تحقيقات وتقارير

«السودان خارج التغطية» حملة أطلقها ناشطون تنديدا بقطع الاتصالات في البلاد

«السودان خارج التغطية» حملة أطلقها ناشطون تنديدا بقطع الاتصالات في البلاد

الخرطوم / ميعاد مبارك

 في وقت تتفاقم تداعيات أزمة انقطاع خدمات الاتصال والإنترنت في السودان، أطلق ناشطون ومنظمات مجتمع مدني سودانية حملة طالبت الأطراف العسكرية في البلاد بإعادة الخدمة وإخراج قطاع الاتصالات من ساحة المعركة.
يأتي ذلك وسط تحذيرات من خروج الأوضاع عن السيطرة، عممتها غرف الطوارئ الناشطة في تقديم المساعدات للمدنيين في المناطق المحاصرة بالمعارك المندلعة في البلاد منذ منتصف نيسان/ابريل الماضي.
وتدخل أزمة تعطيل الاتصالات في أنحاء واسعة من البلاد أسبوعها الثالث، بينما معظم سكان إقليم دارفور غرب السودان خارج التغطية منذ أشهر.
وفي حين شهدت مناطق محدودة شمال وشرق البلاد عودة ضعيفة لخدمات شركة «سوداني للاتصالات» الأسبوع الماضي، لا تزال الخدمة مقطوعة بشكل كامل عن العاصمة السودانية الخرطوم ومعظم الولايات الأخرى.
وحذرت لجان مقاومة مدينة بحري شمال الخرطوم، من أن البلاد على أعتاب كارثة إنسانية جديدة بسبب قطع الإنترنت مشيرة إلى توقف 38 مطبخا جماعيا عن العمل وتضرر أكثر من 32 ألف أسرة، فضلا عن فقدان التواصل مع أكثر من 60 ألف أسرة في مدينة بحري يحتاجون إلى مساعدات عاجلة.
وقالت لجان المقاومة في منطقة شرق النيل إن انقطاع شبكات الاتصالات يهدد بتوقف كافة الخدمات الطبية والغذائية المقدمة من قبل غرف الطوارئ للمواطنين، مشيرة إلى أن إيقاف الاتصال أعاق وصول المساعدات الإنسانية وعطل التحويلات المالية عبر التطبيقات البنكية التي يتم من خلالها توفير المساعدات للمدنيين في مناطق القتال.
وأشارت لجان مقاومة كرري غرب العاصمة، ‏إلى أن ثلاثة أسابيع من إنقطاع الإنترنت كانت كفيلة بتوقف عشرات المطابخ الجماعية والمبادرات الخيرية التي تقدم الطعام والمواد الغذائية للأسر العالقة داخل مناطق النزاع بالعاصمة الخرطوم، التي كان اعتمادها الكلي على تبرعات المغتربين عبر التطبيقات البنكية.
في ظل التعتيم التي تعيشه المناطق المحاصرة بالمعارك تتصاعد وتيرة الانتهاكات على نحو خطير. قالت لجان مقاومة كرري أن فترة انقطاع خدمات الاتصال والإنترنت شهدت انتهاكات واسعة ارتكبتها قوات الدعم السريع في المدن الكبيرة والقرى الصغيرة مستغلين التعتيم الإعلامي. واتهمتها بتروع المدنيين والقيام بأعمال نهب واسعة.
وأضافت: «مضت ثمانية عشر يوماً والسودانيون في الخارج غير قادرين على التواصل مع أسرهم أو القيام بأي تحويل بنكي يمكن العالقين من شراء احتياجاتهم.
واتهمت لجان مقاومة مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، وسط البلاد، قوات الدعم السريع باستغلال انقطاع خدمات الاتصال والإنترنت وارتكاب كل أنواع الانتهاكات بحق المواطنين.

توقف خدمات الكهرباء

ونددت لجان المقاومة في مدينة الحصاحيصا باستمرار انقطاع كافة شبكات الاتصال عن المدينة فضلا عن توقف خدمات الكهرباء لأكثر من ثلاثة أسابيع.
وأشارت إلى أن السودانيين داخل وخارج البلاد يعيشون حالة من القلق والخوف على ذويهم بسبب الصراع الدائر في البلاد وعمليات القتل والسلب والنهب الواسعة.
واستنكرت اجتياح القرى الآمنة من قبل قوات الدعم السريع والقصف العنيف من قبل الجيش، محذرة من أن المدنيين هم الأكثر تضررا في ظل قطع الإنترنت والاتصالات واستخدامها كسلاح حرب.
واعتبرت ذلك انتهاكا غير مبرر في وقت يعتمد السودانيون بشكل كامل على الإنترنت في المعاملات البنكية جراء النقص النقدي الحاد.
ولفتت إلى ضعف الوصول للمعلومات المنقذة للحياة مشيرة إلى أن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت من المصادر الرئيسية للمعلومات بعد اندلاع حرب 15 نيسان/ابريل الماضي.
وعلى خلفية الأزمة الإنسانية المتفاقمة بسبب انقطاع الاتصال، أطلق ناشطون في الخارج حملة «السودان خارج التغطية» لافتين إلى شح المعلومات وعدم القدرة على الوصول إلى سودانيي الداخل، في ظل أوضاع إنسانية دقيقة تشهدها البلاد.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منتصف نيسان/ابريل الماضي يشهد قطاع الاتصال والإنترنت ترديا واسعا.
وبلغت الأزمة ذروتها في 4 شباط/فبراير الجاري حيث انقطعت شبكة الهواتف المحمولة في جميع أنحاء البلاد، في وقت اتهم جهاز تنظيم الاتصالات والبريد قوات الدعم السريع بقطع الشبكات وتخريب أبراج الاتصال. بينما ظلت خدمات الإنترنت في إقليم دارفور غرب السودان مقطوعة لأشهر.
وأدى تعطيل خدمات الاتصال والإنترنت إلى توقف التطبيقات البنكية التي يعتمد عليها أغلب السودانيين في ظل شح السيولة النقدية، فضلا عن تعطيل الإجراءات الرسمية وشل الخدمات الصحية والتعتيم على مجريات المعارك وتداعياتها الإنسانية.
لاحقا عادت الخدمة بشكل محدود لعدد من المدن فيما تزال مقطوعة عن نطاق واسع من البلاد.
وتشغل ثلاث شركات رئيسية قطاع الاتصالات في السودان؛ بما يشمل شركة سوداني المشغل الأساسي لشركة سوداتل التي تقدم خدمات الاتصال السلكي واللا سلكي في البلاد بالإضافة إلى زين الكويتية وإم تي إن الجنوب أفريقية.
وتتمركز معظم مقسمات الخدمة التابعة لشركات الاتصال في العاصمة الخرطوم، حيث تتصاعد المعارك التي دخلت شهرها الحادي عشر.
وقال جهاز تنظيم الاتصالات والبريد السوداني إن قوات الدعم السريع قامت بإيقاف العمل في مراكز بيانات شركتي سوداني وإم تي إن، متهمة إياها بالتخريب والإمعان في زيادة معاناة المواطنين. واتهمها بإجبار الفنيين في شركة زين للاتصالات على إيقاف الخدمة عن ولايتي نهر النيل وبورتسودان والتهديد بايقافها بشكل كلي.
وأشار إلى أن الدعم السريع تطالب بإعادة الاتصالات إلى مناطق سيطرتها في ولايات دارفور مقابل إعادة الخدمة إلى أنحاء البلاد الأخرى.
وأرجع توقف الخدمة في إقليم دارفور إلى إحراق العديد من الأبراج وتخريب الفايبر وانقطاع التيار الكهربائي وانعدام الوقود.

ـ «القدس العربي»:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب