الصحافه

الغارديان: إذا ولد يسوع اليوم فسيولد تحت الأنقاض.. وإلغاء الاحتفالات مع استمرار حرب إسرائيل على غزة

الغارديان: إذا ولد يسوع اليوم فسيولد تحت الأنقاض.. وإلغاء الاحتفالات مع استمرار حرب إسرائيل على غزة

تحت عنوان “إذا ولد يسوع اليوم، فسيولد تحت الأنقاض: بيت لحم تستعد لعيد الميلاد البائس“، نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن “ساحة المهد في المدينة التي ولد فيها يسوع عادة ما تكون مليئة بالسياح، الآن حزينة وخالية، ويرقد الطفل يسوع في مكان قريب تحت الأنقاض”.

وأكدت الصحيفة أن العدوان الإسرائيلي على غزة جعل المشهد مختلفا في نهاية العام ببيت لحم والقدس، واللتين كانتا تتخذان زينتهما للاحتفال بعيد الميلاد وسط حضور ضخم للناس من داخل فلسطين وخارجها.

وذكرت أن مشهد هذا العام هو “سرير الأطفال في مزود مليء بالقش، تم لف دمية الطفل بالكوفية الشهيرة باللونين الأبيض والأسود المرتبطة بفلسطين، وترقد بين كتل اصطناعية مكسورة، في إشارة لمحنة أطفال غزة”.

تم إلغاء احتفالات عيد الميلاد في جميع أنحاء الأراضي المقدسة هذا العام، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة

وكان وراء هذا المشهد برمزيته منذر إسحاق، راعي الكنيسة الإنجيلية اللوثرية، الذي قال إنه يريد أن يبعث برسالة للعالم من خلال مشهد ميلاد هذا العام، مضيفا: “هذه هي حقيقة عيد الميلاد بالنسبة للأطفال الفلسطينيين.. لو ولد يسوع اليوم، لكان قد ولد تحت أنقاض غزة”.

وقال التقرير “تم إلغاء احتفالات عيد الميلاد في جميع أنحاء الأراضي المقدسة هذا العام، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، وحتى في الضفة المحتلة، والذين فاق عددهم أكثر من 20 ألف شهيد، أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء”.

وتعد مدينة بيت لحم، الواقعة على بعد 10 أميال جنوب القدس في الضفة الغربية المحتلة، أحد أهم المراكز المسيحية؛ فكنيسة المهد، التي تتقاسمها اليوم عدة طوائف، بناها الإمبراطور جستنيان قبل 1500 عام فوق المغارة التي يُعتقد أن المسيح ولد فيها.

ومثلما تشير الصحيفة فاليوم، غالبية سكان بيت لحم مسلمون، لكن المدينة لا تزال موطنًا لمجتمع مسيحي مزدهر والعديد من الطوائف المسيحية، وتعتمد المنطقة بشكل كبير على قطاع السياحة والحج المسيحي.

اليوم، غالبية سكان بيت لحم مسلمون، لكن المدينة لا تزال موطنًا لمجتمع مسيحي مزدهر والعديد من الطوائف المسيحية، وتعتمد المنطقة بشكل كبير على قطاع السياحة والحج

وقالت رئيسة بلدية بيت لحم، هناء هنية، إن حوالي 70% من اقتصاد بيت لحم يعتمد على الزوار الدوليين.

وتضيف: “هذه الفترة عادة ما تكون نشطة للغاية. نستقبل ما بين 1.5 إلى 2 مليون زائر سنويا، لكن الآن ليس لدينا أي شيء.. لقد جعلت إسرائيل من الصعب للغاية الوصول إلى هنا عبر نقاط التفتيش، وانهار اقتصادنا، لكننا لم نتمكن من الاحتفال على أي حال، فنحن في حداد على أهل غزة”.

وتلفت الصحيفة إلى أنه عادة ما تزدحم ساحة المهد في قلب مدينة بيت لحم، خارج كنيسة المهد، بالسياح في شهر ديسمبر/كانون الأول، حيث يكون هناك أضواء احتفالية، وشجرة عيد الميلاد العملاقة، وتمتلئ أزقة المدينة ومطاعمها بالموسيقى.

لكن هذا العام، أصبحت ساحة المهد رمادية وخالية، كما يؤكد التقرير.

يتضمن برنامج شهر ديسمبر المزدحم استضافة وفود دولية وعروضًا للفنانين والمطربين قبل أن تتوج الاحتفالات باستعراض وقداس منتصف الليل عشية عيد الميلاد.

من المتوقع أن يكون الحضور منخفضًا جدًا هذا العام، مما دفع الرهبانية الفرنسيسكانية إلى إلغاء البروتوكولات المعتادة

لكن من المتوقع أن يكون الحضور منخفضًا جدًا هذا العام، مما دفع الرهبانية الفرنسيسكانية، التي تخصص التذاكر وتتعامل مع تأمين الحدث، إلى إلغاء البروتوكولات المعتادة؛ وبدلاً من ذلك، ستكون خدمة الصلاة مفتوحة لأي شخص يمكنه أداءها.

وظلت الممرات القديمة في المدينة القديمة، التي عادة ما تكون مليئة بالسياح والحجاج على مدار العام، هادئة منذ أكتوبر/تشرين الأول.

تم إغلاق معظم المتاجر والمطاعم، حيث يقول أصحاب الأعمال إنهم خائفون جدًا من القدوم إلى العمل.

وقد استخدم المستوطنون الإسرائيليون في البلدة القديمة ــ مثل بقية القدس الشرقية، التي ضمتها إسرائيل في عام 1980، فوضى الحرب لصالحهم.

وكانت هناك محاولات من قبل المطورين الإسرائيليين للاستيلاء على الأراضي في الحي الأرمني التي تعود ملكيتها لكل من الكنيسة والمسيحيين الأرمن الأفراد.

ويخيم الآن أفراد المجتمع البالغ عددهم 800 شخص على مدار 24 ساعة يوميًا في المواقع التي يعتقدون أنها معرضة للتهديد.

ويشير التقرير إلى أنه لا يوجد اليوم سوى 182 ألف مسيحي في الأراضي المحتلة (مدن الداخل)، و50 ألفًا في الضفة الغربية والقدس، و1300 في غزة، وفقًا لتقديرات وزارة الخارجية الأمريكية.

ظلت الممرات القديمة في المدينة القديمة من القدس، التي عادة ما تكون مليئة بالسياح والحجاج على مدار العام، هادئة منذ أكتوبر

وتذكر أنه عندما سيطرت حركة “حماس” الإسلامية على القطاع في عام 2007، تم تسجيل 3000 مسيحي على أنهم يعيشون هناك.

وبدا غريبا  محاولة التقرير ربط تدمير المجتمع المسيحي الصغير في غزة بالهجوم، الذي شنته “حماس” على إسرائيل في 7 أكتوبر، ورد فعل الاحتلال الإسرائيلي، رغم ما يقوم به الاحتلال والمستوطنون في الضفة الغربية، التي لا تسيطر فيها “حماس”.

وذكر التقرير نموذج كنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية في مدينة غزة، التي تحولت إلى ملجأ مؤقت لكنها تعرضت مرارا وتكرارا للغارات الجوية الإسرائيلية.

وفي الأسبوع الماضي، قالت البطريركية اللاتينية في القدس إن قوات الاحتلال حاصرت الكنيسة، وأطلق القناصة النار على امرأتين مسيحيتين، أم وابنتها، فقتلتهما عندما غامرتا بالخروج للحصول على الطعام والماء.

وأدان البابا فرانسيس الهجوم الذي زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه لم يكن يعلم به.

وأشار التقرير إلى ليلى موران (الفلسطينية الأصل) عضو البرلمان البريطاني عن حزب الديمقراطيين الليبراليين، التي أكدت أنها تشعر بالقلق من أن أفراد أسرتها والأشخاص الـ 300 الآخرين المحاصرين في الكنيسة لن يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة حتى عيد الميلاد.

ـ “القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب