“أرض لها يوم..ويوم له أرض” في فلسطين
بقلم د-عزالدين حسن الدياب
الثقافة المجتمعية في الوطن العربي،ثقافة حاضنة للقيم العربية،ومايتجلى عنها ومنها من أخلاق،وحاضنة لأعراف بمثابة عقد اجتماعي،أوقل مداخل لهذا العقد،لايزال له قوة التوجيه للسلوك الاجتماعي في حياتنا اليومية،ودلالة هامة على معالم الشخصية العربية.والحداثة الأخلاقية الأجنبية لم تمسها بالتغيير،فأنى ذهبت في الوطن العربي تجد الكرم والضيافة،بما حملت من كرم الأخلاق،وإكرام الضيف،وإشهار الأخوة،وماله من محددات قيمية،وانَّىً تجوّلت ستجد المتشابهات في الملبس والمسكن،وعادات لاتحصى من العناصر الثقافية،التي تدلًك على الشخصية العربية المجتمعية.
وكان للأرض قيمة عليا،تقدسها،وتعطيها قيمة إيمانية،وقيمة الشرف،الذي يخص العرض،وما للعرض من ثوابت،تجعل
الإنسان العربي لايفرط بالأرض،بمعنى آخر فهي متعلقة بأمنه الاجتماعي والسياسي والغذائي،وهذا معناه تحديداً أنّ الأرض
واحدة من شروط الوطنية والمواطنة،وأحد ثوابت الهوية،ودالة من دلالاتها.
وإذا سألت ما مسوّغاتك على ما قلته عن ألأرض قيمة عليا في الآداب الاجتماعية،وفي الثقافة العربية المجتمعية.؟
ثقافتنا العربية،وهي التي تكون شخصيتنا العربية المجتمعية،وتوصفها وتسميها ب:العربية،هي التي تقول لهذه الشخصية:
الأرض عرض،وتحت هذه القيمة تضع خطوط تشديد،حتى تصل بها إلى مستوى القداسة.
أمة عربية تسعى إلى وحدتها،وتناضل لبلوغ هذه الوحدة،أليس وحدةً ألأرض ،من المطالب النضالية،التي قسمتها العدوانية الغربية،تمهيدا لتقسيم شعبها،بحدود سياسية اصطناعية،لأنّ الوعي النضالي الوحدوي،ينطلق من قانون قومي يقول: حدود
القطر العربي الواحد،حدود الوطن العربي كلّه.
وجمع هذا القانون القومي، مع قيمة الأرض عرض،يفتح العين العربية المستقبلية،بما للمستقبل من ماض وحاضر، ترى الأجيال العربية،نضال هذه الأجيال من أجل تحريرها،وبلوغ سيادتها،وأمونها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والفكرية
والأخلاقية. وبهذه العين وبصيرتها المستقبلية،نرى ماضي وحاضر نضال الشعب العربي من أجل أرضه،من قبل وبعد بلفور الصهيوني،
فخلال تاريخه النضالي،وتمسكاً بالأرض شرفاً وعرضاً له، سجل ملحمة لها، دفع في سبيلها آلاف الشهداء،أليس في وقفات
صلاح الدين الحربية شاهد عصر تراه العين الفلسطينية المستقبلية،ماضي هذا النضال وحاضره في كل التراب الفلسطيني،من حيفا إلى القدس،وكل الضفة الغربية،وغزّة العزة والكبرياء،مسوِّغا بآلاف شهدائه من الأطفال والشيوخ والنساء ،وخيرة شبابه المحارب،إنَ الأرض عرض.
تحية لروح شهداء الأرض في يوم الأرض،وتحية عربيةللشهداء في كل الأرض الفلسطينية،فالأرض الفلسطينية لها يومها الذي
تحيي فيه الأمة العربية أرضها في فلسطين،ألم تقل لنا الثقافة العربية بقانونها القومي:حدود القطر العربي الواحد حدود الوطنً العربي كلّه..
د-عزالدين حسن الدياب -31-3-2024- تونس.