مقالات

تعليقا على بعض المتداول في الوسائط.. بقلم خالد ضياء الدين

بقلم خالد ضياء الدين

تعليقا على بعض المتداول في الوسائط..

بقلم خالد ضياء الدين

05-07-2023
الحرب في السودان وسياسة التطمين الإعلامي الكاذب
تحت هذا العنوان تحدث أحدهم عن إعلام الفلول الضال المضل رابطا إياه بتصريحات وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف!
كي لا ننهي عن خلق ونأتي بمثله سنبحث عن خطابات الصحاف ونضعها أمام القراء حتى يتبين الفرق بينها وبين خطابات الخبراء (الاسطراطيجيين) وبين طبيعة المعركة المشروعة التي خاضها العراق في مراحلها الثلاث الأخيرة إبتداء من العام 1980 قادسية صدام.. مرورا بأم المعارك 1991
وليس انتهاء بالتاسع من أبريل (احتلال بغداد) ورفع العلم الأمريكي بوجه تمثال الشهيد صدام كما يحدث فى هوليود ،كما أضح مؤخرا.
وبشكل خاص معركة المطار.. وما أعقبها من إنطلاق مقاومة الاحتلال والتي كانت احتمالا أعدت له عدته وأتت بعض أكلها بانسحاب الأمريكان بعد خسائرهم الموثقة أمريكيا وليس( صحافيا) فحسب.
على ألا يغيب عن بال( إلا من بعينيه قذي) ، أن المعركة بحروبها الثلاثة كانت أطرافها : العراق بقيادته التي حررت ثورتها في تموز 68 العراق من شبكات التجسس الاستعمارية والنهب الاقتصادي المتمثل فى هيمنة الشركات الأوربية والأمريكية على النفط إنتاجا وتكريرا وتسويقا.. و العملاء في الشمال الذين تحركهم إيران والصهيونية العالمية والإمبريالية الأمريكية، لزعزعة استقرار العراق ،وإجهاض الحل السلمي الذى قدمه للقضية الكردية ، بتواطؤ مع أمراء النفط عرب الجنسية
ومحاولات تركيع العراق اقتصاديا بعد أن فشلت حرب السنوات الثمانية بهزيمة إيران وتقبل الخميني لقرار مجلس الأمن رقم 598(كما يتجرع السم الزعاف) بحسب قوله..
▪️لتأتي الصفحة اللاحقة المتمثلة في إغراق سوق النفط بتجاوز الإنتاج والتسويق لما قررته الأوبك ليهبط سعر البرميل إلى 7 دولارات بينما سعره الحقيقي يتجاوز ال20 دولارا..!!!
وذلك لخنق العراق المثقل بالديون التي فرضتها عليه الحرب، ولم يكن ما تلقاه أثناء الحرب من بعض ممن يفترض أنهم أشقاء لحامي البوابة الشرقية( للوطن العربي)
بمثابة مساعدات بل قروضا واجبة السداد!!!
▪️وبعد فشل ذريعة( تحرير الكويت )في إسقاط النظام الوطني بعد انسحاب القوات العراقية من الكويت وتحريرها للمحافظات التي استولى عليها الإيرانيون وعملاؤهم، فيما عرف بصفحة الغدر والخيانة
كان لا بد من توظيف أحداث برجي التجارة بنيويورك وانهيار الاتحاد السوفيتي وتفككه وانفراد الولايات المتحدة كقطب أحادي بلا معادل.. كان لابد من تغيير تكتيكات تحجيم المشروع الوطني والقومى في العراق وفشل الحصار الذي كان ردا على قرارات تأميم النفط عام 72 ونهج الاستقلالية الاقتصادية وعدم الانحياز وعلى تغذية تجددالاقتتال بشمال العراق الذي اقتلعت شوكته ببيان مارس / آذار 1972 للحكم الذاتى لكردستان العراق ،وموازنة تنموية استثنائية لتردم هوة التخلف الذي كان يقبع فيه الشمال عن الجنوب بسبب الحل العسكرى .
وما قادت إليه تلك الإجراءات الثورية لسلام واستقرار، حول شمال العراق لمنطقة سياحية من الطراز الأول عالميا في مصايف شقلاوة ودهوك وسواراتوك وسرسنك وجبل ال علي قلي بك
وغيرها سواء كركوك أو أربيل أو حتى الموصل الحدباء..
▪️تحول تكتيك التحالف الإمبريالي
الصهuيونى ،بالدخول في حرب مباشرة مع العراق كان الشرط الأمريكي لمنعها توقف العراق عن دعم القضية الفلسطينية ،والموافقة على التطبيع مع العدو الصهيuونى ،واستقالة صدام حسين وتغيير النظام الوطني بشرزمة من العملاء.وأن الولايات المتحدة ستشن تلك الحرب سواء وافق(العالم أم لم يوافق)
وكانت ذريعتها التي حاولت تبرير الحرب بها : امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل.. ودعم تنظيم القاعدة!
▪️لم يكن لدى القيادة التاريخية لثورة يوليو /تموز تلك الثورة (غير المسبوقة في التاريخ العربي الحديث والمعاصر).. لم يكن لديها أوهام بتعادل مادي لقوتها أمام آلة حلف الأطلنطي النووية، ولذلك كانت الصفحة الثانية هي صفحة المقاومة التي وضع تفاصيلها شهيد الحج الأكبر(وليس مزاعم خطاب من الصحاف ليرفع له معنويات شعبه أو ليخفي به خسائر القوات العراقية)..
وهكذا كانت إنطلاقة المقاومة من لحظة دخول بغداد بتجحفل المواطنين العراقيين المدربين على السلاح منذ سنوات القادسية وعلى حرب الشوارع مع جيشهم الذي لم يضم(فلولا) لأنظمة ما قبل ثورة تموز 1968 ولا عملاء للأمريكان أو الصهuاينة والفرس..
▪️إن استراتيجية الانتقال من الحرب النظامية للحرب الشعبية ضد الغزوزو الأجنبي.. وهو نهج مبدئي عند البعثيين لم تتأخر بل أضحت واقعا معاشا منذ اليوم الذي دخلت فيه القوات الأمريكية بغداد.
▪️إذا نستطيع القول بأن الكاتب لم يوفق بعقده مقارنة ، تفتقد لأى قاسم مشترك يقارن عليه ،بين التناول الإعلامي لأحداث الحرب المشروعة الغاشمة على العراق والتي مثلت آخر حلقات التآمر على العراق وثورته، وبين تناول إعلام وسائط التواصل الاجتماعي لأحداث الحرب ،التي وصفها المتورطين فيها ،بالعبثية ، الدائرة في السودان حاليا. لذا فإن ما ذهب إليه الكاتب لا يعدو عن كونه قياس مع الفارق، حيث أن المعلومات إبان الحرب العراقية يتم استقائها من مصادرها الرسمية ممثلة في الصحاف كناطق رسمي ووزيرا للإعلام، بينما في السودان لا يوجد مصدر رسمي للمعلومة، ومعظم ما يتم تداوله من نسج خيال (لايفاتية) أصحاب الغرض وبتضخيم مبالغ فيه مع قلب للكثير من الحقائق. أما عن المصداقية فإن معركة (أم قصر) مثلا واستبسال الجيش العراقي فيها وكذلك ما تم من محاصرة للقوات الأمريكية التي تم إنزالها في الجنوب بوضعها في كماشة من قبل الجيش العراقي بعد أن ( طلعوا لهم الولد من القاع).. (الولد بكسر الواو) وما صاحب ذلك من تهديد أمريكي باستخدام السلاح النووي.. كلها تقف شاهدا على صدق ما كان يذكره الصحاف. علما بأن الصحاف لم يكن يختلق وقائع أو يدلي بمعلومات غير صحيحة، بل كان يبث الطمأنينة من خلال ذكره لخطط دفاع مثل خطة تمدد الأفعى بجعلها تتمدد ثم الشروع في تقطيعها وكذلك تأكيده لمقولة الشهيد صدام بأنهم سينتحرون على أسوار بغداد تلميحا لما تم رسمه من خطة استدراجهم إلى أطراف بغداد المفخخة آنذاك بالألغام وحفر النفط.
▪️ لم يتحدث كاتب المقال عن كذب الإعلام الأمريكي وتضليله للراي العام العراقي والعربي والمسلم لكنه انبرى يرمي سهام الكذب والتضليل لمناضل ومجاهد عراقي في قامة الصحاف، وهو موقف الممالين للغزو والاحتلال أو العاجزين عن الوقوف فى وجهه وإدانته ،لاسباب باتت معروفة.
ومن المؤسف أن لا يجتهد كثير من الكتاب أو المهتمين بالشأن السياسي لمعرفة الحقيقة وأن يتلقف المعلومة من الخصم ، أو من طرف أحادي ،متأثرا بكثافتها واستمرارها لدرجة الاقتناع بها، بل وتبنيها من قبل بعض أبناء الأمة ،على الرغم من التراجع عنها أو تخلي من لدن من أطلقوها ، وهؤلاء هم من يستفيد منهم العدو لاحقا في طعن خاصرة المقاومة بهم من الخلف ،وليس في العراق فحسب.
▪️ولقد اختلط الأمر على كاتب المقال الذي تحدث عن احتلال البصرة والفلوجة أثناء المواجهات، متهما الصحاف بتغبيش رؤية العراقيين وخداعهم، ولكن فات على الكاتب نتيجة تأثره بآلة الإعلام الأمريكية والغربية، إن معركة الفلوجة الأولى والثانية كانتا بعد احتلال العراق حيث لا صحافة ولا مؤتمرات صحفية..
فالمعركة الأولى هزمت فيها القوات الأمريكية، حيث لم تستطع دخول الفلوجة.. وله أن يتذكر صور الجنود الأربعة المعلقة جثثهم فوق الجسر.وأما المعركة الثانية في نفس العام 2004 والتي استخدمت فيها قوات الاحتلال، الأسلحة المحرمة دوليا، كالنابالم ، والتهديد بالاستخدام النووى ، مثلما حدث في معركة المطار أيضا بعد مقاومة شرسة شارك فيها القائد الشهيد صدام حسين..
▪️الإعلام العراقي لم يحيد الشعب العراقي بل حشده في مواجهة الاحتلال الأمريكي ومن بعد ساهم في انتظامه ضمن فصائل المقاومة العراقية المسلحة، واحتضانها وتمويلها ،رغم التصفية الجسدية للعلماء وقيادات الجيش وضباطه ،وعلى الهوية ،ودك المدن والتهجير القسرى والتغيير السكاني . وهي المقاومة الوحيدة التي بدأت منذ إعلان الأمريكان سيطرتهم على العراق.
مقاومة أرهقت المحتل وعجلت برحيله من العراق..ويمكن للكاتب أن يرجع لفيديوهات المقاومة العراقية وما انتجته من اعتراف أمريكي بقوتها وبسالتها.. ولك أن ترجع لخطاب بوش الذي اعترف فيه بخسائر جيشهم وقد وثقت وقائعها عشرات الكتب والوثائق الغربية من بينها تسريبات ويكليكس.
▪️محاولة تشبيه إعلام الفلول وبيانات قيادة الجيش السوداني ووصمها بعدم المصداقية ومقارنتها بماحدث أيام حرب العراق لايخلو من تأثر الكاتب بالإعلام الأمريكي الذي نجح لحد كبير في تسويق فشل المقاومة وتحطيم رموز الأمة الذين تصدو للاحتلال وحدهم بعد أن خانهم الحكام في المحيط العربي والدولي ولا أظن بأن كاتب المقال فات عليه بأن حرب العراق كانت في مواجهة كل الجبروت العالمي والإقليمي بينما حرب السودان تجري بين قوتين استخدمت في الانقلاب على التحول الديمقراطي والآن تستخدم ،من منطلقات ذاتية ،للاستحواذ على السلطة ،لحماية مصالح ضيقة . بينما الأول صراع بين الحق والباطل بين إرادة شعبية في مواجهة مستعمر أجنبى فشتان مابين الصراعين.؟
▪️كانت معركة احتلال العراق إعلامية استخدمت فيها كل التقنيات الهوليودية ووسائل الدعاية المضادة التي واجهها العراق بقدرات الصحاف الإعلامية المتميزة وسيطرته على الفضائيات بطريقة عرضه ليوميات الحرب.
▪️الصحاف لم يدير معركة الإعلام العراقية من خارج العراق بعيدا عن المواجهات بل كان مشاركا في بعضها حاله حال القيادة السياسية العراقية آنذاك وكان لآخر لحظة مستمسكا بحق العراقيين في الدفاع عن أنفسهم وارضهم،وأما محاولة وصمه بالكذاب أو بائع الأحلام فهذا جزء من شيطنة الإعلام الأمريكي وأبواق العملاء الذين حاولوا تحطيم رموز العراق معنويا وماديا وقد حاولوا ذلك مع الشهيد صدام وغيره ولكن خاب ظنهم وطاش رميهم
▪️لم يكن الصحاف كاذبا بل الدعاية الأمريكية كانت تسبق الهجوم فتعلن احتلال المواقع والمدن قبل بداية المعركة(أم قصر مثالا)فينفي الصحاف الخبر وبعدها تحدث معارك ويتم دخول المنطقة المعينة بفعل كثافة النيران وتفوق التسليح الأمريكي حتى يبدو لغير المدققين أن الصحاف لم يكن أمينا في طرحه.
ولكن برغم ترسانتهم الإعلامية والعسكرية إلا أن بغداد كانت بحق مقبرة الغزاة. وأن العراق لقمة مسننة ،كما قالها قائده الرمز الملهم .ولك أن تقرأ عن خسائرهم البشرية وأما تحايل الأمريكان الذي يحول دون الكشف عن عدد خسائرهم هو أنها تطلق مصطلح(متعاقدون مدنيون) مثال شركة: بلاك ووتر.. وهم جنود مثلهم مثل المرتزقة أو مجموعة فاغنر الروسية هؤلاء يقتلون بالآلاف، لكنهم لا يحسبون ضمن خسائر الجيش الأمريكي لأنهم (متعاقدون) ولا ترحل جثامينهم إلى امريكا، ويمكن التخلص منهم بمختلف الطرق.
▪️أشار كاتب المقال لتضليل الصحاف للرأي العام العراقي أثناء معركة الفلوجة!
ربما فات على كاتب المقال أن معركة الفلوجة الأولى والثانية تمت بعد انتهاء الحرب بشكلها التقليدي لتبدأ الصفحة الثانية من البسالة العراقية(المقاومة)
ولعل كاتب المقال لا يعلم بأنه في معركة الفلوجة الأولى، فشلت القوات الأمريكية دخول المدينة والسيطرة عليها.وأنها كانت ضمن صفحة المقاومة أي أن الصحاف حينها لم يكن بمقدوره إقامة مؤتمر صحفي. وأن المعركة حدثت بعد أن قتل أربعة من قوات المرتزقة من شركة (بلاك وتر) الأمريكية في مدينة الفلوجة، وسحبت جثثهم في الشوارع لتعلق فيما بعد على جسر في أطراف المدينة على نهر الفرات. . وتكبد الجيش الأمريكي في هذه المعركة خسائر جسيمة دفعت الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن التصريح قائلا:(لقد واجهت قواتنا ا
أسبوعا قاسيا ..وأنا أصلي كل يوم من أجل أن تتراجع الخسائر!!! ..)
▪️أرجع البصر ياكاتب المقال وأبحث عن عدد الجنود القتلى أثناء وبعد الاحتلال بفعل المقاومة، وعن من أصيبوا بأمراض نفسية نتيجة المواجهات مع الشعب العراقي جيشا ومقاومة شعبية..
▪️وأما حديث الصحاف حول معركة المطار فلك أن تعلم بأنها لم تكن معركةواحدة، بل ثلاثة معارك، خلفت عددا من المدرعات العسكرية الأميركية المحترقة عند شارع المطار دمرت خلال محاولتها التقدم تجاه العاصمة بغداد، تلك المدرعات العسكرية الأميركية المتفحمة توزعت في 3 مناطق قرب المطار، أولها وسط شارع المطار وتحت جسر الخط السريع المار عند جامع أم الطبول، وأيضا مقابل السوق المركزي في حي العامل القريب من المطار…
بالطبع للأمريكان إمكانيات هائلة في سرعة تنظيف خسائرهم في أرض المعركة وهذه ميزة تحول دون توثيق كثير من هزائمهم وخسائرهم.
▪️نعم لقد خسرت القوات الأمريكية عتادا وجنودا أثناء معركة المطار نتيجة المواجهة مع الحرس الجمهوري الذي زرع الألغام وهاجم القوات الأمريكية من عدة محاور الأمر الذي دعا الأمريكان لاستخدام الأسلحة المحرمة دوليا التي تحدث عنها العالم بحيث أبادت أكثر من ألف جندي عراقي خلال ثواني معدودة تفحمت فيها الجثث وذابت أجساد الجنود والمدرعات وناقلات الجنود.
▪️إن أمر إدارة إعلام الحرب يحتاج إلى خبرة وتخصص والصحاف يمتلك الاثنين لم يكذب كما يكذب الفلول في السودان الذين شبههم كاتب المقال به وهم ليس فيهم من يأتي للمؤتمر الصحفي من أرض المعركة كما كان يفعل الصحاف حاملا بندقيته الكلاشنكوف فإذا كانت أداة الحرب البندقية، فصوت الصحاف كان مدفعا موجها وكان فيلقا ويكفيه فخرا أن أدار ماكلف به بمنتهى الدقة والمصداقية.
عذرا كاتب المقال إذ لم يحالفك التوفيق في تشبيهك لأراجيف الفلول وكذبهم بما كان يقوم به الصحاف بمنتهى الصدق والأمانة. وقبل أن تكون مع من ..كن مع الإنصاف والحقيقة .
ولنا عودة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب