مقالات

اسرائيل ما زالت تراهن على العشائر الفلسطينية لتمرر مخططاتها ولضرب مشروع الدولة الفلسطينيةبقلم مروان سلطان

بقلم مروان سلطان-فلسطين -

اسرائيل ما زالت تراهن على العشائر الفلسطينية لتمرر مخططاتها ولضرب مشروع الدولة الفلسطينية

بقلم مروان سلطان

14.3.2024

————————

محاولة استمالة العشائر وتوطيد اواصر العلاقات معها وتعزيز نفوذها ونسج خيوط التعاون مع رؤسائها هي خطة ليست وليدة اللحظة بل هي خطة منذ عهد تركيا السلطانية، ومن ثم بريطانيا العظمى ، وتلتها كل من حكم هذه المنطقة، ومن ثم وجدت اسرائيل ضالتها بالتعاون مع هذه العشائر بعيدا عن اطار الممثل الشرعي الشعب الفلسطيني م ت ف. ذلك ان اسرائيل ان القوى الفلسطينية السياسية المختلفة تسعى لتحقيق حلم الدولة الفلسطينية ، وهذا ما تحاربه اسرائيل بكل قوتها وجبروتها وتحاول التملص من الاتفاقيات التي وقعتها مع منظمة التحرير الفلسطينية ذلك ان تلك الاتفاقيات رغم هزالتها الا انها تحد من الحلم الصهيوني الاسرائيلي في الاستيطان على الاراضي الفلسطينية التي من المحتمل ان تقوم عليها دولة فلسطين على حدود 1967.

لم تنفك الادارات الاسرائيلية المدنية التي تدير الضفة الغربية المتعاقبة على نسج علاقات مع عائلات فلسطينية كبيرة وتقوم بالزيارات الموسمية التي يحضرها شخصيات من هذه العائلات في مناسبات دينية واعياد تحل على المسلمين وتدعم سلطات رؤساء العشائر وتسهل اهم اعمال كثيرة. ولعل روابط القرى التي انشأها الوزير مصطفى دودين ، ومحمد نصر واخرين خير مثال على تلك العلاقات وكان الهدف من انشأها هو تقويض منظمة التحرير الفلسطينية ، وبالرغم من وقوف الشعب الفلسطيني ضد هذه الروابط واندثارها الا ان شخصياتها الحاضرة لها تاثير في الحياة العامة الفلسطينية .

في قطاع غزة واثر الحرب التي تشنها اسرائيل في القضاء على حركة حماس ، تجد اسرائيل صعوبة في ادارة حياة السكان . واعلنت عن رفضها قيام ادارة تمثل حماس او فتح لادارة قطاع غزة حيث صرح نتنياهو ان فتحستان ولا حماستان من الممكن ان يديرا غزة في اليوم الثاني للحرب. والحقيقة ان العشائر الذين اتصلت بهم اسرائيل سجلوا موقفا وطنيا حاسما ضد المشروع الاسرائيلي في توسيع صلاحيات العشائر في قطاع غزة يكون لهم السلطة في اطار الاحتلال الاسرائيلي.

وكذلك في الضفة الغربية فان المطلوب ان تحسم العشائر موقفها من التعامل مع اسرائيل وتنهي المشروع الاسرائيلي في دعم حكم العشائر وتقليص مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني. هذا المشروع الاسرائيلي هو ابقاء الفلسطينين في اطار تعزيز الاحتلال ، وتعزيز الاستيطان على حساب اقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.

لن يمحو من ذاكرتنا دور المخاتير في مرافقة الجيش الاسرائيلي لاعتقال المقاومين الفلسطينين وكيف تنامي دورهم وسلطاتهم بتعزيز الاحتلال لهم. ولذا فان هذا المشروع مرفوض جملة وتفصيلا لانه يتعارض اساسا مع الدور الوطني لمؤسسات المجتمع المدني في التحرر الوطني واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. وهذا لا يعني ابدا الدور النضالي الذي انطلق به ابناء الشعب الفلسطيني ، ولكن ذلك تم من خلال الحركات التحررية وليس العشائرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب