الصحافه

دراسة اسرائيلية تحت عنوان (السياسة الاسرائيلية تجاه قطر بعد هجوم 7 اكتوبر) ،تقديم الدكتور وليد عبد الحي

Dr. Moran Zagm Ariel Admoni Bisharat Maryann

التصور الاسرائيلي للدور القطري في معركة غزة
اعداد الدكتور وليد عبد الحي
  دراسة اسرائيلية تحت عنوان Israel’s policy on Qatar after the October 7 attack(السياسة الاسرائيلية تجاه قطر بعد هجوم 7 اكتوبر) ، اعدها ثلاثة باحثين هم:
Dr. Moran Zagm
Ariel Admoni
Bisharat Maryann
وصدرت الدراسة في نوفمبر 2023(بعد شهر من طوفان الاقصى) عن المعهد الاسرائيلي للسياسة الخارجية الاقليمية The Israeli Institute for Regional Foreign Policy (Mitvim)، الذي يحتل المرتبة الثانية في التصنيف الاسرائيلي والثاني بين 373 مركز دراسات في الشرق الاوسط ،والمرتبة 130 بين 11 الف ومائة وخمس وسبعون مركز ابحاث في العالم.
الدراسة:
سأعرض الدراسة دون أدنى تدخل مني في مادتها العلمية (إلا لتوضيح بعض النقاط فقط)، واستندت الدراسة في جوهرها على جانبين هما :مقابلات مع إحدى عشرة شخصية من الشخصيات الوازنة في صنع القرار السياسي الاسرائيلي، كما اعتمدت من جانب آخر على مراجع ودراسات متخصصة.
وتبحث الدراسة موضوعها من خلال ما يلي:
أولا: تحديد مقومات القوة القطرية: فقطر دولة صغيرة مساحة وسكانا وقوة عسكرية،ولكنها تعتمد –حسب الدراسة- على مقومات قوة”ناعمة “في معظمها وهي:
1- الثروة المالية والطاقوية(نفط وغاز)، فقطر هي احدى اعلى دول العالم من حيث معدل الدخل الفردي،كما انها تتوفر على كميات مهمة من مصادر الطاقة (غاز وبترول)، وهي مصادر لها تأثيرها في السياسة الخارجية.
2- وجود اكبر قاعدة عسكرية امريكية في الشرق الاوسط في الجنوب الغربي من العاصمة(الدوحة) وهي قاعدة العيديد التي تضم 11 الف عسكري امريكي وأكثر من مائة طائرة حربية ( وذكرت وكالة رويتر مؤخرا انه تم الاتفاق على تمديد فترة بقاء القاعدة حتى عام 2033، ناهيك عن ان قطر مدرجة ضمن الحلفاء الاهم لحلف الناتو)
3- القناة الاعلامية الاكثر تاثيرا في العالم العربي : تمثل قناة الجزيرة القناة الاوسع مشاهدة في العالم العربي ،كما ان لها حضورا مهما في الاعلام الدولي.
4- العلاقة مع الاخوان المسلمين وهم اكبر قوة سياسية منظمة في العالم العربي، وقد تبنت قطر وقناة الجزيرة هذه القوة السياسية العربية بشكل واضح خلال ما عرف بالربيع العربي . وتشير الدراسة الى ان قطر توظف رموز النخبة في الاخوان المسلمين المعتدلين لزيادة المكانة القطرية في المنطقة.(طبقا لمقابلات مع اعضاء في الموساد خلال عام 2023) بل ان احد كبار موظفي الخارجية الاسرائيلية الذين عملوا في قطر يقول”ان قطر معنية بقضايا الاخوان المسلمين اكثر من عنايتها بقضايا الفلسطينيين)، وهي سياسة بدأت مع الامير حمد بن خليفة، ويفسر البحث التقارب القطري من الاخوان المسلمين الفلسطينيين “لكبح التأثير الايراني عليهم” من ناحية ، واضعاف الدور المصري في الوساطات بين غزة واسرائيل من ناحية ثانية، ثم تعميق النزعة المعتدلة بين المقاومين الفلسطينيين من ناحية ثالثة . ويقول البروفيسور Prof. Elie Podeh, ان السياسة المصرية منذ 2014 تجاه غزة هي ” عزل غزة سياسيا وماليا والتحريض على تدمير مقاومتها الى جانب الرغبة المصرية بعدم الارتباط بالشأن الغزي).
5- وجود استثمارات قطرية في اسرائيل بدأت مع مطلع هذا القرن في الرياضة اولا ثم في القطاعات التجارية بخاصة في مجال الماس والغاز،وهو ما سمح لزيارات متبادلة بين المسئولين الاسرائيليين والقطريين ، ناهيك عن أن الجزيرة فتحت استوديوهاتها للاعلام الاسرائيلي لعرض وجهة نظره في كل ما يجري،كما لعبت قطر ادوارا في التوسط بين اسرائيل وحماس بخاصة منذ 2014،وتقوم بتقديم المساعدات للفلسطينيين (حوالي 400 مليون سنويا) بالتنسيق مع اسرائيل والولايات المتحدة والامم المتحدة. وتؤكد الدراسة أن الاتصالات القطرية الاسرائيلية لم تنقطع وان اهم قنوات هذه الاتصالات هي العلاقة الخاصة مع جهاز الموساد الاسرائيلي،وكان ذلك واضحا خلال الترتيب للألعاب الاولمبية وحضور آلاف الاسرائيليين لقطر وضمان قطر لأمنهم طيلة فترة الالعاب.
ثانيا: صناعة القرار القطري :
تنحصر صناعة القرار القطري-حسب الدراسة- في الامير ورئيس وزرائه، وهو ما يسهل على اسرائيل والولايات المتحدة صياغة الخطط المشتركة بخاصة أن قطر لا يوجد فيها أحزاب او مؤسسات مجتمع مدني او راي عام له وزن ويمكن ان يعطل او يعدل القرارات.
ثالثا:توصيات الدراسة لتحديد الدور القطري مستقبلا – على المدى الزمني المباشر:
1- توظيف الدور القطري لاطلاق الرهائن، وحيث ان بعض الرهائن يحملون جوازات سفر اجنبية فهذا يزيد من مكانة قطر لدى هذه الدول ويشكل مكسبا دبلوماسيا قطريا من ناحية ، كما ان مساعدات قطر لغزة التي تصل الى حوالي 400 مليون دولار يمكن اعتبارها رافعة للتاثير على قرار حركة المقاومة في التعاطي مع الموضوع.
2- انهاء سلطة حماس في غزة: تعتقد الدراسة أنه كلما ضعفت حركة حماس يكون التهيؤ القطري لتغيير الموقف اكثر امكانية، فكلما ضعفت حماس تكون قطر اكثر ميلا للبحث عن آليات جديدة للتدخل في الشأن الفلسطيني،وعليه فان فك العلاقة بين المقاومة وقطر مرهون باضعاف هذه الاداة القطرية.
3- لا بد من التلميح الاسرائيلي لقطر باحتمال تصيد قيادات حماس في قطر مما يدفعها لتوجه جديد يقوم على اساس أن تتذرع قطر لحماس بان العالم يريد حل الدولتين وانتم (حماس ) تعارضون، وبالتالي تبرير التخلي عن هذه الحركة ، وهو ما تستشفه الدراسة من تصريح الناطق باسم وزارة الخارجية القطرية الذي قال ل CNN ” ستبقى مكاتب حماس في الدوحة طالما استمرت الحرب”، اي ان هذا يشكل تمهيدا على المدة الزمني لمرحلة ما بعد الحرب .
4- التنسيق الاداري مغ غزة خلال الحرب: هناك احتمال بان تدب الفوضى مع تقدم الجيش الاسرائيلي وانهيار المقاومة،وعليه يمكن الاستعانة بالدول التي لها مرافق في غزة مثل الاتحاد الاوروبي الى جانب قطر وبعض الدول العربية لادارة الشأن العام الى حين انشاء سلطة بديلة عن حماس في غزة
5- اعادة تشكيل توجهات الرأي العام من خلال الضغط باتجاه استضافة الجزيرة لمزيد من المتحدثين والخبراء الاسرائيليين الذين يعرضون وجهة النظر الاسرائيلية للمتلقي العربي ، وهذا افضل من اغلاق مكاتب الجزيرة في اسرائيل.
6- الدعوة للتنويع في وسطاء اسرائيل في مشاكلها مع الاقليم من خلال احلال عدة اطراف محل قطر اذا رفضت قطر الاستجابة للمطالب الاسرائيلية ، وترشح الدراسة بديلا لقطر دولا مثل الامارات والاردن ومصر والبحرين والسعودية.
تعليقي:
دعوتي لقيادة المقاومة الى الأخذ بالمثل العربي المشهور ” مِن مأمنه يُؤتى الْحَذِر”…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب