مقالات

التراث مدخل الفكرالقومي العربي لدراسة الشخصية العربية بقلم الدكتور عزالدين حسن الدياب

بقلم الدكتور عزالدين حسن الدياب

التراث مدخل الفكرالقومي العربي لدراسة الشخصية العربية
بقلم الدكتور عزالدين حسن الدياب
نفهم التراث بالفكر الثوري والمعاناة النضالية.
ميشيل عفلق*
أمة بدون تراث أمة بدون ماض ،وأمة بدون ماض، أمة بدون مستقبل،وهناك تأثير متبادل بين الماضي والحاضر،وبين التراث والثقافة،والعلاقة الجدلية بينهما تجعل التراث حاضرا في الثقافة،بقيمها وعاداتها وتقاليدها وأعرافها،بل قل بكل مكونات الثقافة الفكرية والاجتماعية والمادية والروحية،والتراث أداة منهجية تحليلية ثقافية لمعرفة الحاضر،ومابينهما من تقارب وتباعد حضاري،وفي التراث ماض يدلنا على مابه من جديد يوافق روح عصر الأمة وطموحاتها وتطلعاتها في بلوغ المستقبل،وما يمكن أن يكون فيه خطوات إلى الأمام على طريق الثورة العربية،”لذلك كان تصورنا تصوراً حدلياً ديناميكيا،يقوم على تفاعل مستمر بين حاضرنا المتخلف،والنازع إلى الثورة والتجدد،وبين ماضينا الأصيل الغني العريق،وبين المستقبل المبدع الذي نرجوه لأمتنا-م-عفلق-في سبيل البعث-ج3-ص37-38″.
والتراث في مفهوم الأنثروبولوجياالثقافية”التراث”:الإرث.و-القيم الانسانية المتوارثة-مجمع اللغة العربية-المعجم الوجيز-وزارة التربية والتعليم-ص 664-1992-القاهرة” والتراث العربي هو الشخصية والاجتماعية العربية بما حوت وتآلفت وتعايشت وآمنت وأبدعت وصنعت ..إلخ.
وهذا معناه إذا أردت أن تعرف الشخصية العربية بسلوكها وردود فعلها،وتوجهاتها واهتماماتها وهمومها،وطموحاتها الفردية والمجتمعية،وما بها من ماض،ومابها من حاضر،وما تخلت عنه وما اكتسبت من ماضيها،وما أخذته واستعارتها من الحضارات والثقافات الأخرى،فعليك العودة المنهجية النقدية إلى التراث العربي بأبعاده الجهوية/المحلية والوطنية والقومية، وإنّ محاولات القفز من فوق التراث،أو تجاهله،كما فعلت ودعت بعض التيارات الفكرية واليسراوية،تحت دعاوي الحداثة،هو مغالطة في قراءة الشخصية العربية،فالتراث يفهم بالفكر الثوري،والمعاناة النضالية، ويفهم فهما نقدياً واعيا بالتحليل الثقافي الأنثروبولوجي.
والمعروف في الفكر الأنثروبولوجي ومدارسه وتياراته،أنً علماء هذ الفكر أعط التراث الجهد الذي يستحقه في معرفته نقديا وتاريخيا ومقارنة ،وقرؤوا من خلاله شخصيات الأمم الاجتماعية،فقالوا في مكوناتها،ومعالمها وطرائق تفكيرها وتصوراتها،وخصوصياتها الثقافية،وأبانوا ردود فعلها،واستناد هذه الردود،على مافي التراث من قيم وأسانيد ثقافية عاداتية وأعراف،وباطن وظاهر ..إلخ .
وقد نالت الشخصية العربية،درسا وتحليلا وتفسيراً،ووضع المعاني الصحيحة لهذه الشخصية كثرة من علماء الانثروبولوجيا في الفكر الغربي -الامريكي،ومن زاوية تفكيرهم،وموقفهم الشخصي من هذه الشخصية.
كما درسها من خلال التراث ًوالثقافة بعض علماء الثقافة والاجتماع والتاريخ العرب،لكن هذه الدراسات لم تف بالفهم الثقافي التحليلي للشخصية العربية.
ويعد العلامة العربي ابن خلدون من قدم للتحليل الثقافي النقدي والمقارن أبجديات فهم وتحليل الشخصية العربية،من خلال نظريته في عصبية القربى الدموية والجهوية والقبلية،والعصبية الفكرية في الولاء. الانتماء.وهو في نظرية العصبية،ترغب في التراث العربي بالمعايشة والدراسة والتحليل،وليس من المبالغة القول:إنّ ابن خلدون فهم التراث العربي بالمعايشة والمعاناة بالبحث والمتابعة الحقلية ،والفكر الثقافي النقدي المقارن .
* نبه الأستاذ ودعا إلى الاهتمام الموضوعي والعلمي بالتراث،اهتماما يستحقه هذا التراث،بوصفه المقدمات الموضوعية المنهجية لدراسة الشخصية وضرورة فهمها من خلال” استلهام التجربة الخالدة في حياة الأمة العربية،إنّما يعني استلهام الإبداع والدوافع والقيم الإنسانية العميقة،القيم الثورية-البعث وتحديات المستقبل-ج2-ص119-120- في سبيل البعث”
عزالدين حسن الدياب -29-9-2023

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب