مقالات

50يوماََ من الحرب على السودان : خسارات وخيبات متعددة بقلم محمد الأمين أبوزيد

بقلم محمد الأمين أبوزيد- السودان

50يوماََ من الحرب على السودان : خسارات وخيبات متعددة
محمد الأمين أبوزيد
تدخل الحرب في السودان يومها الخمسون في الوقت الذي وعد فيه قادتها الشعب(خاصة الجيش) بحسم المعركة في غضون أيام معدودات، ولكن كمايقال النظرية خضراء والواقع رمادي، يشير الواقع إلى حرب عبثية لاتعرف نهايتها وبأي نتيجة.
لسنا في معرض تقييم الحرب من الناحية الفنية العسكرية فهذا كار ليس لنا فيه مثقال، ولكن سندلف إلى مناقشة الخسارات والخيبات التي طالت الطرفين المتنازعين.
اولا:دخل الطرفان الحرب بأهداف سياسية بعضها معلن وبعضها مضمر، وظلا يستقطبان لها كلا من موقعه ومنبره المستقل. ولأن الحرب في تفاصيلها المعاشة لاتنفصل عن الأهداف السياسية فقد أكدت المؤشرات رغبة طرفيها في الانفراد بالسلطة والحكم والموارد وهو أساس الصراع.
ثانيا:تباري الطرفان في كسب التأييد الشعبي لموقفيهما بينما أثبتت أحداث الحرب يوما بعد الآخر خسارتهما للشعب الذي اكتشف بوعيه زيف ادعاءات الطرفين وبعدهما عن تمثيل المصالح الشعبية والتي لم تكن الحرب وسيلة مناسبة لحسمها والتعبير عنها.
وبالمقابل فإن سياق المعارك يثبت كل يوم تراجع التأييد الشعبي لأي طرف وتنامي التيار الرافض للحرب.
ثالثاََ:اثبت واقع الحرب صحة المقولة أن الحقيقة هي أولى ضحايا الحروب، حيث حمل إعلام الطرفين محمولات ورسائل إعلامية مجافية للحقيقة والواقع المعاش، وحفل الإعلام المساند للطرفين في الميديا بالكثير من الفبركات والصناعة الخبرية المضللة.
رابعاََ:أظهرت الحرب ضعفاََ بيناََ في تحديد القدرات الفنية للطرفين وفي التعامل مع حرب المدن التي لم يتمرسا عليها حيث كانت خبرات الطرفين ميدانها الغابات والخلاء الفسيح..
خامسا:أكدت الحرب عدم احترام طرفيها للقوانين المرتبطة بالحرب لاسيما المتعلقة منها بحماية المدنيين إذ تشكل احداثيات الحرب جرائم وانتهاكات لحقوق المدنيين مرتكبة من الطرفين…
سادساََ:إن استطالة أمد الحرب مع تفاقم الوضع المعيشي والتدهور الاقتصادي واتساع ظواهر النهب والتعدي سيجرد الطرفين من اي سند جماهيري وسيورثهما لعنة الشعب.
سابعا:ستضع الحرب حداََ فاصلاََ لتدخل الجيش في السياسة، ولشرعنة المليشيات وتعدد الجيوش، وستضع مهام إصلاح المؤسسات النظامية وبناء جيش وطني مهني محترف من أولى واجبات الانتقال الديمقراطي وبناء الدولة المدنية.
ثامناََ:إن التحشيد والتحشيد المضاد لن يخدم الا استدامة الحرب وتفاقم تبعاتها وآثارها،بينما يبقى الواجب الوطني لدى كل قوى المجتمع المدني والحركة السياسية هو الضغط لإيقاف الحرب وبالتكاتف مع المجتمع الدولي.
تاسعاََ:ايما تكون نتائج الحرب فإنها ستفرز واقعا سياسيا َ جديداََ سيكون له انعكاساته سلباََ او إيجاباََ على مسيرة الانتقال الديمقراطي المتعثرة منذ انقلاب 25/10/2021 الذي يعتبر مفتاح الأزمة التي أفضت إلى هذا الواقع الكارثي..
عاشراََ:ستقطع الحرب ومخرجاتها الصلة الكلية بالانقلابات العسكرية كطريق بائس للتغيير،وتعمق طريق التغيير الثوري المستند إلى إرادة الشعب وأهدافه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب