مقالات

الحصاد الآتي.. وضبابية المشهد بقلم علي الدوش

بقلم علي الدوش -السودان

الحصاد الآتي.. وضبابية المشهد
كتب: علي الدوش
#الهدف_آراء_حرة
جرت العادة في مجتمع منحنى النيل، أنه يحتفل بأربع مناسبات خلال العام، تأخذ كل مناسبة منها حَيِّزها في ثقافة وحركة المجتمع بعمقها الضارب بجذوره في التاريخ..
مجتمعنا في منحنى النيل ظلَّ يحتفل بعيد الفداء وعيد الفطر المبارك ومولد رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم..
ويتميز مجتمع منحنى النيل بعيد رابع هو حصاد التمور التي تمثل له المرتكز النقدي لمجابهة مفردات الحياة، فمن عائدات الحصاد تقضى الديون وتدفع رسوم التعليم وتقام الأعراس والاحتفال بها لضمان تجدد الحياة واستمرارها..
ويأتي حصاد هذا العام في ظروف بالغة الدقة في تعقيداتها تحت مظلة الحرب التي تشهدها البلاد سيما أن المحصول لا يستهلك محلياً فقط، أتى الحصاد وقد غابت منافذ تصريفه بغياب أسواق العاصمة بفعل الحرب، وغابت معها منافذ التصريف إلى سائر الولايات لينعكس كساد المحصول سلباً على مرتكز الدخل القومي لمنطقة منحنى النيل، ويضاعف من تعقيدات المسغبة الحياتية اليومية
في سائر منطقة منحنى النيل دون غيرها..
تتميّز فترة الحصاد في منحنى النيل بوصفها الفترة الجاذبة لأغلب المكونات الاجتماعية في السودان للتكسُّب والإرتزاق وممارسة الأنشطة التجارية مما يزيد الضغط على منافذ الإنتاج المحلي الحياتي اليومي كالمخابز وانتاجها المحدود وتغطية البقالات لمتطلبات المعيشة اليومية، حيث ضعف استجلاب السلع وأغلب متطلبات الحياة الأساسية بفعل الحرب التي القت بظلالها على كل مفردات الحياة بالسلب، وبتعطل مراكز الإنتاج في العاصمة التي تأثرت في بنيتها التحتية مما يؤكد أن هذه المعركة التي تورط فيها طرفي النزاع من أجل كرسي للحكم يعتليه أحدهما على حساب مصلحة الشعب، يجب أن تتوقف فوراً للالتفات لإعادة بناء ما دمرته بصيغ أكثر إيجابية أقلها نقل مراكز الإنتاج للولايات لضمان استمرار الإنتاج في أحلك الظروف لدرء المسغبة التي يمكن أن تتكرر في حالة أيّ نزاع قد ينشب مستقبلاً في مركز البلاد..
الحرب يجب أن تتوقف من أجل أن يعود لحياتنا رونقها الأول عطاءً وثقافةً تجمعنا على قيم التآلف والمحبة وحب السلام..
=======

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب