مقالات

عن الرؤية الاستراتيجية للقيادة البرهانية، نحكي كتب: عبدالله رزق أبو سيمازه

كتب: عبدالله رزق أبو سيمازه-السودان

عن الرؤية الاستراتيجية للقيادة البرهانية، نحكي
كتب: عبدالله رزق أبو سيمازه
تحدث الجنرال عبدالفتاح البرهان، بغموض، عن تدبير للجيش وراء خروجه من البدروم الأصغر للبدروم الاكبر. (لم تعد العاصمة، الخرطوم، بعد أربعة أشهر من الحرب، سوى بدروم كبير تطوقه النيران الصديقة والعدوة، من الجهات الخمس.)، لكن الجنرال، لم يجب على سؤال: كيف وجد الوضع هناك، أو بالاحرى، كيف تركه. يتعلق الامر، بالسور، الذي قد يحمل في القادم من الأيام، اسم سور البرهان. بالابعاد التأمينية التي يضفيها سور اضافي، لأبراج وزارة الدفاع، بما فيها القيادة العامة للقوات المسلحة. يستدعي السور المقارنة: حين يعكس التباين في المنظور الجمالي للعمارة العسكرية بين جنرالين. ففي حين اهتم عبدالرحيم محمد حسين بالمرأى الجمالي للمظهر الخارجي للقيادة، بما فيه السور، بحيث تفصح عن حقبة الرفاه الناتج من عائدات النفط وأولى حصائل الذهب، وامدادات العون الانساني، (الاخيرة، يعدها، الباحث الفرنسي مارك لافيرن، مصدراً من مصادر الرفاه البادي على الخرطوم )، فقد اهتم البرهان بالناحية الوظيفية للسور. وسيكتب في القادم من الصحف، ربما في شيء من الاستغراب، إن هذا الأثر المعماري لم يقم لصد عدو خارجي، كما هو حال “الطابية المقابلة النيل”، رغم ما تثيره من اسئلة، بشأن رؤية الاستراتيجيين المهدويين، للدور الذي يمكن ان تلعبه الطابية، في صد الغزو الانجليزي القادم من جهة جبال كرري.
فالسور، المصمم لاحداث حالة الفصال، بين قوات الشعب المسلحة والشعب الذي تنتسب اليه، يجسد القطيعة بين قيادة عبد الفتاح البرهان، من جهة، والحركة الجماهيرية، التي فجرت ثورة ديسمبر 2018، التي بلغت ذروتها في المجزرة، أو ما اصطلح عليه بعض شرفاء الجيش ب(عار القيادة )، من الجهة الاخرى.
يعود تشييد السور، المستوحى – ربما – من تجارب اقليمية وعالمية، الى عهد التناغم الثنائي بين البرهان ونائبه، الجنرال محمد حمدان دقلو، حميدتي، على خلفية صلة الرحم المدعاة بين الدعم السريع والقوات المسلحة.
ومع وضوح طبيعة العلاقة بين القيادة العسكرية من ناحية، والشعب، من ناحية اخرى، في بعديها التكتيكي والاسترتيجي، بدلالة السور، فان هذه الرؤية الواضحة، تكاد تنبهم او تنعدم، فيما يتصل بالعلاقة بين القيادات العسكرية. فثمة ما يمكن توصيفه بقصر النظر الاسترتيجي، لجهة تقدير المهددات والاخطار المحتملة، ومن اين تجيء، وبما يمكن قيادة البرهان من التحسب لاحتمال التصادم مع قوات الدعم السريع، بترتيبات ملموسة، بمزيد من الأسوار المبتكرة او الطوابي، مما جعلها مكشوفة الظهر صبيحة 15 ابريل. وحدث ما حدث.
اذ لم يكن هناك من التقنيات الدفاعية ،غير السور، المنذور لصد شباب ثورة ديسمبر، حال محاولتهم العودة للاعتصام امام القيادة، أو التماس حماية الجيش في مواجهة الفلول، أو حفزه للانحياز للثورة، الاطروحة المستعارة من خبرة ثورة اكتوبر 1964 وانتفاضة مارس ابريل 1985.
الراجح، فيما يبدو، ان التناقض الرئيس، في وعي قيادة البرهان، هو مع الشعب الثائر ، وما عداه ثانوي، غير ان هذا التقدير لا يسفط رؤية احتمال تحول التناقض الثانوي إلى رئيسي، في مرحلة ما.
مع ذلك، فان تدني الرؤية الاستراتيجية للقيادة، في ابرز مظاهره، وأشدها تطرفا، يكمن في اكتشافها المتاخر والمفاجيء، بان القوات، التي عكفت على تمكبنها حينا من الدهر، ما هي غير مليشيا مارقة، يقوم عليها آلاف من الأجانب و….و…
___

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب