نتنياهو يرفض “الاستسلام” لحماس من خلال وقف لإطلاق النار- (فيديو)

نتنياهو يرفض “الاستسلام” لحماس من خلال وقف لإطلاق النار- (فيديو)
القدس: أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإثنين رفضه وقفا لإطلاق النار في الحرب ضد حماس، معتبرا أنه سيكون بمثابة “استسلام” للحركة الفلسطينية، بينما تحتدم المعارك على الأرض داخل قطاع غزة.
وفي اليوم الـ24 للحرب التي أودت بحياة آلاف الفلسطينيين، أكد نتنياهو تحقيق “تقدم منتظم”، فيما يستمر القصف الإسرائيلي من دون هوادة على القطاع المحاصر، بعدما وسّعت إسرائيل عملياتها البرية داخله. وقالت إنها تمكنت من تحرير جندية كانت محتجزة لدى حماس.
ورفض نتنياهو بشكل قاطع الإثنين الدعوات المتزايدة لوقف النار في ظل تصاعد حدة الأزمة الانسانية.
وقال في مؤتمر صحافي في تل أبيب “الدعوات لوقف إطلاق النار هي دعوات لإسرائيل للاستسلام في مواجهة حماس. هذا لن يحصل”، داعيا المجتمع الدولي للانضمام الى الدولة العبرية بطلب “تحرير فوري وغير مشروط” للرهائن الذين تحتجزهم الحركة منذ هجومها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
نتنياهو: إسرائيل لم تبدأ هذه الحرب، لكنها ستنتصر فيها، وحماس لديها أكثر من 200 رهينة#الأخبار #حرب_غزة pic.twitter.com/O09YKkRwtL
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 30, 2023
وأتى ذلك بعد ساعات من إعلان نتنياهو أن الجيش يحرز “تقدما منتظما” في القطاع. وأضاف في مقطع فيديو وزعه مكتبه “قام الجيش بتوسيع نطاق دخوله البري إلى قطاع غزة وهو يقوم بذلك عبر خطوات مدروسة وقوية للغاية ويحرز تقدما منتظما خطوة بخطوة”.
ووسّعت إسرائيل منذ الجمعة نطاق عملياتها البرية.
وأعلن الجيش مساء الإثنين تحرير جندية رهينة من قطاع غزة. وقال في بيان “تم الليلة الماضية إطلاق سراح الجندية أوري مغيديش خلال العملية البرية”.
وأفاد شهود في اتصالات هاتفية مع وكالات إخبارية اليوم أن دبابات إسرائيلية وصلت الى أطراف حي الزيتون في مدينة غزة، أي على مسافة تتراوح بين 1,5 كيلومتر وكيلومترين من الحدود مع الدولة العبرية.
وقالوا إن الدبابات قصفت طريق صلاح الدين الرئيسي الذي يربط شمال القطاع بجنوبه. ثم انسحبت في اتجاه الحدود، وفق المصادر ذاتها.
وكانت إسرائيل أنذرت سكان شمال قطاع غزة بضرورة التوجه نحو الجنوب لتجنب عملياتها العسكرية التي تتوسع في الشمال. ولم يمتثل الجميع لهذه التحذيرات، إذ بقي عشرات الآلاف في المنطقة. وقال العديد من سكان القطاع إن خياراتهم للنزوح شبه معدومة، وأن كل مناطق القطاع غير آمنة من القصف.
وقالت حركة حماس إن “الاشتباكات العنيفة” متواصلة على الأرض بين مقاتليها والجنود الإسرائيليين.
وذكرت أنها أطلقت قذائف مضادة للدبابات في اتجاه “دبابتين” إسرائيليتين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الاثنين أنه قتل “عشرات الإرهابيين الذين تحصنوا في أبنية وأنفاق وحاولوا مهاجمة قواتنا”.
وكان نتنياهو أعلن السبت بدء “المرحلة الثانية من الحرب” الهادفة إلى “تدمير قدرات حماس العسكرية وقيادتها” واستعادة الرهائن.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الاثنين ارتفاع حصيلة الشهداء نتيجة القصف الإسرائيلي في قطاع غزة الى 8306، بينهم 3457 طفلا.
وشنت حركة حماس هجوما غير مسبوق في تاريخ الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر تسللت خلاله الى مناطق إسرائيلية عبر السياج الفاصل، وهاجمت بلدات حدودية وتجمعات سكنية، ما تسبب بمقتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول للهجوم الذي احتجزت خلاله حماس أيضا 239 اسيرا، وفق السلطات الإسرائيلية.
وبثت حركة حماس الإثنين مقطع فيديو تظهر فيه ثلاث نساء قالت إنهن من الأسرى الذين تحتجزهم.
ولم يتسن التحقق من صحة الفيديو الذي جاء تحت عنوان “عدد من الأسرى الصهاينة في غزة يوجهون رسالة إلى (بنيامين) نتنياهو وحكومته”. ويمكن فيه رؤية امرأة تطالب نتنياهو بالعمل على اتفاق لتبادل الأسرى مع الحركة، ليتم الإفراج عن الرهائن.
واعتبر نتنياهو الفيديو “دعاية نفسية قاسية”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان الاثنين أنه نجح الليلة الماضية في “إطلاق سراح الجندية أوري مغيديش خلال العملية البرية” التي نفذها في القطاع.
وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية وفاة الألمانية الإسرائيلية شاني لوك التي أسرتها حركة حماس خلال الهجوم. ولم تتضح ظروف وفاتها.
وكانت حركة حماس أعلنت استعدادها للإفراج عن جميع الأسرى مقابل إطلاق سراح كل المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
صفارات إنذار في القدس
وتواصل حركة حماس والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة إطلاق صواريخ في اتجاه إسرائيل.
ودوّت الاثنين صفارات الإنذار في القدس، وسمعت أصوات انفجارات عدة في المدينة، وفق ما أفادت تقارير صحافية.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن صاروخا سقط قرب مستوطنة إيفرات على بعد 15 كلم جنوب القدس.
وبعد أكثر من ثلاثة أسابيع على اندلاع الحرب، تتواصل الدعوات للسماح بدخول مساعدات إنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة الذي تفرض عليه إسرائيل “حصارا مطبقا” وتقطع عنه الماء والكهرباء والإمدادات الغذائية والوقود. ويبقى معبر رفح مع مصر، الوحيد غير الخاضع لسيطرة إسرائيل، مقفلا. وقد مرت عبره شحنات محدودة من المساعدات.
ويخضع قطاع غزة البالغ عدد سكانه 2,4 مليون، أصلا لحصار بري وجوي وبحري من إسرائيل منذ إمساك حركة حماس بالسلطة فيه عام 2007.
ووجّه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الإثنين عبر منصة “إكس” (تويتر سابقا) “نداء شخصيا”ً لوقف إطلاق النار، معتبرا أن الحرب “لا تجلب سوى الخراب والرعب والدمار”.
وكتب تيدروس المتحدر من إقليم تيغراي في إثيوبيا، “نداء متواضع لوقف إطلاق النار والسلام… عندما كنت طفلاً محاصراً في ظل الحرب، كنت أعرف عن كثب رائحتها وأصواتها ومشاهدها”.
وكتب “أتعاطف بشدة مع العالقين حالياً في وسط النزاع، وأشعر بألمهم كما لو كان ألمي”.
توتر على جبهات أخرى
وتتزايد المخاوف من توسع نطاق النزاع الى مناطق أخرى ودول أخرى.
في القدس الشرقية، أصيب شرطي إسرائيلي بجروح الاثنين بعدما طعنه فلسطيني أعلنت الشرطة في وقت لاحق أنها قتلته.
في الضفة الغربية المحتلة، استشهد خمسة فلسطينيين فجر الاثنين خلال عمليات للجيش الإسرائيلي في جنين ويطا، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
واستُشهد نحو 120 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي ومستوطنين في الضفة الغربية منذ بدء الحرب الأخيرة.
ودعت برلين إسرائيل الاثنين إلى “حماية” الفلسطينيين في الضفة الغربية من “المستوطنين المتطرفين”.
وتخشى دول عدة انخراط أطراف حليفة لحماس مثل إيران وحزب الله اللبناني في الحرب.
والتوتر على أشده عند الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان حيث تسجل عمليات قصف وإطلاق نار يومية متبادلة.
وللمرة الأولى منذ بداية الحرب، أعلن حزب الله أن أمينه العام حسن نصرالله سيلقي كلمة الجمعة حول التطورات.
في موسكو، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الولايات المتحدة تقف وراء “الفوضى القاتلة” في الشرق الأوسط.
(أ ف ب)