
الى اين يجب ان يذهب الغزيون؟
بقلم مروان سلطان
11.5.2024
——————————
منذ بدء ما يسمى بالحرب على قطاع غزة، وفي كل قطاع من ساحة من الساحات المستهدفة يطالب الجيش الاسرائيلي من الغزيين سكان تلك المنطقة بالنزوح من مناطق سكناهم الى مناطق يدعي انها اكثر امنا، ويطالبهم بسلك طرق يدعي انها يفترض امنة. وعندما يبدء الناس بالنزوح ونحت وطاة النار يرتقي العشرات من هؤلاء النازحين من شمال غزة الى وسطها ومن الوسطى الى رفح ومن خان يونس الى رفح ومن رفح الى المواصي حسبما يدعي الجيش الاسرائيلي بانها مؤهلة وامنة ومجهزة باستيعاب النازحين. هذا ان صح ان نقول عن الحالة التي يتنقل من خلالها المواطنين من مكان الى اخر ومن نقطة الى اخرى بادعاء انها مناطق امنة وبعيدة عن القصف الاسرائيلي للمناطق السكنية في كل مناطق غزة.
اخر القلاع هي مدينة رفح التي يتواجد فيها اكثر من مليون ونصف فلسطيني جلهم تعرض للنزوح من منطقة الى اخرى مرات عديدة حتى استقر في منطقة رفح وهي بقعة لا تتعدى خمسون كيلو متر مربع. بدء الجيش الاسرائيلي العمليات العسكرية وحينها طلب من سكان المناطق المستهدفة فيها النزوح الى المواصي حيث اعد هناك لاستقبال النازحين وفق ادعاء الحكومة الاسرائيلية من رفح. المواصي تقع ما بين مدينتي خانيونس ورفح وتمتد على مسافة 12 كيلو بعمق واحد كيلو ، وهي منطقة زراعية ورملية لا يوجد فيها اي من الخدمات الانسانية. وتفتقر الى سبل العيش الانساني، حيث لا ماء ولا كهرباء ولا مرافق صحية … الخ .
تشير مصادر الامم المتحدة ان ثلاثون الف مواطن ينزحون من رفح الى منطقة المواصي كل يوم، ولسان حال جميع النازحين الى اين نذهب، لم يعد هناك مناطق امنة في قطاع غزة، والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا تعد اسرائيل بعد ان تستنفذ رفح لهؤلاء النازحين باتجاه المواصي.؟
هل سيصبح المواصي سجنا على غرار غواتنمو، او النقب ؟
هل تعد اسرائيل لمجزرة ترضي بها شغف الجيش للقتل في غزة؟.
كل السينوريهات المخيفة والمرعبة التي من الممكن ان تؤدي الى مجازر مفتوحة في ظل انفلات الحكومة الاسرائيلية من العقاب على الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينين، وفي ظل الدعم اللامتناهي للعدوان على غزة من دول حلف الناتو. في الحقيقة وعلى ارض الواقع لقد حولت اسرائيل قطاع غزة من سجن كبير قبل السابع من اكتوبر الى مقبرة جماعية بعد السابع من اكتوبر ، امام هدم اكثر من %60 من البيوت ، ومقتل وجرح اكثر من مائة الف شخص من المدنيين العزل .
من البديهي التفكير باتجاه السيناريوهات السلبية، فليس هناك ما يشير الى انتهاج سياسة متوازنة تبعد المدنيين عن نتائج العمليات العسكرية واثارها، وحكومة يمينية همها الوحيد التخلص من الشعب الفلسطيني برمته في كل مكان.
في الواقع اذا كانت الحرب قد حولت قطاع غزة الى مقبرة ، فلسان حال الناس يتحدث عن حالة الموت التي يعيشونها ، وفي النهاية يقولون لا يوجد مكان امن في غزة نلجأ اليه ، الناس يعيشون الصبر في اشد حالته، والموت يحيط بهم في كل ثانية وفي كل مكان، انه النزوح الى المجهول.