرت بيانات من جامعة ميشيغن استمرار ضعف ثقة المستهلكين، مع قلق متزايد من ارتفاع الأسعار وتراجع فرص العمل.

وقال جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إن البنك مستعد لتعديل مسار الفائدة إذا استمر التضخم مرتفعًا، رغم قيامه بخفضها الشهر الماضي لأول مرة هذا العام.

في الأسواق العالمية، امتدت موجة الهبوط إلى أوروبا وآسيا، حيث تراجع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ 1.7%، وانخفض مؤشر كاك 40 الفرنسي 1.5%، بينما خالف مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي الاتجاه وارتفع 1.7% بعد عطلة رسمية.

ويرى خبراء أن هذا التراجع الحاد يعكس حساسية الأسواق تجاه سياسات ترامب التجارية، خاصة في ظل مخاوف من فقاعة أسعار بعد الارتفاع المتواصل لأسهم التكنولوجيا خلال الأشهر الماضية، مما جعل المستثمرين في حالة ترقب لما قد يكون بداية تصحيح مؤلم للأسواق الأميركية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب