الحزب الديمقراطي والجمهوري باتا وجهان لحالة واحدة في قضية فلسطين. الدكتور غالب الفريجات
الدكتور غالب الفريجات

الحزب الديمقراطي والجمهوري باتا وجهان لحالة واحدة في قضية فلسطين.
الدكتور غالب الفريجات
الكل يعرف ان الحزب الجمهوري اكثر عدوانية في سياساته من الحزب الديمقراطي، وأن معظم حروب أمريكا العدوانية الخارجية كان وراءها الحزب الجمهوري عندما يكون الرئيس في البيت الأبيض ، فغزو العراق واحتلاله كان بوش الابن وهو من الحزب الجمهوري، وترامب صاحب نقل السفارة الأمريكية الي القدس، وكذلك مشروع تصفية القضية الفلسطينية جمهوري أيضا، والحزب الجمهوري يعتمد على جمهوره في الريف اكثر منه في المدن، والريف مستودع الامريكان البيض الموغلين في العنصرية،
الحزب الديمقراطي يعتبر حزب قوس قزح، نظرا لتعدد الاعراق والأجناس بين صفوفه، وبشكل خاص الأمريكي الأسود، والعرب، والمسلمين، والاسبان، وبالتالي سياساته تختلف نوعا ما عن سياسات الجمهوريين، لتعددية الاراء ووجهات النظر في داخل مؤسسات الحزب، وقد باتت ملامح التيار اليساري تنمو في داخل الحزب على عكس الجمهوريين المصبوغين باليمين، ومن هنا كانت وجهات نظر الحزبين مختلفة في السياسة الدولية، فالديمقراطيون يؤمنون بهيمنة أمريكا بالاسلوب الحريري، ومن خلال المنظمة الدولية ومؤسساتها في حين أن الخط السياسي المتبع لدى الجمهوريين الهيمنة عن طريق الأسلوب الحديدي بشن الحروب العدوانية الخارجية على دول وشعوب العالم.
الحزبان في الاستراتيجية العامة لهيمنة وسيادة أمريكا في العالم لا يختلفان، ولكنها يختلفان في الأسلوب بتنفيذ هذه الاستراتيجية، وقبل العدوان على غزة كان الكثير من السياسيين يرون ان على الحزب الديمقراطي ان ينأى بنفسه عن التماهي مع عدوانية اليمين الصهيونية، وأن لا ياخذ نتنياهو معه بايدن الي هاوية السقوط، وبسبب ضعف بايدن من جهة وتبعيته الصهيونية منذ زمن طويل، فقد تماهت مواقفه مع المواقف الصهيونية في فلسطين المحتلة، وهو ما حرك قواعد الحزب للمعارضة العلنية في كل مكان يتواجد فيه بايدن، وفي المؤتمرات الحزبية للديمقراطيين.
لم تعد السياسة الأمريكية للحزبين قادرة أن تكون في خندق القضايا الإنسانية، وكل ما طرحته أمريكا من شعارات سقطت على محك الممارسة العملية للولايات المتحدة سواء أكانت إدارة جمهورية او ديمقراطية، فامريكا لا تحكمها قيم ولا أخلاق، تحكمها مصالح، فالمذهب النفعي قد طغى على كل ما هو ذو سمة أخلاقية، وباتت السياسة الأمريكية غير قادرة على الاستقرار والثبات على نهج واضح ومحدد المعالم، فامريكا لا تؤمن بسياسة ثابته، بل بمصالح ثابته، وحيثما تكون مصالح أمريكا تكون سياسة أمريكا، ولهذا نرى ان ليس لامريكا صداقات ثابته، بل مصالح ثابته، وهو ما لا يؤمن جانبها في علاقاتها الدوليه.
أمام هذا الواقع في السياسة الأمريكية على العرب ان تكون لهم سياسة تعتمد على النفس الطويل، وأن الساحة الأمريكية هي سياسة واعدة، خاصة بعد ان تمكنت المقاومة الفلسطينية من تعرية السردية الصهيونية، وبشكل خاص في قطاع الشباب الأمريكي الذي يرى حجم النفوذ الصهيوني في بلده، وحجم خضوع سياسييه للهيمنة الصهيونية عن الطريق المنظمة اليهودية ايباك، والتي تهدد كل من يعارض هذه السياسات، وتدعم بقوة كل الذين يسيرون في ركب تنفيذ أهدافها، ولا ننسى ان هناك قطاع واسع من اليهود الامريكان أنفسهم من يرفض السياسات الصهيونية في فلسطين المحتلة، ويعتبرها انها تتنافى مع تعاليم الرب التي تحرم قيام دولة لليهود قبل عودة المسيح، ونحن هنا لا يهمنا من يرى ان كل يهودي عدو، نحن يهمنا رفض احتلال ارضنا واجتثاث الصهيونية من بلادنا..