حرب اقليمية على الابواب طوق نجاة الى الحكومة الاسرائيلية بقيادة نتنياهو واليمين الاسرائيلي. بقلم مروان سلطان
بقلم مروان سلطان -فلسطين -

حرب اقليمية على الابواب طوق نجاة الى الحكومة الاسرائيلية بقيادة نتنياهو واليمين الاسرائيلي.
بقلم مروان سلطان. – فلسطين
15.4.2024
يبدو ان الامور تتجه الى حرب اقليمية بعد الهجوم الايراني المحدود بواسطة عدد من الطائرات المسيرة وعدد من صواريخ باليستية وكروز ردا على تدمير اسرائيل للقنصلية الايرانية في دمشق يوم 1.4.2024، بواسطة عدد من الصواريخ اطلقتها طائرة من نوع أف 35. شارك في التصدي للهجوم الايراني تحالف غربي امريكي، وعدد من الدول العربية التي مرت الصواريخ والمسيرات من فوق اراضيها.
اسرائيل التي لم يروق لها الهجوم الايراني على عدد من المواقع الاسرائيلية من قواعد ومطارات عسكرية ، يبدو انها قررت ان ترد على هذا الهجوم ، وتهاجم الاراضي والمواقع الايرانية.
الحكومة الاسرائيلية في هذه اللحظات تشعر بالنشوة بعد استعادة التحالف الدولي الذي خسرته بسبب الحرب على غزة، فهي اليوم تشعر ان هذا التحالف يقف الى جانبها وشارك في اسقاط جميع المسيرات التي اطلقتها طهران باتجاه اسرائيل.
القفز الى الامام باتجاه توجيه ضربات لايران او اعلان حالة الحرب معها ، يبدو انها طوق نجاة هبط من السماء لى الحكومة الاسرائيلية لتتوقف الدعوة السائدة في الشارع الاسرائيلي الى الاتفاق مع حركة حماس للافراج عن رهائن وانتخابات اسرائيلية جديدة واقالة الحكومة الحالية ومحاسبتها على التقصير في حفظ الامن او تحقيق نصر في غزة على حركة حماس ، بعد ان فقدت تحالفها الغربي الامريكي بسبب اعداد الضحايا المهول الذي تسببت به اسرائيل بين اوساط المدنيين الفلسطينين تصل الى حد التطهير العرقي ، وجرائم حرب .
عندما نقارن بين الرد الاسرائيلي على ايران او ولوج القوات الاسرائيلية على رفح ، فان اسرائيل بدون ادنى شك ستختار قيامها بالرد العسكري على ايران ، وتتطلع اسرائيل الى قيام التحالف بقيادة الولايات المتحدة ان يقوم بالمهمة عنها وبالتالي توريط الولايات المتحدة والانزلاق بها نحو حرب طالما حولت ان تحبكها اسرائيل بسبب الملف النووي الايراني، وامتنعت ومنعت حينها الولايات المتحدة في الانزلاق الى الصدام مع ايران ، لان وجود التهديد الايراني مصلحة امريكية وغربية، للابقاء على الوضع القائم في الخليج ، وهو اشعار دول الخليج العربي ان ايران مصدر تهديد لهم وهذا هو السبب الرئيس للتحالف العربي والولوج الى التطبيع بين دول الخليج العربي واسرائيل التي اوهمت دول الخليج انها ستقف الى جانبهم ضد التهديد الايراني.
ولهذا السبب فان الضربة الايرانية الموجهة الى اسرائيل ، اشعرت دول الخليج العربي ان ايران من الممكن ان تواجه اسرائيل دون الاستعانة باذرعها المنتشرة في دول الاقليم العربي” اليمن ، العراق ، سوريا، لبنان، غزة.” وتلك الاذرع اذا ما تم اندلاع حرب فانها دون شك ستشارك في هذه الحرب المسعورة وبهذا فان دول الخليج العربي افقدها الاحساس بالامان.
ولذلك فان اسرائيل تريد اليوم ان تستعيد قوة الردع الاسرائيلية، والابقاء على الهيمنة بانها ذراع قوي يصل الى كل مكان، وتحافظ على المكتسبات في الاقليم من تطبيع علاقاتها مع الدول العربية المطبعة او التي تعتزم التطبيع معها.
اليوم وفي الساعات القليلة القادمة نحن على شفا اندلاع حرب اقليمية اذا ما قامت اسرائيل بتنفيذ تهديدها وضرب الاراضي الايرانية. هنا نستذكر سنوات طويلة من الحرب التي وقعت بين العراق وايران التي اسفرت عن مئات الالوف من الضحايا بين الطرفين ، ولن يكون النموذج مختلفا بين اسرائيل وايران اذا ما اشتعل الاقليم.
طالما ان هذه الحرب مستعرة فان اليمين الاسرائيلي ، يجد في هذه الحرب طوق نجاة لكيانه في سدة الحكم. وسيمتد حممه لربما الى ما بعد موعد الانتخابات الاسرائيلية ، وستخضع الاراضي الفلسطينية الى اجراءات قاسية تحد من حركة المواطني وتنقلهم وتنقل السلع بين مدن الضفة الغربية، اما غزة فيعني انها ستبقى رهينة الموقف الحربي الاقليمي وتخضع للهيمنة العسكرية الاسرائيلية والمعاناة للغزيين ستطول ونهايتها محكومة بانتهاء حالة الحرب الاقليمية.