غزة تكشف هشاشة النظام العربي: الحاجة إلى رؤية استراتيجية عاجلة

غزة تكشف هشاشة النظام العربي: الحاجة إلى رؤية استراتيجية عاجلة
بقلم رئيس التحرير
تعيش الأمة العربية اليوم مرحلة حرجة تتسم بتشتت المواقف وتراجع القدرة على صياغة استراتيجية موحدة لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية. غياب العمل العربي المشترك جعل الساحة العربية عرضة للتدخلات الخارجية، حيث تمكن كل من النظام الأمريكي والإسرائيلي من فرض أجنداتهما على مناطق حيوية من سوريا ولبنان إلى العراق، بينما دفعت بعض الدول نحو مسارات التطبيع التي تُضعف الحقوق الوطنية الفلسطينية وحق تقرير المصير.
غزة، في ظل حصارها المستمر، لم تعد مجرد مدينة تحت ضغط الحصار، بل أصبحت اختباراً صارخاً لهشاشة النظام العربي وكشفاً لعجز بعض الدول عن ممارسة سياسة ردع فعّالة لحماية مصالح شعوبها ومقدراتها. هذا الواقع يفرض على العرب إعادة النظر في أولوياتهم الاستراتيجية، واعتماد سياسات متكاملة توازن بين الدفاع عن الحقوق الوطنية، وحماية الاستقرار الإقليمي، ومواجهة التدخلات الخارجية التي تهدف إلى تفتيت الأمة وتقويض وحدتها.
الأحداث الحالية تؤكد أن الاستراتيجية العربية لا يمكن أن تقوم على ردود فعل آنية، بل تحتاج إلى رؤية بعيدة المدى، تعيد بناء الثقة بين الشعوب والنظم الرسمية، وتضمن أن تكون القوة السياسية والفكرية للأمة أداة لحماية الحقوق والمصالح الوطنية، لا وسيلة لإعادة ترتيب المصالح الإقليمية على حساب العرب.




