مقالات

العودة الى الارض بقلم مروان سلطان

بقلم مروان سلطان -فلسطين -

العودة الى الارض
بقلم مروان سلطان
26.12.2023
—•——————————————
دعوة الدكتور محمد اشتية الى العمال الفلسطينين الذين فقدوا عملهم في سوق العمل الاسرائيلي بالعودة الى الارض وفلاحتها ، هي دعوة مهمة وان تاخرت كثيرا ، صحيح ان العاملين في الداخل يوفرون مبالغ نقدية ، لكن ذلك وعلى المدى الطويل سبب للشعب الفلسطيني مصاعب تؤثر على امننا القومي. الامن الغذائي هو احد القضايا المهمة التي اصيبت بانتكاسة بسبب هجران الارض على مدى سنوات طويلة.
وقد اظهرت الحرب الروسية الاوكرانية مدى الحاجة الفورية للعودة للارض وتامين بعض الاحتياجات من القمح. واظهرت الوقائع ان لدينا نقصا حادا في المخزون من القمح مما استدعى الحكومة الى بناء صوامع لتخزين القمح فيها، بحيث ينتهي العمل في بنائها خلال العامين القادمين.
المهم ان الدعوة الى العودة الى الارض ان جاءت متاخرة متاخرة خير من ان لا تاتي، وبالتالي هذا الموضوع يحتاج الى برنامج مشترك بين وزارتي الزراعة والعمل لتنفيذ برامج ومشاريع باشراف الوزارتين. الموضوع يحتاج الى ارشاد زراعي والاطلاع على سير العمل في هذه المشاريع، كما يحتاج الى دعم وزارة العمل لدعم هذه المشاريع من اجل الحد من البطالة وحتى نضمن سير العملية بنجاح على مستوى الضفة الغربية، راجيا ان تكون قطاع غزة قريبا تدخل في هذه البرامج والمشاريع.
وزارة الزراعة نحن نسميها وزارة الدفاع الفلسطينية ، وجب ان تستنفر كوادرها لهذا المشروع القومي ضمن خطة عمل وبرنامج لدعم المشروع الزراعي، سواء بالخبرات او بالاشتال الزراعية، او البذور، بما يضمن الجودة ، وتحسين الاشتال والبذور. كثير من المنتوج الزراعي الفلسطيني فقد اثره ، بسبب اهمال الارض ، وعليه فانا نتطلع ان تعود هذه المنتوجات الزراعية من خلال استصلاح الاراضي الزراعية.
وحتى نستطيع ان نساهم في التغلب على البطالة بشكل واسع فان وزارة الاوقاف لديها من الاراضي الزراعية يمكن للعاطلين عن العمل الاستفادة منها واستغلالها في برامج زراعية.
لقد مضى وقت طويل ، على عدم الاستفادة من الاراضي الزراعية الفلسطينية، وتسبب ذلك بالحصول على المنتوجات الزراعية من دول الجوار، وهذه الحالة لها تاثيرها على الامن الغذائي الفلسطيني ، وهذا يتعارض عن برامج التحرر الوطني وانهاء الاحتلال واقامة الدولة.
العودة الى الارض وزراعتها وفلاحتها سيسهم دون ادنى شك في الحد من الفقر ، وتقليص نسبة البطالة.
هي ليست دعوة فقط، هي برنامج عمل في اطار خطة سامية لها اثر بعيد على تطور القطاع الزراعي ، وتطوير الجمعيات التعاونية وانشاء بنك الاقراض الزراعي ، ولها علاقة بالاعفاء الضريبي ، والحصاد المائي. هذا وغير ذلك من البرامج الزراعية التي ستساهم في تنشيط ونمو هذا القطاع.
لعل هذه الدعوة تكون بادرة خير لاولى لبنات تطور المجتمع الفلسطيني في بناء قدراته وتطلعاته نحو الحرية والاستقلال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب