في ذكرى انطلاق الثورة الفلسطينية -نحو رسم مسار للوحدة الوطنية
بقلم احمد علوش
23-12-2023
23-12-2023
في الاول من كانون الثاني ١٩٦٥، انطلقت حركة التحرير الوطني الفلسطيني ( فتح ) ، وبه بدأ التأريخ الرسمي لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة .
في ليلة باردة بطقسها الطبيعي ، ملتهبة بطقسها النضالي ، مزقت عتمة الظلام الدامس زخات رصاص اطلقها ياسر عرفات مع رفاق واخوة له ، مؤذناً بإنتهاء سنوات من اليأس والانتظار الطويل والثقيل ، ومحدداً بداية لمسيرة النضال الوطني الفلسطيني باعتماد اسلوب الكفاح الشعبي المسلح.
لقد حفرت هذه المسيرة اخدوداً عميقاً وسريعاً في الوجدان الفلسطيني ، لاقاها التفاف جماهيري عربي على امتداد الوطن العربي الكبير ، وكان البعث اول حركة ثورية عربية ، احتضنت هذا المولود الجديد ، يوم رأى فيها بداية الطريق الصحيح لخلاص الامة من استلابها القومي والاجتماعي ، وهو الذي ربط بين هدفي الوحدة والتحرير، مؤكداً “ان فلسطين هي طريق الوحدة ، والوحدة طريق فلسطين ، وهو الذي ادرك في وقت مبكران فلسطين لن تحررها الحكومات وإنما الكفاح الشعبي المسلح. على هذا الاساس ، دعا البعثيين من قطر فلسطين للانخراط في صفوف الحركة الجديدة ( فتح ) ، وهو الذي سبق واعلن عن تأسيس جبهة تحرير فلسطين مطلع الستينيات لكن حالت الظروف الذاتية التي احاطت بوضع الحزب انذاك والظروف الموضوعية المحيطة بواقع الامة من ان تجعل تلك المبادرة تأخذ كامل مداها الوطني والقومي. .
لقد لبى البعثيون نداء الحزب ، وفي كل المراحل بقي الحزب يمثل الحضن الدافئ للثورة الفلسطينية وترجم موقفه بمفردات عملية انطلاقاً من الوقوف في خندق واحد الموصول نضالياً من بغداد الى القدس ، وتوّج برفع قائد العراق والبعث وهو على منصة الشهادة شعار”عاشت فلسطين حرة عربية من النهر الى البحر”.هذه الثورة التي ولدت بعد مخاض طويل ، لم تكن معزولة عن مسار النضال الوطني الفلسطيني في الصراع المفتوح مع الاحتلال ، بل جاءت في سياق المسيرة النضالية لجماهير فلسطين منذ بدأ لتنفيذ العملاني لاغتصاب فلسطين برعاية المستعمر البريطاني مروراً بكل المحطات التي عبرها النضال الوطني من ثورة البراق الى الثورة الكبرى التي امتدت لثلاث سنوات ١٩٣٦- ١٩٣٩ . واهمية هذه الانطلاقة في ال ٦٥ أنها شكلت نقلة نوعية في مسار النضال الوطني الفلسطيني ، بعدما اعادت القضية الفلسطينية الى موقعها الاستقطابي على الصعيد الوطني الفلسطيني كما على الصعيد الجماهيري العربي ، واستطاعت انتزاع شرعية الاعتراف السياسي بعدما اثبتت وجودها في الميدان ، وكانت منظمة التحرير هي الاطار التمثيلي الذي انضوت فيه فصائل الثورة على تعدد طيفها السياسي.
ان الثورة ومنذ انطلاقتها ، كان عرضة لاستهدافات معادية متعددة المصادر ، وهذه الاستهدافات المعادية لم تقتصر على التحالف الصهيو- استعماري وحسب ، بل كان لهذه الثورة نصيباً من الاستهداف من قبل قوى اقليمية وانظمة عربية عبّر بعض منه عن مواقفه بالتعرض الميداني لقوى الثورة على الارض والتخريب من الداخل عبر الضغوطات التي مورست لابراز بدائل لمنظمة التحرير ، وبعض اخر باعتماد اسلوب الضغط المالي لاضعاف الثورة ودفعها للقبول بأية حلول لترتيبات سياسية وامنية لاتحاكي الطموح الوطني الفلسطيني.
ان الثورة الفلسطينية التي انطلقت قبل تسعة وخمسين عاماً ، راكمت انجازتها النضالية ، وكانت في كل مرة تفصح عن نفسها بمشهدية نضالية جديدة وفق ما تتيحه الظروف الذاتية والموضوعية. واخر التجليات النضالية لهذه الثورة ، هي المعركة الدائرة حالياً في غزة وعلى مساحة كل فلسطين والتي باتت تعرف باسمها الحركي “طوفان الاقصى”.
لقد اعادت سياقات المواجهة الحالية مع العدو الصهيوني ،القضية الفلسطينية الى مداها القومي والى مدارها الانساني ، واهمية ذلك ، ان تحولاً نوعياً بدأ بالتبلور في نظرة شعوب العالم الى القضية الفلسطينية ، وهو الذي بدأ يبشر بتغيير في مواقف العديد من الحكومات الاجنبية لصالح القضية الفلسطينية وحق شعب فلسطين بالحرية وحق تقرير المصير ، وهو التحول الذي لم يعد يعبر عنه بادانة “اسرائيل” على جرائمها وحسب بل بدأ يحاصر الموقف الاميركي الذي يدعم ويحتضن الموقف الصهيوني حتى حدوده القصوى.
ان اميركا التي لم تخفِ دفاعها المستميت عن العدو وما يرتكبه من جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية بحق شعبنا في غزة والضفة الغربية والقدس ، فأنها وامام هول حرب الابادة التي تشنها “اسرائيل”، على المدنيين وعدم احترامها لقوانين الحرب ،دفعها لان تطلق مواقف
سياسية التفافية ، من نوع الدعوة لحل سياسي على اساس الدولتين ، فيما هي في الواقع تتبنى الموقف الصهيوني بكل حيثياته والذي ينكر اية حقوق وطنية فلسطينية ومنها حقه في اقامة دولته المستقلة.
ان يوم السابع من اكتوبر وما تلاه ، اعطى للصراع بعداً جديداً من خلال الانجازات التي تحققت على الارض ، وهي التي ستظهر نتائجها بعد وقف العدوان على غزة لجهة التفاعلات في الداخل الصهيوني والمتغير النوعي في الموقف الدولي ، الذي يقع اليوم تحت تأثير ضغط الرأي العام ، بعدما تحولت القضية الفلسطينية الى قضية رأي عام دولي. لكن الاهم من كل ذلك ، هو في كيفية انعكاس النتائج الايجابية على مستوى المواجهات الميدانية على العلاقات الفلسطينية – الفلسطينية .
ان التعاطي السياسي مع النتائج ، يتطلب ادراكاً من الجميع ، بأن هذه المعركة انما هي معركة وطنية شاركت فيها كل جماهير فلسطين وقواها المقاومة في التصدي للعدو وعدوانه المتعدد الاشكال سواء بالاعمال القتالية او بتلقي النتائج من اعمال القتل والتدمير والتهجير الى الاغتيال والاعتقال وفرض الحصار الاقتصادي وعزل الضفة الغربية وغزة عن العالم.
وعندما تكون المواجهة مع العدو في كل جولاتها تأخذ بعداً وطنياً ، فأن الرد على هذه العدوانية يجب ان يأخذ بعده الوطني سواء في الميدان او في التعاطي السياسي ، واهم من كل ذلك ، تقديم قوى المقاومة لنفسها عبر موقف موحد ، لقطع الطريق على القوى المعدية لفلسطين ولعروبة من استثمار التناقضات السياسية في مابينها ، ولاجل توحيد الرؤى حول توظيف النتائج بما يخدم القضية الفلسطينية مرحلياً واستراتيجياً.
ان هذا يتطلب حوار فلسطيني شامل بروحية الانفتاح والايجابية ، والمدخل لذلك هو انضواء الجميع في اطار منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد لشعب فلسطين في الداخل والخارج ، مع التأكيد على تطوير مؤسساتها ووضع خطة تجيب على تحديات المرحلة ، والعمل سوياً لاطلاق رؤية سياسية شاملة تنطوي على تحديد خارطة طريق بدءاً من توحيد الموقف حول الدولة المستقلة كهدف مرحلي مع ابقاء الابواب مفتوحة على الهدف الاستراتيجي المتمثل بتحرير فلسطين كل فلسطين .
ان الارتقاء بالعلاقات الفلسطينية – الفلسطينية الى مستوى تحقيق الوحدة الفعلية على مستوى الموقف والاطر التمثيلية ، تمليها الضرورة الوطنية ، والوعي لابعاد المشروع الصهيوني ، الذي يستهدف الكل الفلسطيني ، لان الهدف المضمر كما المعلن للكيان الصهيوني هو التصفية الجسدية والسياسية لشعب فلسطين والغاء وجوده وهويته تأكيدا لمزاعمه ان فلسطين هي بالاساس ارض بلا شعب.
من هنا ، فإن على الجميع ان يدرك ان فلسطين هي للكل ، وهي اكبر من الاطراف السياسية ، وان منظمة التحرير قادرة على استيعاب كل الفصائل ، وان التضحيات التي قدمت على مدى العقود السابقة وبلغت حداً غير مسبوق في جولة المعارك الدائرة حالياً في غزة في ظل ماتعرضت له من حرب ابادة لم توفر بشراً وحجراً ومرافق حياتية وحيوية ، تفرض ان توظف نتائج هذه التضحيات في تصليب الموقف الوطني وتعزيز الصمود الجماهيري والذي لن يتحقق الا بوحدة الموقف الفلسطيني ، كفاحياً وسياسياً .
في ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية ، وامام حجم التحدي وارتفاع منسوب المخاطر ، على الجميع الوقوف امام السؤال الحاسم. : نكون او لانكون ، وعناء الاجابة ليس صعباً ومدخلها واضح ولا يقبل البحث عنه في كواليس المواقف الفئوية.
لقد رسم اطفال غزة ،كما نساؤها وشيبها وشبابها ، بدمائهم التي روت ارض غزه بكل حواضرها وغطى طيفها كل مساحة فلسطين ، مساراً يجب عبوره لتحقيق الوحدة الوطنية مع التزام مبدئي بالانخراط بآليات تحقيقها وفاء لدماء الشهداء ، ولتوفير الارضية السياسية لتفعيل الموقف الوطني الفلسطين بتعبيراته الكفاحية وارقاها الكفاح المسلح ، وبتعبيراته النضالية الاخرى و التي شكلت الانتفاضات المتلاحقة عناوين لها في اطار المشروع الوطني الذي يستوعب كل جهد نضالي على طريق تحرير فلسطين.
في ليلة باردة بطقسها الطبيعي ، ملتهبة بطقسها النضالي ، مزقت عتمة الظلام الدامس زخات رصاص اطلقها ياسر عرفات مع رفاق واخوة له ، مؤذناً بإنتهاء سنوات من اليأس والانتظار الطويل والثقيل ، ومحدداً بداية لمسيرة النضال الوطني الفلسطيني باعتماد اسلوب الكفاح الشعبي المسلح.
لقد حفرت هذه المسيرة اخدوداً عميقاً وسريعاً في الوجدان الفلسطيني ، لاقاها التفاف جماهيري عربي على امتداد الوطن العربي الكبير ، وكان البعث اول حركة ثورية عربية ، احتضنت هذا المولود الجديد ، يوم رأى فيها بداية الطريق الصحيح لخلاص الامة من استلابها القومي والاجتماعي ، وهو الذي ربط بين هدفي الوحدة والتحرير، مؤكداً “ان فلسطين هي طريق الوحدة ، والوحدة طريق فلسطين ، وهو الذي ادرك في وقت مبكران فلسطين لن تحررها الحكومات وإنما الكفاح الشعبي المسلح. على هذا الاساس ، دعا البعثيين من قطر فلسطين للانخراط في صفوف الحركة الجديدة ( فتح ) ، وهو الذي سبق واعلن عن تأسيس جبهة تحرير فلسطين مطلع الستينيات لكن حالت الظروف الذاتية التي احاطت بوضع الحزب انذاك والظروف الموضوعية المحيطة بواقع الامة من ان تجعل تلك المبادرة تأخذ كامل مداها الوطني والقومي. .
لقد لبى البعثيون نداء الحزب ، وفي كل المراحل بقي الحزب يمثل الحضن الدافئ للثورة الفلسطينية وترجم موقفه بمفردات عملية انطلاقاً من الوقوف في خندق واحد الموصول نضالياً من بغداد الى القدس ، وتوّج برفع قائد العراق والبعث وهو على منصة الشهادة شعار”عاشت فلسطين حرة عربية من النهر الى البحر”.هذه الثورة التي ولدت بعد مخاض طويل ، لم تكن معزولة عن مسار النضال الوطني الفلسطيني في الصراع المفتوح مع الاحتلال ، بل جاءت في سياق المسيرة النضالية لجماهير فلسطين منذ بدأ لتنفيذ العملاني لاغتصاب فلسطين برعاية المستعمر البريطاني مروراً بكل المحطات التي عبرها النضال الوطني من ثورة البراق الى الثورة الكبرى التي امتدت لثلاث سنوات ١٩٣٦- ١٩٣٩ . واهمية هذه الانطلاقة في ال ٦٥ أنها شكلت نقلة نوعية في مسار النضال الوطني الفلسطيني ، بعدما اعادت القضية الفلسطينية الى موقعها الاستقطابي على الصعيد الوطني الفلسطيني كما على الصعيد الجماهيري العربي ، واستطاعت انتزاع شرعية الاعتراف السياسي بعدما اثبتت وجودها في الميدان ، وكانت منظمة التحرير هي الاطار التمثيلي الذي انضوت فيه فصائل الثورة على تعدد طيفها السياسي.
ان الثورة ومنذ انطلاقتها ، كان عرضة لاستهدافات معادية متعددة المصادر ، وهذه الاستهدافات المعادية لم تقتصر على التحالف الصهيو- استعماري وحسب ، بل كان لهذه الثورة نصيباً من الاستهداف من قبل قوى اقليمية وانظمة عربية عبّر بعض منه عن مواقفه بالتعرض الميداني لقوى الثورة على الارض والتخريب من الداخل عبر الضغوطات التي مورست لابراز بدائل لمنظمة التحرير ، وبعض اخر باعتماد اسلوب الضغط المالي لاضعاف الثورة ودفعها للقبول بأية حلول لترتيبات سياسية وامنية لاتحاكي الطموح الوطني الفلسطيني.
ان الثورة الفلسطينية التي انطلقت قبل تسعة وخمسين عاماً ، راكمت انجازتها النضالية ، وكانت في كل مرة تفصح عن نفسها بمشهدية نضالية جديدة وفق ما تتيحه الظروف الذاتية والموضوعية. واخر التجليات النضالية لهذه الثورة ، هي المعركة الدائرة حالياً في غزة وعلى مساحة كل فلسطين والتي باتت تعرف باسمها الحركي “طوفان الاقصى”.
لقد اعادت سياقات المواجهة الحالية مع العدو الصهيوني ،القضية الفلسطينية الى مداها القومي والى مدارها الانساني ، واهمية ذلك ، ان تحولاً نوعياً بدأ بالتبلور في نظرة شعوب العالم الى القضية الفلسطينية ، وهو الذي بدأ يبشر بتغيير في مواقف العديد من الحكومات الاجنبية لصالح القضية الفلسطينية وحق شعب فلسطين بالحرية وحق تقرير المصير ، وهو التحول الذي لم يعد يعبر عنه بادانة “اسرائيل” على جرائمها وحسب بل بدأ يحاصر الموقف الاميركي الذي يدعم ويحتضن الموقف الصهيوني حتى حدوده القصوى.
ان اميركا التي لم تخفِ دفاعها المستميت عن العدو وما يرتكبه من جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية بحق شعبنا في غزة والضفة الغربية والقدس ، فأنها وامام هول حرب الابادة التي تشنها “اسرائيل”، على المدنيين وعدم احترامها لقوانين الحرب ،دفعها لان تطلق مواقف
سياسية التفافية ، من نوع الدعوة لحل سياسي على اساس الدولتين ، فيما هي في الواقع تتبنى الموقف الصهيوني بكل حيثياته والذي ينكر اية حقوق وطنية فلسطينية ومنها حقه في اقامة دولته المستقلة.
ان يوم السابع من اكتوبر وما تلاه ، اعطى للصراع بعداً جديداً من خلال الانجازات التي تحققت على الارض ، وهي التي ستظهر نتائجها بعد وقف العدوان على غزة لجهة التفاعلات في الداخل الصهيوني والمتغير النوعي في الموقف الدولي ، الذي يقع اليوم تحت تأثير ضغط الرأي العام ، بعدما تحولت القضية الفلسطينية الى قضية رأي عام دولي. لكن الاهم من كل ذلك ، هو في كيفية انعكاس النتائج الايجابية على مستوى المواجهات الميدانية على العلاقات الفلسطينية – الفلسطينية .
ان التعاطي السياسي مع النتائج ، يتطلب ادراكاً من الجميع ، بأن هذه المعركة انما هي معركة وطنية شاركت فيها كل جماهير فلسطين وقواها المقاومة في التصدي للعدو وعدوانه المتعدد الاشكال سواء بالاعمال القتالية او بتلقي النتائج من اعمال القتل والتدمير والتهجير الى الاغتيال والاعتقال وفرض الحصار الاقتصادي وعزل الضفة الغربية وغزة عن العالم.
وعندما تكون المواجهة مع العدو في كل جولاتها تأخذ بعداً وطنياً ، فأن الرد على هذه العدوانية يجب ان يأخذ بعده الوطني سواء في الميدان او في التعاطي السياسي ، واهم من كل ذلك ، تقديم قوى المقاومة لنفسها عبر موقف موحد ، لقطع الطريق على القوى المعدية لفلسطين ولعروبة من استثمار التناقضات السياسية في مابينها ، ولاجل توحيد الرؤى حول توظيف النتائج بما يخدم القضية الفلسطينية مرحلياً واستراتيجياً.
ان هذا يتطلب حوار فلسطيني شامل بروحية الانفتاح والايجابية ، والمدخل لذلك هو انضواء الجميع في اطار منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد لشعب فلسطين في الداخل والخارج ، مع التأكيد على تطوير مؤسساتها ووضع خطة تجيب على تحديات المرحلة ، والعمل سوياً لاطلاق رؤية سياسية شاملة تنطوي على تحديد خارطة طريق بدءاً من توحيد الموقف حول الدولة المستقلة كهدف مرحلي مع ابقاء الابواب مفتوحة على الهدف الاستراتيجي المتمثل بتحرير فلسطين كل فلسطين .
ان الارتقاء بالعلاقات الفلسطينية – الفلسطينية الى مستوى تحقيق الوحدة الفعلية على مستوى الموقف والاطر التمثيلية ، تمليها الضرورة الوطنية ، والوعي لابعاد المشروع الصهيوني ، الذي يستهدف الكل الفلسطيني ، لان الهدف المضمر كما المعلن للكيان الصهيوني هو التصفية الجسدية والسياسية لشعب فلسطين والغاء وجوده وهويته تأكيدا لمزاعمه ان فلسطين هي بالاساس ارض بلا شعب.
من هنا ، فإن على الجميع ان يدرك ان فلسطين هي للكل ، وهي اكبر من الاطراف السياسية ، وان منظمة التحرير قادرة على استيعاب كل الفصائل ، وان التضحيات التي قدمت على مدى العقود السابقة وبلغت حداً غير مسبوق في جولة المعارك الدائرة حالياً في غزة في ظل ماتعرضت له من حرب ابادة لم توفر بشراً وحجراً ومرافق حياتية وحيوية ، تفرض ان توظف نتائج هذه التضحيات في تصليب الموقف الوطني وتعزيز الصمود الجماهيري والذي لن يتحقق الا بوحدة الموقف الفلسطيني ، كفاحياً وسياسياً .
في ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية ، وامام حجم التحدي وارتفاع منسوب المخاطر ، على الجميع الوقوف امام السؤال الحاسم. : نكون او لانكون ، وعناء الاجابة ليس صعباً ومدخلها واضح ولا يقبل البحث عنه في كواليس المواقف الفئوية.
لقد رسم اطفال غزة ،كما نساؤها وشيبها وشبابها ، بدمائهم التي روت ارض غزه بكل حواضرها وغطى طيفها كل مساحة فلسطين ، مساراً يجب عبوره لتحقيق الوحدة الوطنية مع التزام مبدئي بالانخراط بآليات تحقيقها وفاء لدماء الشهداء ، ولتوفير الارضية السياسية لتفعيل الموقف الوطني الفلسطين بتعبيراته الكفاحية وارقاها الكفاح المسلح ، وبتعبيراته النضالية الاخرى و التي شكلت الانتفاضات المتلاحقة عناوين لها في اطار المشروع الوطني الذي يستوعب كل جهد نضالي على طريق تحرير فلسطين.