
ماذا ننتظر؟!..
كتب: أبو بكر ضياء الدين
#الهدف_آراء_حرة
تجري الحرب ويموت الناس، ويتشردوا، ويفقروا، يجوعوا ويفقدوا إنسانيتهم وتهتك أعراضهم وخصوصياتهم من الطرفين “فهم من رحم واحد، فهذا له خبرة في اغتصاب النساء، وذاك له خبرة في اغتصاب الرجال في المعتقلات”، وخلال الحرب يُهدم عَمَار الوطن على قلته، وتظهر دعاوى العنصرية والقبلية والجهوية وتهدد وحدة الوطن وشعبه وتستباح سيادته واستقلال قراره، وتختطف مؤسساته السياسية وتختفي الدوله وهناً على وهن..
كل هذا يحدث والأقلام توصف الحال أو تُقدِم وصفة الحلول بلا فعل عملي ذو نتائج تمشي بين الناس على الأرض بينهم وفي معاناتهم والمحن..
فالرصاص والقصف والموت المتربص بالشعب لا ينتظر “مَحَركة” السياسة ولا يوازي قدرة المقتحِم الأجنبي ولا يوقف مصاصي الدماء “دراكولات” الداخل..؟!
لابُد من فعل يوازي المرحلة، لابُد للخروج بالصوت العالي والفعل الثابت والرؤية المتكاملة، والقيادة في “خبرة الشيوخ واندفاعات الشباب”، التي تمتلك زمام المبادرة، والتقدم وهي وسط الجماهير..
لابُد من اختطاط الطريق الجديد، لابُد من تصفية الموروث من تأريخ الحركة الوطنية ف”الطريق المجرب ليس دائماً هو الصحيح”..
نعم.. أدرك: الآن بدأت مرحلة جديدة في الحرب الدائرة، وقرآءتها جهراً قد تضر الفاعلين فيها، عليه لابُد من سد الثقوب فيها، بذات السرعة الواجب الإنجاز بها نحو العمل “السياسي”..
ولنتذكر أن سحب المركبة المتعطلة يبطئ من سرعة “السَحَّاب”.!!..
يجب فهم “السودان وطن الجميع وحماية أمنه وسيادته مسؤولية الجميع”، كخط شروع للكل، لكن العاق من أبنائه أو المُعَوِّق منهم ضمن هذه المرحلة علينا “عزله” عن موكب الحركة العامة المتقدمة نحو أهداف الشعب..
“ألا يعلو صوت فوق صوت المعركة” ذلك عندما تكون معركة الشعب والحق، ولمَّا كان الحال الآن هو غير ذلك، من خلال الأصابع “الكثيرة” التي تلعب في داخلها وتحاول رسم نتائجها، كان لزاماً من وجود “منبر” خاص لجماهير الشعب وإرادته..
عليه “الشعب أقوى والردة مستحيلة” تتطلب الوعي والإيمان واستعداد التضحية والتقدم ك”نجم” في هذا التيه الهالك المظلم، تهدي السالكين دروب “الوطنية” وتنظم الصفوف وتوزع الأدوار والمسؤوليات، ليس هذا فحسب بل وتقديم “زاد المسير” ف”السِّيره تحتاج التبشير”..
“الفرصة التاريخية” تُصنع ولا تتُنتظر، والشروع في الخطو يسبقه تحديد الهدف والطريق والوسيلة الموصلة والرفيق، فلا ننتظر البدايات النموذجية بل الصحيحة الاتجاه، وهي التي تأتي بالرفقة “الصحيحة” وهذا كفيل بإشعال الضوء الذي يهتدي من خلاله “المُخلَّفين”..
“ضياع دقيقة من الزمن يعني ضياع فرصة من فرص التقدم”، والشارحة هنا تتحدث عن نفسها، فاللغة أداة تفكير قبل أن تكون أداة تعبير.