مقالات

فلسطين القضية والرأي العام الجديد-مقاربة من منظور الفكر القومي  بقلم الدكتور عزالدين دياب .

 بقلم الدكتور عزالدين دياب

فلسطين القضية والرأي العام الجديد-مقاربة من منظور الفكر القومي
 بقلم الدكتور عزالدين دياب .
طوفان الأقصى بوصفه حدثاً نضاليا،فلسطيني الوطنية،وعروبي الأهداف،من منظور الفكر القومي العربي،الذي يرى:في حدود القطر العربي الواحد،حدوداً للوطن العربي كلّه.
إذا؛ بهذه الرؤية العربية المستقبلية،تنظر المقاربة إلى طوفان الأقصى بوصفه حدثاً قوميا،من أطروحة فكرية قومية تقول إن فلسطين قضية العرب المركزية في نضالهم القومي،وفي المعارك التي تخوضها فلسطين،تجد الأمة العربية نفسها في
هذه المعركة،وتجد أنها عادت إلى قلب التاريخ الإنساني،تضع عليه وفيه بصماتها،وتعلن أن الوقت قد حان الآن لتصبح رسالتها،جنباً إلى جنب،مع الرسالات الإنسانية الأخرى منهجاً لخلق إنسانية جديدة،مسكونه بقيم حقوق الإنسان.
وسلامة مسيرة طوفان الأقصى،تقتضي التأكيد على هويته العربية،وأخذه حدثاً نضالياً،في معركة الأمة العربية المصيرية،
وهذا معناه تجديد أواصر نضال الوحدة العربية،الذي يقود إلى وحدة النضال العربي.
ماهي مسوغات المقاربة في احتسابها طوفان الأقصى حدثاً عربياً بامتياز؟
أعادت  القضية الفلسطينية إلى مكانتها ومكانها في النضال المصيري للامة العربية،عرت الأنظمة العربية،من ثوبها البالي
الذي كانت ترتديه،وهي تخفي تبعيتها للصهيونية العالمية،ومراكز قواها في العالم المتمثل في العدوانية الغربية،والإمبريالية الأمريكية اسيرة العقيدة الصهيونية، برهن على صدق أطروحة الفكر القومي الذي يقول إن الأنظمة العربية،في أحوالها الراهنة لايمكن أن تحرر فلسطين،على سكة معركة المصير العربي،وإنما من يحررها شركاء النضال في معركةنضال الوحدة العربية.ألا وهو الشعب العربي،بقيادة أحراره،والبرهان  ان حرب فلسطين في غزّة،وحدت نضال شعوب العالم ضد الصهيونية العالمية،وتعيناتها على أرض فلسطين من عام وعد بلفور وعام النكبة،إلى ما رآه العالم من جرائم صهيونية في غزّ والضفة الغربية،وكلفتها من تدمير طال البنية التحتية،وطال الشجر والبشر،جرائم لم يشهدها العالم من قبل وتنظر المقاربة إلى جرائم الكيان الصهيوني فتراه مدفوعا بقوة الثقافة الصهيونية،وعمودها الفقري الذي يحلل قتل الآخر المتمثل بكل شعوب العالم،ويحلل الإبادة الجماعية وتوابعها بناء على أساطير تلمودية توراتية،أكل الدهر عليها وشرب،وثبت بطلانها لأنها مبنية على اساس عرقي ديني،وما للعرق من أباطيل لاتقول بها إلاّ الصهيونية العالمية.
إذا؛ طوفان الأقصى شكل المقدمات والمدخل الإنساني لإظهار حقيقة الصهيونية العالمية،وأبان بوضوح لالبس فيه،سلامة
وصحة الفكر القومي العربي في بداياته،من أنّ الصهيونية”والخطر الصهيوني ليس إذا مجرد غزو اقتصادي يحركه المال والطمع المادي وإنما هو بالدرجة الأولى غزو ديني” ميشيل عفلق-في سبيل البعث-ج1-ص202.
وهذه السلامة والصحة حملته معركة فلسطين في غزّة وأبانت صوره الاجرامية،وأظهرت مشاهده بكل ماحملت من قتل وتدمير وإبادة جماعية وتهجير وقتل للبشر تجاوزت “34 ألف من البشر”،ورآه العالم بعين إنسانية ،بدأت تعرف وتوقن بأنّ
الصهيونية تمثل خطرا على العالم.ولا يمكن للعالم برأيه العالمي الجديد،إلاّ بمواجهة الصهيونية وكشف عقيدتها وفكرها الماسوني،إلاَ بيقظة إنسانية جديدة،وكانت المظاهرات المناصرة لفلسطين وحقها في طوفانها الأقصى،برهان الرإي العالمي الجديد،بأن القضية الفلسطينية ونضالها المشروع،قضية إنسانية بامتياز.ان الرأي العالمي الجديد وتعيناته في المظاهرات التي تقام في أكثر الجامعات الأمريكية،ومظاهرات الطلبة في فرنسا وألمانيا،وفي أنحاء متعددة من العالم،وسحب سفراء من هنا
وهناك  هو ثورة  في وعي شعوب العالم،وشهادة موثقة لمناصرة شعوب العالم،بأن النضال الفلسطيني جزأ لايتجزأ من نضال الأمةً العربية،وحقها في الوحدة العربية.
إذا الرأي العالمي الجديد المناصر للقضية الفلسطينية،ثورة وثروة يجب على قوى النضال العربي التمسك به،وتطويره،فهو
سلاحها الذي يجب أن يستمر ويتصاعد،حتى بلوغ الأمة العربية تحرير فلسطين،وتحرير الوعي العالمي من أضاليل الفكر الصهيوني،وبشاعاته ضد الإنسانية.
د-عزالدين حسن الدياب-1-5-2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب