مقالات

حُقّ الأمة العربية في وحدتها هل لها بأحرارها لهذه المهمة بقلم د-عزالدين حسن الدياب

بقلم د-عزالدين حسن الدياب

حُقّ الأمة العربية في وحدتها هل لها بأحرارها لهذه المهمة
بقلم د-عزالدين حسن الدياب
كيف للمقاربة من حق الأمة العربية،أن تأتي بنتائج سليمة في مضمونها،مرتكزة على منهج،ياخذ الحق وبلوغه من قبل الأمم،إذا لم تحط المقاربة،بالموضوعات التي لها صلة بالحق،باعتباره لازمة حضارية،للأمم التاريخية،التي أقامت حضاراتها،وبلغتها للأمم والشعوب،إما عبر تواصلها الجغرافي والثقافي، أو بالحروب.
إذاً؛هي ملتزمة منهجيا بالبحث عن العامل الذي يشكل شرطاً لقيام الحضارة،وتبدأ هذه المهمة المنهجية،من خلال معرفتها
بالمثلث التكويني للحضارة،على حد رأي مالك بن نبي،هذا المثلث بأضلعه الثلاثة:الإنسان والتراب والزمن، ومن بينهما من علاقة جدلية،وتأثير متبادل،يؤدي إلى قيام العمران،وبلوغ الناس مستوى معين من الحضارة،محكومة إلى ناسها وزمنها.
وعرفت الحضارات،كل حضارة بشخصيتها،ودورها الحضاري،والرسالة التي تحملها إلى الأمم وشعوب العالم،والأدوار الحضارية عادة موسومة برسالتها الحضارية.كل رسالة حمالة لقيمها وأعرافها،التي تتميز بها،وحمالة لثقافتها وما بها من جوانب وًمكونات مادية وروحية وأخلاقية.
ويخبرنا التاريخ في دروسه المستفادة،أن ثمة مستويات من التواصل بين الحضارات وأدوارها،القائم على التنوع والاختلاف،
وما نتج عن اختلاف بين الأدوار الحضارية ومهامها،من حروب سميت وحملت أسماء تلك الرسالات مثل الفتوحات العربية
والحروب الصليبية،والرسالة الشيوعية التي جاءات بها ثورةأكتوبر.إلخ
وتذهب المقاربة إلى الأمة العربية،ودورها الحضاري الذي شكل الإسلام ديناً وثقافة لهذا الدور،وما كان للأمة العربية
القيام بهذا الدور ،والمضي برسالتها تبليغاً وتواصلاً،لو لم تملك الأمة العربية محددها الموضوعي من خلال تعامل أضلع مثلثها التكوين،كل شروط وحاجيات ومستلزمات هذا المثلث بحيث قادت تفاعلاته وتأثيراته المتبادلة رسالة الأمة وما حملت من قيم وأخوّة إنسانية،وعقيدة داعية لمجتمع إنساني تحكمه العدالة وحق الإنسان في التنوع والاختلاف.
وإذا أخذنا حال الأمة العربية الراهن بما هو عليه من فرقة وانقسام وحدود سياسية مصطنعة،وتخلف وتبعية أكثر العربية
للإرادة الأجنبية العدوانية الأوربية الأمريكية،المنقادة بالصهيونية العالمية،التي جاءت إلى الوطن العربي حاملة رسالته الصهيونية،وجعلت من فلسطين العربية مكاناً لها، لمغالبة الأمة العربية،ومنع توحدها وتقدمها،وإقامتها مستويات من التطبيع مع عد من الأنظمة العربية،نقول هل تملك الأمة العربية محددها الموضوعي للنهضة الحضارية،في هذه الحالة؟
الوضع القطري الراهن لايمكن أن يوفر لذاته المحدد الموضوعي للنهضة لأن الثروة البشرية والمادية،والإرادة الحضارية غير متوفرة على الإطلاق في أي قطر عربي .
وعلى هذا الأساس فإن حق الأمة العربية في وحدتها يظل مطلوباً،ويظل على التيار القومي وكل القوى الوطنية،النضال لبلوغ هذه الوحدة،لإن فيها يتواجد المحدد الموضوعي للحضارة العربية.
فهل ينهض التيار القومي العربيً بكل فصائله من غفوته وركوده،وانقساماته،وكسله الفكري،ويعد نفسه لمعركة حضارية مع الإمبريالية العالمية،وقيادتها المتمثلة بالصهيونية العالمية،التي برهنت عن عدائها للأمة العربية،ومقاومتها لأي تقدم وتطور تريد الأمة العربية بلوغه وأظفر به.وقد برهن لنا يوم طوفان الأقصى عندما تراكض كل قادة العدوانية الغربية،تأييدا للصهيونية العالمية،ًكيانها،ويوم قال بايدن :لو لم تكن إسرائيل لأقمناها من جديد.
هذا التحرك العدواني الإمبريالي التي شهدته الأمة العربية،فيً أعقاب طوفان الأقصى يدل دلالة واضحة على الصراع بين الدور الحضاري للأمة العربية والصهيونية العالمية.
إذا حق الأمة العربية العربية في وحدتها وصولا لدورها الحضاري ومحدده الموضوعي،يطالب التيار القومي العربي
إن يبلغ الوحدة بنضاله الوحدوي،منقاداً وموجها بقانون النضال العربي الذي يقول:إن نضال الوحدة،يقود إلى وحدة النضال.
د-عزالدين حسن الدياب -22-4-2024.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب