مقالات

“هل يمكن منع نتنياهو من استئناف الحرب؟” بقلم الدكتور وائل الريماوي 

بقلم الدكتور وائل الريماوي 

تحت عنوان :
“هل يمكن منع نتنياهو من استئناف الحرب؟”
بقلم الدكتور وائل الريماوي 
على صفحات جريدة القدس العربي الصادرة في لندن ..زاوية راي القدس..
استهدفت إسرائيل، أمس الأحد، الضاحية الجنوبية لبيروت، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 21 آخرين، وهو ما اعتبره الرئيس اللبناني جوزف عون «دليلا آخر على أنها لا تأبه للدعوات المتكررة لوقف اعتداءاتها» مشيرا إلى أن «لبنان التزم وقف الأعمال العدائية منذ ما يقارب سنة حتى اليوم» ومطالبا «المجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤوليته ويتدخل بقوة وبجدية لوقف الاعتداءات على لبنان وشعبه».
تزامن الهجوم مع عيد الاستقلال الذي أطلق عون خلاله، من جنوب لبنان، مبادرة لحل الأزمة مع إسرائيل، تتضمن انسحابها من لبنان، وعودة الأسرى، والتفاوض على ترتيبات حدودية نهائية. تلقى عون بعد ذلك دعوة مفاجئة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيارة «البيت الأبيض» لكنه أقرن إعلانه بالقول إن «حزب الله» يمثّل مشكلة للبنان.
علّق الجيش الإسرائيلي على العملية، بتصريح على منصة «إكس» يقول إن قواته «استهدفت مخربا رئيسيا في منظمة حزب الله في بيروت» دون الكشف عن اسمه، فيما تحدثت إذاعة الجيش أن الهجوم موجه إلى «(أبو) علي الطبطبائي، قائد الجناح العسكري في حزب الله» ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية الطبطبائي بأنه «الرجل الثاني» في الحزب بعد الأمين العام الشيخ نعيم قاسم.
تبع ذلك تصريح لمحمود قماطي، رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» يقول إن «شخصية جهادية أساسية» تم استهدافها في العدوان على الضاحية الجنوبية (أمس الأحد) كما تضمن التصريح ردا على مبادرة عون آنفة الذكر بالقول إن «العدو لا تنفع معه الاتفاقات» وأن أي «تفاوض جديد هو مضيعة للوقت».
أثار الهجوم جدلا حول وجود تنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية من عدمه، فبعد إعلان هيئة البث الإسرائيلية أن تل أبيب أبلغت واشنطن بالهجوم، وتصريح مسؤول أمريكي لـ«القناة 12» العبرية الخاصة بأن واشنطن لم تبلغ بالهجوم مسبقا، قال رئيس الوزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو إن تل أبيب ليست مضطرة للحصول على موافقة من أي جهة لشن هجمات سواء تعلّق الأمر بلبنان أو غزة.
يتناقض تصريح نتنياهو الأخير هذا مع المعلومات التي أعلنتها مصادر إسرائيلية نهاية الشهر الماضي عن أن «أي خطوة عسكرية جديدة قد يقدم عليها جيش إسرائيل (بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة) تستوجب موافقة أمريكية مسبقة» وهو ما يجد تفسيره في افتتاحية صحيفة «هآرتس» أمس الأحد، التي قالت إن نتنياهو يعمل على تحضير حرب متجددة في لبنان كما في غزة «بهدف عرقلة تنفيذ خطة ترامب» لأن تلك الخطة لا تحظى بالتطبيق الأمريكي الكافي، وهو ما يعطي نتنياهو، وحكومته، مجالا لاستغلال الفراغ «لخلق واقع يعيق تقدم» هذه الخطة.
تقوم خطة نتنياهو المضادة على تصعيد كبير في لبنان، عبر استهداف ما سمته إسرائيل «رئيس أركان حزب الله» وكذلك عبر سلسلة الهجمات التي شنتها على قطاع غزة، كما حصل في الهجوم الذي أدى إلى استشهاد 24 شخصا يوم السبت، وكذلك العمل المتواصل على توسيع الخط الأصفر غربا.
تقوم هذه الخطوات المترادفة والتصريحات المرافقة (كحال تصريح نتنياهو الذي ينكر الإشراف الأمريكي على تطبيق وقف إطلاق النار وعلى عمليات إسرائيل العسكرية) على «اختبار حدود الاتفاق، وقدرة الوسطاء على الاستيعاب» فعبر الهجمات على «حزب الله» يحضّر نتنياهو الظروف لحرب وشيكة يتم تصويرها على أنها «ضرورة أمنية حتمية» وعبر الزحف غربا في قطاع غزة تخلق إسرائيل الظرف للادعاء بأن الاتفاق قد استنفد نفسه.
تضع هذه التطوّرات مصداقية الولايات المتحدة الأمريكية، والأطراف الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، على المحكّ، كما أنها تضع المنظومة الدولية التي وافقت على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في مأزق كبير، وهو ما يؤدي إلى سؤال كبير: هل هناك أحد قادر على وقف خطط نتنياهو لتقويض مسار السلام في الشرق الأوسط؟

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب