فلسطينثقافة وفنون
الشعاعاتُ التي كسّرتها القذائف بقلم أحمد بشير العيلة
بقلم أحمد بشير العيلة
3 مايو، 2024

الشعاعاتُ التي كسّرتها القذائف
إلى الطبيب الشهيد عدنان البُرش
بقلم أحمد بشير العيلة
لعدنانَ سرٌّ جديدٌ
سأبلغكم ما تيسر من سيرته
لعدنانَ فضلٌ كبيرٌ على نسمةٍ لا نراها
تمر خلال الجموع وتهمس في كل قلبٍ: تجاسرْ
له قصةٌ في شفاء الحقول من الانكسار
له الفضل عند نهوض الصباح على قدميه بُعيد إصابته بالرصاص
وفي أن يظل الضياءُ نقياً إذا عانقته الدماء
لعدنان جسرٌ بناه ليمشي القطاعُ إلى مرتقاه
لقد ظل يجبر عظم الحكايا إذا انهار بيتٌ أمامه
وظل يرمم بعض الأغاني اللواتي تكسرن تحت الجنازير صُبحاً
.
إلهي؛
لماذا بنيتَ لعدنانَ مستوصفاً في الجنان
وقلتَ لعدنانَ اشفِ جراح المجرات وحدك
وابنِ مفاصلَ كوكبةٍ أتعبتها الغيومُ المقيتةُ وحدك
لما جمعتَ لعدنان سربَ نجومٍ تعاني شروخاً بهيكلها السرمدي
ألسنا نعاني جميعاً من السُقْمِ أكثر منها
ألسنا نعاني جميعاً من السُقْمِ أكثر منها
ومَنْ يا إلهي الأهم: النجومُ أم الشهداء؟
.
وضعتَ لعدنانَ بين يديه ملائكةً كي يرممَ كسراً بأطراف ضوءٍ أتاه الحنين
تركت الأطباءَ تنزفُ خلف انهيار الشفاء
وكنتَ لهم في الحياة رجاء
وصرت لهم بلسماً في السماء
وصرت لهم بلسماً في السماء
إلهي؛
ألسنا جديرين بالجبر أكثر من حكمةٍ في الأبد
شعاعاتُ غزةَ، كل الشعاعاتِ قد كسّرتها القذائف
من ذا سيسعفها يا إلهي
من سوف يُرجع هذي الشعاعات للانطلاق
لقد كان عدنان جرّاحها الملحميّ
ولا من وجودٍ لعدنان فينا
فكيف ستمشي الحكايا إلينا بخطوٍ سليم
وكيف سنرقصُ بالنصر يوماً
وأرجلنا لم تُعالج من علةٍ في الطريق
وكيف ستحمل كفي الجريحُ مفاتيحَ بيتي
إذا ما رجعت
وكيف أعالجُ هيكلَ كونٍ أرادَ مرافقتي للشهادة
كيف؟
وعدنان صار بعيداً
يعالج كسراً أصاب المدى
فماذا سأفعلُ
وبين يدي الحقائقُ
مكسورةٌ كالردى.
.
أحمد بشير العيلة
3 /5/2024
Post Views: 13