مقالات

تونس الانتفاضة إلى أين؟بقلم د-عزالدين دياب.

بقلم د-عزالدين دياب.

تونس الانتفاضة إلى أين؟
بقلم د-عزالدين دياب.
جدل الوحدة والتناقض بين العفوية الشعبية وإجراءات قيس سعيِّد
عن سؤال إلى أين تونس الآن غداة الاجراءات الشجاعة التي اتخذها قيس سعيد،وقوى الانتفاضة التي تمثلت في عفوية شعبية،رأت أنَّ منظومة الحكم التي تقودها حركة النهضة، فشلت في الوفاء لمطالب الإرادة الشعبية المدنيةالباحثة عن عدالة اجتماعية تنهض بمطالب القوى الاجتماعية إلى مستوى بلوغ هذه القوى حقوقها في تنمية اجتماعية تزيل عنها كابوس عدم قدرتها على الوفاء بمطالب الحياة اليومية،والقضاء على البطالة عالية المستوى بين الشباب التونسي،وووضع حد للفساد الذي ضرب أطنابه بين أفراد وجماعات من القوى الحاكمة،وصاحبة القرار في تسيير كفة الدولة بما يخدم مصالحها الخاصة،على حساب الفئات الشعبية.وأن يعو د للمؤسسات الحكومية على اختلاف وظائفها قرارها بمزاولة هذه الوطائف بمايخدم الشَّان العام،بعيدا عن المحاصصات الحزبية، واستئثار حركة النهضة وتوابعها من أحزاب في الوظائف العامة التي تحقق النفع المالي لإطارات-كوادر النهضة ومن معها على حساب الكفاءات،ومن يستحقون بكفاءاتهم واختصاصاتهم هذه الوطائف.
وخلال عقد من تاريخ تونس،ومن فترة صعود حركة النهضة إلى قمة السلطة،وجنوح الغنوشي عن وعود حركته التي جاءت بببياناتها الانتخابية،لأنَّ عقليته الأبوية في إدارة الحركة،ومن خلالها إدارة الدولة،وضعت الغنوشي في مكانة شيخ العشيرة الذي يحابي أبناء القبيلة على حساب المواطنين،وكانت هذه المحاباة منقادة بوازع عصبية القربى العقائدية/العقيدية، التي تعطي الأولوية لمستويات القربى داخل الحركة،ومن بعد مستويات القربى الأخرى الأقل شأنًا حتى تصل إلى المواطن العادي.
ويفيد التاريخ أن الظلم الاجتماعي الذي تؤسسه هكذا أنظمة قرابية عقائدية يؤدي إلى اتساع ساحة الظلم،حيث يزداد عدد الفقراء،وتزداد نسبة البطالة بين أبناء الطبقة الفقيرة،فيعلو في نفوس هذه الفئات الهموم والمعاناة التي تتعلق وترتبط بلقمة العيش،وكرامة المواطن المفقودة،في نظام سياسي يقوم على القوة العددية لحركة النهضة داخل البرلمان،المحكومة من قبيلة الغنوشي إلى مبدأ ووازع قبلي:”عد رجالك وورد المي”ومعناه أن مال السلطة ومنافعها وجاهها لصالح رجال الحركة الأقوى في بنية السلطة،لأن قوة السلطة الأمنية خاضعة لقوتهم العددية في هرم السلطة،ومجلس النواب.
والمعروف في هذا النمط من المجتمعات،وتونس أنموذجها ،تعاود العفوية فعاليتها الروحية والخلقية والسياسية،ووازعها في التغيير لبلوغ العدالة الاجتماعية،وتغيير في بنية المجتمع يؤدي إلى نهوض القوى الشعبية،والتعبير عن عفويتها بجملة من المطالب،التي تؤسس لخريطة اجتماعية،يكون حضور القوى الشعبية فيها واسعاً،وخاصة في مراكز ومواقع القرار.
ودلتنا الانتفاضة الشعبية الأخيرة تلاقيها في عفويتها، مع تحرك الرئيس قيس سعيد المتمثلة في إجراءاته الأخيرة القاضية بوقف نشاط المجلس النيابي،وحل الوزارة،وباقي إجراءاته التي أتت تباعاً.
وجاء الدور عل الرئيس قيس سعيد ليؤصل هذه الاحراءات في اختبا رئيس وزراء،ليس من اصحاب الياقات البيضاء،”الأنموذج المشيشي”وإنما من أصحاب الكفاءات االجديرة بإيجاد منظومة سياسية قادرة على العمل بموجب خارطة طريق تشكل دليل عمل لهذه المنظومة،بحيث تكون مؤهلة،على تجاوز الًواقع التونسي المر،والأخذ بالبدائل التي تطرحها وتحتضنها خارطة الطريق.
غير أن الدور المطلوب،وعلى وجه السرعة،من الرئيس سعيد الوفاء بمطالب الإرادة الشعبية،المحكوم إلى حوار جدي مع القوى الشعبية المدنية،وما يمثلها من منظمات ونقابات وجمعيات.
ووجه السرعة المطلوب من سعيد،لم تصل إليه المقاربة،بدافع أو هوى منطق الرغبة الذاتية إطلاقاً،وإنما الظروف والعوامل الموضعية والذاتية التي يطرحها ويفرزها البناء الاجتماعي التونسي ،لأنها ترى في تأخير تنفيذ خيارات الانتفاضة الشعبية الأخيرة،يؤثر على مصداقية الرئيس سعيد من جهة،ويقوي المخاطر والتحديات التي تهدد ما وصلت إليه الإرادة الشعبية من انتصارات مرحلية، تريد الظفر بها. إنتصارات استراجية،تبدا وتغير في بنية المجتمع التونسي،التغيير الذي ينهض بالقوى الشعبية إلى مواقعها التي يجب أن تنالها في البناء الاجتماعي الجديد.
قال لي صديقي لابد أن نتعلم من التاريخ العربي القديم والجديد،المفعم بالعقلية القبلية ووازعها في امتلاك القوة،وما للقوة من هوى في نفوسنا قد تخرج صاحبها من العفوية الشعبية وتجعله أثيراً لوازعه في امتلاك القوة،ومن ثم إلى خصم للعفوية الشعبية،والنكوص في مطالبها.
*فرض علي موضوع المقاربة اختزال شرح بعض الموضوعات والأفكار التي تجعل المقاربة أكثر سلامة.
د-عزالدين دياب.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب