فلسطينثقافة وفنون
فوز رواية الشاعر والروائي الفلسطيني الأسير باسم خندقجي “قناع بلون السماء” بالجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” ة للرواية العربية “البوكر”

انتصار آخر لسرديتنا
بقلم سمبح محسن
منذ سبعة أشهر، بنهاراتها ولياليها لم نذق طعم الفرح.
إنّ ما يتعرض له قطاع غزة يُلقي بظلاله الثقيلة علينا، على قلوبنا، وأرواحنا، وأجسادنا، بل إنّه يدخل في أدقِّ تفاصيل حياتنا اليومية، فهموم وعذابات غزة هي همومنا وعذاباتنا أيضا.
أمامَ شلالِ الدمِ المتدفقِ بغزارة، وأمام مشهد مَحوِ مدن وبلدات ومخيمات عن بكرة أبيها، ومشهد تشريد ما يزيد عن مليونِ إنسان ودفعهم إلى أفواه الجوع والقهر والمرض والمصير المجهول، هل يحقُّ لنا أن نفرح بفوز رواية فلسطينية بجائزة أدبية ؟! وهل هناك أسباب تدعونا لهذا الفرح بهذا الفوز ؟!
في هذا المساء أعلنت لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” عن فوز رواية الشاعر والروائي الفلسطيني الأسير باسم خندقجي “قناع بلون السماء” بالجائزة، وفي أعقاب ذلك عجّت صفحات التواصل الاجتماعي بالخبر، وبتهنئة باسم بالفوز، وبالدعاء له بِفَكِّ أسره بالقريب العاجل.
على المستوى الشخصي تربطني بالكاتب باسم خندقجي علاقة تعود إلى ثلاثة عقود، كما وتربطني بعائلته علاقة حاضرة إلى يومنا هذا، لذا أجدني أتقاسم وعائلته فرحها بفوزه.
وأما على المستوى العام فأنظر إلى هذا الفوز من عدة زوايا، الأولى أنّ باسم أسير حرية يقضي في السجن ثلاثة مؤبدات ويزيد؛ والثانية أنّ الرواية هي جزءٌ من حربِ الرواية بيننا وبين عدونا؛ والثالثة أن حكومة الاحتلال وظّفت سرديتها منذ اليوم الأول لشنّها حرب الإبادة ضد شعبنا في قطاع غزة، ونَذْكُرُ، ونُذَكِّر كيف استدعى رئيس حكومة الاحتلال نصوصا تلمودية لشحن ضباط وجنود جيشه ضد كلِّ ما هو فلسطيني؛ والرابع هو حملة التحريض ضد الكاتب عندما أعلنت لجنة تحكيم الجائزة أن رواية “قناع بلون السماء” دخلت ضمن القائمة القصيرة للمنافسة على الفوز بالجائزة، ووصفت كاتبها بـــــ “الإرهابي”.
أظنّ أنّ تلك الأسباب كافية لأن نفرح بفوز رواية أسير فلسطيني بهذه الجائزة، بعيدا عن موقفي الشخصي منها…
مبروك لفلسطين هذا الفوز، ومبروك للحركة الأسيرة فوز أحد أبنائها الميامين هذا الفوز، مبروك للرفيق العزيز باسم خندقجي ولعائلته العزيزة هذا الفوز…
الحرية لك يا باسم، والحرية لأسيراتنا وأسرانا كافة…
الرحمة للشهداء، والشفاء العاجل للجرحى، والجبر لأهلنا المنكوبين في غزة الحبيبة…
الحرية لوطننا الغالي…