الفساد: أدوات وهيكلية.
تعتمد الدولة العميقة على منظومات فساد ذات طبقات مُتعدّدة تُسيطر من خلالها ليس على الدولة والشعب في الوقت الحاضر، بل لتتحكّم في المُستقبل وتمنع التطوّر الإجتماعي لضمان سيطرتها، على موارد الدّولة ومجهودات السّكّان ونشاطهم، في نظام إقطاعي جديد، وغير واضح ومُتغيّر المعالم، حتّى تصبح السّيطرة جزءا من القضاء والقدر لعوام النّاس وخواصها.
لخّص الأستاذ خالد صالح، الدولة العميقة، وإعتمادها على منظومات فساد مُتعددة الطبقات، بحيث يكون دور هذه الطبقات مُحدّدا، وكل واحدة تستخدم الثانية لإبقاء سيادة الطبقة الأعلى، ويكون الجميع في خدمة الدولة العميقة ذات الأبعاد المحلية والدولية، والتي تدّعي الفضيلة وتتوارى وراء ضباب الأزمات ودُخّان الغموض والبارود، وهذه المنظومات هي:-
1- المنظومة المالية، وتتكوّن هذه المنظومة من مجموعة من العائلات الفاسدة المتعاونة فيما بينها، والمُتداخلة إجتماعيا عن طريق المُصاهرة والمتحالفة على السيطرة على المال العام في الدولة، من خلال منظومات أُخرى، وهي.
2- منظومة المؤسسات السيادية والحكومية، من من رئاسة الدولة والوزارات والسفارات، والمؤسسات الإقتصادية، وهي صنيعة منظومة المال، وتكون ممثلة لها في الخارج وواجهتها في الداخل، لتسيير الناس والمؤسسات المالية والأقتصادية، وذلك من خلال منظومة ثالثة ،
3- منظومة أدوات قوة ألدولة، وهي القضاء والمؤسسات الأمنية والعسكرية، ويكون مهمتها تنفيذ برامج وأهداف المنظومة السيادية والتي بدورها تقوم بخدمة المنظومة المالية الفاسدة وعوائلها، من خلال لجم الشارع وتطويعه، وقهرا ، بالقوة والقانون.
كل هذه المنظومات، ماهي إلّا أدوات لخدمة الدولة العميقة القاسية، والمُتجرّدة من كل القيم الأخلاقية والإنسانية!.
