مقالات
انهيار الجنيه مقابل العملات الأجنبية ..الغلاء يطحن والجنرالات في غيهم يعمهون!!! بقلم خالد ضياء الدين
بقلم خالد ضياء الدين -السودان -

انهيار الجنيه مقابل العملات الأجنبية ..الغلاء يطحن والجنرالات في غيهم يعمهون!!!
بقلم خالد ضياء الدين
في غياب أي خطة اقتصادية ومع استمرار الحرب وتحويل كل موارد الدولة لصالح التجييش يستمر انهيار الجنيه السوداني ليصل أعلى مستوياته.. “1850” جنيه مقابل الدولار.. و”410″ مقابل الريال السعودي..و “480” للدرهم الإماراتي .. و”39″ للمصري، كل ذلك دون أي تدابير اقتصادية رسمية تحد من هذا التدهور المريع.
هذا الانهيار فاقم من الأزمة الاقتصادية وزاد من معاناة شعبنا وأسهم في ارتفاع أسعار السلع الأساسية في الولايات وداخل العاصمة الخرطوم. بعد أن وصل سعر(الرغيف “100” جنيه-السكر “2000” للكيلو- كيلو لحم العجالي”10000″-الطماطم “4000” للكيلو- باذنجان “2000” للكيلو- القرع “2000” للكيلو- العدس “2000” للكيلو- الغاز “17500” للأسطوانة)
هذه الأسعار قبل الانهيار لسعر الجنيه مايعني بالضرورة مضاعفتها لأكثر من “400%” وبهذا تكون المجاعة الشاملة قد عمت البلاد بعد أن بدت طلائعها في حالات الوفيات جوعا للأطفال وكبار السن في معسكرات دارفور وأمبدة.
كل ذلك (والدولة) لم يفتح الله على وزير ماليتها ولو بتصريح يطمئن فيه الشعب أو يواسيه في موت الأبناء جوعا، بل شاهدناه وزمرته ببدلهم وعطورهم ينفقون المليارات على سفرهم لمصر والإقامة في أغلى فنادقها ليوقعوا اتفاقا سياسيا لايقدم ولا يؤخر..إذا تم تمويل المؤتمر من مال الدولة فهذه مصيبة أن تنفق الدولة على أحزاب موالية لها من خزينة الشعب، وإذا تم بشكل شخصي يحق لنا أن نقول لهم من أين لك هذا؟، وإذا تم التمويل من دولة خارجية فهذه هي العمالة عينها التي صدعوا رؤوسنا باتهام غيرهم بها!!
إن تصريحات قائد الجيش أمس بولاية نهر النيل، بأن لا سلام ولا وقف للحرب ولا تفاوض حتى يتم القضاء التام على قوات الدعم السريع أو طردها خارج الحدود، يعني استمرار معاناة الشعب بتوجيه كل موارده لصالح الحرب، واستمرار انهيار الجنيه، وبذلك تكون حكومة بورتسودان قد اختارت السير قدما للمجهول، متجاهلة بذلك تحذيرات المنظمات الدولية من احتمال دخول أكثر من “30” مليون مواطن في مجاعة كارثية لم يشهد العالم مثال لها (لا سمح الله).
إذا لم يتم تدارك هذا الانهيار الاقتصادي المريع، ستفشل حكومة بورتسودان في توفير مرتبات الموظفين والعمال وحتى لقوات الجيش والقوات المتحالفة معه، وستضطر للإعلان عن زيادات قاسية في أسعار الوقود والكهرباء والغاز والماء، وقد تنعدم هذه الخدمات تماما لعجزها توفير العملة الصعبة لاستيراد ما يحتاجه المواطن من خدمات، وبذلك ستتحول الأشهر القليلة القادمة لكابوس مخيف للمواطن الذي يعيش بعضه الآن على غلي (صفق الشجر)لأكله وبعد ما تداولت بعض وكالات الإعلام العالمية عن أكل أطفال المعسكرات (للتراب) من شدة الجوع.
الهدف السودانية