الخديعة الكبرى ليهود الخزر. د.سالم سرية:أكاديمي وكاتب (فلسطين )
د.سالم سرية :أكاديمي وكاتب (فلسطين )
الخديعة الكبرى ليهود الخزر
د.سالم سرية :أكاديمي وكاتب (فلسطين )
اولا : تتعالى هذه النغمة النشاز (ان العرب ويهود اليوم ابناء عمومة !!! ) كلما اراد حاكم عربي ان يتصهين او يبرر السلام مع العدو الصهيوني سابقا ولاحقا .والأدهى من ذلك قيام بعض المفكرين والدعاة بترويج مقولة ان يهود اليوم هم أنفسهم اتباع بني اسرائيل الذين ورد ذكرهم في آيات متعددة في القرآن الكريم ليقولوا لنا انهم فعلا (شعب الله المختار) مستشهدين بالآية الكريمة (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ –صدق الله العظيم . .كل هذا يستدعي القاء الضوء على هذا الخداع التاريخي الذين يريدون من خلاله شرعنه الاحتلال الصهيوني لفلسطين في ظل عباءة دينية وتاريخية طافحة بالتزوير والمغالطات .ان بني إسرائيل في الإسلام هم شعب من ذرية يعقوب بن اسحاق بن إبراهيم الذي يسمى ايضا اسرائيل، وقد ذكرت قصص بني إسرائيل وقصص أنبيائهم بالتفصيل في القرآن الكريم في سور البقرة وآل عمران ويونس والمائدة والقصص والنمل ومريم والإسراء والأعراف وطه والصف وص والأنبياء وسبأ والزخرف . وللنبي يعقوب اثنا عشر ولداً ذكراً (من بينهم يوسف) وبنت واحدة اسمها دينا, وأولاده يدعون بني إسرائيل. وقد ورد اسم يعقوب 16 مرة في القرآن الكريم .ويعدّ اليهود من نسل أهالي مملكة يهوذا الذين كانوا ينسبون إلى أربعة من بين أسباط بني إسرائيل الإثني عشر: يهوذا، شمعون،بنيامين ولاوي، وافترقوا بعد سبي بابل إلى يهود وإلى سامريين. ومرت الديانة بتطورات كثيرة عبر التاريخ وخاصة بعد انهيار مملكة يهوذا ودمار الهيكل الثاني في القرن ألأول للميلاد [2], [1 ] .
نشأ اليهود كمجموعة عرقية ودينية في الشرق الأوسط خلال الألفية الثانية قبل الميلاد، في جزء من بلاد الشام ومنذ القرن الثاني للميلاد أخذ اليهود ينتشرون في أنحاء العالم حيث توجد معلومات عن جاليات يهودية في بلدان كثيرة عبر التاريخ، ومنذ منتصف القرن ال20 يتركز اليهود : 6,6 مليون من اليهود يعيشون في (إسرائيل) 5.7 في امريكا وفرنسا فيها( 453 ألف( وكندا (391 ألفا) ، وبريطانيا (290 ألفا). وهناك أقل من 4500 يهودي يعيشون في دول عربية بينهم ألفان في المغرب وألف في تونس وأقل من 500 يعيشون في كل من اليمن وسوريا ومصر.وذكر أن 8500 يهودي يعيشون في إيران و15 ألف يهودي يعيشون في تركيا.ولفتت الوكالة إلى وجود جاليات يهودية صغيرة للغاية لا يتعدى عدد أفرادها المائة، في نحو 93 دولة.(نقلا عن صحيفة هارتس 11-ايلول2018 .(يقول يوجين بيتار : «إن اليهود يعودون إلى طائفة دينية وهيئة اجتماعية دخلتها عناصر من أجناس متباينة ألصقوا أنفسهم بها وأتى هؤلاء المتهودون من كل السلالات البشرية كفلاشا الحبشة والألمان الجرمانيين والتاميل ــ اليهود السود ــ والهنود والخزر والأتراك». ثم يضيف إلى ذلك قوله: «ومن المستحيل أن نتصور أن اليهود ذوي الشعر الأشقر أو الكستنائي، والعيون الصافية اللون، الذين نلقاهم كثيراً في أوروبا يمتون بصلة القرابة ــ قرابة الدم ــ إلى أولئك (الإسرائيليين) القدماء الذين كانوا يعيشون بجوار الأردن» [ 3 ].
ولكن إذا كان اليهود المعاصرون ليسوا أحفاد القبيلة التوراتية، فمن أين أتوا؟! في عام 1976 ألقى آرثر كوستلر قنبلته الأدبية التي حملت العنوان «القبيلة الثالثة عشرة»، والتي ترجمت إلى لغات عديدة وأثارت موجة من ردود الفعل المتباينة. أوضح فيها أثر الخزر في تكوين اليهود المعاصرين، وخلاصة ما ينتهي إليه أن غالبية اليهود العصريين ليسوا من أصل فلسطيني بل من أصل قوقازي.لقد كانت قبائل الخزر أكبر الكتل المتهودة، فقد اعتنق أهلها الديانة اليهودية في العصور الوسطى، وأقدم معلوماتنا عن انتشار اليهودية في الخزر وصلتنا من الرحالة العربي ابن فضلان، الذي أوفده الخليفة العباسي المقتدر بالله عام 309 ه / 921 م، في بعثة إلى ملك الصقالبة [البلغار]. وتحدث المسعودي مطولاً عن تهوّد ملك الخزر (الخاقان). الذي تم في عهد هارون الرشيد (103 ـ 170 هـ) (686 ـ 809 م)[4[ .ان من يستمع الى احاديث اساتذة التاريخ في جامعة تل ابيب (موجودة على اليوتيوب باللعة الانجليزيه )يلاحظ حدة الحرب الشعواء على يهود الخزر في محاولة لنفيها رغم وجود عشرات الوثائق تاريخيه (عربية وعبرية وسريانية وبيزنطية )الواردة في المصادر [1,2,3,4]والتي استندت اليها في هذا المقال وهي متوفرة في الانترنت لمن يبغي مزيد من الإطلاع. كما لا يفوتني ان اذكر استاذ التاريخ في جامعة تل ابيب شلومو زاند الذي تخلى عن اليهودية فيما بعد واصدر كتابين [5] و [6] يفضح فيهما الأكاذيب التاريخية الصهيونية بأحقيتهم في فلسطين. وليس من المتصورب بأنه بعد نحو الفي سنة من التشتت والاختلاط لا سيما اذا تذكرنا ان كل قوة يهود الشتات حين خرجت من فلسطين بعد هدم الهيكل الثاني لم تزد عن 40 الفا وهذا الرقم وحده يكفي ليوحي رغم كل قيود العزل والإضطهاد بان يهود الشتات الأصلاء قد انصهروا و ذابوا وضاعوا في محيط المهجر كقطرة في بحر وان يهود العالم اليوم في سوادهم الأعظم هم اجانب متحولون اكثر منهم يهودا متجولين .ماذا يتبقى فيهم اذن من بني اسرائيل التوراة او من بين توراة بني اسرائيل ؟وان من يعد من نسل بني اسرائيل ليس الا فئة ضئيلة جدا الى اقصى حد .وتؤكد دراسة حديثة لعالم الاجناس البريطاني جيمس فنتون ان 95% من يهود اليوم لا صلة لهم ببني اسرائيل وانما هم اجانب متحولون او مختلطون.ان يهود اليوم هم اقارب الاوروبيين [7] . لذا علينا كفلسطينيين وكعرب ان ندرك لماذا استبدل الصهاينه اسم فلسطين باسم اسرائيل وندرك ايضا سببية الإستحواذ على قبر سيدنا ابراهيم في الخليل وسر تهويد الخليل وتهويد القدس لتقول اسرائيل للعالم بان فلسطين هي موطن اليهود وان لهم الحق التاريخي والديني فيها .ويبقى علم الأنثروبولوجي -علم الأجناس – كفيلا بدحض الآكاذيب وصلة القرابة بينهم وبين العرب .
إن من المفاهيم الكارثية التي زرعت في الوعي العربي ان هناك أمة اسلامية والتي يترتب عليها ان هناك أمة مسيحية وامة بوذيه وامة زرادشتية………الخ وبالتالي استنتاجا ان هناك أمة يهودية!!!!! والحقيقة التي لا غبار عليها ان هناك شعوبا وامما اسلامية وشعوبا مسيحية وشعوبا يهودية ليس الا. ففي الكرة الارضية آلاف الاديان ومن الهراء ان نعتبر ان كل دين يشكل أمه .فالدين لا وطن له . وما نود ان نبينه ادناه دحض اكاذيب الصهاينة بانهم شعب واحد وقوميه واحدة وان القدس عاصمة دولتهم منذ 3600 سنة كما يقول نتنياهو وان فلسطين ارض اجدادهم التي عادوا اليها.ان القول ان 95% من يهود العالم انما انحدروا من سلالة اليهود في مملكة الخزر (الواقعة بين البحر الاسود (بحر البنطس)وبحر قزوين (بحر الخزر)والتي كانت تفصل الدولة الإسلامية عن الدولة البيزنطية ) هي حقيقة تاريخية لا يرقى اليها الشك وتؤيدها الوثائق التاريخية .
فالكاتب اليهودي البريطاني الجنسية أرثر كويستلر، الذي ولد عام 1905 في بودابست- المجر، أثبت في كتابه الذي صدر عام 1976 بعنوان القبيلة الثالثة عشرة أن معظم اليهود الأشكناز وخاصة يهود أوروبا الشرقية ،هم من أحفاد الخزر[8] . ولقد ذكر المؤرخون العرب دولة الخزر اليهودية في كتبهم، فنجد ذكرا لها في كتاب الفهرس لابن النديم ، كما ذكرهم المسعودي والدمشقي والبكري وغيرهم واجتمعوا على أن الخزر اعتنقوا الديانة اليهودية وكانوا يستعملون حروف الهجاء العبرية.ولعل أهم الوثائق التي تتحدث في هذا الأمر هي ما سمي باسم ” الرسائل الخزرية وهي رسائل تبودلت بين اليهودي حسداي بن شربوط ، كبير الوزراء لخليفة قرطبة عبد الرحمن الثالث ، والملك يوسف ملك دولة الخزر. أما حسداي هذا فلقد ولد في قرطبة عام 910 م لأسرة يهودية،و بعد ذلك أقامه الخليفة وزيرا لخارجيته . ويعتقد المؤرخون أن دخول الخزر في الديانة اليهودية لم يأت بين يوم وليلة ولكن جاء على مراحل، وذلك بتأثير اليهود الذين هربوا أو جرى ترحيلهم من العاصمة البيزنطية بسبب الاضطهاد الديني في عهد الأباطرة يوستنيانوس الأول وهرقل وليو الثالث وليو الرابع ورومانوس. لقد فر اليهود من بيزنطة إلى بلاد الخزر، لكونها كانت معروفة بسعة الأفق ولم تعرف الاضطهاد الديني [9].ومن المصادر الأخرى التي تتحدث عن اليهود الخزر ، ما يسمى بوثيقة كمبردج المحفوظة في مكتبة جامعة القاهرة. ولقد كشف عن هذه الوثيقة مع وثائق أخرى في أواخر القرن التاسع عشر في كنيس اليهود بالقاهرة .إلا أننا تستطيع أن نفهم من الرسالة أن كاتبها يهودي خزري يتحدث عن بلاد الخزر وأنه من رجال البلاط أيام الملك يوسف .
ويبين كويستلر أنه بعد تدمير امبراطورية الخزر في القرن الثالث عشر ميلادي على يد المغول والروس، هجر اليهود الخزر إلى أقطار أوروبا الشرقية وخاصة روسيا و بولندة، حيث نجد في مطلع العصر الحديث أعظم تجمعات لليهود هناك. *(انظر في نهاية المقالة الى مواليد مؤسسي الكيان الصهيوني ).كما ان الدكتور ألفرد لينينتال ورغم أنه يهودي ومناهض للصهيونية يقول في كتابه (الصهيونية ) : (أن ما أثبته كويستلر في كتابه عن اليهود الخزر والأصول الخزرية لليهود الشرق أوروبيين، ليس بشيء جديد على الاطلاق. إن حقيقة الأصول الخزرية للأكثرية اليهودية في العالم كانت معروفة منذ زمن طويل . ولكن كويستلر من سماهم القبيلة الثالثة عشرة. [10]
وليلينتال في كتابه( ثمن إسرائيل ) الذي صدر عام 1954 أي اثنان وعشرون عاما قبل صدور كتاب كويستلر، يتحدث عن الأصول الخزرية ليهود شرق وغرب أوروبا. وتحدث المؤلف عن اعتناق الخزر للديانة اليهودية وكيف رحل اليهود الخزر بعد تدمير بلدهم إلى أوروبا الشرقية ومنها إلى سائر أوروبا ويتابع لينينتال ، أن معظم اليهود الذين نجوا من النازية الألمانية ليسوا من أصول سامية بل من أصول خزريه، لذلك قام الصهاينة وأصدقاؤهم في أمريكا والغرب، بحملة شعواء ضد كويستلر وكتابه وضد لينينتال وأفكاره واتهموهما بمعاداة السامية مع أن كلاهما يهوديان.(الحقيقة أن ادعاء الصهاينة بأن الشعب اليهودي في جميع أنحاء العالم ذوو أصول واحدة تعود إلى فلسطين، وأن اليهود في العالم من أصول أجدادهم الذين رحلوا من فلسطين، تدحضها حقائق تاريخية كثيرة، وذلك بسبب اعتناق كثير من الناس من جنسيات مختلفة للديانة اليهودية . والذين لم يكن لهم علاقة أثنيه على الاطلاق بالأصول العبرية والاسرائيلية)[11] ويؤكد بيرنارد لويس (أن الوثائق تؤكد أنه حوالي عام 510 ميلادي، جرى تحول جماعي للآلاف من مواطني الإمبراطورية الفارسية لليهودية. ولقد جرى هذا التحول خوفا أو نتيجة للنفوذ اليهودي في الإمبراطورية الفارسية آنذاك.
لقد اعتنق الديانة اليهودية شعوب مختلفة وأفراد من شعوب مختلفة، مثل الشعب العربي في اليمن، وبعض العرب في نجد والحجاز، كما اعتنق اليهودية كثير من اليونان والبلغار والمجر. كما انتشرت الديانة اليهودية في مختلف أركان الامبراطورية الرومانية حتى وصلت فرنسا وإسبانيا، ولقد نقل التجار اليهود عقيدتهم إلى الهند والصين . ويظهر أن اليهودية أيضا تأثرت بالديانة الزرادشتية الفارسية التي احتكوا بها احتكاكا مباشرا.)[12 ] . لقد أكد المؤرخ العربي ياقوت الحموي أن يهود بني قريظة وبني النضير الذين أقاموا في المدينة هم من القبائل العربية في الجزيرة واعتنقوا الديانة اليهودية. ( ياقوت الحموي : معجم البلدان، ج الرابع ، ص : 385 و 460 ) ويؤكد هذا القول اليعقوبي في تاريخه ويقول أن القبائل اليهودية في المدينة من العرب من قبيلة جذام . لقد انتشرت اليهودية في بقاع مختلفة من جزيرة العرب ووصلت جنوب الجزيرة حيث كانت قبائل عربية بكاملها تتحول إلى اليهودية.( وكان من أهم الذين دخلوا هذه الديانة “ذو نواس” وهو من العائلة اليمنية المالكة وكان يسمى “زرعة” ويلقب بذي النواس أي ذي الشعر الجعدي، ولقد أصبح ملكا على اليمن وحمير وأعلن اعتناقه لليهودية وسمى نفسه يوسف وفرض على عرب اليمن اعتناق اليهودية، وإليه يعزى قتل نصارى نجران وحرقهم ، حيث خيرهم بين اعتناق اليهودية أو القتل فرفضوا اعتناق اليهودية فحفر لهم أخدودا وحرق من حرق بالنار وقتل من قتل بالسيف. ولقد شكا من نجى منهم فعل ذي النواس إلى قيصر الروم النصراني فطلب هذا من حليفه ملك الحبشة الذي كان أيضا نصرانيا أن يقوم بعقاب ذي النواس واليهود على فعلتهم فسير لهم حملته المعروفة بقيادة رجل اسمه أرياط وكان في جنده أبرهة الحبشي الذي عرف فيما بعد” بالأشرم”. [ 13] كذلك ما تحدث عنه الكاتب الروسي المعروف اليكسندر صولجينتسين في كتابه ” مائتا عام معا- تاريخ العلاقات الروسية اليهودية” والذي صدر في موسكو عام 2001 عن ألأصول الخزرية لمعظم اليهود الروس ويهود شرق أوروبا. ويعد هذا الكتاب من الكتب القيمة فهو يصف بدقة العلاقات بين الروس واليهود وتطورها واستغلال اليهود الاقتصادي للشعب الروسي.[ 14]
كما ان كيفين ألين بروك في كتابه ” يهود الخزر” يقتفي آثار اليهود في أوروبا الشرقية ويؤكد أن الآثار التي خلفها اليهود من أسلحة وأوان وكتابات في مناطق أثرية مثل تشيلاريفو في الصرب، إيليند في المجر، ساركيل في روسيا، بالانجار في القوقاز، نوفاهراديك في روسيا البيضاء ، بيركا في السويد وغيرها ،هي خزرية بامتياز[15]
* بن غوريون اول رئيس وزراء لاسرائيل مواليد 1886 بولنسك في بولندا
موشي شاريط مواليد اوكرانيا 1894
ليفي اشكول رئيس وزراء اسرائيل مواليد 1895 اوراتوفا اوكرانيا
جولدا مائير مواليد 1898 في كييف اوكرانيا
مناحيم بيغن مواليد 1913 بريستلوبزك جنوب روسيا
اسحق شامير مواليد روزينوي بولندا عام 1915
شمعون بيريس مواليد 1923 فيشنيف بولندا
حاييم نحمان بياليك الشاعر القومي اليهودي مواليد 1873 – أوكرانيا
. تركيع الشعوب بعد تركيع الانظمة (الدبلوماسية الروحية)
هناك حقيقة موضوعيه تواجه الكيان الصهيوني وتهدد وجوده من الجذور وهي قنبلة التزايد السكاني في فلسطين والتزايد السكاني في الوطن العربي . ويُتوقع أن يفوق عدد السكان الفلسطينيين في فلسطين التاريخية السكان اليهود مع نهاية عام 2020، حيث سيصل إلى 7,2 مليون فلسطيني مقابل نحو 6,9 مليون يهودي. كما ان عدد سكان الوطن العربي سيرتفع من 370 مليون الى470 مليون عام2030 وسيصل الى 750 مليون عام 2050 مقابل 12 مليون يهودي حينئذ (من مركز الاحصاء الفلسطيني ).واضافة للقنبلة الديموغرافية فان امكانية تغيير الانظمة التي طبعت معه تبقى واردة وتقلقه.وبالتالي ليضمن مصيره المستقبلي بات يعمل على تركيع الامة باكملها باتجاهين :
1- باستخدام العولمة واذرعها الاقتصادية والسياسية والثقافيه والتحكم بالأمن الغذائي لكل مواطن عربي مستعينا بصندوق النقد الدولي (الذي هو المحرك الاساسي للعولمة الاقتصادية) والشركات العملاقه الثلاثة التي تتحكم بتصدير القمح للعالم .اضافة لتحكمه بالامن المائي كما ذكرنا في سد النهضة ومبررات بنائه.
2- باستخدام الدبلوماسية الروحيه المرتبطه بدين جديد يسمى الديانة الابراهيمية في اطار مشروع ابراهام لتصفية القضية الفلسطينية نهائيا .فالكيان الصهيوني قد ادرك ان عشرات المخططات التي طرحت منذ عام 1948 وحتى الآن قد تكسرت على جدار الرفض الوطني الفلسطيني المستند على رفض الجماهير العربية رغم كامب ديفيد واوسلو وغيرها من المشاريع.لذا بات نخر المجتمع العربي (بعدما تم نخر الانظمة ) هي المهمة التاريخية التي عليه ان ينجزها لأنها تشكل خشبة الخلاص له لضمان مستقبله على حد اعتقاده.
اولا :التصريحات الامريكية [16 ]:
- كشف السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، إن اتفاقية السلام بين الإمارات وإسرائيل ستعرف باسم “اتفاق إبراهيم”، حيث سميت على اسم “أب الديانات الثلاث الكبرى”، المسيحية والمسلمة واليهودية، النبي إبراهيم عليه السلام، ويجسد الاسم، ديانات الدول الثلاث المشاركة في الاتفاقية “الإسلام (الإمارات)، اليهودية (إسرائيل)، المسيحية (الولايات المتحدة الأمريكية) .
ب-أعلن جون كيري في عام 2013 عن الأرض الابراهيمية المشتركة للأديان كما تحدث اوباما من (إسرائيل) عندما زارها في مارس 2013 وقال: “إنها التجربة الإنسانية العالمية، بكل معاناتها، ولكن أيضا كل خلاصها، جزء من الديانات الثلاثة؛ اليهودية والمسيحية والإسلام التي ترجع إلى إبراهيم”. كما قام كوشنر بجولة في متحف اللوفر في أبوظبي، واطلع على نسخة مصغرة من تصميم “بيت العائلة الإبراهيمية”، الذي يجمع بين الديانات الإبراهيمية الثلاث.كماأشار وزير الخارجية الأمريكي “بومبيو” في كلمته بالجامعة الأمريكية بالقاهرة إلى أننا جميعنا أبناء إبراهيم، مما يعكس استمرار ذات النهج بل والعمل على ترويجه.
بعد هذا التمهيد الذي لابد منه نقول ان المواطن العربي بدأ يتساءل حول تفسير التصريحات التي ادلى بها اوباما وطاقمه ومن بعده ترامب وطاقمه حول الديانه الابراهيمية الجديده.وقبل ان نوضح ماهية مخطط ابراهام دعونا نلقي نظره على جذوره وادواته انطلاقا من معرفة ما يخطط له الاعداء لكي لا نقع بالشرك ونواجهه ونفشله كما تم افشال ما سبقه من مخططات.لذا فان عرضه لا يعني قبوله او الاستسلام له
ج- جذور المفهوم : تقول د.هبه جمال الدين* (( ان فكرة تكوين الديانه الابراهيمية العالمية انما تعود جذورها الى الاصولي المصري السيد نصيرالمتهم بقتل الحاخام مائير كاهانا زعيم حركة «كاخ» العنصرية عام 1990حيث قال : (ان الحل الوحيد للمشاكل القائمة بين العرب والاسرائيليين، هو الموافقة على انشاء دولة اتحادية اسمها دولة «ابراهيم الفيدرالية». نسبة لأبينا ابراهيم ابي الانبياء عليه الصلاة والسلام، لأنه ابو العرب واليهود على حد سواء، وهذه الدولة تتكون من دولتين او ولايتين، وهما ولاية فلسطين العربية، وولاية اسرائيل العبرية. وقال ان مواطني الدولة الجديدة يجمعهم علم موحد وجنسية واحدة ووحدة وطنية وولاء للدولة الجديدة. ويرى نصير ان المفاوضين، يدورون داخل دائرة مغلقة لا يمكن ان تقودهم الى الحل النهائي. واشار الى انه ارسل نسخة من مشروع «الدولة الابراهيمية» الى السيدة هيلاري كلينتون وديك تشيني.وابلغوه انه تم الاطلاع عليها)) .[17]بينما اعتقد شخصيا ان جذور هذا المفهوم انما تعود الى فكرة الحوار بين الاديان من أجل عالم آمن الذي بات يعقد كل خمس سنوات منذ 1993في فينا ومدريد والدوحه …الخ وتوجه الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي بوثيقة اشبيليا في منتصف الثمانينات [18]وكان القصد من كل ذلك توحيد الاديان الثلاثه بدين عالمي واحد ظاهره مثالي يقوم على التسامح والود وباطنه براغماتي سياسي . فمؤتمرات الحوار بين الاديان كانت البوابه التي تسلل اليها مشروع ابراهام والذي غايته نحر الاسلام ونسفه من جذوره و شرعنة الوجود الصهيوني ومده باسباب الحياة.
د- – ماهية الديانه الابراهيميه [19]:ان الدعوة لتاسيس دين جديد ليست نكته او خرافه تثير الضحك او الاستهجان بل هو مخطط بعيد المدى يطبخ على نار هادئه تبنته جامعة هارفرد وجامعة فلوريدا منذ بداية التسعينات ويتلقى الدعم بسخاء من صندوق النقد الدولي .حيث شكلت هيلاري كلنتون لجنه تضم مائة عضو في وزارة الخارجية الامريكيه لوضع الخطط المناسبة لتنفيذه. وفحوى مخطط ابراهام هذا يقول بكل بساطه ((انه ما دامت كل الاديان الثلاثه تلتقي حول سيدنا ابراهيم الخليل فعلينا ان نكون اسرة واحدة يسودها التسامح والسلام العالمي ونبذ البغضاء والصراعات الدينيه المهلكة وانه في ظل هذه الرؤيه علينا ان نكافح الفقر (المحور الخدمي) ونهتم بحقوق المرأه ونهتم بالشباب من أجل عالم آمن يسوده الإستقرار .وانه في ظل العولمه سيكون هذا الدين متماشيا مع العصر وان يتم تفسير النص الديني في الاديان الثلاثه بما يلائم فكرة الابراهيمية العالمية وهنا يجب الاستعانه بعلماء الدين الأكفاء ليقدموا الدبلوماسية الروحية على احسن وجه حتى يكون لها كتابها المقدس الخاص بها ودور عبادة خاص بها ايضا.والحيز الجغرافي لهذا الدين هو خريطة اسرائيل الكبرى (مسار ابراهيم ) من النيل الى الفرات . وتقف المسيحية الصهيونية [20]التي ينتمي اليها ترامب بقوة وراء هذا المشروع . للاستيلاء على الأرض المقدسة، والبقعة المباركة التي يرى اليهود فيها هيكلهم الموعود، ويحج إليها المسيحيون باعتبارها مهد ميلاد المسيح عليه السلام، ويعتقد المسلمون أنها قبلتهم الأولى، ومسرى نبيهم صلى الله عليه وسلم، وثالث المساجد المعظمة التي لا تشد الرحال إلا إليها:
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ.) الإسراء/1.بل يُعتبر المسجد الأقصى وما حوله من الأرض المباركة، هو معيار القوة بين أصحاب الأديان الثلاثة، فمن كانت له الدولة، وفي صالحه الجولة، كانت القدس تحت يده وسلطانه [21] ويرى “جيمس روزينوه” أن مستقبل العالم سيرتكز على السلام العالمي الذي سيتحقق عبر الديانات الإبراهيمية والعقائد المتداخلة، كمدخل جديد لحل النزاعات في العلاقات الدولية، وكطرح بديل لنظرية “هنتنغتون” حول “صدام الحضارات”، ونظرية “فوكو ياما” حول “نهاية التاريخ”؛ وليعكس نهجًا جديدًا داخل علم العلاقات الدولية حيث كانت أهم ملامحه ظهور مفاهيم جديدة؛ كالتسامح العالمي، والأخوة الإنسانية، والحب، والوئام، كمفاهيم جديدة مطروحة داخل هذا الحقل .[22]
ه- ادوات المشروع[23] : تشير الدكتورة هبه جمال الدين الى الادوات التالية :
1- الأمم المتحدة ، مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وغيرهما من المؤسسات التابعة للأمم المتحدة، لكنه ظهر بشكل أوضح مؤخرًا في المغرب، بهدف خدمة الثوابت الوطنية ودعم العلاقات الخارجية وتعزيز موقفها السياسي، وذلك عبر تسخير مختلف القنوات الدينية ولكن لم يغفل البعض أن الفكرة لها مخاطر من حيث التوظيف السياسي الأجنبي لها، وتبين لاحقًا أنه توجد إدارة خاصة داخل وزارة الخارجية الأمريكية، وأحد محاور اهتمامها هو دعم الدبلوماسية الروحية المذكورة
2- المؤتمرات والقمم الدولية ومنها الفريق العربي للحوار العربي المسيحي، والذي يقوم بتنظيم اجتماعات دورية في العديد من بلدان العالم، وتتركز لقاءاته بمصر وبيروت والسودان.
وتطلق تلك المنظمات مبادرات تدعو الفلسطينيين للتوحد مع المجتمع الإسرائيلي، ومنها مبادرة القادة المسلمين، ونظمها شخصان هما؛ الإمام عبد الله أنتبلي ويوسى كلاين هاليفي، وانطلقت في صيف 2013، وأقيمت بالتنسيق بين أكاديميين وصحفيين من شمال أمريكا وتل أبيب، وتدعو الفلسطينيين لاكتشاف المجتمع الصهيوني والاندماج به، وزيارة المعالم اليهودية، دون التطرق للديانة.
3- -القوى العظمى والمعسكر الغربي فريق وزارة الخارجيه الامريكيه
4– السياحة الدينية المشتركة .
5- مشروعات ريادة الأعمال التي تمثل مدخلًا لخلق دخل للأسر الفقيرة (الحوار الخدمي)والذي يقوم بتنظيم ودعم التعاونيات النسائية والتواصل مع الشباب وظهرت العديد من المراكز الإبراهيمية ومعظمها أمريكية مثل معهد بيس أيسلاند والمجلس الدولي للمسيحيين واليهود، ولهذين المجلسين دور كبير في الدعوة للدولة الإبراهيمية، ويقوم بتنظيم العديد من المؤتمرات بمشاركة الأمم المتحدة للدعوة للحوار، وللتوحيد بين الأديان الثلاثة، وبعض اجتماعاتهما تجري في العاصمة التركية “إسطنبول”، والعاصمة الألمانية “برلين”، حيث يقومان بدعوة شباب من جميع أنحاء العالم لتدريبهم وتهيئة الكادر القادر على الدعوة للدين الرابع بزعم أنه قادروحده على نشر السلام وإنهاء الحروب.اضافة لمواقع متعددة لجذب الشباب مثل موقع بعنوان FRD، وهي اختصار لـ
http://religious-diplomacy.org/chapters/sunni-islam/
6- مراكز أو مؤسسات أو برامج الدبلوماسية الروحية: الانتشار القاعدي مثّل مطلع الألفية التوجه لتأسيس فكرة «الدين العالمي» في شكل مؤسسات عاملة على الأرض، ويمكن تسمية هذه المنظمات القائمة على الإيمان، https://en.wikipedia.org/wiki/Faith-based_organization وهي مؤسسات دينية بارعة في حل المشكلات التي لا يمكن للدبلوماسية العلمانية فهمها، ومثال ذلك المصالحة التي تتم بواسطة «معهد المصالحة بكشمير»، وهناك عدد من القواسم المشتركة بين هذه المؤسسات فهى جميعاً[ 24 ]
الخلاصة :انه مخطط خبيث مغلف بالإغراءات المادية يهدف الى نسف الاسلام من جذوره المتغلغلة في ضمير الموطن العربي ووجدانه ودفن الشعور القومي الراسخ في نخاع المواطن العربي ايضا. فهذه الخدعة الجديدة (الدبلوماسية الروحية ) لن تمر حتى لو تحكموا بقطرة الماء ورغيف الخبز للفرد العربي .والطريق الوحيد لإفشالها هو طريق المقاومة التي تضعضع امن العدو وتهلكه .فركوع الانظمة يبقى آنيا ولن يصيبنا بالإحباط وركوع الامة مستحيل .
* والحقيقة انني بذلت جهدا مضنيا على صفحات الانترنت لاستعين بمصادر تتحدث عن هذا الموضوع ولم اجد سوى كتابات الدكتورة هبة جمال الدين ولقاءاتها المتلفزة (استاذة العلوم السياسية في جامعة القاهرة ).وان كل ما نشر من مقالات هي فحوى او اقتباسات لما ذكرته الدكتوره هبه حصرا.
هيكل سليمان حقيقة ام خرافه:
ان اهمية الحديث عن هيكل سليمان تنبع من الحقائق العملية التي تجري على ارض الواقع لهدم المسجد الاقصى بطريقة او باخرى سواء اكان من حيث حفر الانفاق في اساساته (تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم) او منع صيانته كجزء من حملة التهويد لمدينة القدس والتي تجري على قدم وساق منذ عام 1967 بشكل مبرمج .فالكيان الصهيوني يسعى الى التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصى كخطوة اولى بعدما نجح في التقسيم الزماني والمكاني لمرقد سيدنا ابراهيم في الخليل من قبل .واذا تذكرنا ما قاله بن غوريون (ورددها بعده مناحيم بيغن وآخرين ) : (لا قيمة لإسرائيل بدون القدس ولا قيمة للقدس بدون الهيكل) .فهذا يستدعي تسليط الاضواء على مزاعم الهيكل ومبررات اعادة بنائه واهميته بالنسبة لليهود أدناه :
طبقاً لما ورد في وصف هيكل سليمان -الهيكل الأول- مِن حيث وقت بنائه ومقاساته ومساحته الكلية، والمواد المستخدمة، والعمال المشتركين في بنائه في التوراة (العهد القديم) في:
((1-) سفر الملوك الأول: مِن الإصحاح 5-8.— (2-) سفر الملوك الثاني: الإصحاح 25.— (3-) سفر أخبار الأيام الثاني: الإصحاح 2-4.-(4-) سفر النبي حزقيال: الإصحاح 40-42.بينما ورد ذكر إعادة بناء الهيكل الثاني بعد العودة مِن السبي البابلي، في سفر “عزرا” في الإصحاح 3، والإصحاح 6، ولكن دون ذكر أوصاف مفصلة للبناء؛ إلا إشارة تتعلق بمقاسات أساس الهيكل الثاني، وعدد صفوف الحجارة المستخدمة فيه)). فقد تم بناء الهيكل وهدمه ثلاث مرات؛ كما تم تدمير مدينة القدس والهيكل عام 587 ق.م على يد نبوخذ نصر ملك بابل وسبي أكثر سكانها، وأعيد بناء الهيكل حوالي 520-515 ق.م وهُدم الهيكل للمرة الثانية خلال حكم المكدونيين على يد الملك أنطيوخوس الرابع بعد قمع الفتنة التي قام بها اليهود عام 170 ق.م، وأعيد بناء الهيكل مرة ثالثة على يد هيرودوس الذي أصبح ملكاً على اليهود عام 40 ق.م بمساعدة الرومان. وهدم الهيكل للمرة الثالثة على يد الرومان في 9 آب عام 70 م ودمروا القدس بأسرها. ويعتبر يوم 9 اب يوما مقدسا عند اليهود. [25 ]
يعتبراالصهاينه ان الحائط الغربي للمسجد الأقصى حائط البراق (حائط المبكى بالنسبة لهم) أنما يمثل جزءا من الحائط الغربي لهيكل سليمان المزعوم حيث يعتبرون أن المسجد الاقصى أنما أقيم على أساسات ذلك الهيكل ، في حين أن بعضهم ينكر ذلك ، ويعتبره حائطا عاديا لا قدسية له.حيث قال الحاخام (شلومو غورون) الحاخام الأكبر السابق : “الصلاة عند حائط المبكى (البراق) هو إشارة على الخراب والنفي ، وليست على التحرر والخلاص ، حيث أن صلاة اليهود عند حائط البراق بدأت في القرن السادس عشر وقبل ذلك صلى اليهود في حرم الأقصى (جبل الهيكل) لقرون ، وعندما طردوا كانوا يصلون فوق جبل الزيتون مقابل البوابة الشرقية ، فاليهود يصلون عند حائط البراق منذ حوالي ثلاثمائة سنة فقط: [26 ]
اولا تعريف الهيكل : كلمة هيكل في اللغة العبرية تعني ” بيت همقداش” أي بيت المقدس ، وتعني ” هيخال” أي البيت الكبير ، وتعني “هرهابيت” أي جبل البيت ، وتعني “بيت يهوه” بيت الإله يهوه ؛ ويهوه هو إله اليهود ؛ وهذا يعني أن الهيكل هو بيت الإله – [ 27]
ثانيا اهمية الهيكل : حتى لا ينسى اليهود الهيكل ويبقى حياً في ذاكرتهم ، ابتدع حاخاماتهم طقوساً ومراسم يقوم بها كل يهودي ، ومن هذه الطقوس ذكر الهيكل عند الميلاد ، وعند الموت ، وعند الزواج يحطم أمام الزوجين كوب فارغ لتذكيرهم بهدم الهيكل، وقديماً كان الحاخامات يوصون اليهودي عند طلاء بيته أن يترك مربعاً صغيراً دون طلاء ، حتى يتذكر حادثة هدم الهيكل ، وفي التاسع من أغسطس من كل عام يصوم اليهود تخليداً لحادثة الهيكل [28]
ثالثا تحديد مكان الهيكل : في كتاب الصريخ لمجابهة غزاة التاريخ للكاتب وليد المهدى، يرى المؤلف أن اليهود أنفسهم لا يتفقون على هيكل واحد، ومكان واحد، فيهود مملكة السامرة يقولون إن هيكلهم فى مدينة نابلس وليس القدس، وآخرون يقولون إنه فى قرية بيتين شمال القدس، ومجموعة ثالثة تقول إن هيكلهم أقيم على تل القاضى “دان” .ومجموعة رابعة تقول انه في بيت ايل [29]
التوراه المحرفه :
هذه التوراة لا صلة لها بالتوراة التي انزلت على نبي الله موسى-عليه السلام- والدليل هو ما جاء في القران الكريم: (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ ) –البقرة آيه 79- ويشهد بذلك ايضا موسكاتي في كتابه الحضارات السامية القديم صفحة 139 وايضا ديورانت في كتابه قصة الحضارة حيث يقول نصا(كيف كتبت هذه الاسفار ؟ومتى كتبت ؟ واين كتبت ؟ ذلك سؤال برئ لا ضير منه ولكنه سؤال كتب فيه خمسون الف مجلد ويجب ان نفرغ منه هنا في فقرة واحدة نتركه بعدها من غير جواب ص 367 [30] إن أقدم نسخة مكتشفة للعهد القديم هي النسخة المكتشفة في كهوف قمران وهذه النسخة لا تمثل العهد القديم كله بل ينقصها الشيء الكثير، فلا يكاد يوجد سفر من هذه النسخة كاملا إلا القليل، واختلفت آراء المؤرخين في تاريخ كتابتها، فالباحث الأمريكي “ألبرايت” ذهب إلى أنها كتبت حوالي ” 200 ” سنة قبل الميلاد، وذهب آخرون ومنهم البريطاني “درايفر” إلى أنها تعود إلى ما بعد الفتح الإسلامي، وإذا أُخِذ بالرأي الأول بأنها تعود إلى مائتي سنة قبل الميلاد، فهذا يفيد أن الفرق الزمني بين النسخة المكتشفة وبين موسى عليه السلام صاحب التوراة لا يقل عن ألف ( 1000 ) سنة، وبينها وبين سليمان عليه السلام باني الهيكل حوالي سبعمائة ( 700 ) سنة. فهل يمكن لهذه النسخة أن تعد وثيقة تاريخية موثوقًا منها لتثبت مزاعم اليهود في الهيكل [31] واعترفت بهذه الحقيقة الموسوعة اليهودية ودائرة المعارف الأمريكية التي قالت: إن الكتبة قد غيروا بقصد اوبدون قصد في الوثائق والأسفار اليهودية التي كتبوها على مدار الفترة من القرن الحادي عشر قبل الميلاد إلى القرن الأول بعد الميلاد، ولم تصلنا نسخة المؤلف الأصلي لهذه الأسفار . يقول الدكتور اليهودي “آرثرروين” أستاذ علم الاجتماع بالجامعة العبرية في القدس: إن علماء الكتاب المقدس. كلهم مجمعون على أن العهد القديم جرى وضعه خلال وبعد النفي إلى بابل [32]
كما شكك علماء كثيرون في “العهد القديم” كله كمصدر موثوق به ، ومن هؤلاء.يقول صاحب موسوعة بيت المقدس : “إن بناء الهيكل هو خرافي وخيالي ، نسبه اليهود إلى سيدنا سليمان ، وقصة بناء الهيكل لا يعترف بها التاريخ ، وليس لها مصادر إلا كتب يهود ” . [33]
التوراة والاساطير:
: 1- تقدم التوراة سليمان لنا من البداية كشخصية فوق أسطورية، حيث تتحدث عن طعام يكفي لجيش يحتاج له سليمان كل يوم؛ فمن يتصور، مثلا، إنساناً واقعياً يحتاج إلى التهام مائة خروف وثلاثين ثوراً في اليوم، عدا الملحقات من الأيائل والظباء واليحامير والإوز والسميد والخبز؟!(ملوك أول/4). [34]
:2- يقول تراثهم الأسطوري إن شرط بناء هيكل سليمان هو بقرة توراتية حمراء لا يتخلل جلدها أي لون آخر، ويبدو أنهم وجدوا ثوراً يمتلك ّ هذه المواصفات في مكان ما من أمريكا، وسيلقحون بقرات إسرائيلية بسائله المنوي، وصولا إلى البقرة المنتظرة التي سيسمح لهم رمادها بالتطهر من دنس الموتى، هذا التطهر هو الشرط اليهودي الديني للصعود إلى جبل الهيكل، تمهيدا لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل على أنقاضه . فالبقرة الحمراء يكون مقتلها شرطاً لإعادة بناء هيكل سليمان)،مقتطفات من مقال إلياس خوري الذي نشره في القدس العربي، ثم نشره على صفحته في الـ«فيسبوك« بتاريخ ( 27 تموز 2015)وهناك شرح تفصيلي حول البقرة الحمراء في ((قبل ان يهدم المسجد الاقصى –د.عبد العزيز بن مصطفى كامل-(ص22-26). أنفاق القدس: موقعها في التاريخ والحفريات الصهيونية مجلة صامد 109 تموز أيلول – 1997 ص 39 – ) [35]ويشير الباحث عدنان ابو عامر في دراسه له الى ان الاحتفال بمولد بقرة حمراء كمؤشر على بناء الهيكل فيقول :استقبل اليهود المتدينون مولد بقرة حمراء كعلامة ربانية على اقتراب بناء الهيكل الثالث وأكد فريق من الحاخامات ان بقرة ولدت قبل عدة اشهر في كيبوتس قرب حيفاوفقا لمواصفات البقرة المقدسة في التوراة وحسب العهد القديم فإن هذه البقرة من غير “بقع” ضرورية لنقاء الطقوس الشعائريةوسيتم ذبحها وحرقها وتحويل رمادها إلى سائل لإستخدامه في احتفال ديني يعتقدون انه يسبق بناء الهيكل الثالث مكان المسجدالاقصى وخلال الاحتفال يغسل الذين يدخلون جبل الهيكل ايديهم برماد البقرة ويقولون أنه منذ تدمير الهيكل الثاني على يد الرومان لم تولد أي بقرة حمراء وينظرون إلى أن مولدها يعتبر معجزة تمكنهم من دخول الحرم لكن عليهم الانتظار حتى يصبح عمرهأ ثلاث سنوات قبل أن يبدأوا ببناء الهيكل الجديد.وقال “يهودا أيتزيون ” أحد أفراد المجموعة اليهودية الذين حاولوا عام 1985 تفجير قبةالصخرة بمواد متفجرة: “نحن ننتظر معجزة من الرب منذ 2000 عام وهو منحنا الآن البقرة الحمراء . [36] ان الدارس لنصوص الكتاب المقدس المتعلقة ببناء الهيكل الاول يجزم بأن قصة البناء خرافة وأسطورة لا حقيقة لها ذلك لأنه سيقف أمام بناء عظيم جدا ، قد يكون من أعظم الأبنية التي عرفتها البشرية ، فالمواد المستخدمة في البناء وعدد العمال كان خياليا ،فقد تم طلاؤه ب 1,6 طن من الذهب ! و16 طن من الفضة. والحديد والنحاس بلا وزن لأنه كثير ، والخشب والحجارة تزيد عليها !وعدد العمال المشاركين في البناء 180 ألف عامل ، منهم 30 ألف عامل أرسلهم سليمان إلى لبنان لقطع الأشجار من هنالك .وعليهم رؤساء عددهم 3600 أو 3400 حسب اختلاف الأسفار في عددهم وعلى الرغم من كل هذه المواد والعمال يذكر الكتاب المقدس أن طول الهيكل 30 مترا تقريبا، وعرضه10 أمتار، وارتفاعه 15 مترا ، والرواق (الفناء) الذي أمامه طوله 10 امتار وعرضه 5 امتار .واستغرق بناؤه سبع سنوات . [37]
دحض المزاعم الصهيونية:
وسواء أخذنا برأي من ذهب إلى أن الباني الأول للمسجد الأقصى بعض ولد آدم أو إبراهيم عليهما السلام، فإن بين ولد آدم، وسليمان عليه السلام آلاف السنين، وبين إبراهيم عليه السلام وسليمان عليه السلام ما يقرب من ألف سنة. فهذا يعني أن المسجدالأقصى وجد في جبل بيت المقدس، قبل أن تكون هناك قبيلة يهودا، أو يكون هناك يهود، وقبل أن يكون التاريخ اليهودي أصلا ، وأيضًا قبل بناء سليمان عليه السلام الهيكل كمايزعم اليهود، وهل من المعقول أو الجائز شرعًا أن يقوم نبي الله سليمان ببناء معبدٍ لله تعالى تحت المسجد القائم. اذن وجود المسجد الأقصى قبل الهيكل المزعوم من أقوى الأدلة التاريخية التي تبطل مزاعم اليهود وتكشف عن مدى تهافت أساطيرهم.
2- أنه لا يوجد مصدر موثوق به يثبت بناء سليمان عليه السلام لهذا الهيكل ، فالقرآن الكريم قص علينا قصة داود وسليمان عليهما السلام في عدة مواضع ، وذكر قصة سليمان مع بلقيس والهدهد والنملة ومع الجن ، وبعض هذه الأحداث تبدو أقل أهمية من الهيكل! فلماذا لم يتكلم القرآن الكريم عن الهيكل ؟ إذا كان بهذه القدسية والجلالة التي يذكرها اليهود ؟!
3 – إنه لا وجود لهذا الهيكل إلا في كتب اليهود ، وهي كتب لا يوثق بما فيها ، حتى الكتاب المقدس نفسه – قد اعترف كثير من العلماء والمؤرخين أنه امتدت إليه أيدي التحريف والتلاعب والزيادة والنقصان ، مما يعني أنه لم يعد مصدرا تاريخيا موثوقا به . ولا يوجد له إسناد متصل إلى موسى عليه السلام ، ولا إلى الأنبياء الذين جاءوا بعده ، وكُتِبَ تاريخُهم في ذلك الكتاب
4-.- لقد أشار القرآن الكريم إلى تاريخ بني إسرائيل والمسجد الأقصى، ونهاية ارتباط اليهود به -كما ذهب إليه الكثير مِن المفسرين- في قوله -تعالى- في سورة الإسراء: (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا . فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا . ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا . إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا . عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا) (الإسراء:4-8).
فهذا هو المعروف المعلوم عن المسجد الأقصى، تؤكده الحقائق والآثار التاريخية، ؛ أما زعم اليهود حول البديل للمسجد الأقصى -وهو هيكلهم المزعوم!-؛ فهو مما لا يعرف لمكانه موضع، وليس له على الواقع أي أثر، إلا ما أورده اليهود في كتبهم التي طرأ عليها التحريف والتبديل، وقد ذكرنا طرفًا منها، وما فيها مِن الاضطراب والتهويل ما يذهب بمصداقيتها
5– نتائج الاثار : يقول البروفيسور زائيف هرتسوغ عالم الآثار من جامعة تل أبيب، والذي شارك في كل أعمال الحفر في البلاد، إن كل الأحداث المذكورة في التوراة تتناقض تماماً مع ما توصل إليه علماء الآثار، وإن هذه القصص لم تحدث في الحقيقة على مستوى شامل.
اما عالم الآثار الإسرائيلي الشهير ” إسرائيل فلنكشتاين” من جامعة تل أبيب، والذي يعرف بأبي الآثار ، فقد أكد في تقرير نشرته مجلة » جيروساليم ريبورت الإسرائيلية «( 5/8/2011) “أن علماء الآثار اليهود لم يعثروا على شواهد تاريخية أو أثرية تدعم بعض القصص الواردة في التوراة، بما في ذلك قصص الخروج، والتيه في سيناء، وانتصار يوشع بني نون على كنعان”، مفككاً بذلك وسيلة وزعما من أخطر الوسائل والمزاعم التي تلجأ إليها الدولة الصهيونية لترويج روايتها حول ” يهودية المدينة المقدسة “، وأساطير ” أرض الميعاد”، و«شعب الله المختار”، و«الحق التاريخي لليهود في القدس وفلسطين”، كما ورد من وجهة نظرهم في التوراة، والتي أثبت الكثيرون من الباحثين العرب والأجانب،( وحتى بعض اليهود في العقود الثالثة أو الأربعة الماضية، وبعد الاكتشافات الأثرية الجديدة في تل العمارنة، وما كشفته الحفريات الأثرية في القدس وبعض المناطق الفلسطينية الأخرى،) بأن التوراة كتاب أدبي قصصي مبني على الأساطير والخرافات في معظمه، وليس كتاب تاريخ يمكن الاستناد إليه كمرجع للأصول التاريخية والاثنية للشعوب والأمم “. أن الدلائل التاريخية تفيد أن الذي بنى المسجد الأقصى هو سيدنا إبراهيم، أو حفيده يعقوب عليهما السلام، وكان ذلك قبل سليمان بمئات السنين، فليس من المعقول أن يقوم سليمان بهدم مكان بناه نبي مثله لعبادة الله تعالى، من أجل أن يقيم عليه هيكلاً، وبين ان اليهود قد بدأوا عمليات الحفر تحت المسجد الأقصى للبحث عن آثار وبقايا هيكل سليمان سنة 1968 ،وذكر هذا أيضا غيره من علماء الآثار الذين شاركوا في الحفريات تحت المسجد الأقصى، فقد صرح عالم الآثار الأمريكي “غوردن فرانز” أنه لا توجد دلائل على وجود الهيكل في أسفل المسجد الأقصى، ولما سئل: أين موقع الهيكل؟ أجاب: لا أعرف، ولا أحد يعرف. كما ان عالم الآثار الإسرائيلي ” مائير بن دوف” قد كشف النقاب عن أنه لا يوجد آثار ما يسمى بهيكل سليمان تحت المسجد الأقصى، مناصراً بذلك الأصوات السابقة التي كشفت عن ذلك، ولاسيما علماء الآثار الإسرائيليين بقسم التاريخ بالجامعة العبرية. [38]
شعوب إسرائيل وخرافة الانتساب للسامية:
تبرز اهمية الحديث عن اللاسامية(معاداة السامية) لا من حيث كونها اكذوبه وخدعة جديدة تضاف الى الخدع التي تم فضحها وتعريتها كما ورد سابقا فقط بل اصبحت سيفا مسلطا على رقبة كل من ينبس ببنت شفة ينتقد فيها الكيان الصهيوني . فلم يعد هناك كاتب أو مفكر أو صحفي حر يجرؤ على فضح الصهيونية أو إدانتها دون أن يتعرض لتهمة اللاسامية ويلاحق قانونيا (راجع تفاصيل القانون الامريكي الذي أقره جورج بوش).والمثير في هذا القانون هو رصد وملاحقة الدول والمؤسسات والافراد على مستوى العالم .وحذت فرنسا والمانيا وغيرها من الدول الاوروبية حذو امريكا .وهذه القوانين الصارمة التي سنتها هذه الدول هي التي اجهضت حملات المقاطعة لمنتجات الكيان الغاصب (بي دي اس ) التي خاضها الشرفاء في اوروبا ومست العصب الاقتصادي (لإسرائيل) . ومعروفة قصة الفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي الذي تعرض لحرب شعواء أدت إلى تجريمه (بمعاداة السامية) عام 1998م عبر محكمة فرنسية فقط إلا لانه شكك برقم الذين احرقوا بالمحرقة النازية في كتابه (الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية) حيث عزل وتخلى عنه كل المقربين حتى وفاته. كما تعرض فالدهايم مستشار النمسا إلى حملة شعواء من قبل اليهود عند استلامه رئاسة النمسا وما ذلك إلا انه عندما كان أمينا عاما للأمم المتحدة صدر قرار بان الصهيونية حركة عنصرية. واتهم الرئيس محمود عباس بهذه التهمة وطلب منه الاعتذار لمجرد عبارة وردت في خطابه في المجلس الوطني سنة 2018.حين قال أن “معاداة السامية في أوروبا لم تنشأ بسبب الدين اليهودي”. وكذا الحال مع مهاتير محمد ورشيدة طالب والهان عمر عام 2019 وغيرهم وغيرهم .
وقبل التطرق الى موضوع اللاسامية علينا ان نذكر القراء مرارا إن اليهود الذين يكونون شعوب إسرائيل حاليا والذين جاءوا من أكثر من اثنتين وسبعين دولة لا يشكلون امة او قومية واحدة او جنسا واحدا وإنما هم مجموعة قوميات وامم وأجناس وأخلاط متنوعه تم جمعهم من كافة بقاع الارض ليستوطنوا في فلسطين كما انه من الخطأ القول بوجود جنس يهودي واحد وإلا كيف يجمع بين يهود الفلاشا ويهود التاميل في الهند ويهود الصين والتركمستان وكردستان واليمن وبولندا وروسيا أو غيرها من يهود العالم ليشكلوا شعبا واحدا !!!![39] . فالمفكر اليهودي (يوسف حاييم برنر) يقول : كل ما نعرفه عن حياتنا يشير إلى ان الجماهير اليهودية ليس لها السمة الاجتماعية بالمعنى السوسيولجي , ونحن لسنا شعبا مترابط الأجزاء .(أوهام التاريخ اليهودي ص261). فيهود اليوم وتوراتهم المزعومة شيء واتباع النبي موسى –عليه السلام –وتوراته شيء آخر. فلا علاقة بين يهود الوقت الحاضر لا من قريب ولا من بعيد ابدا بينهم وبين يعقوب عليه السلام أو إبراهيم عليه السلام أو سام ابن نوح عليه السلام وليس لهم كذلك أي علاقة بالأسباط الأثني عشر الذين تفرع منهم اليهود القدامى. فلم يبق من اتباع اليهود الاصليين سوى السامريين . والسامريون اليهود الفلسطينيين هم اصغر فرقة دينية في العالم بل هم اصغر شعوب الأرض من عهد موسى إلى الآن . إذ لا يتجاوز عددهم 600 شخص وهم بنو إسرائيل الأصليون … ويقيمون في فلسطين منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام وحتى الآن.[40 ]
اللاسامية أو معاداة السامية :هو مصطلح يعني معاداة اليهود كمجموعة عرقية ودينية وإثنية .وهذا المصطلح تبنته الحركة الصهيونية واتخذته غطاء لتقول للعالم ان من يعادي الصهيونية هو من يعادي اليهودية وزرعت في وعي الشعوب ان اللاسامية مرادفه تماما للاصهيونية .وهنا يبرز جوهر الخداع الصهيوني المطلوب فضحه وتعريته . وكلمة “سامي” مأخوذة مما ورد في الاصحاح العاشر من سفر التكوين من أن أبناء نوح هم سام وحام ويافث. فهذه التوراة المزعومة تشير الى ان يهود اليوم هم من نسل سام ابن نوح بينما المؤكد أن اليهود الحاليين ينتسبون إلى يافث ثالث أبناء نوح وأنهم من أصل أوربي شرقي من قبائل الخزر التركية المنغولية التي كانت تعيش في أواسط آسيا. [40]
ويقول الدكتور احمد سوسه ان تسمية (السامية) اطلقت على الشعوب التي زعم انها انحدرت من صلب سام وكان اول من اطلقها بهذا المعنى شلوتزر عام 1781 م فشاعت منذ ذلك الحين واصبحت عند علماء الغرب مسلمة سرت الى المؤرخين العرب وباحثيهم عن طريق الاقتباس والتقليد على الرغم من ان هذه التسميه لا تستند الى واقع تاريخي او الى اسس علمية صحيحه او وجهة نظر لغوية اذ تعتبر اكثر ما تعتبر الحدود الجغرافية والعلاقات السياسية ويضيف (ٌ فكتبة التوراة مثلا حشروا في السامية شعوبا لا يعدها العلم الحديث من الساميين مثل العيلاميين واللوديين واقصوا جماعة كان ينبغي ادخالها في زمرة الساميين مثل الفينيقيين والكنعانيين مع انه كانوا يعلمون حق العلم ان الكنعانيين هم الساميون العرب الاصليون سكان فلسطين الاولون[41 ]
وإذا ما رجعنا إلى السامية والسامين وبحثنا في المراجع القديمة ودوائر المعارف وكتب التاريخ والسير وعلم اللغات وعلم الإنسان وعلم اللغة المقارن نجد تعريفات متشابهة متقاربة في فكرها وتوجهها “:فالسَّامِيُّون مجموعة من الشعوب سكنت أساسًا بلاد الرافدين وبلاد الشام وشبه الجزيرة العربية وشمالي إفريقيا والحبشة مثل السومريين والآشوريين والبابليين والإيبلاويين والكنعانيين والفينيقيين والآراميين والسريان والعبرانيين، والأنباط، والشعوب العربية كلها. وقد قدَّمَت هذه الشعوب السامية للعالم الحروف الهجائية، وكانت بلادها مهدًا للديانات السماوية الثلاث: اليهودية والنصرانية والإسلام، ويعتقد بعض علماء الأنثروبولوجيا(علم الإنسان) أن هذه الشعوب كانت شعوبًا مترجلة في شبه الجزيرة العربية، وقد اجمع لفيف من العلماء أمثال بروكلمان ووليم رايت وادوار دوروم ودافيد يلين “:على أن اللغة العربية الفصحى هي بلا منازع أقدم صورة حية من اللغة السامية الأم واقرب هذه الصور إلى تلك اللغة التي تفرعت منها بقية اللغات السامية فإذا كان هذا هو الحال للشعوب التي عاشت في منطقة الشرق الأوسط من أنها تعود بمجملها إلى عرق واحد واصل واحد هو سام بن نوح وتتكلم لغة سامية واحدة . الا ان الصهيونية* تعمدت اطلاق السامي على اليهودي وأصرت على اطلاق مصطلح معاداة السامية على كل الحركات والأفعال المناوئة لليهود في أوروبا، وفي كل أنحاء العالم فيما بعد، تجنباً منها لاستعمال مصطلح معاداة اليهود بسبب ما اكتسبه لفظ اليهودي من ظلال قبيحة في أذهان الشعوب الأوروبية عبر التاريخ.
وإستناداً إلى ما تم ذكره في القرآن الكريم عن بعض اليهود في فترة غير محددة تاريخياً في الآية 65 من سورة البقرة “وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ” و في الآية 60 من سورة المائدة “قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ.وقال تعالى{ ..يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }المنافقون4
وفي المسيحية تعود أصول معاداة السامية إلى اتهام اليهود بصلب عيسى -عليه السلام- واضطهاد تلاميذه في القرون المسيحية الأولى مستندين بذلك على قول اليهود أثناء محاكمة يسوع: “دمه علينا وعلى أولادنا”. كما تم اتهام اليهود بعدة تهم ومنها تسميم آبار المسيحيين والتضحية بالأطفال كقرابين بشرية وسرقة خبز القربان وتدنيسه. وبسبب هذه التهم تم طرد معظم اليهود من دول أوروبا الغربية إلى شرق ووسط أوروبا و بلاد المغرب العربي[42]
ويقول البعض ان الصحفي (وليم مار) قد كان هو أول من استخدم هذا المصطلح عام 1879م لتمييز الحركة التي تضاد اليهود آنذاك , تلك الحركة التي وجدت تأييدا من المستشار الألماني بسمارك آنذاك , وجمعت جمعية معاداة السامية 255 ألف توقيع للمطالبة بطرد اليهود , كما حصل حزب معاداة السامية 15 مقعد عام 1893م . وانتقلت حركة معاداة السامية من ألمانيا إلى بقية دول أوربا حيث تجددت في روسيا عام 1881م وتم تكوين حركة لمعاداة السامية في النمسا عام 1895 كما نشأت كذلك حركات معادية للسامية في انكلترا وايطاليا والولايات المتحدة الأمريكية كل تلك الحركات كونت لمحاربة اليهود تحت شعار معاداة السامية .[43]
وحين جاءت الصهيونية تلقفت هذا العداء لتجعل منه ظاهرة وعقيدة راسخة في النفوس. وكان موسى هس (1812-1875) من أوائل المفكرين الصهيونيين الذين حاولوا استغلال اللاسامية وجعلها عقيدة صهيونية. ففي محاولة هس حل المسألة اليهودية هاجم اليهود الذين يدعون إلى الانصهار او الاندماج في المجتمعات الغربية، وذهب في محاولته الرد على تفوق العرق الآري إلى الادعاء بأن الانسانية عاجزة بحكم تكوينها العضوي عن التقدم بدون اليهود.
أما ليو بنسكر (1821-1891) فقد حاول أن يجعل من اللاسامية مرضاً موروثاً لدى شعوب العالم فقال ان كراهية الشعوب لليهود مسألة نفسية، وان اللاسامية مرض لا يمكن علاجه لأنه عاهة تنتقل من الأب إلى الابن، وان التقدم مهما عظم لن يقتلعها، إلا اذا تغير وضع اليهودي تغييراً جذرياً.
ثم جاء هرتزل. وفي عهده حدثت القضية المشهورة (قضية درايفوس)* التي استغلتها الصهيونية أبشع استغلال وجعلت منها عنوانا للاسامية، وجعلت هرتزل يغير وجهة نظره ويذهب إلى أن المسألة اليهودية ليست مسألة اقتصادية بل قضية قومية، وأن حلها لن يكون إلا بجعلها مسألة سياسية.ورأى هرتزل أن اللاسامية أعادت القوة إلى اليهود، وأنها مفيدة للحركة الصهيونية ولتطوير الفردية اليهودية.ثم زعم حاييم وايزمان أن اللاسامية مسألة نفسية، وأنها باقية ما دام اليهود موجودين.كل ذلك كان من أجل دفع اليهود إلى أحضان الصهيونية والحيلولة دون اندماجهم في الأمم الأخرى وزرع الشك والريبة والخوف في نفوسهم، أو بزرع الاستعلاء والغرور ومزاعم التفوق- [44]خلاصة القول :
* قضية درايفوس هي قصة الضابط الفرنسي (اليهودي) الذي اتهم بخيانة فرنسا وتعامله مع الالمان حيث تم تجريده من رتبته العسكرية واهانته ثم نفيه .وبعد اعادة التحقيق ثبتت براءته ولكن كونه يهوديا وتعرض للاضطهاد استغلها هرتزل للمناداة بوطن قومي لليهود .
شعب الله المختار
ان محاولة اسكات التاريخ الفلسطيني وجعله صحراء قاحلة خالية من الأدلة والحقائق اضافة لجعل الجغرافيا الفلسطينية ايضا صحراء خاوية من البشر ضمن مقولة (ارض بلا شعب لشعب بلا ارض ) والمرتبطة بفكرة ان يهود اليوم هم( شعب الله المختار ) على حد زعمهم لما جاء بتوراتهم المزيفة ! . تستدعي تفنيد المزاعم والاكاذيب الصهيونية التي تستند اليها لتشرع اغتصاب فلسطين وتبرر وجودها المصطنع .
يستعرض د.جمال حمدان في دراسة انثروبولجية (سمات الوجه ولون البشرة والطول وحجم الجمجمة….الخ)لليهود وماجرى لهم ويفصل شتات اليهود Diaspora) ) (ص87-53 في المصدر[45 ] )عبر المراحل التاريخية من بلد لآخر وسببية توزعهم في العالم ليصل الى نتيجة انثروبولوجية تنفي احادية العرق والجنس لهم.وعلى حد قوله ان الشتات اليهودي مر بخمس مراحل منذ القرن العشرين قبل الميلاد الى القرن العشرين بعد الميلاد .
1-الشتات في التاريخ القديم-منذ القرن الثمن عشر قبل الميلاد.
2-الشتات البابلي
3-الشتات الهيلليني
4-الشتات الروماني والوسيط
5-الشتات الحديث في مطلع القرن التاسع عشر وحتى عام 1914
وخلاصة هذا التشتت ادى الى التوزيع الحالي لليهود في العالم :ففي عام 1939 قدر يهود العالم بنحو 15 مليونا(ولعل هذه اعلى قمة سجلتها ديموغرافيا اليهود في تاريخهم فبعدها جاءت ابادة النازية -التي وان رفضنا مبالغات وتهويل الدعايات الصهيونيه الا انها حصدت منهم ولا شك اعدادا كبيرة-اما عن التوزيع فانه المقدر انه كان في اوروبا 10 ملايين اي الثلثان منهم 3 ملايين في الاتحاد السوفياتي و3 ملايين في شرق اوروبا الجديدة وهي دويلات البلطيق وبولندا و4.5 مليون في امريكا وفي اسيا ثلاثة ارباع المليون .
ويتكون المجتمع الإسرائيلي الحالي في فلسطين من ثلاث فئات هم .الأشكناز والسفرديم واليهود الشرقيين.
فالاشكناز هم يهود اوروبا بالاضافة الى خلاياهم التي انشطرت في جنوب افريقيا واستراليا.والسفارديم هم يهود البلقان والشرق الادنى وجاليات مبعثره على شواطئ البحر المتوسط الشمالية والجنوبية .اما اليهود الشرقيون فهم يهود شمال افريقية والعراق واليمن وايران والقوقاز والتركستان والهند والصين [46]. ومن أساطير الصهيونية أيضًا، أسطورة الاستمرار اليهودي. فبعد أن دمرت الصهيونية التتابع التاريخي للأرض الفلسطينية، “خلقت تتابعًا عرقيًا وعنصريًا للشعب اليهودي،بسلالات وهمية، لأجل تبرير العودة إلى أرض الأجداد” . ويُعبر عن تلك الظاهرة بمصطلح“الاستمرار اليهودي”. وبالوقوف عند هذا المصطلح، يمكن القول إنه مصطلح يفترض أن الجماعات اليهودية تكون في العصر الحديث كُلاً متجانسًا على مستوى العالم، وأن ثمة استمرارًا تاريخيًا وثقافيًا، وأحيانًا عرقيًا، يميز التاريخ اليهودي. وبناءً على هذا المفهوم يذهب الصهاينة إلى أن يهود العصر الحاضر ورثة العبرانيين القدامى، وأن حكومة“إسرائيل” الحالية في فلسطين المحتلة هي امتداد للحكومات في العهود الغابرة [47 ] . ويعتمد مفهوم الاستمراريه على قياس تاريخ زائف، يفترض أن الظواهر التي تحيط بيهود اليوم تشبه في كثير من الوجوه الظواهر التي واجهها اليهود في ماضيهم. وبناء على هذه المقولة منح اليهود لأنفسهم شرعية اغتصاب فلسطين، وطرد أهلها. إن “هذا المفهوم “للوعد” ووسائل تحقيقه، مثل موضوعات “الشعب المختار” و“إسرائيل الكبرى” من النيل إلى الفرات، كلها تؤلف الأساس الأيديولوجي للصهيونية السياسية.كما يقول غارودي. ان هذا الاساس الايديولوجي ينص على ان يهود اليوم هم احفاد بني اسرائيل جينيا وانثروبولوجيا يحملون نفس العرق ونفس الجنس عبر عشرين قرنا . وفي سياق الحديث عن أسطورة العرق، يقول الدكتور جمال حمدان:“إن إسرائيل -كدولة- ظاهرة استعمارية صرف. فهي قد قامت على اغتصاب غزاة أجانب لأرض لا علاقة لهم بها دينيًا أو تاريخيًا أو جنسيًا،وإن زعموا عكس ذلك تمامًا ودوامًا. إن علاقة اليهود بفلسطين انقطعت تمامًا منذ نحو 20 قرنًا، لأن هناك يهودين في التاريخ يهودا قدامى ويهودا محدثين، ليس بينهما أي صلة أنثروبولوجية مذكورة. ذلك أن يهود فلسطين التوراة بعد الخروج تعرضوا لظاهرتين أساسيتين طوال 20 قرنًا من الشتات في المهجر. هي خروج أعداد ضخمة منهم بالتحول إلى غير اليهودية،ودخول أفواج لا تقل ضخامة في اليهودية من كل أجناس المهجر. [48]واقترن هذا بتزاوج واختلاط دموي بعيد المدى، انتهى بالجسم الأساسي من اليهود المحدثين إلى أن يكونوا شيئًا مختلفًا كلية عن اليهود القدامى، ولا يعد اليهود من نسل بني إسرائيل التوراة بأي نسبة ذات بال. وبهذا فإن عودة اليهود إلى فلسطين بالاغتصاب هو غزو وعدوان غرباء لا عودة أبناء قدامى. [49 ]
ويصل جوزيف ريناخ” إلى استنتاج واضح: “بما أنه ليس هناك عرق يهودي، ولا أمة يهودية، وأن هناك ديانة يهودية فقط، فإن النزعة الصهيونية حماقة أكيدة، وخطأ مضاعف من ناحية التاريخ والعرق وعلم الآثار[50] وفي السياق نفسه يقول مكسيم رودنسُون، “إن نظرة سريعة على اجتماع اليهود، من وجهة نظر علم الأجناس، تسمح بتقدير العوامل الأجنبية [51] وإن أوضح نتيجة لهذا الاهتداء إلى الرشد حيال التاريخ قد صاغها توماس كيرنان فيقول: “كان الصهيونيون أوروبيين، ولا توجد أية علاقة من علاقات علم الأحياء أو علم الأجناس بين أجداد يهود أوروبا والقبائل العبرية القديمة [ 52] ويرى شلومو ساند أن “الحركة الصهيونية هي التي استفادت، على ركام أبحاث مفبركة من فكرة “الشعب اليهودي الواحد” بهدف اختلاق قومية جديدة، وبهدف شحنها بغايات استعمار فلسطين” [53]خلاصة القول :ان يهود اليوم داخل الارض المحتلة (كما اسلفنا ) لا يشكلون شعبا واحدا ولا امة واحدة لها قومية محددة بل هم تجمع من القوميات والشعوب المختلفة لكل منه لغته الخاصة وملامح أنثروبولوجية (سمات الوجه ولون البشرة وطوله وحجم جمجمته …الخ) الخاصة ايضا ولا يجمعها عرق واحد. فهم خلال مراحل الشتات قد تزوجوا وتكاثروا من شعوب اخرى ودخل الى اليهودية زنوج وتاميل واقوام اخرى .وانقسموا الى طوائف متناحرة تكفر احداهما الاخرى (مثل القرائين والفريسيين والصدوقيين واليهود الأرثدوكس والسامريين …..الخ فطائفة السامريين المتبقية في نابلس هم من تبقى من احفاد بني اسرائيل وحافظوا على نقاء العرق لان الزواج محصور بين ابناء الطائفة الواحدة فقط (بالبدل ) .وبالتالي فإن يهود اليوم لا يشكلون شعبا واحدا حتى يفضلهم الله ويختارهم عن باقي البشر كما ورد في توراتهم المزيفة .
المؤرخون العرب الجدد:
مما لا شك فيه ان القتال على جبهة التاريخ الفلسطيني القديم لا تقل ضراوة عن القتال في الجبهات الاخرى ضد العدو الصهيوني الذي سلب ارضنا وشرد شعبنا. ويبدو ان هناك في الأفق فتحا جديدا في تاريخ فلسطين جاء ليصحح الكثير من المفاهيم والروايات التي رسخها المستشرقون في الوعي العربي والتي شوهت التاريخ الفلسطيني وزيفته بما يخدم الكيان الصهيوني وسردياتة. ومن الرواد الأوائل لهذا الفتح كان المؤرخ كمال الصليبي في كتابه(التوراة جاءت من جزيرة العرب-عام1985 وخفايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل»، الذي صدر في العام 1988 وحروب داوود الذي صدر في العام 1990)وتوالت اصدارات الكتب منذ ذلك التاريخ وحتى الآن من قبل ( الباحث السوري أحمد داوود، في سلسلة كتب تحت عنوان سوريا وعودة الزمن العربي والباحث اللبناني فرج الله صالح ديب، في كتابه «حول أطروحات كمال الصليبي ــ التوراة في اللغة والتاريخ والثقافة الشعبية»، الذي صدر في العام1989 والتوراة العربية وأورشليم اليمنية»، الذي صدر في العام 1994 والباحث الفلسطيني زياد منى كتابه «جغرافية التوراة: مصر وبنو إسرائيل في عسير»، الذي صدر في العام 1994 وجغرافية العهد القديم بنو إسرائيل جغرافية الجذور»، الذي صدر في العام 1995والباحث المصري أحمد عيد، في كتابه «جغرافية التوراة في جزيرة الفراعنة»، الذي صدر في العام 1996 والباحث اليمني فضل عبد الله الجثام، ، في كتابه «الحضور اليماني في تاريخ الشرق الأدنى: سبر في التاريخ القديم»، الذي صدر في العام 1999. ويتوصل في بحثه الى أن أرض اليمن هي الحاضنة للتوراة. والباحث اللبناني، د. لطيف إلياس لطيف، في كتابه «لبنان التوراتي في اليمن»، الذي صدر في العام 2000. والباحث السعودي احمد القشاش في اطروحة دكتوراه نال عليها درجة الاستاذيه ومجموعة مؤلفات-12 كتابا –للباحث الفلسطيني احمد الدبش [54]منذ 2004-2017ومجموعة مؤلفات للباحث العراقي فاضل الربيعي- 30 كتابا- ابرزها اربعة كتب (فلسطين المتخيله –جزءان واسطورة عبور الاردن وسقوط اريحا. والقدس ليست اورشليم )
ان قطبي الرحى من هؤلاء المؤرخين هما الباحث العراقي فاضل الربيعي والباحث اللبناني كمال الصليبي.فقسم كبير من المؤرخين اعلاه انحازوا الى فاضل الربيعي وقسم قليل انحازوا الى كمال الصليبي .اما الهجوم والتسفيه على القطبين من المنظرين الاسلاميين فحدث ولا حرج .ودعنا نركز على اطروحات الربيعي التي اقامت الدنيا ولم تقعدها لانها شكلت صفعة موجعه للوعي السائد وبدت غريبة للوهلة الاولى حيث ترددت دارالفكر للنشر- دمشق في طباعة كتابه (فلسطين المتخيله) حيث تقول:توقفت الدار قبل ان توافق على نشر هذا الكتاب حتى جاء الرد بالموافقه من عالمين كبار متخصصين من اليمن هما حسين عبدالله العمري والدكتور يوسف عبدالله. [55]
ان خلاصة ما يود قوله في فلسطين المتخيله المجلد الاول هو (ان ما يدعى جبل قدس لا صلة له بالقدس العربية التي لا توجد فوق جبل اصلا. وليس ثمة قدس-قدش واحدة في التوراة بل هناك ثلاثة اماكن تطلق عليها النصوص اسم قدس لا يتطابق أي منها مع وصف القدس العربية ولا وجود لجبل صهيون في فلسطين كما لا وجود لبنات صهيون هناك. وبرهنا ان التوراة –اصلا- لا تذكر اسم فلسطين .والى هذا كله برهنا ان القدس ليست اورشليم.واخيرا :كل ما ورد في التوراة من اسماء واحداث انما تخص –في الصميم-تاريخ اليمن وارضه وقبائله ولا صلة له بفلسطين لا من قريب ولا من بعيد . [56 ]
ويتابع في المجلد الثاني قوله: (لقد كانت فلسطين ضحية لقراءة استشراقية افضت الى تخيلها كوطن تاريخي للاسرائيليين القدامى) قبل ان تصبح ضحية هوس استعماري.واليوم اذ ننزع عن هذه القراءة قشرتها الرقيقة والزائفة فان ما يبزغ او يمثل امام ابصارنا انما الفضيحة الاخلاقية كاملة.لقد نشرت القراءة الاستشراقية الخاطئة نوعا من الفوضى في احداث التاريخ يستحيل التخلص منها دون تصحيح الخطأ الذي قاد الى الفوضى نعني تخيل فلسطين .وتلك مهمة تتجاوز نطاق النظرية التي يطرحها هذا الكتاب للنقاش . [57 ]
وفي كتابه : ( اسطورة عبور الاردن وسقوط اريحا) يطرح فاضل الربيعي نظرية مثيرة، تتطلب نقاشًا علميًّا رصينًا، ويمكن تلخيصها على النحو التالي :لم يعبر بنو إسرائيل نهر الأردن، ويوشع بن نون لم يفتح أريحا الفلسطينية قط. والتوراة لا تعرف مأدبا التي يزعم كثير من علماء الآثار أنها وردت فيها باسم (ميدب). وبكل يقين، لم يدخل الملك داود أورشليم وحصن بيت بوس من ضواحي دمشق – لأن جغرافية بلاد الشام- لا تعرف هذا الحصن الجبلي ولا وجود لبقايا لغوية أو أثرية تدلّ عليه، كما أن التوراة لا تعرف (أريحا والأردن) في صورتهما هذه، بل في صورة مختلفة كليّة ولها علاقة بجغرافية أخرى. وطبقًا لهذه النظرية التي يقدمها الربيعي يصل الباحث (الى عدة نتائج :
إن العبرانيين لم يعبروا نهر الأردن ولا توجد- بوجه الإطلاق- في التاريخ القديم حادثة من هذا النوع أن المقصود من (العبرانيين) و( بني إسرائيل) الإشارة إلى جماعتين بشريتين منفصلتين لا جماعة واحدة. إن مصطلح العبرانيين، يدّل على جماعات بشرية كبيرة لا جماعة واحدة، بينما يدّل اسم( بني إسرائيل) على جماعة قبلية صغيرة بعينها. وهذا التمييز هامٌ للغاية لفّك الإرتباط التعسفي الذي جمعهما، وأوحى لأجيال وأجيال من البشر، بأن الإسرائيليين أحفاد العبرانيين، وأن هؤلاء أخذوا من أجدادهم، لغتهم العبرية ( لسانهم القديم) الذي يعرفون به وفي إطار هذه الإلتباسات، حدث تكرّيس منهجي للدمج التعسفي بين العبرانيين وبني إسرائيل، وراجت أسطورة أن العبرانيين هم أبناء عابر، وإليهم تنسب اللغة العبرية. وفي سياق هذا الزعم شاع في مختلف الأوساط، حتى الأكاديمية والعلمية منها، القول أن يهود اليوم في العالم كلهم يتحدّرون من سلالة بني إسرائيل. ولذلك، حدث دمج جديد ومزيف يماثل بين القبيلة ( بنو إسرائيل) وبين معتنقي الديانة اليهودية؟ وبحيث صار كل منهما دالاً على الآخر، فعندما تقول( يهودي) يفهم من قولك، أنك تعني بني إسرائيل الذين ورد ذكرهم في التوراة والقرآن، وأن قولك ( بنو إسرائيل) يعني أنك تقصد اليهود بعامّة.إن علينا التمييز بدقة بين القبيلة والدين، كما نميزّ مثلاً، بين قريش والإسلام، إذ لا تدّل قريش بإطلاق على الإسلام، ولا يمكن الافتراض أن كل قرشي هو مسلم، أو أن كل مسلم هو من قريش. ولذلك، يجب أن نميّز بين بني إسرائيل واليهودية،: لقد ميزّ القرآن الكريم- كما فعل العرب في الجاهلية تماماً- بين اليهودية وبني إسرائيل، تمييزاً دقيقاً ، فاليهودية دين، وبنو إسرائيل قبيلة .إذ ليس كل من انتسب لبني إسرائيل هو يهودي، وليس كل يهودي هو من بني إسرائيل. إن اليهودية دين عربي قديم من ديانات العرب، بزغ فجرها في أوساط العرب الجنوبيين ( اليمنيين) ولم تكن ديناً غريباً، أو وافداً عليهم من خارج الجزيرة العربية .والتوراة كما عرفها العرب القدماء، كتاب ديني مقدس من كتبهم، يتضمن التشريعات الدينية والقصص والأخبار التي سجلها بنو إسرائيل. وأخبار الأولين من القبائل والجماعات التي يعرفها العرب، وبعض قبائلهم تنتسب إلى هذه الجماعات مثل السلف ( الشلف) وجشم، وعبد وسلمه وجبر إلخ… [58]
والسؤال الذي يطرح نفسه :ما هو المنهج البحثي الذي اعتمده الربيعي واستغرق جهدا لسنوات عديده حتى توصل الى نظريته الاساسيه التي عبر عنها في كتبه الاربعه اعلاه والتي تقول ان كل احداث التوراة قد جرت في اليمن وهذا ما اثار صخبا وجدلا يتصاعد كل يوم في اوساط المؤرخين العرب .يقول الربيعي : انه استناداً إلى قراءتهِ للتوراةِ باللغةِ العبريةِ، (التي اتقنها )والاعتمادِ على مؤلفاتِ الهمذاني، والمصادرِ العربيةِ القديمةِ، والاستعانةِ بالشعرِ العربي القديمِ.فقد وجد ان معظم المواقع الجغرافيه الواردة في التوراة انما هي مواقع يمنية زارها وشاهدها (مثل جبل القدس وجرش –بضم الجيم –وليس جرش بفتح الجيم الاردنية ويبوس غير يبوس السوريه وغيرها وغيرها الكثير الموثق بالخرائط في كتبه وكشف من خلال ترجمته ان اسماء هذه المدن والمواقع قد جيرها المستشرقون لتكون في فلسطين لتؤكد ان فلسطين هي ارض الميعاد وغيرها من الخرافات التي تستند اليها الايديولوجية الصهيونية واعتبر ان فك الاشتباك والاندماج بين المفاهيم(اليهودية وبنو اسرائيل واليهودية والعبرية ….واكذوبة صلة القرابة …..وغيرها الكثير الكثير من المفاهيم الملتبسه لغرض التضليل )هي مهمة المؤرخين الجدد لتصحيح التاريخ الفلسطيني القديم .ان من المهم جدا التذكير ان نظرية الربيعي لا تتقاطع عما ورد في القران الكريم وان مؤلفاته لا تتطرق الى مدينة القدس وتاريخها لان فضاء بحثه هو جغرافيا التوراة ليس الا .
مفاهيم سائدة ومفاهيم صادمه :[59]
استكمالا لما ورد سابقا تقتضي الضرورة ان نسلط مزيدا من الضوء على تصورات الدكتور فاضل الربيعي باعتبار ان اليمن تشكل مسرح احداث التوراة .آخذين بعين الإعتبار ان هذا الباحث العراقي لم يعتمد النقل الميكانيكي للمواقع والاماكن التي وردت في مؤلفات الهمذاني ولصقها في التوراة ابدا .بل سلك (اعتمادا على تلك المصادر ) سلوك المحقق الجنائي المحترف (تحليلا واستنتاجا ) الذي يفكك تشابك الاحداث ويعيد تركيبها من جديد ليكون قصة جديدة تكشف بصمات المتهمين (المستشرقين ) بالتزوير من جهة وينسف جذور الدجل للايديولوجية الصهيونية التي استندت اليها للسطو على التراب الفلسطيني وتشريد شعبه .
واذكر ادناه بعض العينات من السرد الجديد للمفاهيم الصادمة مقارنة مع المفاهيم السائدة التي رسخت في الوعي العربي ردحا طويلا من الزمن :
1- إن ما يدعى ب( أرض كنعان) يقصد به حصراً الأراضي التي سيطرت عليها مملكة معين الجوف ( معين- مصرن) في الشمال. وهذه الأراضي تمتد إلى السواحل في حجة والحديدة. إن إطلاق صفة الكنعانيين على الفلسطينيين في المؤلفات التاريخية السائدة، هو من تلفيق التيار التوراتي في علم الآثار، وقد أشاع هذا التوصيف أوهاماً لا تزال رائجة ولا أصل لها، فما من فلسطيني إلا ويفتخر انه ( كنعاني ؟) . وهذا وهم ما بعده وهم. ولذلك أدعو إلى إسقاط هذا المصطلح الخاطئ من مناهج التعليم.(ص104)
2- أن التاريخَ المكتوب والمتحّقق، لا يعرفُ أيَّ شي عن حدث يُسمى في السرديّات التاريخية والدينية عادة ( خروج بني إسرائيل من مصر). لم يكن هناك في أي يوم من التاريخ قط، هروب جماعي لبني إسرائيل عبر سيناء مصر صوب فلسطين، والقصة التي تسردها التوراة لم تقع في مصر البلد العربي بكل تأكيد والأسفار التي تسرد قصة الخروج ( سفر الخروج، العدد، التثنية) تؤكد لنا بقوة، أن هذا الحدث هو في حقيقته هجرة دينية طقوسية لتقديس أماكن ومواضع عبادة بعينها، ولم تكن هروباً من ظلم الفرعون وحسب (ص9) . فلا موسى وشعبه ضاعوا في الصحراء، ولا كانوا عبيداً اشتغلوا في بناء الأهرامات المصرية على ما يشاع في الروايات الاستشراقية السقيمة؟ فهل يتعارض هذا التصّور مع القرآن؟ سوف يقول كثرة من المسلمين، أن هذه الأفكار والتصوّرات والأسئلة تتعارض مع نصّ القرآن الذي ذكر اسم سيناء؟ إن القرآن لم يذكر قط، اسم سيناء في هذه القصة، ولكن الاسم ورد في آية أخرى لا علاقة لها بالخروج الإسرائيلي هي آية (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ ﴾ [المؤمنون: 20] وهي آية لا تشير إلى خروج إسرائيلي أو ما شابه. وكل ما يزعم في هذا النطاق من الفكرة، هو وهمٌ ناجمٌ عن تفسيرات مُضّللة للنصّ القرآني تخلط بين طور سينين وطور سيناء؟ ومن العبث الإصرار على إن (سينين) تعني سيناء، لأن سياق الآية مبنيّ على القسم بمكان له قداسة خاصة، هو جبل سينين ( والتين والزيتون وطور سينين). وهذا مكان لا رابط بينه وبين مصر(ص12) وبالطبع، يستحيل تخيّل أن موسى خرج من سيناء مصر، وخلال شهر واحد فقط، تمكن من الانتصار في مكان آخر، ليقيم هو و( شعبه ) في قدس؟ فكيف وصل إلى قدس من سيناء؟ (ص19)
3- يقع جبل قدس جنوب غرب تعز باتجاه عدن بنحو 80 كم ، وهو من أهم المواضع في ما كان يسمى قديماً بإقليم المعافر الذي كانت له شهرة واسعة في تاريخ اليمن، ويدعى اليوم منطقة قدس وسامع، واسم سامع يرد حرفيا في نصوص التوراة، كاسم مكان أُقطع للأسباط الإسرائيلية.(ص20)
4- ولمّا كان موسى يعرف باسم موسى بن عمران، فمن المحتمل أن الاسم ينصرف إلى اسم مكان يدعى عمران انتسب إليه، عندما كان يرعى الغنم عند حميّه. أي أنه ابن عمران المكان- القبيلة. وهذا وحده ما يساعدنا في تفكيك لغز الالتباس في علاقته بمريم، فهي أخت هارون شقيق موسى وتدعى مريم بنت عمران، لكنها ليست أخت موسى؟ (25 ) لكن، ما علاقة اسم موسى بن عمران باسم عمران اليمنية ؟ ولماذا تسمّي مريم نفسها مريم بنت عمران؟ وهل هي ذاتها مريم القرآن ( أمّ المسيح واخت هارون)؟ أم هي شقيقة هارون ؟ وإذا كانت شقيقته، فلماذا لا يقال انها شقيقة موسى؟ وهل اسم هارون هذا له علاقة باسم الإله هارون؟ وما علاقة هذا الاسم باسم الإله أرون ( هـ ـ رون والألف المهموزة بديل الهاء كاداة تعريف) والذي انتشرت معابده في اليمن؟ مثل هذه الأسئلة لها أهمية خاصة في نطاق استيعاب البعد الديني للهجرة الجماعية.(ص70)
5- ولمّا كان اسم مصر في عصر الخروج، لا وجود له ولم يكن معروفاً قط، لأنها كانت تعرف باسم الجبت- إيجبت، بلاد القبط، فقد حدث خلط مريع ومثير للحيرة؛إذ كيف يكون الحدث- من الناحية الزمنية قد وقع عام 1300 ( أو 1500 ق.م) على أبعد تقدير، بينما لم يظهر اسم مصر إلا في عام 700 ق. م؟ أي أن هناك فارقاً زمنياً بين الحدث وظهور اسم المكان يتجاوز 800 عام.(ص26) وحتى اليوم توجد في محافظة تعز ضمن مديرية الوازعيه وفي عزلة المشاوله قرية جبلية تعرف باسم قرية مصرن ( مصران). والمدهش أن بعض ملوك معين كانوا من آل فرعه، ويعرفون باسم الفرعون ( فرعه حسب رسم التوراة والنقوش اليمنية). بينما لا يوجد في السجلات المصرية التاريخية إي أثر للاسم فرعون، وهو يستخدم مجازا في وصف الأسر الحاكمة؟أي أن السجلات المصرية لا تعرف صيغة الاسم ( فرعون) قط؛ بل تطلق على الحكام لقب(ملك).(ص28).ثم لماذا يردّد العربي القول المأثور ( مصر الكنانة) ؟ ما علاقة مصر بقبيلة بني كنانة؟ إن بعض اللغويين المتفذلكين يرددّون فكرة سطحية مفادها إن المقصود بهذه الجملة ( كنانة القوس) أي الكيس الذي يضع فيه الصيّاد النُبل؟ لقد قصد به مصر اليمن التي كانت أرض بني كنانة جزء منها.(ص29) وفي القرآن ثمة دليل قاطع على أن المقصود من مصر إنما هو ( مصرن) هذه. لقد ثار جدل عميق بين الفقهاء واللغويين العرب والمسلمين حول السبب الذي أدّى إلى ( تنوين) اسم مصر في آية ( اهبطوا مصراً) بينما وردت في آيات أخرى دون تنوين؟ ويتعيّن علينا حيال هذا الأمر، أن نتأمل في المضمون الحقيقي لرسم اسم مصر في القرآن على هذا النحو ( مصراَ-وتقرأ مصرن) خصوصاَ وأن هذا الرسم يأتي في سياق آيات تخصّ موسى وبني إسرائيل خلال رحلة الخروج: وفي النصّ القرآني –.وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا .سورة [البقرة:61] (ص30)وفي هذا الإطار، سوف نطرح إمكانية حل لغز سفر الخروج من خلال البحث في نطاق جغرافية محددّة ، تغطي مساحة صغيرة من اليمن،هي جغرافية إقليم المعافر الممتّد من إب إلى تعز في الجنوب الغربي وصولاً إلى لحج، فهنا وليس في أي مكان آخر دارت أسطورة هروب بني إسرائيل من الفرعون (ص61 )
6- قصة الهجرات الجديدة لبني إسرائيل بعد موت هارون، لا يمكن مطابقتها لا مع جغرافية مصر القديمة ولا مع جغرافية جنوب بلاد الشام ؟ فضلاً عن هذا كله، فقد فشلت أعمال الحفر والتنقيب في سيناء خلال العقود الماضية في تقديم أي برهان مهما كان محدوداً، يؤكد لنا أن هذا الحدث الدينيّ وقع في سيناء مصر (ص99 )
خلاصة القول :ان جهد الدكتور فاضل الربيعي في اعادة كتبة التاريخ الفلسطيني القديم (اصاب ام لم يصب )انما يستحق الثناء والتقدير لجهوده المضنية في هذا الاطار ويستحق بجدارة الجوائز التقديرية التي حاز عليها من جامعة القدس عام2016 عن أفضل كتاب عن القدس(القدس ليست اورشليم) وحصوله على درع الرواد والمبدعين العرب ( مهرجان وملتقى الرواد والمبدعين العرب- من مؤسسات الجامعة العربية)عام 2008.ان هذا الباحث العراقي الفذ صاحب الاربعين مؤلفا له بصمات في الجهاد الثقافي الوطني الفلسطيني ولم يكتب كل ذلك للحصول على جائزة دوليه ذاتية (امثال يوسف زيدان الذي نحرالتاريخ الفلسطيني وغيره للحصول على جائزة نوبل ) بل كان الوقود الدافع لكتاباته شعورا قوميا ووطنيا شفافا جعلته يسير جنبا الى جنب ثوار فلسطين في معركتهم المصيرية . واقترح على اخي الدكتور فاضل ان يجمع كل النقد العلمي الرصين الذي يوجه الى نظريته من كل الجوانب وان يرد عليها بمؤلف جديد مما يجعل الأخذ بهذه النظرية او رفض بعض جوانبها ايسر على الجماهير العربية .وهنا اتسائل عن دورالآلاف المؤلفه من اساتذة اللغات والباحثين الفلسطينيين(باستثناء احمد الدبش وزياد منى على حد علمي ) في داخل الوطن وخارجه :اين دورهم في مناقشة اطروحات الدكتور فاضل الربيعي ؟
المؤرخين اليهود الجدد -ايلان بابيه نموذجا:-
ان ظاهرة المؤرخين الجدد في اسرائيل قد برزت في نهاية ثمانينات القرن العشرين ويعود ظهورهم إلى إطلاعهم على الوثائق الموجودة في الأرشيف الوطني الإسرائيلي. ويقول جواد الجعبري ، «في عام 1988، وبعد أربعين عاما من إنشائها، كشفت إسرائيل عن أرشيفها الوطني بموجب القوانين، وهكذا أصبح أمام جيل جديد من الباحثين الإسرائيليين إمكانية الإطلاع على وثائق رسمية، عما جرى سابقا، وأدى ذلك إلى أن يراجع بعض المؤرخين هذه الوثائق لإعادة كتابة تاريخ اسرائيل[60]. ويعتبر الباحث الفلسطيني د.مهند مصطفى انه يمكن تقسيم هؤلاء المؤرخين الى مجموعتين .الاولى مجموعه نقدية تهدف الى اعادة تركيب التاريخ الاسرائيلي وتخليصه من الاساطير(طبعا برعاية قادة حزب العمل ) ومجموعة اخرى تهدف الى تفكيكه .ومن هذه المجموعة الاخيرة آفي اشلايم وايلان بابيه وشلومو ساند[61] .لقد كان إيلان بابيه محاضرًا بارزًا في العلوم السياسية بجامعة حيفا (1984-2007) وكان رئيسًا لمعهد إميل توما للدراسات الفلسطينية والإسرائيلية في حيفا (2000-2008) .ثم غادر بابي إسرائيل في عام 2007 واستقر في بريطانية وحصل على الجنسية البريطانية (وآفي شلايم كذلك) ويدرس الان في جامعة إكستر، وفي مقابلة مع صحيفة قطرية شرح بابيه قراره، قائلا: ” لقد تم مقاطعتي في جامعتي وكانت هناك محاولات لطردي من وظيفتي. وكنت أتلقى مكالمات تهديد من أشخاص كل يوم. . ويعتقد الكثير من الإسرائيليين أيضًا أنني أعمل مرتزقًا للعرب.ومن مؤلفاته كتاب التطهير العرقي لفلسطين -2006 – وعشر خرافات عن إسرائيل. -2017.[62]. وندرج ادناه ابرز ما جاء في كتابه الاخير هذا لغرض الاطلاع :صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ـ بيروت، ومكتبة كل شيء ـ حيفا، النسخة العربية من كتاب، “عشر خرافات عن إسرائيل” (ط1، 2017 )وهذه الخرافات وتفنيدها كالتالي[63]:
1 ـ– فلسطين كانت أرضا بلا شعب:
في الرواية الصهيونية التي يتم الترويج لها في مناهج التعليم “الإسرائيلية”، أن فلسطين “كانت خالية، ومقفرة، وجرداء قبل وصول الصهيونية” (ص 18). يفند بابيه، هذه الخرافة بالقول: “كانت فلسطين، إبان فترة الحكم العثماني، مجتمعا يشبه باقي المجتمعات العربية المحيطة به. بدأت فلسطين تتطور كدولة قبل وصول الحركة الصهيونية إليها؛ فعلى أيدي بعض الحكام المحليين المتحمسين مثل ظاهر العمر (1690 ـ 1775)، تم تحديث وتنشيط مدن مثل حيفا، وشفا عمرو، وطبريا، وعكا. ومن خلال علاقات التجارة مع أوروبا، وازدهرت شبكة الموانئ والبلدات الساحلية، في حين كانت مدن وبلدات الداخل تتاجر مع المناطق القريبة منها. وعلى النقيض تماما من الصحراء، كانت فلسطين جزءا مزدهرا من بلاد الشام” ص(18- 19 ) .
2 -ـ اليهود كانوا شعبا بلا أرض:
تقترن هذه الخرافة بأن “فلسطين أرض بلا شعب” بالخرافة الشهيرة الخاصة بـ”شعب بلا أرض”. وهنا يطرح بابيه سؤالا يُبنى عليه الكثير: هل كان المستوطنون اليهود شعبا حقا؟ يشير بابيه، إلى كتاب “اختراع الشعب اليهودي”، للبروفيسور “الإسرائيلي” شلومو ساند (ص 25)، الذي يدحض خرافة الشعب اليهودي أو النقاء العرقي! ويذكر بابيه، كتاب “القبيلة الثالثة عشر”، لآرثر كوستلر (1905 – 1983)، الذي طرح فيه نظرية مفادها أن المستوطنين اليهود ينحدورن من قبائل الخزر. (ص 37). ويستند بابيه في دحض هذه الخرافة على بعض الباحثين؛ من هؤلاء كيث وايتلام، وتوماس طومسون، إسرائيل فنكلشتاين، وشلومو ساند (ص37 )
3 ـ- الصهيونية هي اليهودية:
يجري بابيه، تقييما تاريخيا للمواقف اليهودية إزاء الصهيونية، “فقد نبذ رجال الدين الصهيونية باعتبارها شكلا من أشكال العلمنة والتحديث” (ص 40)، وعندما بدأت الصهيونية بالظهور في أوروبا، منع عدد كبير من الحاخامات التقليديين في الواقع أتباعهم من التعامل مع النشطاء الصهاينة؛ فقد اعتبروا أن الصهيونية تشكل تدخلا بمشيئة الله في بقاء اليهود في المنفي حتى مجيء المسيح. (ص 45 ـ 46). ويشير بابيه إلى استخدام الحركة الصهيونية للكتاب المقدس في شرعنة احتلال فلسطين، أي “الوعد التوراتي كمسوغ رئيسي لاستعمار فلسطين” (ص 52). ويقول: “تعد الدراسات التوراتية اليوم عنصرا مهما وموسعا في المناهج التعلمية ـ مع تركيز خاص على الكتاب المقدس بوصفه يوثق تاريخا قديما يبرر المطالبة بالأرض. ويتم دمج القصص التوراتية والدروس الوطنية المستقاة منها مع دراسة المحرقة(ص54)
-4الصهيونية ليست حركة استعمارية:
يناقش بابيه الادعاء بأن “الصهيونية حركة تَحرر وطنية وليست استعمارية”، فيقول: “لقد كانت الصهيونية حركة استعمارية استيطانية، على غرار حركات الأوروبيين الذين استعمروا الأميركتين، وجنوب أفريقيا، وأستراليا، ونيوزيلندا” (ص 61). فالطريقة الوحيدة أمام المستوطنين لتوسيع سيطرتهم على الأرض، ولضمان تحقيق أغلبية ديمغرافية حصرية، تتمثل في اجتثاث الشعب الأصلي من وطنه. وهكذا، فإن الصهيونية مشروع استعماري استيطاني، وهو مشروع لم يكتمل بعد. ففلسطين لا تزال غير يهودية بالكامل ديمغرافيا”. (ص 70)
-5 الفلسطينيون غادروا وطنهم طوعا عام 1948:
يدحض بابيه، هذه الخرافة بالقول، “إن قيادات الحركة الصهيونية ومنظريها لم يستطيعوا تخيُّل تطبيق مشروعهم بنجاح دون التخلص من الشعب الأصلي، سواء بالتراضي أو عنوة” (ص 71). والنتيجة هي تطهير عرقي شامل (ص 74). ولا مناص من تعريف الأفعال الإسرائيلية في القرى الفلسطينية باعتبارها جريمة حرب، بل هي في الواقع جرائم ضد الإنسانية” (ص 78). كما يناقش هنا خرافات أخرى تتعلق بأحداث 1948، ويفندها بالأدلة.
-6 حرب حزيران (يونيو) 1967 كانت حربا لا بد منها:
يطرح الفصل التاريخي الأخير، تساؤلا حول ما إذا كانت حرب 1967 قد فرضت على “إسرائيل”، كما تروج الرواية “الإسرائيلية” أن دولة إسرائيل “لم تكن تملك خيارا”، أو أن الحرب التي “لم يكن بدُّ” من خوضها، بيد أن هذه خرافة، (ص 93).ويرى بابيه، أن “الاستيلاء على الضفة الغربية تحديدا، بمواقعها التوراتية القديمة، كان هدفا صهيونيا حتى قبل العام 1948، وهو ما كان منسجما مع منطق المشروع الصهيوني بشكل عام” (ص 105 ـ 106)ويضيف، “إن احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة يمثل استكمالا للمهمة التي بدأت في عام 1948، يومئذ، استولت الحركة الصهيونية على 80% من فلسطين ـ وفي العام 1967 استكملوا عملية الاستيلاء على فلسطين” (ص 109 )
7 ـ إسرائيل هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط:
من وجهة نظر عدد كبير من “الإسرائيليين” وأنصارهم حول العالم تعد اسرائيل دولة ديمقراطية معتدلة، تسعى إلى عقد سلام مع جيرانها، كما توفر المساواة لجميع مواطنيها. (ص 113)ويرد بابيه، “بأن إسرائيل لم تكن دولة ديمقراطية قبل العام 1967. فقد انتهجت الدولة سياسة (أَطْلِق النار لتقتل) ضد اللاجئين الذين كانوا يحاولون استعادة أراضيهم ومحاصيلهم ومواشيهم” (ص 117)
-8 خرافات أوسلو:
يتطرق بابيه، في هذا الفصل، إلى عملية أوسلو للسلام، ويشير إلى أن: “هناك خرافتين تتعلقان بعملية أوسلو؛ الأولى بأنها عملية سلام حقيقية، والثانية بأن ياسر عرفات تعمَّد تقويضها بإشعال الانتفاضة الثانية كعملية إرهابية ضد إسرائيل”، (ص 130)بالنسبة للخرافة الأولى، يقول بابيه، “إن الحقيقة أكثر تعقيدا من ذلك، إذ كان من المستحيل تنفيذ بنود الاتفاق. فالادعاء بأن عرفات لم يحترم التعهدات الفلسطينية المحددة في اتفاقية 1993 لا يستند إلى أساس صحيح؛ إذ لم يكن بمقدوره تنفيذ تعهدات من المستحيل الالتزام بها (ص 131). لذا، في واقع الأمر، فإنه لا يوجد أي سبب في العالم يبرر قيام سكان أصليين بالتبرع بتقاسم وطنهم مع سكان مستوطنين ما لم يتعرضوا لضغوط شديدة. ومن ثم يتعين علينا أن نعترف بأن عملية أوسلو لم تكن مسعى سلميا منصفا ومتكافئا، وإنما تسوية وافق عليها شعب خاضع للاحتلال. وكنتيجة لذلك، أرغم الفلسطينيون على التوصل إلى حلول تعارض مصالحهم وتهدد وجودهم ذاته” (ص 133- 134).
-9 خرافات غزة:
يقول بابيه: “الخرافة التي لا تزال تحظى بقبول واسع النطاق؛ هي أن مأساة الناس هناك سببها الطبيعة الإرهابية لحركة حماس. من جهتي ــ إيلان بابيه ــ سوف أدّعي بأنها حركة تحرير، ومشروعة في هذا الخصوص (ص 147). أما الخرافة الثانية، التي نحن بصددها هنا، هي أن الانسحاب من غزة كان بادرة سِلْم أو صلح، قوبلت بالعداء والعنف. أزعم بأن القرار كان جزءا من استراتيجية الغرض منها تقوية قبضة إسرائيل على الضفة الغربية، وتحويل قطاع غزة إلى سجن كبير يمكن حراسته ومراقبته من الخارج (ص 148). أما الخرافة الثالثة والأخيرة هنا، فهي ادعاء إسرائيل بأن الأفعال التي قامت بها منذ العام 2006 كانت جزءا من حرب دفاعية ضد الإرهاب.. هذه الحرب إبادة جماعية تصاعدية لسكان غزة” (ص 148)
–10 حل الدولتين :
الخرافة القائلة بأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد للمضي قدما في تحقيق السلام. يشير بابيه إلى “أن حل الدولتين، اختراع إسرائيلي لم يكن الغرض منه تحقيق المستحيل، بل الإجابة عن السؤال المتعلق بكيفية إبقاء الضفة الغربية تحت السيطرة الإسرائيلية دون دمج السكان الذين يعيشون هناك” (ص 182)ويضيف، “إن حل الدولتين أشبة بجثّة يتم إخراجها من المشرحة من حين لآخر، فيتم هندمتها بصورة أنيقة، ومن ثم عرضها كشيء حي. وعندما يثبت مرة أخرى أنه لا توجد فيها ذرة حياة، يتم إرجاعها إلى المشرحة” (ص 183 )
واخيرا لابد ان نثمن كل صوت يفضح مزاعم الكيان الصهيوني خاصة من المؤرخين اليهود المقيمين خارج هذا الكيان الغاصب .
تهويد مدينه القدس:
عندما زار هرتزل مدينة القدس عام 1903 تفاجأ مما رآه فيها حيث وجد قدسا ذات معالم حضارية عربية واسلامية فبدأ يدعو الى اقامة قدس جديدة لليهود خارج اسوار المدينة المقدسة.ما يعني انه لم يكن يربط بين القدس التي يريد اقامتها وبين القدس التوراتية التي تدعي الصهيونية وجودها داخل اسوار المدينه فكان مفهومه للقدس سياسيا وليس دينيا رغم انه القائل : اذا قدر لنا ان نملك القدس ولا زلت على قيد الحياة سأدمر كل ما هو غير مقدس عند اليهود فيها .وبعد قيام (اسرائيل) اعلن بن غوريون –اول رئيس حكومة اسرائيلي- امام الكنيست رد على طلب الامم المتحدة تدويل القدس قائلا (ان القدس اليهودية هي جزءعضوي وغيرمنفصل عن تاريخ وديانة وروح شعبنا وان القدس هي القلب الذاتي لدولة اسرائيل وان علاقتنا اليوم مع القدس لا تقل ابدا عن عمق تلك العلاقة التي كانت موجودة ايام نبوخذ نصر وتيتوس فلانيوس….اننا نعلن ان اسرائيل لن تتخلى اراديا عن القدس تماما كما لم تتخل خلال آلاف السنين عن ايمانها وهويتها الوطنية واملها بالعودة للقدس وصهيون . وفي اعقاب سقوط القدس الشرقية عام 1967 جدد بن غوريون القول: ( لا معنى لإسرائيل من دون القدس ولا معنى للقدس من دون الهيكل) [64]
بناء على ما سبق ذكره ندرك مركزية القدس في الايديولوجية والمشروع الصهيوني وندرك اهمية مسخ الهويه العربية لمدينة القدس والتي تجري على قدم وساق ضمن نفس طويل ومبرمج. والامة العربية ومعها الامم الاسلامية غافلة عما يجري فيها منذ 67 وحتى الان بعد ان تم تناسي الشطر الغربي منها وتم تهويده بالكامل .والراسخ في ذهن المواطن العربي ان القدس هي فقط القدس القديمة التي تتربع في وسطها قبة الصخرة وترتفع في سمائها القباب والمآذن وأبراج الكنائس، مطوقه بسورها الحجري التاريخي، !!!!بينما الواقع الحالي لها غير ذلك .. يحدد النظام الرسمي العربي مطالبته بالقدس الشرقية ، ولم يعرّف مصطلح القدس الشرقية بشكلٍ واضح في أية وثيقة عربية، سوى أن المقصود به الجزء المحتل عام1967 من مدينة القدس. ان الشطر الذي تبقى مع القوات العربية من القدس في عام 1948 لا يزيد عن 2.2 كم2 ووسعها الأردن إلى نحو 6.5 كم2 لكن سلطات الاحتلال أعادت توسيع حدود المدينة بعد احتلالها لتمتد على 72 كم 2 ثم الى108كم2 عام1993 فأيُّ تلك هي القدس الشرقية؟ رغم أن تعريف مساحة القدس وفق القانون الدولي لم يرد سو[ 65 ]
مسارات تهويد القدس [ 64و65و66و67 ]
أولاً: التهويد السكاني:
لا شك ان المشكلة الديموغرافيه تقض مضاجع هذا الكيان الغاصب ويطمح بمخططاته ان لا تزيد نسبة العرب عن 13% ولكنه فوجئ ان نسبة السكان العرب ستصل الى 50% عام2035 حسب الجدول المرفق رغم كل اجرائاته الاحلالية التعسفية . وعندما أجرى إحصاء للسكان في شطري مدينة القدس بعد ان ضمُّ الشطر الشرقي إلى الشطر الغربي من القدس عام 1967 في إطار ( العاصمة الموحدة ) فتبين له انها26% فبعدما كانت نسبة اليهود في الشطر الغربي تزيد على 97 %، انخفضت هذه النسبة إلى 74 % بسبب الكثافة السكانية الفلسطينية التي لم يكن ينافسها وجود يهوديّ في الشطر الشرقيّ من القدس فكانّ الحلّ الأمثل لدى الاحتلال السعيّ لتقليل عدد المقدسيين بشتّى الطرق . ومنذ عام 1967 توالت مشاريع الحكومات الإسرائيلية لمنع زيادة نسبة السكان المقدسيين داخل مدينتهم حيث بلغ عدد سكان القدس بشطريها الشرقيّ والغربي عام 2014 حسب معهد القدس 849,800 نسمة ويذكر الباحث المقدسي عبد الرؤوف أرناؤوط أنه في مطلع عام 2016 بلغ عدد سكان القدس بشطريها نحو 829 ألف نسمة، بينهم 307 آلاف فلسطيني يشكلون 39 % من سكان القدس . ولا يزال الميزان الديموغرافي في القدس يميل لمصلحة الكيان الغاصب، ولكنّ استراتيجيته في التهويد الديموغرافي فشلت إلى الآن في تحقيق أهدافها بمنع الزيادة السكانية المطّردة للمقدسيين، ولاشك في أنّ صمود المقدسيين وإصرارهم على الثبات في مدينتهم كان من أهمّ تلك الأسباب.
ويتّضح أن الاحتلال يخشى من تغيّير الميزان الديموغرافي في القدس لمصلحةالفلسطينيين؛ فعمد إلى تطبيق سياسات قاسية للحدّ من النمو العمراني والسكاني الطبيعي في القدس، ومن تلك السياسات:
أ- الاستيطان:
يشير امين عواد في اطروحته (ص101 حتى136 ) وبشكل تفصيلي ومعزز بالخرائط الى انه تم زرع بؤر استيطانيه وسط احياء القدس القديمة نفسها وبين بيوتها وازقتها وحاراتها وفي الاحياء العربية المحيطة .وتمدد الاستيطان ليطول اراضي القرى والتجمعات العربية الواقعه في محيط القدس.ان الاستيطان –حسب قاعدة رابين-لم يتوقف حتى في تلك المناطق التي عدها ذا اعتبارات سيىادية .
يتجاوز عدد المستوطنين في الشطر الشرقي من القدس ال 200 ألف مستوطن يستوطنون في نحو14مستوطنة كبيرة، وعشرات البؤر الاستيطانية . وقد بلغ عدد الوحدات الاستيطانية المقرّة أو المطروحة للبناء في القدس عام 2012 نحو 10558 وحدة استيطانية، في حين بلغ العدد عام 2013 نحو 3904وحدة استيطاني .أما في عام 2015 فقد تكثفت أعمال البناء في 2534 وحدة استيطانية في الضفةالغربية بما فيها القدس التي تحظى بالعدد الأكبر من الوحدات الاستيطانية غالبًا، وفي الربع الأول من عام 2016 تضاعف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية بما فيها القدس بنسبة 250 % بالمقارنة مع المدة ذاتها من عام 2015
ب- المصادرة والاستيلاء على الأراضي والممتلكات:
ينشط الاحتلال الإسرائيليّ في الاستيلاء على الأراضي في القدس بذرائع مختلفة ومنها ما تسمى بالمنطقه الخضراء او بالمنتزهات فيزرعها بالاشجار وبعد فترة زمنية يقطع الاشجار ويقيم عليها مستوطنة لذا فان كل المناطق الخضراء التي تظهر بالصورة المرفقه انما هي مشاريع مستوطنات مستقبليه . وقد وظّف ما يُسمى بالمخططات الهيكلية لشرعنة مصادرة الأراضي والممتلكات. ونتيجة هذه السياسة الإسرائيلية لم يبقَ للمقدسيين أكثر من 13 % من مساحة الأراضي في القدس لاستعمالها لأغراض البناء.
ت- سحب بطاقات المقدسيين:
بحكم الوضع القانوني الذي فرضه الاحتلال على المقدسيين فإنهم يحملون بطاقة إقامة دائمة تسمى(البطاقة أو الهُوية الزرقاء ) التي يصبح صاحبها خارج القانون في حال سُحبت منه. وثمّة ذرائع كثيرة يختلقها الاحتلال لسحب هذه الهويات من المقدسيين، منها: عدم دفع الضرائب، والأسباب الأمنية،وعدم إثبات أن القدس هي مركز حياة الإنسان المقدسي، إلخ.وتشير الإحصائيات إلى أن الاحتلال سحب نحو 14481 بطاقة منذ عام 1967 حتى عام 2014 مايمهّد لطرد أصحاب هذه البطاقات إلى خارج القدس. يشير امين عواد (ص149-155)الى انه في عام1982 قد اقرت قانونا جاء فيه : لا يسمح للأم من سكان القدس الشرقية والمتزوجة من رجل لا يحمل حق المواطنة في القدس ان تسجل مواليدها في بطاقتها الشخصيه او بقائهم دون تسجيل رسمي .ويوجد الان (أي عام (2012) اكثر من عشرة آلاف طفل في القدس الشرقية غير مسجلين في هويات والديهم وتقدر نسبة الاطفال غير القادرين على تلقي الخدمات التعليمية او الطبية بسبب عدم تسجيلهم حوالي 23%من مجموع اطفال القدس الشرقيه الفلسطينيين .ويبقى مستقبل ومصير هؤلاء الاطفال يكتنفه الغموض بعد بلوغهم سن 16 عام
ث- الجدار العازل:
يتحدث امين عواد (ص 176-187)بشكل تفصيلي عن الخلفية العنصرية وسببية بناء الجدار العازل وارتباطه بانتفاضة الاقصى عام 2000 وأثاره الانسانية والسياسية والديموغرافية فيقول: في نيسان عام 2002 قررت حكومة الاحتلال بزعامة شارون اقامة جدار اسمنتي فاصل او عازل وخلال اقل من شهر تمت المصادقة على المرحلة الاولى من المخطط والذي يبلغ طوله 360 كم من مجموع 709 كم طول الجدار بأكمله . وكانت مدينة القدس من اكثر المدن تأثرا من مشروع هذا الجدار الذي جاء تطبيقا عمليا لمخطط (القدس الكبرى)الاستعماري التوسعي .ان هذا الجدار الذي يسير بشكل متعرج سيفصل القدس الشرقية على طول 168 كم عن باقي مناطق الضفة الغربية . ويتراوح عدد المقدسيين الذين باتوا خارج حدود الجدار العازل بين 80 ألفًا و 120 ألفًا، وكلهم مهدّدون بفقدان بطاقاتهم الزرقاء. وقد نجمت عن الجدار آثار سلبية كبيرة في حياة المقدسيين. على صعيد التعليم والخدمات حيث يضطر 20 % من طلاب القدس، و 19 % من معلميها، و 37 % من موظفي الخدمات لاجتياز الجدار يوميًّا، وهذا يعني حصول تأخير يوميّ، وعرقلة دائمة. وعلى صعيد الصحة انخفض عدد الفلسطينيين الذين يقصدون مستشفيات القدس بسبب الجدار. وعلى الصعيد الاقتصادي برزت آثار كارثية بسبب فصل المزارعين عن حقولهم، والعمال عن مراكز عملهم، وعرقلة حركة العمل والتجارة؛ ما أسهم في رفع نسبة الفقر بين المقدسيين إلى أكثرمن . 75 % وعدا عن كون الجدار يلتهم اراضي من الضفة الغربية إلا انه مصمم لشطر شمال الضفه عن جنوبها بحاجز بشري يهودي يصل الى مليون مستوطن كما هو مخطط له .
وعمل الجدار على عزل القدس عن عدد من المدن الفلسطينية من بينها رام الله وبيت لحم الى جانب بعض البلدات التي تميزت بعلاقتها مع مدينة القدس.ويقطن بها مئات الاف الفلسطينيين المرتبطين بالقدس بطرق واشكال متنوعة.خاصة تلك القرى والبلدات المحاذية للحدود الشرقية والشمالية الشرقية مثل :الرام وضاحية البريد وحزما وعناتا والعيزرية وابوديس والسواحرة الشرقية والشيخ سعد والتي يعيش فيها ما يقرب من مائة الف مواطن فلسطيني من حملة الهويات الاسرائيلية.وترتبط هذه الضواحي – من خلال البناء العمراني المتواصل – مع الاحياء الواقعة داخل مناطق نفوذ القدس ولم تكن للحدود البلدية المصطنعة اية ابعاد وتأثيرات على واقع حياة السكان حتى بناء الجدار.ومن جهة اخرى قطع الجدار الفاصل تجمعات سكنية وفصل الجيران والعائلات عن بعضها البعض كما هو الحال في ابو ديس على سبيل المثال .وفي الجهة الشمالية الغربية من مدينة القدس يوجد خمسة عشرة الف مواطن فلسطيني يقطنون في خمس قرى هي (بيرنبالا والجيب والجديرة وقلنديا وقسم من بيت حنينا) التي عزلت وحوصرت بشكل كامل في جيب اطلق عليه جيب بير نبالا حيث يحاصرهم الجدار من ثلاث جهات وعلى الجهة الرابعة اقيمت بوابة عسكرية تبقى مغلقة امام سكان بير نبالا.
ج- هدم البيوت:
ان هدم البيوت يشكل سياسة متصاعدة لدى الاحتلال منذ عام 1948 ولا يزال مستمرًا. وتشير المعطيات إلى أن الاحتلال هدم نحو 1085 منزلً في القدس بين عامي 2000 و 2015 ، وتضرر من ذلك أكثر من 5637 مقدسيًّا، وفي ما يأتي رسم بياني مرفق يبيّن أعداد البيوت التي هدمها الاحتلال بين عامي 2000 و 2015 2:رسم توضيحي يبيّن أعداد البيوت التي هدمها الاحتلال بين عامي 2000 و2015يتذرع الاحتلال بأنّ المباني التي يهدمها غير مرخصة، فيما تفرض سلطاته شروطًا تعجيزية ومُكلفة على المقدسيين للحصول على رخصة البناء التي تصل كلفتها لشقة سكنية بمساحة 100 م2 إلى نحو 50000 دولار أمريكيّ.ان (اسرائيل) تفرض على المواطن الفلسطيني الذي اتم بناء منزله دون ترخيص اعادة الوضع القائم كما كان قبل ان يتم البناء اي هدم منزله بنفسة او يدفع للكيان تكاليف الهدم الباهظة.فعلى سبيل المثال:قامت البلدية بجباية 25.5 مليون شيكل في الفترة 2001-2006 اي ما قيمته حوالي 6.07 مليون دولارعلى شكل غرامات للمباني الغير مرخصة .كما يتم العقاب الاسرائيلي بمصادرة معدات البناء لارهاب المقاولين وردعهم عن تقديم خدمات البناء . ويتكرر على نحو متزايد السجن لمدة (3-6) اشهر لكل من يبني بدون ترخيص .
ويقول الباحث هشام يعقوب : لقد نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في نهاية عام 2015تقريرًا ذكرت فيه أن 7 % فقط من رخص البناء في القدس تُمنح للفلسطينيين، وقال التقرير إنه في عام 2014 أصدرت سلطات الاحتلال 3238 رخصة بناء في القدس، وكانت حصة المقدسيين منها 188 رخصة فقط.ويضيف تقرير هآرتس أنه على مدى السنوات الخمس الممتدة من 2010 إلى 2014 أصدرت سلطات الاحتلال 11603 تصاريح للبناء في القدس، حظيت الأحياء العربية ب 878 تصريحًا منها فقط.واللافت أنّ التقرير تحدث عن انتقائية الاحتلال المدروسة في إعطاء التراخيص للمقدسيين حيث يضاعف من إعطائها في المناطق البعيدة عن مركز مدينة القدس، ويشجع على نزوح المقدسيين إلى أطراف القدس أو خارجها، وتتجلى هذه السياسة بوضوح عند معرفة أن ثلثي التصاريح الممنوحة للمقدسيين في العام الماضي كانت في منطقة بيت حنينا شمال القدس .ان تجاهل الاحتلال لحقّ المقدسيين بالحصول على رخصة للبناء، في مقابل تقديم كل التسهيلات للبناءالاستيطاني دفع المقدسيين للبناء بمعزل عن انتظار موافقة السلطات الإسرائيلية كاستجابة طبيعية لمتطلبات السكن لأي مجتمع ينمو ويتزايد.وتتحدث الأرقام الصادرةعام 2000إن 15,000 وحدة سكنية أي 28 %على الأقل من مجمل البيوت الفلسطينية الواقعة في القدس الشرقية قد بنيت بشكل مخالف لأسس التخطيط الإسرائيلي،ونتيجة لذلك فإن 60,000 من السكان الفلسطينيين على الأقل مهددون بهدم منازلهم، وتعتبر هذه التقديرات متواضعة وقد تصل النسبة إلى % 46 ، ويضيف التقرير أنّ النمو السكاني الطبيعي للمقدسيين يتطلب بناء 1500 وحدة سكنية في السنة، فيما يمنح الاحتلالُ المقدسيين نحو 150رخصة بناء فقط في العام، وهي تستوعب نحو 400 وحدة سكنية، وهذا يعني أن الفارق بين حاجة المقدسيين إلى السكن، والأبنية المسموح بها من قبل الاحتلال تصل إلى 1100 وحدة سكنية في العام.
ح– التضييق على حياة المقدسيين في جميع المجالات:
أدت السياسات الإسرائيلية التي استهدفت كل القطاعات الحياتية في القدس إلى تفاقم حالة الفقر في القدس، وقد تجاوزت نسبة الفقر بين المقدسيين حسب أرقام 2016 ال 75 %، فيما ترتفع هذه النسبة بين الأطفال إلى 83.9 % .ولا شك في أن هذه السياسات الإسرائيلية في التضييق على المقدسيين وملاحقتهم في جميع شؤون حياتهم تظهر تداعياتها الكارثية على المجتمع المقدسيّ، فتولد ظواهر اجتماعية سلبية يسعى الاحتلال إلى تضخيمها وتغذيتها، وتأتي مشكلة المخدرات في طليعة الآفات الاجتماعية التي تفتك بالمجتمع المقدسي.
خ- التهجيرالقسري والاعتقالات:
ان خطة الاحتلال الإسرائيلي واضحة في استهداف المقدسيين إما عن طريق تهجيرهم، أو عن طريق إنهاكهم وملاحقتهم. وفي هذا السياق تُفهم حملات الاعتقال والإبعاد التي لا تتوقف، والتي لا توفّرصغيرًا أو كبيرًا، رجلً أو امرأة.ان سياسة التهجير القسري قد ادى الى تهجير 6000 مقدسي من احياء القدس القديمة واشارت بعض المصادر الفلسطينية الى انه قد نزح 30 الف فلسطيني من مجموع 83 الف وحرموا من حق العودة اليها او الحصول على هوية الاقامة الدائمة .كما يتم الغاء الاقامة الدائمة للمقدسي في الحالات التالية:
1-اذا بقي المقدسي خارج البلاد لمدة سبعة اعوام.
2- اذا حصل على أي جنسية من بلد اخر
اما عن الاسرى والمعتقلين يقول هشام يعقوب (معززا قوله بالوثائق والمصادر): حسب تقارير لجنة أهالي الأسرى المقدسيين فإن عام 2015 شهد نحو2260 حالة اعتقال في القدس، من بينها 40 مقدسيًّا اعتقلوا بتهمة التحريض على صفحات التواصل الاجتماعي «الفيس بوك »، وتم تحويل 33 مقدسيًّا إلى الاعتقال الإداري، من بينهم أربعة قاصرين، خلال عام 2016 استمرّ الاحتلال بتنفيذ حملات اعتقال شرسة ومتصاعدة، وفي شهر نيسان/أبريل وحده اعتقل الاحتلال 213 مقدسيًّا بينهم 60 قاصرًا . وتجدر الإشارة إلى أنّ حملات الاعتقال تترافق في كثير من الأحيان مع دهم واقتحام للبيوت وإرهاب وتخريب لها ولسكانها، وإطلاق النار سواء على الشخص المطلوب اعتقاله أو على عائلته أو بهدف الترهيب. ومن بين ال 2,260 حالة اعتقال التي شهدها العام المنصرم نفذ الاحتلال 1,002 حالة اعتقال بعد اقتحامه للمنازل .وتشير التقارير إلى أنّ عدد الأسرى المقدسيين بلغ حتى منتصف شهر نيسان/أبريل 2016 نحو 509أسرى، من بينهم 10 سيدات، وخمس فتيات قاصرات، وثمانية أسرى أمضوا أكثر من 20 عامًا في السجون، و 53 أسيرًا يقضون أحكامًا بالسجن لأكثر من 25 عامًا. وفي سياق متصل، يعدّ الحبس المنزلي من أقسى صنوف الاضطهاد التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق المقدسيين، لا سيماالأطفال، وحتى 17 / 4/ 2016 كان 70 طفلً مقدسيًّا يخضعون للحبس المنزلي؛ وهو ما يعني حرمانهم من التعليم وزيارة أقاربهم وأترابهم والمغادرة لتلقي العلاج إلا للضرورة، وبعض هؤلاء الأطفال مُبعدون عن منازلهم إلى مناطق في الضفة أو الأراضي المحتلة عام 1948
د- إغلاق المؤسسات العاملة للقدس:
يعاني المقدسيون من فقدان أيّ مظلة سياسية رسمية فلسطينية أو عربية ترعى شؤونهم، وقد كرّس اتفاق أوسلو الموقع بين منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال الإسرائيليّ في 13 / 9/ 1993 من عزل المدينة عن محيطها، واستفراد الاحتلال بها وبأهلها لأنه نصّ على تأجيل حلّ قضية القدس إلى ما يُعرف بقضايا الحل النهائي التي كان من المفترض أن تُتم عبر مفاوضات تنتهي أواخر القرن الفائت. وبسبب هذا الواقع شكلت المؤسسات العاملة للقدس «حكومة ظل » لإسناد المجتمع المقدسيّ في مختلف المجالات، وقد أدرك الاحتلال أهمية الدور الذي تقوم به هذه المؤسسات فكثّف من استهدافها وملاحقتها والتضييق عليها تمهيدًا لإغلاقها وحظرها، وبلغ عدد المؤسسات العاملة للقدس والتي أغلقها الاحتلال منذ عام 1967 إلى 7/ 8/ 2016 نحو 168 مؤسسة.
. ثانيًا: التهويد الدّيني الثقافي العمراني : يشير الباحث امين عواد في اطروحته (ص46-51) الى هذا الجانب فيقول : بقيت إسرائيل ماضية في سياسة تهويد دور العبادة والمقدسات الإسلامية والمسيحية منذ عام 1967 ولا تزال مستمرة حتى هذا اليوم وذلك لان هذا الكيان الغاصب لديه عقدة نفسية لعدم وجود آثار يهودية مقابل مئات المعالم العربية الإسلامية والمسيحية التي تزخر بها المدينة. فعمد إلى تكثيف بناء المعالم اليهودية في القدس عامة، وفي محيط الأقصى خاصة، وانتهج سياسة التضييق والتشويه على المعالم العربية والإسلامية. ويمكن الحديث عن هذا المسار في التهويد عبر عناوين أساسية، هي:
أ- المسجد الأقصى:
يسعى الاحتلال لتكريس سيطرته الكاملة على الأقصى، وفرض نفسه كمرجعية لإدارته من خلال فرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد بين المسلمين واليهود. وفي هذا السياق تتكثف اقتحامات المسجد الأقصى، حيث بلغ عدد مقتحميه بين 1/ 8/ 2015 و 1/ 8/ 2016 نحو 13,733 1، فيما بلغ عدد المقتحمين 1,898 في شهر آب/أغسطس 2016 ، و 1,171 في شهر أيلول/سبتمبر 2016 2. وفي2015/9/8 أصدر وزير الجيش الإسرائيلي قرارًا بحظر ما أسماه تنظيمي) المرابطين والمرابطات )، وفي تشرين ثانٍ/نوفمبر 2015 حظر الاحتلال الحركة الإسلامية- الجناح الشمالي مع 17 مؤسسة تابعة لها ؛ وهو ما أثر في حركة الرباط والتصدي للاحتلال. ويستهدف الاحتلال الإسرائيليّ رواد الأقصى بالضرب والاعتقال والإبعاد وفرض الغرامات للضغط عليهم ومنعهم من المجيء للأقصى. وعلى صعيد آخر كثّف الاحتلال من إقرار بناء المشاريع التهويدية في محيط الأقصى، واستمرّ في حفر الأنفاق تحته وفي محيطه حيث وصل عددها حتى 1/ 8/ 2016 إلى 63 نفقًا وحفرية.
. ب- المسيحيّون والمقدّسات المسيحية:
يستهدف الاحتلال الإسرائيلي المسيحيين والمقدسات المسيحية في القدس بأدوات لا تقلّ قسوة عن تلك التي يستخدمها ضد المسجد الأقصى ورواده. فالتضييق الذي يمارسه ضد المسيحيين أدى إلى انخفاض عددهم في القدس من 60 ألفًا عام 1979 إلى 12,400 عام 2014 ، وقد استمرّ هذا العدد بالانخفاض حيث بلغ نحو 10,000 مسيحيّ في القدس بحلول عام 2016 ولا تسلم الكنائس والأديرة والمعالم المسيحية من اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه، لا سيما كتابة عبارات تسيء للمسيح عليه السلام وتحرض ضدّ المسيحيين على جدران الكنائس وإحراق بعضها.
ت– تهويد أسماء الشوارع والاحياء :
يسعى الاحتلال إلى تزوير الحقائق والتاريخ عبر إعطاء الشوارع والأحياء والمعالم المقدسية أسماء عبرية لا تمت إلى القدس بِصِلَة. فجبل المكبر أصبح (هار أوفل( وجبل أبو غنيم أصبح) هار حوما( ، وباب الأسباط أصبح ) شاعر هأريوت ( وغير ذلك وفي هذا السياق شرع الاحتلال في تنفيذ مشروع (الحوض المقدس ( حول البلدة القديمة في القدس ويشمل عشرات المزارات السياحية والأثرية، وتقع ) مدينة داود ( التاريخية المزعومة في صلب هذا المشروع
الذي قطع الاحتلال في إنجازه أشواطًا طويلة.
ث- تشويه الهوية وضرب الذاكرة:
يعتقد الاحتلال أنّ العقلية الفلسطينية الرافضة لشرعيته وقوانينه ومخططاته هي عقبة أساسية في طريق تنفيذ مشاريعه التهويدية المختلفة، لأنها تحمل معاني التمرد على كلّ منظومة الاحتلال وتعمل من أجل إنهاء وجوده الاستيطاني الغاشم. وفي سبيل تذويب الهوية الفلسطينية يستهدف الاحتلال التراث المقدسي، وثقافة الشباب المقدسي، ونظام التعليم في القدس. ويشرف على قطاع التعليم في القدس عدة جهات: الاحتلال، مدارس الأوقاف، مدارس الأونروا، المدارس الخاصة أو الأهلية؛ وهذا ما يؤدي إلى تشتت العملية التربوية. تجدر الإشارة إلى أن نحو 41 % من طلاب القدس يدرسون في مدارس تابعة للاحتلال. وتعاني مدارس القدس من نقص في الغرف الصفية يصل إلى حد2000 غرفة، فيما يضغط الاحتلال على مدارس القدس من أجل تدريس المنهاج الإسرائيليّ للطلاب.
انه يصعب حصر جميع مخططات الاحتلال في جميع مجالات التهويد، ولكنها تشير بوضوح إلى أن الاحتلال يسابق الزمن من أجل فرض رؤيته لمصير مدينة القدس ومستقبلها، وهو يسخّر جميع لإمكانيات والموارد لتحقيق أهداف هذه الرؤية. وليس سهلً علينا استحضار نموذج على مدار التاريخ يشبه نموذج القدس، فنحن أمام احتلال يطبّق على المدينة المقدسة جميع التجارب الاستعمارية التاريخية، ويختبر باستمرار وسائل جديدة تُسجّل في سجلّ ابتكاره المتجدّد للإجرام، والاستعمار، والاستيطان، والتطهير العرقيّ، والخداع.
وختاما وجت من المناسب ان نعطي القارئ لمحة عن احفاد بنو اسرائيل الفعليين وهم السامريون:
كان السامريون يعيشون في فلسطين منذ 3600 سنة وحتى الآن، ويبلغ عددهم نحو 800 شخص، ويعيش نصف أبناء الجالية السامرية، نحو 400 سامري، في منطقة حولون قرب تل أبيب والنصف الآخر في حي الياسمينة في نابلس حيث يحملون الجنسية الفلسطينية الى جانب الجنسية الإسرائيلية (مثل عرب 48 ). ويعتبرون أنفسهم من نسل من هربوا من مصر من سلالة بني إسرائيل، ويعتقدون أنهم يملكون أقدم نسخة خطية للتوراة، ونسخة التوراة التي لديهم تختلف عن النسخة العبرية في ستة آلاف موضع، كما أنهم لا يؤمنون بسائر الكتب الأخرى في العهد القديم ولا بالتلمود ولا غيره من كتب اليهود. ويحتفل السامريون على مدار سبعة أيام بذكرى خروج بني إسرائيل من مصر وانتهاء استعباد فرعون لهم، بالحج الى جبل “جرزيم” في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية بفلسطين ليبدأ بذلك أول أيام عيد العرش اليهودي.
ويتكلمون العربية بينما العبرية القديمة في صلواتهم، ،والمكان المقدس لديهم هو جبل (جرزيم) الذي يقع في منطقة نابلس، وينكرون صهيون واحقية بيت المقدس لليهود، ولذلك يعتبرهم اليهود كفار .وقد أسس السامريون ديانتهم على كتاب التوراة الذي بين أيديهم وهو ما يصفونه بـ “الكتب الموسوية الخمسة”، والتي يعتقدون أن نبي الله سيدنا موسى، عليه السلام، قد كتبها، وهي عبارة عن الأسفار الخمسة الأولى في الكتاب المقدس: “التكوين، الخروج، اللاويين، العدد وتثنية الاشتراع”.ولا يعتقد السامريون في نبي إلا سيدنا موسى عليه السلام، و يعتقدون أنهم من نسل إسرائيل القديم أي سكان مملكة الشمال وعاصمتها السامرة، وأن أصل تقاليدهم الدينية يرجع إلى يشوع، وأن كتابهم المقدس المكتوب بالأحرف العبرية القديمة يعود إلى أيام غزو بلاد كنعان.ويجب أن يعتقد السامري أركانًا خمسة حتى يكون سامريًا، وهي بحسب “مركز المعلومات الوطني الفلسطيني”: “وحدانية الله الواحد الأحد، نبوة موسى بن عمران ، التوراة “الأسفار الخمسة الأولى من التوراة/ أسفار موسى”، قدسية جبل جرزيم، قبلة السامريين ومأوى أفئدتهم، الإيمان باليوم الآخر باعتباره يوم الحساب والعقاب، وبالتالي الاعتقاد بوجود الملائكة والجنة والنار”، وكل سامري لا يؤمن بالأركان الخمسة هذه إيماناً أكيداً ثابتاً وراسخاً غير قابل للشك لا يعتبر سامرياً..والصلاة في العقيدة السامرية تعني التقرب إلى الله فيما يشبه التضرع والتأمل والابتهال، حيث يصلي السامريون يوميًا عند الفجر وعند الغروب، وهي عبارة عن ركوع وسجود فقط في سبع ركعات. وفي يوم السبت يصلون سبع صلوات نظرًا لقدسية هذا اليوم عندهم، ويؤمهم أحد الكهنة، ولا يجوز للسامري أن يزاول أي عمل يوم السبت مهما كان نوعه، سوى تحضير الطعام البارد.
ويسبق الصلاة الوضوء بغسل الأعضاء المكشوفة، ثلاثا لكل منها، مع قراءة آيات مخصصة من التوراة، على كل عضو تدل على نوعية حركته. لا يصوم السامريون إلا يومًا واحدًا فقط في السنة لمدة 26 ساعة وذلك في يوم “الغفران” حيث يصوم الصغار والكبار ما عدا الرضع الذين يسمح لهم فقط أن يرضعوا لبن أمهاتهم الصائمات فقط، لأنهم يعتبرون أن: “كل نفس لا تصوم في هذا اليوم تموت”.والزواج لدى أبناء الطائفة يتطلب أن يحضر السامري كتابًا للكاهن الأكبر يوضح فيه عمله، وعلمه، ومعاملته مع الناس، ويتضمن الدعاء له بالرحمة، فيما لا يستطيع السامري الطلاق، إلا بكتاب من الكاهن الأكبر يجيز له ذلك، أيضًا. الزكاة :يذكر “مركز المعلومات الوطني الفلسطيني” أن الزكاة مفروضة على جميع السامريين باستثناء الكهنة منهم، حيث كانت تدفع لهم، والآن يتم استغلالها لإنجاز المشاريع العامة لأبناء الطائفة..ا ويحج السامري ثلاث مرات في السنة هي: حج الفطير، وحج الأسابيع، وحج المظال “العرش”. وينعقد الحج عادة وإلزاما على جبل جرزيم، حيث الأماكن المقدسة للسامريين، خاصة هيكل سيدنا موسى، الذي بناه في سيناء ونقله، حسب الرواية السامرية يوشع بن نون إلى جبل جرزيم، وكذلك مذبح سيدنا اسحق، حيث نوى سيدنا إبراهيم التضحية بابنه اسحق (إسماعيل، حسب الرواية الإسلامية) فدية لله تعالى، الذي افتداه إلهه بكبش.
ويرفض السامريون ان يطلق عليهم لقب يهود .كما ان اليهود يعتبرونهم كفار .وباعتبارهم جزء من النسيج الوطني للشعب الفلسطيني تم تمثيلهم بالمجلس الوطني الفلسطيني .ويعتقدون انه ليس لليهود الحق في مدينة القدس.
*المصدر :مقالات متفرقه في الانترنت ومن يبغي المزيد هناك لقاء موسع وممتع مع حسني واصف في قناة الميادينhttp://www.almayadeen.net/episodes/751356 إضافة لتقارير عديدة على اليوتيوب
الهوامش :
-1 مملكة الخزر اليهودية وعلاقتها بالمسلمين والبيزنطيين تأليف د. محمد عبدالشافي المغربي (2002)و(الخزر لا بنو اسرائيل-جامعة النجاح-غسان عاطف بدران)
-2 يهود الخزر –د. م.دنلوب ترجمة د. سهيل زكار – 1990-ط2
-3 انثروبولوجيا اليهود د. جمال حمدان 1996-دار الهلال
-4 أحقاً اليهود أبناء عمومة -احمد الدبش- موقع الصفصاف
-5 اختراع ارض إسرائيل -د. شلومو زاند-2013 المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- مدار (رام الله)
-6 اختراع الشعب اليهودي’ د. شلومو زاند- 2008المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- مدار (رام الله)
-7 التلفيق الصهيوني واغتيال التاريخ- نزيه شوقي- موقع اتحاد الكتّاب العرب-
8 -أرثر كويستلر، الذي ولد عام 1905 في بودابست- المجر، أثبت في كتابه الذي صدر عام 1976 بعنوان القبيلة الثالثة عشر
– 9 ياقوت الحموي : معجم البلدان، ج الرابع ، ص : 385 و 460
-10 دي لاسي أوليري: جزيرة العرب قبل البعثة، ترجمة وتعليق موسى علي الغول، منشورات وزارة الثقافة الأردنية، طبعة1 عام 1990ص188
-11 الفرد ليلينتال – ( ترجمة حبيب نحولي وياسر هواري)-كتاب الملايين ط3 -1954
-12 بيرنارد لويس في كتابه (الشرق الأدنى : 2000 عام من التاريخ منذ نشوء المسيحية، نشر عام 1995) .
-13 تهذيب سيرة ابن هشام لعبد السلام هارون ، المجمع العلمي العربي الإسلامي، ص: 27
ان المقتبسات في [1,2,3,4,5,6] قد اخذت من المصادر التالية:
مملكة الخزر اليهودية وعلاقتها بالمسلمين والبيزنطيين تأليف د. محمد عبدالشافي المغربي (2002)و(الخزر لا بنو اسرائيل-جامعة النجاح-غسان عاطف بدران). ويهود الخزر –د. م.دنلوب ترجمة د. سهيل زكار – 1990-ط2
-14اليكسندر صولجينيتسين في كتابه ” مائتا عام معا- تاريخ العلاقات الروسية اليهودية” والذي صدر في موسكو عام -2001
-15كيفين ألين بروك في كتابه ” يهود الخزر” يقتفي آثار اليهود في أوروبا الشرقية)من مقال نضال الصالح بعنوان اليهود الخزر هم سكان “إسرائيل” اليوم) نشر في5-8-2014
-16 وكالات الانباء ,و,CNNو BBC
https://www.elwatannews.com/news/details/3159209-17
-18 د. سعيد بن محمد بن معلوي رجاء جارودي والدعوة إلى وحدة الأديان الأحد 17 يناير2010 (مصدر ثري بعشرات المصادر) http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?article_no=2785
-19الحوار المتمدن-العدد: 6268 – 2019 / 6 / 22 – 23:02 طلعت خيري
20-لمزيد من التفاصيل يمكن مراجعة كتاب الصهيونية المسيحية –محمد السماك – رابط التحميل https://www.noor-book.com
http://mubasher.aljazeera.net/opinion -21
-22محمد عبد الرحمن –اليوم السابع – https://www.youm7.com/story/2020/8/14/
http://www.albadeeliraq.com/ar/node/3290 23
24-المصدر السابق
25- https://ar.wikipedia.org/wik-
-26 محمود عواد ، إقامة الهيكل المزعوم ، ص 97
-27 صالح الرقب –دراسة ثريه بالمصادر https://journals.iugaza.edu.ps/…/IUGJIS/article/view/1500
-28 المصدر السابق
-29محمد عبد الرحمن 9 آب 2018https://www.youm7.com/story
-30ليس لليهود حق في فلسطين—جمال عبد الهادي مسعود ووفاء محمد رفعت جمعه مطابع الوفاء رقم الإيداع بدار الكتب 1981/ 89
-31دراسة عميقة وشاملة في عدة أجزاء للدكتور عبد الناصر الفرا – موقع عائلة الفرا –
-32المصدر السابق
-33الرقب مصدر رقم27
-34الفرا مصدر رقم 31
35- قبل ان يهدم المسجد الأقصى –د. عبد العزيز بن مصطفى كامل ص22- 26 -36عدنان ابو عامر –المركز العربي للدراسات الانسانية-سياسة الكيان الصهيوني تجاه مدينة القدس-2009
-37
https://darfikr.com/article محمود شاهين- هيكل-سليمان-بين-الحقيقة-التاريخية-والخيال-الأدبي
-38المصدر رقم 35
-39شعوب إسرائيل وخرافة الانتساب للسامية .د عبد الفتاح مقلد الغنيمي 2002 العربي للنشر (ص8).يمكن تحميله من الانترنت عل هذا الرابط https://www.noor-book.com كتاب ثري جدا بالمعلومات حول يهود الخزر
-40المصدر السابق ص100
-41المصدر السابق ص7
42-العرب واليهود في التاريخ د. احمد سوسه( ص129 ). https://www.noor-book.com
-43 توجد عدة كتب مصنفه على هذا الرابط
https://ar.wikipedia.org/wiki
-44اللاسامية في الفكر الصهيوني الجذور التاريخية والأهداف عبد الوهاب محمد الجبوري يمكن تحميله من الانترنت على هذا الرابط http://www.maktbtna2211.com/book/21893
د .فايز رشيد http://www.arabjo.net/?p=29585
-45جمال حمدان، اليهود أنثروبولوجياً، دار الهلال، القاهرة، 1996 ص87-53
-46المصدر السابق ص95
-47 قراءة نقدية لمقولة (ارض بلا شعب لشعب بلا ارض ) محمد عبد العزيز ط1 –مؤسسة القدس الدولية-2016
ص 27 .
-48 جمال حمدان، ص 372
-49جمال حمدان ، ص 115
-50روجيه جارودي، ، إسرائيل بين اليهودية والصهيونية، ترجمة حسين حيدر، دار التضامن، بيروت، 1990 ص 60 .
51مكسيم رودنسون، شعب يهودي أم مسألة يهودية، منشورات ماسبيرو، 1981 ، ص 218
52- توماس كيرنان، العرب، طبعة ليتل براون، بوسطن، ص1975
53-شلومو ساند، اختراع الشعب اليهودي، المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية )مدار(، رام الله، 2011 ، ص 13
-54احمد الدبش أحمد الدبش – آخر أخبار اليوم | الجزيرة نت (aljazeera.net)
-55فلسطين المتخيلة –دمشق دار الفكر 2008 المجلد الاول ص9
-56المصدر السابق ص533
-57فلسطين المتخيلة دمشق دار الفكر 2008 المجلد الثاني ص745
-58اسطورة عبور الأردن وسقوط اريحا- مقال للدكتور فاضل الربيعي في موقعه الثري بالمعلومات https://web.facebook.com/AlmfkrWalkatbAlrbyAldktwrFadlAlrbyy
ولقاءاته المتلفزة في اليوتيوب
59– تاسعا :مفاهيم سائدة ومفاهيم صادمه –المصدر : : بنو اسرائيل وموسى لم يخرجوا من مصر (اسرائيل المتخيلة مساهمة في تصحيح التاريخ الرسمي لمملكة إسرائيل القديمة –المجلد الاول –الكتاب الاول
-60 https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A4%D8%B1%D8%AE%D9%88%D9%86_%D8%A C%D8%AF%D8%AF
– 61 د. مهند مصطفى http://palestine.assafir.com/Article.aspx?ArticleID=2680
-62مصدرسابق –ويكيبيديا – -63-وممن كتب عن الموضوع :مرتضى الشاذلي https://www.noonpost.com/content/21176 و فايز رشيد .https://www.alquds.co.uk/% د. سمير: مطاوع في جريدة الراي وصالح الشحري https://arabicpost.net/opinions و http://booksplatform.net/ar/product وعربي21.واخرون
-64اطروحة ماجستير بعنوان (سياسة التهويد الإسرائيلية في القدس الشرقية وتبعاتها في ظل العملية السلمية- (1993-2010 )اعداد امين يحيى احمد عواد –جامعة النجاح الوطنية –فلسطين المحتلة (يمكن تحميلها من الانترنت-حافلة بعشرات المصادر .
-65هشام يعقوب –ورقة عمل بعنوان مخططات الاحتلال لتهويد القدس مقدمة الى ورشة العمل التي عقدت في بيروت 26-10-2016-مؤسسة القدس الدولية -كل الاشكال البيانية من هذا المصدر –حافلة بعشرات المصادر
-66زياد بحيص –المصدر السابق –ورشة العمل –مؤسسة القدس الدولية.
-67 ملف في مجلة الدراسات الفلسطينية، المجلد ٨، العدد ٣١ صيف ١٩٩٧ ص ٩٦ 0يمكن تحميل كل اعدادها من الانترنت
*لمزيد من المعلومات هناك دراسات ل :نعيم بارود وعدنان ابو عامر ونواف الزرو وتوفيق المديني والخبير خليل التفكجي……واخرون.