مقالات

غزة انتصرت شاء من شاء وابى من ابى . بقلم الدكتور غالب الفريجات

بقلم الدكتور غالب الفريجات

غزة انتصرت شاء من شاء وابى من ابى .
بقلم الدكتور غالب الفريجات

اخيرا خضع الكيان الصهيوني لشروط المقاومة ،فقد فرضت المقاومة شروطها بالكامل ، وقف العدوان الصهيوني، والانسحاب الكامل من القطاع ، واعادة الاعمار، واطلاق سراح الالاف من المعتقلين ، بالمقابل فشل نتنياهو ، وزمرة طاقمه الوزاري من اليمين الصهيوني وعلى راسهم المجرم سيمتروفيش ، ولم يحقق النتن ايا من اهدافه لا القضاء على حماس ، ولا تهجير الفلسطينيين , ولا اقامة مستوطنات ، ولا ترحيل قادة المقاومة ، ولا خضوع القطاع لهذا او ذاك من سلطة عباس، ولا قوة دولية ولا عربية لحكم القطاع .

وماذا بعد على الجانب الفلسطيني لابديل عن الوحدة الوطنية الفلسطينية تحت قاعدة لا بديل عن المقاومة وحدها من يعيد الحق الى نصابه ، وحدها من ينهي اسطورة الجيش الذي لا يقهر ، وحدها من ينهي عربدة الكيان في المنطقة ، وحدها من يبدأ خطوات التحرير فلا تحرير دون وحدة وطنية فلسطينية ، ولا قيام جبهة عربية ودعم عالمي دون وحدة وطنية ، فالخطوة الاولى العودة لاتفاق الفصائل في بكين تحت مظلة منظمة التحرير على قاعدة المقاومة ، والعودة لميثاقها الذي تخلت عن العديد من بنوده في اجتماع غزة .

البدء بتشكيل جبهة عربية شعبية من القوى الوطنية والقومية والإسلامية بالتوافق على بنود جامعة بعيدا عن العنعنات الجهوية والعقائدية ، فالقومي والديني إن كانا موضوعين سيجدان قواسم مشتركة على قاعدة الوحدة والتحرير، فلكل منهما مصلحة في جبهة عريية اسلامية ، بعيدا عن مشاركة اي طرف غير عربي ، لان لكل مصلحته من هذه الاطراف غير العربية ، وأن الصراع في حقيقته صراع عربي صهيوني ،حيث ان الصهيونية تستهدف الوطن العربي للهيمنة عليه ونهب ثرواته ، وتدمير كل اواصر الوحدة والحرية والعدالة التي يطمح اليها .

لا ننسى ان الصراع العربي الصهيوني بدايته ونهايته متعلق بالوضع الدولي لان الكيان الصهيوني مرتبط جذريا بالقوى الامبريالية الغربية فهي من صنعه وتكفل بوجوده ،وعمل جاهدا علي استمرارية غطرسته ،وقد شاهدنا حجم الدعم الذي تلقاه من الغرب الامبريالي وتحديدا من اوروبا وامريكا ، ولولا هذا الدعم لسقط بين اقدام المقاومة ، مما يتطلب العمل على خلق جبهة عالمية تقف وتساند الحق الفلسطيني ، والعمل على الاستفادة من الزخم الشعبي الذي اجتاح الكثير من دول العالم دعما للمقاومة في غزة ورفضا للسياسة الصهيونية حتى ان بعض الاصوات كانت تطالب بانهاء الكيان لما بات يشكله من خطر على العالم .

هناك بوادر ايجابية في رفض الكيان الصهيوني من قطاع واسع من اليهود على اعتبار ان هذا الكيان لا يمثل الدين اليهودي الذي يدعيه لتحقيق اهدافه ،حتى ان الكثير من هؤلاء يعتبرونه خطر عليهم ، وبات هؤلاء يشكلون حجما لا يقل عن تأثير المنظمات اليهودية المتصهينة وبشكل خاص في الولايات المتحدة الامريكية ، ويتوجب على الفلسطينيين والعرب في الولايات المتحدة ان يسارعوا لتشكيل نوع من التنظيم لتوحيد صفوفهم ، والتواصل مع اليهود المناهضين للكيان الصهيوني ، والعمل على شل عمل منظمة ايباك التنظيم الصهيوني الذي يتحكم في السياسة الامريكية من خلال كافة الوسائل والطرق غير المشروعة للسيطرة على اصحاب القرار في جميع انحاء الولايات المتحدة .

علينا ان نعي ان الصراع العربي الصهيوني صراع وجود ، اما نحن واما نحن ، وان الصهيونية كحركة عنصرية توسعية قد سبقها حركات عدوانية على بلادنا ، وكانت الى زوال بحكم عمل المقاومة العربية في معارك خلدها التاريخ ، وان هذا الصراع لن تكون نهايته إلا بكنس الاحتلال والخلاص منه ،ولن يكون مصيره إلا كما سبقه ، اذ حمل عصاه ورحل بعد هزيمته ، والخلاص من شروره ، وان هذه الارض التي حباها الله بخيراته ، وكلفها باعظم رسالاته ، فتعانقت ارادة السماء بعبقرية الارض ، وأنجزت حضارة انسانية لم تشهد البشرية اكثر عدالة منها ، ومن هنا فان الارض العربية مباركة لا تسمح بتدنيسها برجس مجرمي الارض ، ولا تقبل ان تطأ اقدام الغزاة اديمها .

المستقبل لنا فنحن امة رسالة ، ونحن حملة هذه الرسالة برسولها ولغتها وقرآنها ولن نكون إلا كما أرارد لنا صاحب هذه خير امة اخرجت للناس ، ولن نكون كذلك الا بالجهاد الذي يعتبر الفرض السادس من فروض هذه الرسالة ، فحيا على الجهاد يا امة الجهاد وبالإرادة الايمان نستطيع تحقيق ما تصبو اليه الامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب