مقالات

اليست طوفان الأقصى فرصة للنظام العربي الرسمي أن يكفر عن خذلانه؟. الدكتور غالب الفريجات

الدكتور غالب الفريجات

اليست طوفان الأقصى فرصة للنظام العربي الرسمي أن يكفر عن خذلانه؟.
الدكتور غالب الفريجات

اتسم النظام العربي الرسمي بالخذلان والضعف وألهوان، وبالجبن في كل مواجهاته مع العدو الصهيوني، وزادت بعض أطرافه من الانبطاح والارتماء في احضانه، والسير في ركابه، وتنفيذ رغباته واهدافه، حتى بات البعض صهيونيا اكثر من الصهاينة أنفسهم ، ظنا من هؤلاء الخائبين ان استمراريته على كرسي السلطة مرهون بهذا الولاء الأعمى الممزوج بغياب الكرامة والرجولة والشهامة، حتى انه نسي انه محسوب على أمة كرمها الله من فوق سبع سماوات باعظم ما كرم البشر، فهم من كلفوا باعظم رسالة، وباعظم نبي، واعظم لغة، وصنعوا اعظم حضارة عرفها التاريخ.

نظامنا العربي الرسمي فشل في اهم وظيفتين جدير به أن يحققهما لشعبه الذي سلمه قيادته هما : التنمية ليعيش الناس بكرامة بلا فقر ولا جوع ولا بطالة، فالدولة مسؤولياتها توفير العمل، و العمل لا يتوفر إلا بمشاريع التنمية، الى جانب العمل التعليم الذي يرتقي بالإنسان، ويجعل منه طاقة منتجه ويسهم، في رقيه وتقدمه، والتنمية هي المنشودة وهي
التنمية المستدامة التي تلبي متطلبات سوق العمل، واحتياجاته المستقبلية، والجانب الثاني في مسؤولية الدولة
العمل على توفير الأمن الوطني، اي حماية الوطن من كل
الطامعين به مما يعني الاعداد والاستعداد لاي طارئ يهدد الوطن والمواطنين، بما يقتضي توفير السلاح والتدريب، وتسليح الشعب للدفاع عن نفسه، وما جرى لكل أطراف هذا النظام الرسمي انه كما فشل في تحقيق التنمية، فقد فشل بامتياز بتحقيق الأمن الوطني، مما بات عدم جدارته بالسلطة وبتمثيل الشعب، الحاكم وظيفته ان يكون في خدمة الشعب ومع مصالحه لا وبالا عليه.

النظام العربي الرسمي بات نظاما فاسدا، الفساد ينخر في كل مفصل من مفاصل الدولة، وانتقل الى جنبات المجتمع، وهذا الفساد بات سمة من سماته، والسبب غياب المسؤولية والمتابعة لمجريات الحياة السياسية، ومحاربة اصحاب الموقف والرأي، ومحاربة الكفاءات، وغياب وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، فبات الولاء على حساب الانتماء، المصيبة ان رئيس الدولة وعائلته وحاشيته من يتصدروا الصفوف الأولى في الفساد، فبات طابعهم النهب و السرقة للمال العام.

نظام عربي رسمي بهذه السمات ماالذي يجبر الناس على التمسك به، وما الذي يجبر الناس على الدفاع عنه عند أول سقطه، وقد تاتيه من اسياده لان مهمته قد انتهت، والأمثلة كثيرة في هذا العالم ، فالشعب المقموع والمحروم من نظامه السياسي لن يهب للدفاع عنه، فهو لا يدافع عن ظالم مستبد ولا فاسد متعفن، لهذا كان حريا بالنظام ان يصلح نفسه، ويستغل اية فرصة اصلاح، فالعودة الى جادة الصواب كفارة يكفر بها الإنسان خطاياه.

التخندق في خندق الوطن والأمة فيما تواجه من أزمات، وخاصة عندما تتعرض للعدوان الخارجي، ومن قوى طامعه بحجم الكيان الصهيوني، وكل أطراف النظام الدولي من قوى امبريالية كما تتعرض له فلسطين اليوم، فالدفاع عن غزة والوقوف معها في مواجهة العدوان الصهيوني هو كفارة لأي نظام عربي رسمي لم يحقق التنمية، وفشل في السابق في توفيرالامن الوطني، فالدفاع عن غزة كالإسلام يجب ما قبله، فنصرة غزة اليوم يدفع المواطنين للتختذق في خندق النظام، ويتجاهل الناس حجم حرمانهم الذي عانوه ، فالكرامة الوطنية متقدمة على غيرها من حقوق، ولكن الشعوب لن ترحم لنظام فشل في تحقيق التنمية، والامن الوطني، وموبوء بالفساد، ويمارس الجبن والخيانة في أمن الامة.

فرصة ذهبية امام كل أطراف النظام العربي الرسمي أن يتطهر من عهره وذلة بأن يتخندق في خندق المقاومة، وان يلتحق بطوفان الأقصى، ليكفر عن خطاياه في حق الوطن والشعب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب