مقالات
هل يجرؤ الكيان الصهيوني على معارضة أمريكا ؟٠٠٠٠ بقلم الدكتور غالب الفريجات
بقلم الدكتور غالب الفريجات
هل يجرؤ الكيان الصهيوني على معارضة أمريكا ؟٠٠٠٠
#الهدف_أراء_حرة
بقلم الدكتور غالب الفريجات
كلنا يعلم أن الكيان الصهuhوني يمثل قاعدة أمنية أمريكية في الوطن العربي على وجه الخصوص، وأن هذا الكيان ليس بمقدوره أن يستمر دون دعم مطلق من الولايات المتحدة تحديدا، ولكن هل تستطيع أمريكا الإستمرار في هذا الدعم رغم ما تشكله سياسة هذا الكيان وعدوانيته من خطر على المصالح الأمريكية السياسية والاقتصادية في عموم الوطن العربي،
وما يمكن أن ينعكس سلبا على المصالح الانتخابية في الداخل الأمريكي على الحزب الحاكم والمتمثل اليوم بالحزب الديمقراطي ورئاسة بايدن؟ ٠
اليهود على مر التاريخ لا عهد لهم وَلا يلتزمون بمواثيق، وفي عصرنا الحديث والصراع الدائر في فلسطين قدمت بريطانيا لهم أعظم الخدمات عندما أنشأت لهم وطنا قوميا على حساب العرب الفلسطينيين، وشكل ذلك أكبر جريمة في التاريخ، فهل نال الإنجليز شكرا من العصابات الصuhونية، أم أنهم بادروا لقتل الجنود الإنجليز في فندق الملك داود في القدس عندما شعروا ببوادر اختلافهم مع بريطانيا، والامريكان الذين يدعموهم بكل شيء ألم تعمل “اسرائيل” على سرقة أسرار الصناعات الأمريكية العسكرية والتكنولوجية؟.
في العدوان الصuhوني على قطاع غزة وبعد نجاح المقاومة في تحطيم صورة الكيان الصuhوني، والجيش الذي لا يقهر، و الدعاية عن قدرة “اسرائيل” العسكرية والأمنية والاستخباريه، هبت كل دول الغرب، وبشكل خاص الولايات المتحدة للوقوف لجانب هذا الكيان، وتزويده بكل احتياجاته العسكرية للحيلولة دون هزيمته والقضاء عليه، خاصة وقد تكشف عريه بسبب الضربة البطولية في طوفان الأقصى، فهل وجدنا من الكيان تقديرا للدعم الأمريكي، وحتى تنسيقا معها كراعية لهذا الكيان وولية أمره؟، وهو ما يفترض مع اي حليف يقدم الدعم والمساعدة، أم أن هذا الكيان الغاصب يضرب بعرض الحائط كل آراء ووجهات نظر من اسدى له كل هذا الدعم؟، فالملاحظ أن سياسة هذا الكيان لا تعبأ إلا بمصالحه حتى لو كانت على مصالح اسياده وفي المقدمة منهم الولايات المتحدة.
بايدن والحزب الديمقراطي الذي يمثله بات يشعر بحجم انعكاس سلبيات الدعم المطلق للكيان عليه، خاصة وهو في سنته الانتخابية التي لم يبق منها إلا أشهر، وكما هو معروف أن كل رئيس في دورته الانتخابية الثانية كالبطة العرجاء يخاف من إتخاذ أي قرار يؤثر على مزاج ناخبيه، وفي أميركا بات العدوان الصuhوني على غزة يتفاعل ضد سياسات بايدن والحزب الديمقراطي، وباتت عودته للبيت الأبيض بدورة انتخابية ثانية محفوفة بالخاطر، ومن هنا أخذت تتصاعد تصريحات بايدن بنقد السلوك الإسرائيلي، وبشكل خاص بعد التهديد باجتياح رفح، وهو ما يحرج أمريكا باستمرار دعم الكيان الصuhوني مما يعني أنها غير قادرة لا سياسيا ولا اخلاقيا على تبرير سياستها الداعمة للعدوان واستمراريته، من هنا جاءت تصريحات بايدن الرافضة لاستمرارية العدوان والعمل على وقف إطلاق النار.
إذا فكر البيت الأبيض بمصالحه الانتخابية، وتحولت انتقاداته إلى أفعال، فهو الوحيد الكفيل بلجم الكيان الصuhوني، ووقفه عند حدود الموافقه على الصفقة المعلنة مع المقاومة فهو يستطيع ذلك، فالسياسة الأمريكية براغماتية بلا قيم ولا أخلاق، فهي بمعايير المصلحة النفعية، فهي تملك القدرة على التضحية بالحكومة الإسرائيلية تحت شعار حماية “اسرائيل” من نفسها، خاصة وإن هذه قد فشلت وبعد أكثر من أربعة أشهر من تحقيق ايا من أهدافها المعلنة وان استمرارها في العدوان بات يشكل سياسة عبثية لا تخدم إلا ساسة الكيان الشخصية على حساب الجميع.