مقالات

بوتين ماذا بعد؟ (أضواء على الأزمة الأكرانية) بقلم د. سامي عمارة

بقلم د. سامي عمارة

بوتين ماذا بعد؟
(أضواء على الأزمة الأكرانية)
د. سامي عمارة
 
كيف يدير بوتين الصراع مع أوكرانيا والغرب؟
الملل يدرك الأوروبيين من جراء سلوكيات زيلينسكي، واحتمالات الانشقاق على الابواب
شواهد كثيرة تشير الى ان الملل ادرك الأوروبيين من أصدقاء أوكرانيا وشركائها، من جراء تمادي الرئيس فلاديمير زيلينسكي ورفاقه في النسق الاعلي للسطة ممن يواصلون مخاطبة شركاء الامس واليوم في الساحة الأوروبية، وكانهم مدينون لهم ولبلادهم بفضل مواجهة روسيا وتحمل تبعات ما تكابده أوكرانيا من خسائر مادية وبشرية. وها هم يقفون اليوم قيادات، وشعوباً، فاغرين افواهم وقد اصابتهم الدهشة من جراء إصرار زيلينسكي على موقفه تجاه الصاروخ الذي سقط داخل الأراضي البولندية واعتباره “روسي الهوية”، وليس أوكرانياً كما يبدو من اجماع كل رفاق اليوم والامس.
وكانت بولندا كادت ان تسقط في شرك زيلينسكي الذي لا يزال يصر على “مزاعمه” حول هوية الصاروخ الذي سقط داخل الأراضي البولندية، بما سارعت به الى إعلان وضع قواتها في حالة تأهب قصوي، في توقيت مواكب لهرولة مساعدى الرئيس بايدن الى ايقاظه من عميق نومه، ليسارع بدوره الى الخروج في قميص نومه، والنعاس يتملكه بشكل واضح، ليتحدث الى الرئيس البولندى اندريه دودا لاستيضاح كنه القضية. ولم يمض من الوقت سوى دقائق معدودات حتى اجتمع في مقر اقامته في بالي الاندونيسية، مع عدد من نظرائه من المانيا وفرنسا وبريطانيا لتقرير ما يجب ان يكون.
وكانت “الاهرام”، تناولت في تقريرها السابق من موسكو ملابسات ما جرى، وبما خلص اليه بايدن من رفضه لادعاءات زيلينسكي، لينقذ العالم من شرور مواجهة بين روسيا والناتو، كان من الممكن ان تتحول الى حرب عالمية ثالثة بكل مفرداتها النووية. وكانت “فاينانشيال تايمز” البريطانية نقلت عن دبلوماسي لم تذكر اسمه من إحدى بلدان حلف شمال الأطلسي تصريحاته التي قال فيها : “إنه أمر سخيف. الأوكرانيون يدمرون ثقتنا بهم. لا أحد يلوم أوكرانيا ، وهم يكذبون صراحة. هذا أكثر تدميرا من الصاروخ نفسه”. وها هو زيلينسكي يعود الى استفزاز شركائه ومنهم قيادات المانيا وبولندا بتعيينه سفيره السابق في ألمانيا اندريه ميلنيك، نائبا لوزير الخارجية الأوكرانية، وهو الذي سبق وسحبه من منصبه امتثالا لرغبة الجانب الألماني بعد ان أهان رئيس الجمهورية شتاينماير، ونعت المستشار الألماني اولاف شولتز بانه أشبه “بقطعة سجق حزينة”!، فضلا عن انتقاده الدائم لألمانيا بالتقصير في إمداد بلاده بما تحتاجه من أسلحة ومعدات، على نحو يعيد الى الاذهان المثل المصري القائل “حسنة وأنا سِيدَك”!.
وتقول المؤشرات، أن انقساما تتبدى ملامحه في الأفق، بين بلدان الناتو والاتحاد الأوروبي من جراء سلوكيات القيادات الأوكرانية، التي تواصل رفضها الجنوح الى ما ينادى به المجتمع الدولي من مباحثات مع الجانب الروسي، لوضع حد للمواجهة المسلحة التي أطاحت باستقرار الكثير من البلدان الأوروبية، وحملت شعوبها الى براثن “شتاء قارص”، وازمات غذائية شديدة الوطأة، الى جانب ازمة الطاقة بكل تبعاتها. ولعل ما يحتدم من جدل حول مدى احتمالات استخدام روسيا للأسلحة النووية، هو ما يقض مضاجع الاوروبيين اكثر من أي شيء آخر، وهم الذين يتذكرون الأيام الاولي للحرب، حيث كان بوتين ولم يكن مضى على بداية عمليته العسكرية الخاصة في أوكرانيا اكثر من ثلاثة أيام ، أعلن عن “رفع درجة تأهب قواته النووية”، ما يثير الفزع في نفوس الأوروبيين بوصفهم اكثر المتضررين في حال لجوء موسكو الى الضربات النووية، مع الولايات المتحدة، وليست أوكرانيا الواقعة على مقربة مباشرة من الأراضي الروسية. ويذكر المراقبون في هذا الشأن ما اعلن عنه بوتين في اكثر من مناسبة حول ان الولايات المتحدة كانت اول من استخدم الأسلحة النووية، وانها قامت بذلك مرتين، معيدا الى الاذهان هيروشيما وناجازاكي في اليابان في 1945. ومن هنا يتوقف الكثيرون عند ما خلص اليه الرئيس بايدن حول ضرورة المباحثات سبيلا الى انهاء الحرب الجارية، بقوله ” نحن لا نريد حربا عالمية ثالثة”. وكان دميتري كوليبا وزير الخارجية الأوكرانية كشف عن تململ الإدارة الامريكية وعدد من الدول الأوروبية، الى جانب ما تمارسه واشنطن من تحفظات تجاه امداد أوكرانيا بالأسلحة بعيدة المدى ، مثل نظام الصواريخ التكتيكية للجيش “ATAMS” ، الذي رفضت إرساله، على الرغم من أنها كانت زودت كييف بصواريخ HIMARS وأنظمة الصواريخ القوية الأخرى، التي تستخدمها في ضرب المواقع المدنية والعسكرية في منطقة الدونباس في جنوب شرق أوكرانيا، خشية استخدامها في توجيه الضربات الصاروخية الى عمق الأراضي الروسية، والتي يمكن أن ينظر إليها الكرملين على أنها تجاوز “الخط الأحمر”، وهو ما قد يطيل أمد النزاع ، في وقت تقول المصادر الأوكرانية، انها في سبيلها الى إجلاء المدنيين من خيرسون، ولم يكن مضي وقت كثير، على احتفالاتها باستعادتها بعد انسحاب القوات الروسية، لاسباب لا يزال الغمو4

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب