الصحافه

غروندبرغ يدعو الأطراف اليمنيّة إلى ضبط النفس والانخراط في الحوار

غروندبرغ يدعو الأطراف اليمنيّة إلى ضبط النفس والانخراط في الحوار

أحمد الأغبري

صنعاء- : أكدَّ المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أمس الإثنين، “أن السياق الإقليمي يوفّر فرصة لإحياء الزخم نحو خفض التصعيد وتعزيز الحوار دعماً لمسار السلام في اليمن”، داعياً “جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس والانخراط في الحوار واتخاذ خطوات عملية لتخفيف معاناة اليمنيين”.
قال مكتب المبعوث الأممي إن زيارات غروندبرغ، التي اُختتمت، الإثنين، لسلطنة عُمان ومملكة البحرية تأتي “في إطار جهوده المتواصلة لإشراك أطراف النزاع ودول المنطقة في دفع عجلة تسوية سياسية تفاوضية في اليمن”.
وأوضح البيان، الذي اطلعت عليه “القدس العربي”، أن “غروندبرغ أجرى
خلال الفترة من 27 إلى 30 أكتوبر/ تشرين الأول، مناقشات في مسقط مع كبار المسؤولين العُمانيين، وكبير مفاوضي “أنصار الله”، مُحمّد عبد السلام، ونائب وزير الخارجية الإيراني، مجيد تخت روانجي”.
وأضاف: “كما التقى، خلال الفترة من 31 أكتوبر إلى 3 نوفمبر/ تشرين الثاني، وعلى هامش “حوار المنامة”، بمسؤولين من الحكومة اليمنيّة، من بينهم وزير الخارجية، شايع الزنداني، والفريق الركن صغير عزيز، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة اليمنية، إضافةً إلى عددٍ من الشركاء الإقليميين والدوليين”.
وذكر أن “المناقشات ركّزت على تعزيز الجهود الرامية إلى إنهاء النزاع في اليمن وتهيئة الظروف المواتية لاستئناف عملية سياسية جامعة برعاية الأمم المتحدة”.
وطبقًا للبيان، فقد جدّد المبعوث الخاص، في جميع لقاءاته، “المطالبة بإنهاء الاحتجاز التعسفي لموظفي الأمم المتحدة من قبل أنصار الله”، مشدّداً “على أن استمرار احتجازهم يعقّد قدرة الأمم المتحدة على تنفيذ عملها الإنساني ويعيق الجهود المبذولة لدفع عملية السلام في اليمن قُدماً”.
وكان مكتب المبعوث الأممي، قال، الخميس، إن غروندبرغ والمسؤول الأممي المكلف حديثًا بقيادة ملف المحتجزين، معين شريم، أجريا عددًا من اللقاءات في مسقط مع مسؤولين عُمانيين وممثلين عن “أنصار الله” بشأن الموظفين الأمميين المحتجزين بصنعاء، وسُبل التوصل إلى تسوية سياسية لإنهاء النزاع في اليمن.
وقال إنهما “عقدا لقاءات مع مسؤولين عُمانيين وممثلين عن أنصار الله، في إطار الجهود المستمرة، التي تبذلها الأمم المتحدة من أجل ضمان الإفراج عن جميع موظفي الأمم المتحدة المحتجزين تعسفًا لدى أنصار الله”.
وحسب البيان، فقد “أجرى غروندبرغ مناقشات مع كبار المسؤولين العمانيين وفريق التفاوض التابع لأنصار الله، حول سبل التوصل إلى تسوية سياسية تفاوضية من أجل إنهاء النزاع في اليمن”.
وفي وقت سابق، كتب كبير مفاوضي الحركة، مُحمّد عبد السلام، في تدوينة على منصة (إكس)، الأربعاء، أنه التقى المبعوث الأممي، “وتم بحث مسار السلام المتمثل بخارطة الطريق المسلمة للأمم المتحدة المتفق عليها مع الجانب السعودي برعاية سلطنة عُمان”.
وأضاف: “تم لفت النظر إلى ضرورة استئناف العمل على تنفيذ ما تضمنته الخارطة، وفي مقدمتها الاستحقاقات الإنسانية، وأنه لا يوجد مبرر للاستمرار في المماطلة”.
وفيما يتعلق بملف الموظفين الأمميين المحتجزين بصنعاء، قال عبد السلام: “رغم ما حصل أكدنا حرصنا على إيجاد حلول عادلة ومنصفة واستمرار التنسيق بما يسمح بمواصلة المنظمات عملها الإنساني والإغاثي وفقًا للمهام المنوطة بها، وعدم تكرار ما حدث من تجاوزات تخل بأمن البلاد”.
وتحتجز سلطات الأمن في صنعاء أكثر من خمسين موظفًا أمميًا بتهم التورط في التجسس لصالح إسرائيل.
وتضاعف أعداد المحتجزين عقب استهداف إسرائيل بغارات اجتماع للحكومة التابعة للحوثيين بصنعاء في 28 أغسطس/ آب الماضي، والتي قُتل فيها رئيس حكومة حركة “أنصار الله” وتسعة وزراء بالإضافة إلى مسؤولين اثنين في رئاسة الوزراء.
ورفضت الأمم المتحدة بشكلٍ قاطع “جميع الادعاءات التي تزعم أن موظفي الأمم المتحدة أو عملياتها في اليمن شاركوا في أي أنشطة لا تتوافق مع ولايتنا الإنسانية”.
واعتبر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، “وصف موظفي الأمم المتحدة بالجواسيس أو في سياقاتٍ أخرى بالإرهابيين أمراً غير مقبولٍ ويُعرّض حياتهم في كل مكانٍ للخطر”.
ويشهد مسار السلام في اليمن جمودًا منذ إعلان الأمم المتحدة توافق الأطراف اليمنيّة على خارطة طريق للسلام في 23 ديسمبر/ كانون الأول 2023.
واتهم الحوثيون الولايات المتحدة بالوقوف وراء تجميد مسار التسوية السياسية، جراء عملياتهم في العمق الإسرائيلي، وفي البحر الأحمر وخليج عدن.
وخارطة الطريق هي نتاج مفاوضات جمعت قيادات في “أنصار الله” ومسؤولين سعوديين عقب مفاوضات سرية سعودية عُمانية مهّدت للقاءات سعودية حوثية لاحقًا بهدف إنجاز اتفاق تسوية سياسية بين طرفي النزاع في اليمن.
الجدير بالذكر، أن آخر اتفاق لوقف إطلاق النار في اليمن قد وقعّه الطرفان اليمنيان برعاية أممية في أبريل/ نيسان2022، وتم تجديده مرتين لمدة ستة شهور، وانفرط العقد في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول في العام ذاته، ليستمر الاتفاق بشكل غير رسمي من خلال ما يُعرف بخفض التصعيد.
وكانت آخر زيارة للمبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، إلى صنعاء في يناير/ كانون الثاني الماضي.

«القدس العربي»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب