يَقتُلُ المَيِّت و يَمشي في جنازتِه!!

يَقتُلُ المَيِّت و يَمشي في جنازتِه!!
الأستاذ : علي او عمو.
يقولُ المثَلُ العربيّ:
"يَقتُل المَيِّتَ و يمشي في جنازَته"
"المعنى العام لهذا المثل العربي يتجسّد في أن يَقوم شخصٌ بإلحاقِ الأذى و الضرر بشخصٍ آخر عمْداً و دون رحمة و
لا شفَقة و يتظاهر و يتباكى أمام الناس بِحبِّه و مَودَّته و مواساتِه له ورحمته به واستعداده لمساعدته والوقوف إلى
جانبه"
• هذا المثَل العربي الشديد البلاغة ينَطبِق على الولايات المتحدة الأمريكيّة التي تُشارك في قَتل الشعب الفلسطينيّ في
غزة و تتظاهَر أمام العالم أنها تشفق عليه و تحرِص على حياته مِنْ خِلالِ تقديم مُساعدات إغاثيّة له عبر الجوّ و عبر
ميناء يتمّ إنْشاؤُه في غزة…
لقد أوردت شبكة BBC Newsعربي يوم 8 مارس 2024 خبَراً بعنوان: (خطة أمريكية لإنشاء ميناء للمساعدات
في غزة). جاءَ فيه:
"أنّ الرئيس الأمريكي جو بايْدن وجه الجيش الأمريكي لإنشاء ميناء مؤقت في غزة لتقديم المساعدات ويدعو إسرائيل
لعدم استخدام المساعدات الإنسانية كورقة ضغط".
وقال بايدن "إن الميناء سيكون الرصيف المؤقت، القادر على استقبال سفن كبيرة تحمل الغذاء والماء والدواء وملاجئ
مؤقتة للناجين من الحرب"..
و جاء في ال RT بالعربيّة يوم 10 مارس 2024 "أنَّ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قد دَعت الرئيس الأمريكي
جو بايدن للتوقف عن وقالت في بيان لها: "لو كان بايدن حريصا حقا على إنقاذ شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، لأمر
فورا بوقف إمداد آلة الموت الإسرائيلية بالقذائف والصواريخ والمواد الفوسفورية أو المزودة باليورانيوم المنضب"..
• لقد ارتفعت حصيلة الحرب الإسرائيليّة ضدّ الشعب الفلسطينيّ الأعزَل في يومها السابع والخمسين بعد المئة ، إلى
31112 شهيداً و72760 جريحاً، "72 بالمئة منهم من الأطفال والنساء".
كما أفادت وزارة الصحة في قطاع غزة يَوْمَ الاثنين 11 مارس 2024…
• مُنذ شنّ إسرائيل حربَها الشَّعواء على الشعب الفلسطينيّ الأعزَل في غزة، و الولايات المتحدة تقوم بِتزْويدِها بأحدث
الأسلحة، و هي تعلم أنّها ستُستَخدَم في قَتْل المواطنين الأبرياء في قطاع غزة، فهي التي أعطت الضوء الأخضر
لإسرائيل لِلهجوم على القطاع، و يَتَّضح ذلك من خلال تصريح "بايدن"، لدى اختتامه لزيارته القصيرة لإسرائيل يوم
الأربعاء 18 اكتوبر 2023 الذي أعلن من خلاله دعمه التام لها في وجه "إرهاب حماس" حسَب قوْلِه..
• قال الرئيس الأمريكي لِلإسرائيليّين: "أريد أن تعلموا أنكم لستم لوحدكم، وستحصلون على كل شيء تطلبونه". و
أضاف أن "على العالم أن يعرف أن إسرائيل هي مرسى الأمن للبشرية"، و"أنا فَخور بأنني في إسرائيل لأعبّر شخصيّاً
عن دعْمنا لها، و لو لم تكن إسرائيل موجودة لَتَعيَّن علينا أن نَختَرعَها، ولا ينبغي أن يكون المرْء يهوديّاً كي يكون
صهيونياً".
• من خلال تناقُضات الإدارة الأمريكيّة في سياستِها المُتعلِّقة بالحرب الإسرائيليّة على الشعب الفلسطينيّ في غزة،
تَنكَشِف نَوايا أمريكا المُبيَّتة المُؤَيِّدة لاستمرار الحرب..
• لا يُمكن لِعاقلٍ أنْ يُصدِّق تصريح الرّئيس الأمريكي "بايدن" حوْل إنْشاء ميناء في غزة لإدخال مُساعدات إغاثيّة لشعب
غزّة الذي تُبيدُه آلياتُه الحربيَّة، فهو يَقتُل القَتيل ويَمشي في جَنازته.
• أكبَر مسؤول في الإدارة الأمريكيّة يَستغْبي عُقول النّاس و يستصغِرُها، و مُراوغاتهُ هذه، على ما يَبْدو، أنّها مُوَجَّهةٌ
للنّاخِبين في الولايات المتحدة، هَدفُه منها مُحاوَلَتُه استرجاع سُمْعتِه المُنهارة في أوساط المُجتَمَع الأمريكيّ، الذي فقد
ثِقته في نهْجه السياسيّ، خصوصاً بعدَ مُسانَدته لإسرائيل في إبادتِها الجماعيّة للشعب الفلسطينيّ في غزة..
• يَتظاهَرُ الرئيس "بايدن" بأنّه يُغيثُ شعب غزة بالإنزال الجوّي و كذا بإنشاء ممَرّ بحريّ لإيصال المُساعدات إلى
مُواطِني غزة، في الوقت الذي يُساهم في تقتيل الأبرياء العُزَّل..
• لَوْ كان "بايدن" صادِقاً في نواياه "المُبيَّتَة" لَأَمَر الكيان الإسرائيليّ بإيقاف مَجازِرِه اليوميّة في حق شعب غزة، لِكوْن
إدارتِه هي الآمِرة و النّاهيَة لإسرائيل، كما يَعلمُ الجميع، و لا يُمكن لإسرائيل أنْ تعصيَ له أمراً…
كاتب من المغرب.