في ذكرى العدوان الأمريكي وغزو العراق واحتلاله – ج2-د. محمد رحيم آل ياسين
د. محمد رحيم آل ياسين
في ذكرى العدوان الأمريكي وغزو العراق واحتلاله
– ج2-
احتِلالِ العِرَاقَ، مَا المَطلُوب فِي مُواجَهَة تَداعِيَاتِه؟
د. محمد رحيم آل ياسين
بعد أن تناولنا في الجزء الأول حيثيات العدوان الأمريكي الغاشم على العراق واحتلاله وتحدّثنا عن الأسباب المعلنة والأسباب الحقيقية الباطنة، نبحث في هذا الجزء التحديات على مستوى الأمة وما تبعه من تداعيات وما مطلوب لمواجهتها.
متى تَنحلّ عُقدة لسان النظام العربي ويُغادر الصَّمتَ؟!
الصَّمتُ كما جاء في لسان العرب لابن منظور: صمتَ وصَمتاً وأصمتَ إذا أطالَ السكوتَ، ورجلٌ صِمِّيتٌ: أي سِكِّيت، ونقول: رماهُ بصُماته أي صمَتَ عنه وسَكَت. لقد طال صَمت النظام العربي منذ بدء العدوان على العراق واحتلاله الى اليوم، ولا ندري متى تَنحلّ عقدة لسان الحكومات العربية! فقد طالت فترة الصمت عمَّا يجري في العراق المحتلّ من قبل الأمريكان وإيران وميليشياتها التي تعيث في البلاد فساداً. أما حان الوقت لتصرخ الأصوات من داخل هذه الحكومات صرخات مدَّوية في كلّ أرجاء الأمة في وجه الحكَّام الفاسدين والمُفسدين في العراق، الذين يَئنُّ شعبنا العراقي من أفعالهم السوء، وقد نالهم الضُرُّ في حياتهم وأمنهم وكرامتهم ومعيشتهم؟ والحقيقة فإنَّنا نرى أنَّ الاعلان المدوّي المسنود بالمواقف الشجاعة نفسه بحاجة الى ارادةٍ، لماذا؟ لأنَّه يُعبِّر عن تَحدٍ واقتحام ومواجهة للتحديات. انَّه الفعل المطلوب اليوم ضدَّ الخائنين في المنطقة الصفراء، اصوات عالية تشجّ عنان السماء بوجه الظلم والقتل والفساد والنهب والعمالة للأجنبي في قم وطهران. كما تعالت صيحات وصراخات شباب تشرين النشامى منذ ال عام2019م، فليُسمِع أشقاؤنا العرب صوتهم جهوريا عالياً ضدَّ المهانة والخنوع والصمت واليأس والاحباط.
ليغادر النظام العربي الشَّجبَ والتَّنديد!
منذ أن تمَّ تأسيس الكيان الصهيوني بعد عام1948م، والحكومات العربية ليس لها سوى الشَّجب والاستنكار والتَّنديد في اغلب الاحيان! ولم تفِ بالتزاماتها التي وافقت عليها وأقرَّتها بنفسها في مؤتمرات القمم العربية، وفي اجتماعات الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، وعلى مستوى المندوبين. وفي كلّ يوم يقوم العدو الصهيوني المغتصِب بتقتيل شعبنا الفلسطيني رجالاً ونساءَ وشباباً وأطفالاً، في جرائم ضدَّ الانسانية، ويتم تجريف مزارع وبيوت المواطنين، وقضم أراضيهم يوماً بعد يوم في تحد واضح لكل القوانين الدولية، كلّ ذلك يجري دونما رادع يوقِف هذه الجرائم الوحشية.
مطلوبٌ من النظام العربي مغادرة الشَّجب والتنديد، ولو كان بأشَّد العبارات! وقد رأينا أنَّ كلمة الشَّجب لا يليق تكرارها، ولا تتناسب مع امكانات الأمة العسكرية والبشرية والاقتصادية، فقد وجدنا أنَّ استخدام هذه الكلمة غير لائق من خلال تعريفها، حيث ورد عند ابن منظور في لسان العرب أنَّ: شَجَبَ، يَشجب، شجوباً أو شَجباً، فهو شاجِب. وشَجَبَ الغُرابُ: أي نَعَقَ بالبَين! فهل بعد ذلك يتكرَّر استخدامها؟! ومع ذلك فقد وجدنا أنَّ حتى هذا الشَّجبَ قد شُطِبَ من قاموس بعض الحكومات العربية التي باشرت بالتطبيع المُذلّ مع العدو الصهيوني!
هل الأمة العربية بإمكانها مواجهة التَّحديات بعد احتلال العراق؟
استناداً الى ما قدَّمناه، هل يستطيع العراق والأمة أن يواجها التحديات التي فرضها احتلاله، وهل يمكنهما تجاوز تداعيات هذا الاحتلال؟ واجابتنا ستكون بنعم، فكيف ذلك؟
بغض النظر عن تحليلات السياسيين والمفكرين والمتخصصين وما يدور من استشراف لطبيعة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية والحضارية التي أنتجها وسينتجها ويفرزها الاحتلال الغاشم، رغم أهميَّة هذه الاستنتاجات والتحليلات، فتاريخ العراق منذ فجر الوجود البشري، وتاريخ الأمة وارثهما الحضاري المشرق والمشرِّف، يبرهن لنا على أنَّهما قادران بكلِّ اقتدار وتمكّن على تجاوز هذه المحنة العسيرة، وأنَّه بالإمكان تجاوز هذه التحديات وتداعياتها المدَّمرة، والحد من آثارها على العراق والأمة. وذلك من خلال وحدة الصف، والارادة الحرَّة، والوعي والثبات على الموقف وعدم التراجع، والبدء أولاً بمرحلة تحرير العراق من براثن الاحتلال الإيراني الفارسي. وتقديم كل عون واسناد لثوَّار تشرين ومدَّهم بما يُمكِّنهم من الاستمرار في ثورتهم وتوسيعها لتشمل كلَّ المحافظات والمدن.
ومن الأَولى قبل كلّ شيء أن يتم توحيد صفوف القِوى الوطنية والقومية، والوقوف بكلِّ قوة مع الثائرين من الشباب. هذا في الداخل، وعلى مستوى الأمة فالمطلوب هو وقفة عربية مشَرِّفة مع الشعب العراقي المُضطَهَد والمكلوم بهذه الحكومة الباغية والفاسدة. فإن كان الموقف العربي خلال العدوان الأمريكي وغزوه لبلاد الرافدين، قد تخلَّف كثيراً عن الحدود الدنيا لنصرة أبناء العراق، وعدم الوقوف مع قيادته الوطنية في سنة 2003م، بل تمّ تسجيل وقوف بعض الأنظمة العربية مع الاحتلال ومشروعه الاجرامي في تدمير العراق وعزله عن أمته العربية، وتفتيت لحمته الوطنية، وتأجيج الفتن الطائفية والقضاء على دولته الوطنية. واثارة النعرات الإثنية والعِرقية لتفتيت وتجزئة المجتمع العراقي الواحد. كيما يتحوَّل العراق الى دولة ميليشياوية هشَّة ورخوة.
فإن كان الموقف العربي الرسمي على عمومه ليس مقبولاً ولا مُرضياً، بل خذل العراقيين ولم يتقدَّم المسؤولون عنه خطوة واحدة في سبيل نصرة أشقائهم في العراق، فالحال اليوم قد تغيَّر كثيراً، فمن تداعيات الاحتلال بروز الغُول الفارسي في المنطقة العربية، والذي بدأ في قضم الأراضي وايجاد موطئ قدم له ابتداءً من العراق فسوريا فلبنان ومن ثمَّ اليمن. وفي هذا نجد أنَّ من بين الأمور التي يجب أخذها بنظر الاعتبار في مواجهة التحديات التي أعقبت الاحتلال، هو ما يُطلعنا عليه التاريخ وهو أنَّ الشعوب والأمم وخاصة أمتنا العربية، ورغم جسامة الأزمات والتحديات، ورغم أنَّها أي التحديات كانت تبدو وكأنَّها تبعث على اليأس والاحباط في امكانية مواجهتها وتجاوزها ومستعصية على الحلّ، غير أنَّه كلَّما كانت المحن والشدائد بمستوى الكوارث والمصائب، كلَّما تتوافر وتُستَنفَر في الامة امكانات وآفاق الخلاص وتجاوز هذه الشدائد. فهذه النوازل والأحداث الجسيمة لم تكن مُنزَلة من السماء، كالكوارث الطبيعية التي لا رادَّ لها، بل هي نتاج أفعال بشرية، وأعمال عدوانية لبشرٍ مثلنا، وتالياً فما تملكه الأمة من خياراتٍ هي كثيرةٌ، ومن قدراتٍ عاليةٍ بشرية واقتصادية وعسكرية وحضارية، فيما لو أُخِذَت بمجموعها. وقبل هذا وذاك فلا بدَّ لنا من تشخيص هذه التحديات بطريقة علمية وموضوعية وواقعية أيضاً، كيما نستنبط الحلول اللازمة لها. أمَّا تجاهل هذه التحديات واعتبارها عابرة أو أنَّها ستعبر وتزول تلقائياً، وأنَّ الحتمية التاريخية، والزمن كفيلان بمعالجتها! فأن هذا هو الدمار بعينه، وهو ضد المنطق العلمي في تحليل التاريخ وعوامله النافذة، كما انه ضد العصر وقواه الفاعلة.
وللأسف فإن هذا ما كان من موقف النظام العربي وطريقة تعامله مع الغزو الأمريكي للعراق، فلم يكن في حسبانه أن يتم تمكين الفرس ومنحهم هذه الفرصة المثالية بعد تحييد العراق، وتدويره لهم من قبَل الأمريكان، فأمعنوا في التوسع الاحتلالي، وتكوين الأذرع من الأحزاب والميليشيات المتفرِّسة في العراق وسوريا ولبنان واليمن. فهل كانت الأنظمة العربية تدرك حجم هذه التحديات بعد احتلال العراق؟، أم أنَّها كانت تتصور نفسها ودولها بمنأى عن هذه التداعيات التي أعقبت الاحتلال؟
إنَّنا نرى أنَّ علينا في العراق والأمة العربية أن نعيد ترتيب الأولويات بما يتلاءم مع القضية العراقية من منظور عربي. بحيث يتم التركيز على التأسيس لقوى فاعلة في العراق، أو الوقوف مع القوى الموجودة بالفعل وأن يتم دعمها مادياً ومعنوياً، وبكافة الوسائل وتمكينها بالقوة التقليدية كما القوى الحديثة والناعمة. وإن اقتضى الأمر تزويدها بالسلاح لتجابه العدو الفارسي، كما أنَّ حشد التأييد الشعبي بحاجة الى مستلزمات مطلوب توافرها. وعلينا أن نقتدي ونقتفي برموز العراق والأمة التاريخيين على مرّ التاريخ، الذين كانوا رمزاً للوفاء في حب الوطن والأمة، والتضحية بالرُّوح فداءً لهما رغم كل الصعوبات والتحديات التي واجهوها والتي كانت في بعض مراحل التاريخ أصعب مما تواجهه الامة الان. هؤلاء الذين رفعوا هامة العراق وأمتهم العربية عالياً، وأبوا ألا تنكسِر ارادتهما، فهُم مَن صَنَع الارادة لتكون للأجيال المثَل والقدوة. لقد ارتوت أرض العراق والأمة بدماء الشهداء، في كلّ المعارك التي خاضوها ضدَّ العدوان الأجنبي، في فلسطين والجولان والجبهة الشرقية والجنوبية في سيناء مصر العربية وفي البوَّابة الشرقية للأمة.
وبعد ذلك نقول: أنَّه لم يكن للعراق أن يبني حضارات عالمية كبرى سبقَ بها الدنيا كلّها، دون أن تكون هناك ارادة لملوكه وشعبه ونخبه من علماء ومفكرين وفلاسفة وأدباء وصنَّاع قدَّموا كلّ شيء في سبيل العراق منذ أزمانٍ بعيدةٍ، وهذه الارادة لا نظنَّها قد غادرت العراقيين اليوم من نُخب وطنية وقومية ومن ثوَّار ومثقفين. فقد رأينا كيف اندفعَ شبابنا في ثورتهم التشرينية المباركة، وكيف كانوا يتزاحمون للانتفاضة والثورة على الحاكمين الأوغاد، نتيجة الحرمان الطويل من العيش الكريم، والحرية والكرامة، فقد شهد العراقيون آلاماً وأوجاعاً فاقت الخيال خلال السنوات العجاف التي أعقبت الاحتلال.
نخرج مما سبق أنَّ هذا الشعب الذي ساهم اسهاماً فاعلاً وعظيماً في الحضارة العربية الإسلامية، والذي كانَ لعلمائه الفضل الكبير في تأسيس العلوم عند العرب، وقد سبق الحضارة العربية التي كان فَجرُها في أواخر القرن الأول الهجري، بحضاراتٍ راقيةٍ بأكثر من ثلاثة آلاف عام ويزيد، حضاراتٌ كانت الأقدم في زمانها والأطول في تاريخها، ولولا أن جاءت الهجمة الوحشية للمغول واقتحام بغداد الرشيد، حاضرة الدنيا، لكان للعراق اليوم شأناً آخر. هذا الشعب لن يستكين أو يقعد عن مواجهة الطغيان والظلم الذي يلاقيه على أيدي حكومة الاحتلال وأحزابها الولائية المجرمة.
القوَّة الغاشمة والمنفلتة نتاج “حضارة” خاوية
غنَّ العراق اليوم يدفع ثمن القوة الغاشمة والفائضة لدى الأمريكان، فقد ذاق العراقيون مرارة العدوان والاحتلال والهيمنة. واليوم يعيش شعبنا في أوجاعٍ وآلامٍ لم يكن لها مثيلاً في تاريخه الممتدّ. فهذه القوة الغاشمة لا تفهم معنى الحضارة، فالحضارة دونما أخلاق هي تقدُم خاوٍ، فهو مادي، خالي من كلّ المعاني والقيم الانسانية الرفيعة. لقد سبق شعبنا في فلسطين في معاناته وآلامه حتى دفع ثمناً في مواجهته الاحتلال الصهيوني أنهاراً من الدم الطهور، وهكذا يكون التصدي للاحتلال بالمقاومة الشرسة التي لا تتوقف أو تتراجع حتى الخلاص التام والنصر المؤزَّر. فالشعب العراقي عليه أن يقتدي بأشقائه في فلسطين من حيث اصرارهم على تحرير أرضهم، وفي مطاولتهم وصبرهم ومقاومتهم البطولية وتطور وتنوع اساليب مقاومتهم وتجدُدها مع العصر.
الانجازات الاستعمارية الخبيثة بعد احتلال العراق
كان من دواعي احتلال العراق(الخفيَّة) والتي يعرفها القاصي والداني اليوم، هي الحفاظ على أمن دويلة الصهاينة، فكان الانجاز الاستعماري الأمريكي الغربي الثاني هو:
• تحييد العراق، وفصله عن أمته العربية، وتدمير قواه العسكرية والاقتصادية والحضارية. ليتحوَّل الى دولة هشَّة تحكمها الميليشيات المرتبطة بإيران، ليأمن الصهاينة على دولتهم المُسخ.
• لقد كان الانجاز الأول في المشروع الاستعماري الغربي الأمريكي هو ايجاد دولة (قومية) للصهاينة في فلسطين، لا يتجاوز عددهم اليوم أكثر من تسعة ملايين مستوطن، وسط الأمة العربية التي يتجاوز عدد أبناؤها 450مليون نسمة. وكان القصد من ذلك هو ان تكون خط الدفاع الأول وقلعة أمامية للدفاع عن مصالح الغرب الاستعمارية في الوطن العربي. وبالفعل قامت هذه الدويلة بدورها الشرِّير كقاعدة للغرب الاستعماري، بكلّ نجاح بسبب ضعف الأنظمة العربية وترددها وغياب الارادة القوية الحرة لديها، وتخاذل البعض منها ابتداءً من حرب عام1948م وحتى الساعة. لذا فان الفعل هو فعل الجماهير من ابناء الامة وهذا ما أكَّده القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق رحمه الله بقوله: (إن فلسطين لا تحرّرها الحكومات العربية، انَّما بالعمل الشعبي).
• واليوم جاء الانجاز الثالث بعد أن تمَّ تدمير القوة العسكرية والاقتصادية للعراق، ذراع الأمة الضارب، فقد أصبح الطريق سالكاً للتطبيع المذلّ مع الصهاينة من قبل عدد من الأنظمة العربية، فكان التطبيع نتاج التداعيات الخبيثة لاحتلال العراق، وهو يُمثِّل المُنجز الثالث من انجازات أمريكا والغرب الاستعمارية بعد غزو العراق واحتلاله.
• أمَّا الانجاز الرابع للمشروع الصهيوني الغربي فهو: تكريس الصراع العربي الصهيوني كصراع فلسطيني صهيوني، وتصنيف الأمن القومي العربي الى الأمن الوطني الفلسطيني، بعد أن أدار الحكَّام العرب ظهورهم عن شعب فلسطين، ومدُّوا أيديهم للصهاينة وأصبحت قضية فلسطين لا تهمَّهم بشيء!
• والانجاز الاستعماري الخامس بعد احتلال العراق هو: خلق ما يسمَّى ظلما وعدوانا بالفوضى “الخلَّاقة”، وتالياً القضاء على الدولة الوطنية في أقطار العرب، وتشجيع الاختلافات المذهبية والعِرقية لتعيش المنطقة العربية في فوضى عارمة، كما هو الحال في سوريا ولبنان واليمن وليبيا.
• ويبقى الانجاز الاستعماري السادس من احتلال العراق هو الأكثر خطورة اليوم على العراق والأمة العربية من خلال فتح الأبواب على مصراعيها للتغوّل الإيراني الفارسي في الوطن العربي بدءاً من العراق الى سوريا ولبنان ثمَّ اليمن..
وفي الختام نذكر أنَّ هناك نظرية تقول: بأنَّ تقدّم الشعوب وصعودها، أو تدحرجها وهبوطها، وازدهار الأوطان وخرابها يكون وفق معيارَين: الأول هو التحدي والاستجابة، فكلَّما واجهت هذه الشعوب تحديات كلَّما تولَّدت لديها استجابة معكوسة، فكما التحديات الطبيعية كالفيضانات والسيول تستوجب استجابة خاصة من خلال بناء السدود، كذلك هي حركة التاريخ العربي، التي تثبت صحة هذه النظرية، فالأمة العربية امة حيّة تستنهض قواها ازاء التحديات ، ومن هنا فالأمل معقود على شبابها الناهض وارادة ابنائها الصلبة لتحقيق النصر مهما غلت التضحيات