
أبحثوا عن الحكمة في شعارات الثوار
الطيب من مختار
إن العمل الثوري التقدمي لا يضع حلول للحاضر فقط بل متجاوز للماضي والمستقبل. وإنما هو صورة متكاملة يستوعب الماضي وتجاربه ليكون مفتاحا للحاضر وتناقضاته واضعا الحلول الجذرية له ليقتحم المستقبل مجاوب علي أسئلته بكل روح واقتدار.
تظل الثنائية لهيب الإيمان وبرودة العقل ثنائية جدلية تجاوز أيا منهما دون الآخر، يعني حلول زائفة لازمة حقيقية.
فالثورة في أي من محطاتها تحتاج لهيب الإيمان الناتج عن الفطرة السليمة وما يفعل هذا الإيمان من اندفاع للأمام رغم صعوبة الطريق غير معني بالعقبات في الطريق وغير معني بالابتسامة الباردة من الغير، لانه ينطلق من إيمانه بأن الخير يستحق التقدم والتضحية وكذلك تلك المحطة الثوريةتحتاج أيضا مع هذا اللهيب المندفع برودة العقل واتزان الحكمة وقراءة الحاضر بدون معزل عن الماضي ليرسم المستقبل برسم لا رتوش فيه يحلل الظواهر تحليل علمي يرجعها إلى أصلها أو جذورها ولا يتعامل معها بشكل فوقي وسطحي مما تكون حلوله مخدرة غير متعمقة في الأزمة وتجلياتها في المستقبل
فثنائية لهيب الإيمان وبرودة العقل تقابلها ثنائية أكثر التصاقا بها وهي إندفاع الشباب وخبرة الشيوخ.
لقد كانت ثورة ديسمبر محطة ثورية هامة من مراحل النضال الوطني وذلك بعنفوانها الثوري وحكمتها التي لازمتها طيلة مراحلها لم تستهويها شعارات المرحلة المنبتة من الواقع والغير معبرة عن تطلعات الجماهير ولا تمثل حلول جذرية لأزمة حقيقية.فإحدى هذه الشعارات المرفوعة وقتها وأكد عليها المستقبل حاضر اليوم هو الشعار الثوري العلمي الجدلي الفلسفي الذي أجاب عن واجبات ومهام اليوم وشكل المطلوب كان شعار
“برهان ثكناتك أولى مافي مليشيا بتحكم دولة”
شعار خالد متجدد معبر عن الأزمة الحقيقية ووضع تصورات للحلول الثورية بكل تجرد وإقدام
فقال هذا الشعار للبرهان كرمز لمؤسسة الجيش عليك أن تبتعد عن السياسة لتقم بمهامك الأساسية وهي حفظ البلد وكرامتها ودستورها وأمنها ومهما حاولت أي مليشيا أن تتطور اقتصاديا وسياسيا وعسكريا فإنها يصعب عليها أن تحكم دولة وفق تركيبتها القبلية وولائها العنصري .لذا فالحل الثوري كان موجود في الشعار العبقري علي المؤسسة العسكرية أن تبتعد عن السياسة وعلي المليشيا أن تدمج نفسها في الجيش وذلك لاستحالة أن تحكم .ورافق هذا الشعار شعارات مؤكدة لأصالته وانسجامه مع الواقع.السلطة سلطة شعب والعسكر للثكنات
إن الشباب العفوي الثوري رفع شعارات منسجمة مع الأزمة مدرك لخطورتها في المستقبل وبدل أن تقابل هذه الشعارات بروح وطنية منفتحة لكن ظل محور الشر والراسمالية الطفيلية المتعفنة المتحالفة مع العسكر لرسم المستقبل الذي يسمح لها بالتمدد الأكبر قابل هذا التحالف شعارات الشباب بعنترية وتحدي طفولي كالذي قال أن المليشيا هي من رحم القوات المسلحة لذا كان الموت مقابلا لمن يرفع هذا الشعار فهم يعرفون خطورته في المستقبل ولأنها شعارات عفوية، الكل يبحث عنها الآن فمن كانوا يرفعون السلاح ضدها بالأمس اليوم يرفعون السلاح ضد بعضهم البعض بعد أن خان كل منهم الآخر، حولوا البلاد لبركة دماء طاهرة من الطرفين ومن شعبهم وأصبحت الخرطوم خراب والجثث علي الطرقات والكل هجرها قسرا فاختلاف القتلة سيؤدي لمزيد من القتلة…
يظل الشعار الثوري هو مفتاح الحل للأزمة الحالية وأي حلول أخري هي حلول زائفة .الثكنات أولى للجيش من الاهتمام بالسياسة والمليشيا مصيرها الاندماج لأنها لن تحكم دولة مهما غيرت من جلدها
لا للحرب..
وقف الحرب مطلب ديني وأخلاقي واجتماعي
اللهم سلم البلاد والعباد