
الصهيونية والتعبئة السياسية ضد العراق*
يمكن الحديث عن مخاوف أوربية من الأمة العربية بدأت من على أراضي الأندلس،يوم اتخذ القرار بالقضاء على الوجود العربي هناك، وهذا القرار تحول مع الزمن إلى استراجية،بدأ ب”ألف باء “اللحظات الأولى لحروب الفرنجة،التي سميت الحروب الصليبية،بعد أن وقفت وراءها الكنيسة الأوربية بتحريض من رجال المال، وقيادات الجيوش الأوربية المشاركة فبي هذه الحروب،وبدءاً من تاريخ تشكل عقلية الحرب ضد العرب في أوساط النخب الحاكمة،تشكل جنبا إلى جنب معها،العدوانية الغربية،التي راحت الماسونية الصهيونية تخطط لانتصارها على الأمة العربية،كما راحت تبحث عن مخارج لتأسيس المشاريع التي تخدم الماسونية في نواياها ومخططاتها الظاهرة والخفية،على طريق الفكر الماسوني الذي يعتمد في إجراءاته عقلية الظاهر والباطن ،من الأخوة الانسانية،إلى تهذيب العقل والفكر المُحَلّى بشعارات جد إنسانية وأخوة عالمية وتقدم .. إلخ
ومرت هذه الأفكار من خلال المنتسبين إلى الحركة الماسونية،ومالها من احتياطي يتمثل في منظمات وجمعيات وأندية منتشرة في البناء الاجتماعي الأوربي،وتوابعها في العالم وفي عمقه الوطن العربي،حيث أخذت النوادي والمؤسسات الماسونية تنتشر تباعاً في عواصم الأقطار العربية.
ولا تتجنب هذه المداخلة بعض حقائق التاريخ،عندما تقول إنّ الماسونية كان لها حضورها وقرارها في”موسنة”هذه الحروب
إذا جاز هذا التعبير-من مصطلح الماسونية- الموسنةالتي تجد في مايخلص إليه الاستعمار للوطن العربي،من تقسيم وجهل واستغلال وتنشيط العصبيات الجهوية والعشائرية والمذهبية،وانتقاء أسر حاكمة لأقطار عربية بعينها ،الخاضعة لكل من الاستعمار البريطاني والفرنسي،تكون جاهزة لتنفيذ ما تريده العدوانية الغربية،على أن يتجانس وينتهي في المشاريع التي تخطط لها الصهيونية العالمية،في اعقاب ظهور الولايات المتحدة الامريكية كقوة دولية،هذا الكيان الجديد الذي يستريح عل فكر صهيوني ومشاريعه بامتياز .
وإذا وقفنا أمام الحركة الصهيونية وقرأنا فكرها ومشاريعها،فسنجد أن هذه الحركة التي تبني شعبيتها في أوساط يهود العالم،بغض النظر عن جنسياتهم وأصولهم العرقية،تمهيداً لإنشاء كيان صهيوني لها في فلسطين العربية،تحت أوهام وأساطير تاريخية،وجدت العدوانية الغربية في هذه الدعوة ضالتها للتخلص من اليهود في بلدانها.
وهذا المشروع الصهيوني في الكيان الذي تسعى لتأسيسه ،سيكون على حساب المشروع العربي في أمة عربية تسعى لاستعادة قوتها ووحدتها ومشروعها الحضاري المبني والمنقاد برسالة الأمة العربيه ،وفي هذه الحالة،فإنّ الحركة الصهيونية ستدفع العدوانية الغربية لتبني استراتجياتها القاضية إلى منع أية دولة عربية تتجاوز الخطوط الحمر التي وضعتها،مثل المشاريع الوحدوية،وبناء الدولة الوطنية/القومية المالكة لجيش يدافع الكيان الصهيوني التي نفذته العدوانية الغربية،والحيلولة دون تقدم أي قطر عربي،تشعر الصهيونية في مخاطره على كيانها،ويحول دون إنجرار أي قطر عربي للاعتراف في الكيان الصهيوني.
وهل ضوء ماتقدم نسأل والسؤال عند مداخلتنا سنة منهجية،هل العراق بعد عبد الناصر تجاوز الخطوط الحمر التي وضعتها الحركة الصهيونية،وإذا أخذنا ضرب المفاعل النووي محددا ومؤشرا على إجراءات الحركة الصهيونية ضد العراق وحكمه الوطني القومي،والقرار بالاعتداء عليه،والخلاص من حكمه وكل انجازاتهً،فالخلاص من هذا الحكم ياتي ضمن استراتيجية صهيونية،تنازع الأمة العربية،وتغالبها على دورها الحضاري الرسالي،الذي تجد فيه الصهيونية نقيضا لدورها التوراتي.**
قال لي صديقي كل من يقول كان بإمكان العراق تجنب العدوان عليه،أقول له أذهب وأقرأ التاريخ وفتش عن صراع الأدوار الحضارية بين الأمم،والبنيان الفكري للعقيدة الصهيونية
فستجد أن هذه الحركة طرحت نفسها بدورها الحضاري الرسالي التوراتي بديلا للدور الحضاري العربي الذي تقوده رسالته الخالدة.ثم أردف بقوله سيأتيك اليسراوي والنطاط والأممي ، ويحضرون لك أقوال “ماركسية/لينينية”ويقولون لك هذا فكر البرجوازية الصغيرة.
إذا؛ ضُرِبَ العراق وتم الخلاص من حكمه الوطني من قبل العدوانية الغربية/الامريكية بتخطيط من الصهيونية العالمية،الذي يعتبر الولاء لها والانتماء لاستراتيجياتها ،مدخل كل سياسي في هذه الدول الطامح للوصول إلى دفة الحكم والسلطة،عندما سؤل بايدن من قبل صحفية،هل أنت يهودي فقال لها :أنا لست يهودياً،وإنما أنا صهيوني..
الشيخ زايد-عزالدين حسن الياب.
*خواطر ورؤية.
**عندما كنت مديراً للإدارة الثقافية في الإدارة الاجتماعية،التي حُلّت بعد فترة، كنت أتابع مايكتب عن العراق في بنوك المعلومات والصحف الغربية، انسجاما مع هواجسي. التي كانت تتمحور حول مايعد من قبل الصهيونية لضرب العراق،كان ذلك بين عام 1988 -1889،معتمداً في هذه التغطية على من يجيدون اللغات الأجنبية في الإدارة الثقافية،وخلصت من هذه المتابعة أن العراق سيضرب لامحالة،والصهيونية العالمية كانت وراء هذه التعبئة،بدليل كتابها ومن يدور في فلك استراتيجيتها،في أغلب العواصم الأوربية ،وأرسلت التقرير الذي صغته إلى العراق مع الصديق المرحوم ابو القاسم كرو،الذاهب إلى العراق لحضور مؤتمر الشعب العربي،كما بلغته لصديق العمر مسعود الشابي والسفير السوري المتميز أحمد عيسى أبا فراس،رحم الله من ذكرت