مقالات
من حيث كنا،وحيث نحن سوريا المستقبل بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب-استاذ جامعي -دمشق -سوريا-
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب-استاذ جامعي -دمشق -سوريا-
من حيث كنا،وحيث نحن سوريا المستقبل
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب-استاذ جامعي -دمشق -سوريا-
الحديث عن المستقبل،يبدأ في منهج علم المستقبل،من معادلة يأخذ بها هذا العلم،وهو في مهمة البحث عن المستقبل واستشرافه،فالماضي عندة يتواجد في الحاضر،والحاضر والماضي لهما حضورهمافي المستقبل،إذا فإن المستقبل،يتواجد في كل من الماضي والحاضر.
وعلى ضوء هذه المعادلة المستقبلية،فإن النظر إلى مستقبل الحالة السورية ،يبدأ من رؤية هذه الحالة في ماضيها وحاضرها،وفي هذه الحالة إيضاً يبدأ المستقبل بإجراء بعض التعديلات في الحاضر،بناء على التحديات المطروحة على هذا الحاضر،ومافيه من استحقاقات مرتبطة بحاجات المجتمع السوري.
إذاً، استمرار الحديث في الشأن السوري،يبدأ من حيث كنا وهذه البداية تجعلنا طرح مشاهد متعددة المواضع،ومتنوعة في الإشكالات المصاحبة،أو المرافقة لها،وسيكون لهذه المشاهد تجليات،نراها في تعينات عدة،إنطلاقاً من النسق السياسي الذ ي عرف بنظام أمني لم تعرفه الحياة السورية من قبل،النظام الأمني المفتوح على ممارسات فيها من الظلم والتعسف،ما يهدر كرامةً المواطنة،والمصحوبة بمستويات من التعذيب،
تصل إلى القتل الوحشي،ومصادرة الحريات،والحكم وحيد الجانب الذي يقوم على أساس الحزب الواحد الذي يتناقض مع اسمه ومبادئه وتوجهاته،وفساد اجتماعي ومالي وسياسي،وصل وتغلغل في مفردات أنساق البناء الاجتماعي،فطال الأخلاق والتعليم والقضاء،والبنية المركزية للجيش،الأمر الذي أدى إلى اختراق امني أجنبي لمفاصل الأمن الوطني،حتى باتت عملية الاغتيال تطول شخصيات قيادية،وحدث عن الضائقة الاقتصادية،التي خربت تسلسل الطبقات الاجتماعية،فأنزلت الطبقة المتوسطة،ألى حافة الفقر،وهذا كان له انعكاسة على العلاقات إلمجتمعية،فراح الضيق المالي إلى ظواهر أخلاقية مرضية،كانت تفرز ثقافة الكراهية والبغضاء والتنافر،الأمر الذي بدأ يمهد للتنابذ الاجتماعي،المسكون بكل مايهدد الأمن الاجتماعي،وسلامة العيش المسكون بالوحدة الاجتماعية.
ماكانت عليه الحياة السورية،وخارطتها التي مهدت إلى التغيير،لكنه التغيير المسكون بمخاطر تهدد مستقبل وحدة سوريا التي تطوّل البناء الاجتماعي من كل جوانبه.وبدأ التغيير بالسلاح،الذي تحول إلى الحكم في ضرورات التغيير ونجاحه وسلامة الحالة الوطنية السورية.وباتت الحالة السورية مفتوحة على المستقبل الذي يذخل مجموعة من التعديلات،على البناء الاجتماعي،بكل أنساقه وأولويات كل نسق،فكان النسق السياسي له أولوياته،مرفوقاً بالتغيرات العسكرية والأمنية،التي تشكل سكة السلامة للتغيرات التي تشكل المجال الرحب لشكل الحكم ومؤسساته ومحددات هويته السياسية الوطنية والقوميّة والإنسانية.
لكن سوريا المستقبل،كما يطرحها الحوار الجاري بين الناس،اتية من جملة من الهواجس،وهمومها اليومية،التي أثارها ونبه إليها شكل الحكومة وحيدة الاتجاه السياسي،وتركيبة الجيش التي،حتى هذه اللحظة،استثنت مجموعة من الضباط والعسكر الذي سموا أنفسهم بالجيش الحر،.
وتضيف الحالة السورية الراهنة،التي أدخلتها التغيرات التي تمت بما يمكن تسميته بسوريا المستقبل،لكن الشارع السوري بأجزائه،واتجاهاته السياسة،والأزمة السورية الخانقة التي أوجدتها حكم أسرة موغلة في استبدادها وقمعها ووحشيّتها وفسادها.نقول أدخلتها في تركة ثقيلة وصعبة،وحمالة لتحديات تكمن ،في كل واحدة منها تهدد السلم الوطني.
مامعنى دخول سوريا المسقبل في ظل المشهد الذي قدمته الحالة السورية،حيث نكون،في أعقاب التغيير الذي نقل الحياة السورية،حيث كانت،معناه أن تبدأ سوريا المستقبل بخطوات تحافظ على هويتها الوطنية العربية،وعلى مافي ماضيها من دور قومي عربي إسلامي مارسته بنجاح،أعطاها صفة سوريا قلب العروبة النابض، وعلى نظام رئاسي له في ماضيه موشرات من نظام رئاسي ديمقراطي برلماني،ودولة مدنية،،طارحاً دور الجيش في السياسة في الماضي،وتداخله مع الحاضر ،بحيث يؤسس هذا الجيش بعيداً عن السياسة،تسكنه المهنية العسكرية،التي تؤهله قوة لحماية الوطن وفي الحالة السورية المستقبلية،أو سوريا المستقبل أن نرى بعين مسؤولة تداخل الماضي السوري ،مع الحاضر الراهن.،وتواجدهما في المستقبل،لأنّ المستقبل يتواجد في الحاضر والماضي،وفي هذا التداخل الزمني لما يحمل من تجربة اجتماعية،أو قل تجارب اجتماعية،لابد أن نجد فيه الدروس المستفادة،انطلاقاً من حقيقة سورية،أن تاريخها النضالي وحضورها في معركة المصير العربي لايعاند،ومن يعانده سيمسحه التاريخ.
د-عزالدين حسن الدياب.