الجريمة والعقاب !!
بقلم اسماعيل ابو البندورة
جاءت اللحظة النادرة التي ستقف فيها الدولة المارقة – ربما لأول مرة – أمام محاكمة دولية تحاكم ماتراكم من جرائمها الوحشية وتكشف تفاصيل الابادة الجماعية التي أودت بعشرات الآلاف من أطفال وشيوخ ونساء فلسطين بأفعال اجرامية بشعة استهدفت إفناء واقتلاع هذا الشعب من جذوره وحولت بيوته إلى مقابر وأمعنت في ايذاء كل مظاهر الحياة في هذا المكان الآمن ..
ستقف دولة جنوب افريقيا التي عانت من التمييز العنصري والجرائم العنصرية البشعة أمام محكمة العدل الدولية ومعها ملفات كثيرة عن جرائم الكيان النازي البشعة وسوف تجد المحكمة الطريق أمامها مفتوحًا لاستقبال كل المرافعات والتفاصيل والوثائق التي تدين وتفضح هذا الكيان منذ بداية اغتصابه لفلسطين وحتى يومنا هذا وسوف تستمع المحكمة بطبيعة الحال لوجهة نظر الكيان السقيمة التي ستقول كذبًا وتدليسًا وافتراءًا (أنها تقوم بالابادة دفاعًا عن النفس )!! وسوف تحاول كما درجت على ذلك أن تدعي بأنها الدولة الضحية !! لكن الوقائع والمشاهد والصور المرعبة سوف تكذب مقولاتها وتكون محل رفض وازدراء لا أكثر ولا أقل وسوف تدحضها المشاهد الواضحة والدامغة التي تؤكد الإبادة !!
لانجد غضاضة في القول أن من جلب الكيان إلى المحكمة هو بسالة وصمود المدافعين عن بلدهم وحريتهم .. لقد فتحوا بصمودهم عقل العالم على الحقائق الغائبة .. وأبطلوا منطق الأشرار .. وكشفوا فرية العدو المستهلكة !!
ولانجد بدًا من توجيه التحية الى. دولة جنوب افريقيا وإلى رمزها الكبير مانديلا الذي وقف إلى جانب فلسطين أثناء حياته وحتى يوم رحيله عن الدنيا ..
