مقالات

السلام الابراهيم ومعركة المستقبل العربي بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –

بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -

السلام الابراهيم ومعركة المستقبل العربي
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
السلام الذي أتى به الرئيس الأمريكي،ووضح بنوده في شرم الشيخ،أعدت كلماته وبنوده وفقراته،في وكر الدولة العميقة الصهيونية،بحيث تصب وتتلاقى فقراته في خانة الإبراهيمية،بوصفها الاستراتيجية التي تعد وتهندس” الشرق الأوسط الجديد “ليكون على الصورة السياسية والاقتصادية والثقافية والروحية،التي خططت لها الصهيونية،ودولتها المتمترسة  في وكرها واشنطن، في أعقاب الخطوة الإبراهيمية الأولى،التي تمثلت في اتفاقية”كامب ديفد”والممهورة بزيارة عرابها انور السادات.
الإبراهيمية رسالة دينية تلمودية صهيونية،تدخل الثقافة الشعبية والسياسية،تحت مظلة السلام الإبراهيمي،وتلاقيهامع ثقافة دينية تبتكرها أنظمة سياسية مطبعة،ومجموعة من وعاظ الأنظمة الذين يسوغون التلاقي بين شباك الإبراهيمية،ومايسمى “الإسلام”الإبراهيمي،أو إسلام التسوية،.وفي حالة التلاقي هذه،المدارة بعقول أنثروبولوجية ثقافية ودينية،بحيث تكون حاضرة داخل الثقافة العربية الشعبية،فتدخل في كل مكونات الثقافة العربية،هذه الثقافة التي تكون مولدة للشخصية العربية،تقودها وتوجهها وتكون سلوكها قيم وأعراف وعادات وتقاليد الثقافة الإبراهيمية.وستكون هذه الشخصية في سلوكها الاجتماعي والأدبي والفني والروحي منقادة بما يصدر لها من أوامر ومخططات مُعدة من قبل الإطارات المجهزة من قبل خبراء الدولة الصهيونية  التلمودية.وفي هذه الحالة للشخصية العربية الإبراهيمية ستكون ردود فعلها واستجاباتها  واكتسابها محكومة للتوجيهات الصادرة عن المؤسسات والهيئات الابراهيمية الموزعة في الأقطار العربية.
ولا نستغرب اذا نجحت السياسات الثقافيّة الإبراهيمية،فستدعو كلمة” العربية”كما الأيمن ثقافتنا المشرق العربي،ومصطلح الشرق الأدنى الذي استبدل وألغي أمام مصطلح الشرق الأوسط الذي ابتكره اليهودي في البحريةالأمريكية.إذاً،الإبراهيمية تشكل تحد جديد في معركة المستقبل العربي،الذي أتى بالأمة العربية،تحت عباءة السلام الإبراهيمي .وهذا التحدي يشكل أخطر التحديات التي واجهتها معركة المستقبل
العربي،في أعقاب وعدبلفور،الذي مثل الحرب العربية الصهيونية
في أعقاب الحروب الصلبية.
والسؤال الموجه إلى التيار القومي العربي ،إذا كانت التسوية
قد مررها السادات إلى الثقافة العربية السياسيّة والفكرية والاجتماعية،فالابراهيمية،ستمر من مؤتمر شرم الشيخ،بقيادة
حكام التطبيع العرب،أحجار شطرنج مؤتمر السلام الإبراهيمي . 
 
د-عزالدين حسن الدياب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب