مقالات
إلى متى علينا تجريب المجرب والاعتماد على الخارج لرسم مستقبل بلادنا ؟؟؟؟ كتب: دكتور أحمد بابكر
كتب: دكتور أحمد بابكر -الهدف السودانية

إلى متى علينا تجريب المجرب والاعتماد على الخارج لرسم مستقبل بلادنا ؟؟؟؟
#الهدف-مساحة حوار
كتب: دكتور أحمد بابكر
قرأت تصريحاً للأستاذ فتحي الفضل، الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي السوداني، يتحدث فيه عن مخاطر إدارة العمل المعارض من الخارج، وذكر ضمن حججه نقل مركز المعارضة للإنقاذ والتي كان يقودها التجمع الوطني الديمقراطي من الداخل للخارج وتحديداً القاهرة، وسيكون تصريح استاذ الفضل مدخلاً لما أريد مناقشته في هذا المقال عن أكبر خطأ استراتيجي تكرره بعض القوى السياسية السودانية في العمل المعارض، وهو الاعتماد الكامل على العامل الخارجي في الوصول لأهدافها، رغم فشل هذا الرهان، وما أشبه الليلة البارحة.
في هذا المقال أنطلق من الحرص الشديد على سلامة العمل المعارض، عبر عملية نقدية لما أراه سلوك سياسي أضر بالعمل الثوري والمعارض ضرراً كبيراُ، ونتيجة لغياب عملية التقييم وإعادة قراءة التجارب، تقع بعض القوى السياسية في فخ تكرار الأخطاء بالكربون، وكأن التاريخ يعيد نفسه في مهزلة ربما لا تحدث إلا في السودان.
في البداية أريد التأكيد على بعض الحقائق:








ولذلك كانت هناك نظرة الشك تجاه القوى السياسية، خاصة إن إعلام الإنقاذ ركز بأن هؤلاء مجرد عملاء ولا علاقة لهم بالوطن، بل أن الإنقاذ وفي إحدى تجلياتها في عدم الحياء، قد أسندت كل الأزمة التي تسببت فيها للأحزاب والقوى المدنية، ولذلك كان من العادي أن تسمع أحد المواطنين وهو ليس من أعوان الإنقاذ يقول أن الأزمة الوطنية هي من الأحزاب.

هذه حقائق يجب ادراكها أولا ً
كنت أتوقع من الأستاذ فتحي فضل ان ينتقد تجربتهم في نقل مركز المعارضة للخارج أيام التجمع الوطني الديمقراطي، في عام 1990م حيث كان الحزب الشيوعي أحد القوى السياسية المكونة للتجمع الوطني الديموقراطي، وأحد الفاعلين بشدة في الخارج وأغلب كوادره خرجت للقاهرة واسمرا ومنها لأوروبا وأمريكا، وهذه المسوغات التي ذكرها استاذ فتحي الفضل في نقده لنقل العمل المعارض للخارج، هي ذات المسوغات التي أدت لخروجنا نحن في حزب البعث العربي الاشتراكي الأصل من التجمع الديمقراطي بالإضافة لعسكرة العمل المعارض بعد التحاق الحركة الشعبية بقيادة الراحل جون قرنق، حيث انتقل العمل المعارض من النضال السلمي المدني للنضال العسكري، وكلنا نتذكر ان كل حزب كون جناح مسلح، جيش الأمة قوات مجد، وغيرها، والذي كان مركزه اسمرا والذي كانت تديره المخابرات الأرترية في ذلك الوقت، وهو ما رفضناه وكان سبباً في خروجنا من التجمع الديمقراطي، وارتكز عملنا المعارض في الداخل مع شعبنا، وفي ذلك الوقت تم اتهامنا بأننا ضد العمل المعارض لأن من ترعاه هي أمريكا، ونحن لدينا موقف من أمريكا يرتبط بما يحدث في العراق وووالخ، مع أننا وما زلنا نعتقد ان مركز العمل السياسي يجب ان يكون في الداخل تحت أي ظروف ما دام هناك مواطنون داخل البلاد، فنحن كقوى سياسية يجب ان نمارس عملنا المعارض من الداخل بين هذه الجماهير.
الآن بعض القوى السياسية وتحديداً مركزي الحرية قد خرج بكامله يبحث عن حل للأزمة السودانية في الخارج، مما يجعله تحت رحمة تقاطعات استراتيجيات الدول الإقليمية والدولية، وأيضاً سيستغله دعاة الحرب والفلول بأن هذه القيادات مرتهنة للخارج وبأنها تخلت عن الشعب السوداني في أحلك ظروفه في الوقت الذي كان عليها أن تشاركه المعاناة والظروف الصعبة.
خاتمة:

أليس كان من الأوفق أن يتم نقل مركز العمل السياسي من الخرطوم العاصمة لإحدى المدن السودانية في مدني أو كوستي أو حتى بورتسودان أو عطبرة، حتى تستطيع معه قيادات القوى السياسية الالتقاء بالجماهير والإشراف على معسكرات النزوح ومشاركة الناس معاناتهم ورهقهم!
لماذا يصر البعض على تجريب المجرب الفاشل، وإعطاء مبررات وحجج لاعلام الفلول، أعداء الوطن والجماهير لمهاجمة القوى السياسية والقوى المدنية بل وحتى مفاهيم الديمقراطية والعدالة والسلام؟

اما كان يمكنهم ان يكتفوا بوجود مكتب للاتصال الخارجي يديره البعض وأن يتفرغ الآخرون لاستنهاض الإرادة الشعبية لتكوين مركز موحد لمواجهة الحرب؟!



1.العمل على معالجة اشكالات الذين نزحوا من الحرب صحياً ومعيشياً وكل ما يلزم.
2.استنهاض الارادة الشعبية وتوظيفها لايقاف الحرب وعزل طرفي الحرب من التمدد داخل المجتمع السوداني.
3.وضع تصور مشترك لإدارة البلاد لما بعد إيقاف الحرب.
4.وجود مثل هذا المركز يقلل من تدخل الخارج في رسم مستقبل البلاد السياسي والاقتصادي خاصة والجميع يتابع ان الدولة الفلانية تفضل فلان ليكون رئيساً للوزراء وان الجهة الأخرى ترى في أن فلان هو أفضل لمصالحها في السودان ودولة أخرى تريد ان يسيطر العسكر على السلطة لانه افضل لها.
اما آن لنا ان نتوحد في مركز واحد داخل البلاد حتى نحدد كيف يتم حكم هذه البلاد ومن يحكمها؟
لمتى علينا أن نختار رئيس وزراء يفضله الغرب أو المؤسسات الدولية الأخرى؟