مقالات
قمة القاهرة تفضح عزلة “مايسمى بالحكومة الحالية للسودان”..! كتب: عبد الله رزق أبو سيمازه
كتب: عبد الله رزق أبو سيمازه-السودان

قمة القاهرة تفضح عزلة “مايسمى بالحكومة الحالية للسودان”..!
كتب: عبد الله رزق أبو سيمازه
أظهرت قمة القاهرة حساسية فائقة للبلدان المجاورة للسودان، مما أسمته بالتدخلات الخارجية، حيث شددت التحذير منها، في حين أن القمة نفسها، وما سبقها من ملتقيات مماثلة، في أديس أبابا وفي جدة، تندرج في معنى ما من معاني التدخلات الخارجية “باعتبار النزاع الموصوف بأنه أزمة داخلية” يؤثر سلباً على مصالح العديد من البلدان، بما فيها دول الجوار والإقليم، وعلى الأمن القومي الأمريكي، حسب البيت الأبيض.، بما يكون المقصود هو التدخل لدعم أحد طرفي الحرب، لعله التدخل الخبيث، وفق الصادق المهدي، الذي ميز بين نوعين من التدخل الخارجي، الحميد والخبيث.
ومع ذلك فقد نأت القاهرة، على غير المتوقع، بنفسها وبحلفائها، من الاصطفاف إلى أي من طرفي الحرب، بما يمكنها من القيام بدور إيجابي، بإنهائها.
ففيما يمكن وصفه بضربة دبلوماسية قاضية، تجنبت حكومات دول الجوار السوداني بوضوح الوقوف إلى جانب “ما يسمى بالحكومة الحالية بالسودان”، حسب تعبير فولكر بيرتس، وتجاهلتها تماماً، كأنها لم تكن، مثلما تجاهلت رؤيتها الكيزانية للحرب، كتمرد وغزو أجنبي.. الخ…، وتوصيفها للدعم السريع كمليشيا متمردة، واكتفت بالإشارة إليها كطرف من الأطراف، المعنية والمدعوة لوقف الاقتتال، شأنها شأن الدعم السريع.
لعل الإشارة الوحيدة التي حوتها خطابات القمة، والتي قد تعني القوات المسلحة “ضمن أشياء أخرى، ليس من بينها الحكومة”، هي تلك المتعلقة بمنع انهيار مؤسسات الدولة، وقد تشمل قوات الدعم السريع التي خرجت من رحم القوات المسلحة أيضاً.
يتسق هذا الموقف الضمني من شرعية سلطة الأمر الواقع الانقلابية، مع تجديد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد حديثه في اجتماع أديس أبابا عن فراغ القيادة، بتأكيده خلال حديثه في قمة القاهرة على حاجة السودان لسلطة “تأخذ بزمام الأمور وتنهي الأزمة” على حد تعبيره.
عززت قمة القاهرة، توجهات اجتماع أديس أبابا ومنبر جدة، بالدعوة لوقف إطلاق نار غير مشروط، وإلى التفاوض لإنهاء الحرب، وكشفت عزلة الحرب وعزلة دعاتها، ولا شعبيتها، إفريقيا، وحول العالم، وأكدت أنه مامن أحد يؤيد الحرب ويدعو لاستمراريتها.
#لا_للحرب
#لازم_تقيف