بسام الشكعة أيقونة الصمود..!!!
بقلم سامي بهجت ابو غربيه
العم بسام الشكعة، رمز وطني وقامة نضالية تجسدت في مسيرة حياته كل معاني صمود أهلنا في الأرض المحتلة، لم تثنيه محاولة الإغتيال وإصابته البليغة وإجراءات الإحتلال عن مواصلة مشوار النضال متمسكا بالثوابت الوطنية وعروبة فلسطين من النهر الى البحر ومكرسا حياته لمقاومة الإحتلال وتحقيق الهدف الأسمى بالتحرير والعودة.
إرتبط بعلاقة مميزة بوالدي رحمهما الله. البداية كنت في الخمسينيات في صفوف حزب البعث العربي الإشتراكي حيث توافقت مواقفهما حول الحقوق الوطنية المشروعة للفلسطينيين بالنضال والثبات في الأرض ورفض الإحتلال والإذعان، كما كان موقفهما واضحا في التصدي لمعاهدة أوسلو والتفريط بحقوق العرب الفلسطينيين التاريخية، والحرص على حقوق الأجيال القادمة والايمان بإرادة الجماهير العربية والتفاؤل بالمستقبل.
إكتمل هذا التوافق السياسي والمبدأي والنضالي بصداقة حميمة و تقدير متبادل ومودة خالصة، فكان لايمضي شهر الا وكان بينهما لقاء أو مكالمة هاتفية، و عندما يجتمعان فموضوع الحديث الأساسي هو مستجدات القضية الفلسطينية و صمود الأهل في الوطن المحتل. و كان والدي يحرص دائما على التنسيق السياسي مع العم أبو نضال و خاصة في الأمور المرتبطة بصمود الأهل في الداخل، فالعم أبو نضال و بحكم إقامته في الداخل كان الأقرب الى معاناة الأهل وتقدير ظروف الإحتلال وأخذ القرارات السياسية التي لها انعكاسات على أوضاع الأهل في الداخل. فظروف الإحتلال القاسية جدا لا يقدرها بحق الا من عاشها و لايمكن لأحد في الشتات أن يزاود على من هم تحت نير الإحتلال.
عندما توفي والدي عام 2012 أرسل لنا العم أبونضال رسالة رثاء عبرت عن جميع المعاني السامية التي آمَنا بها وكان لهذه الرسالة أكبر الأثر في قلوبنا ووجداننا بما عبرت عنه من مودة أبي نضال لوالدي وتمسكه بالثوابت التي ناضلا من أجلها. و مما جاء في الرسالة:” بهجت ابو غربية/ ابا سامي- لا خيار سوى الانتصار، لست ارثيك بل اعاهدك، انت الذي لم يأكل عمرك المديد من عزيمتك، اعاهدك ان تبقى حيا لان بك وبامثالك سنبقى منزرعين في ميادين الجهاد وما اكثرها، فروحك لم ترحل ولكن الجواد الحامل لجسدك هو الذي هوى، …، ولست ارثيك بل اغبطك لأن عينك لن ترى بعد الان من يبيع حبيبتك القدس في واضحة النهار في دافوس وهرتسيليا وغيرها، واذنك لن تسمع بعد الان نباح من يطالب باحتلال الشام في عواصم المشرق والمغرب. فقد علمتنا ان الشام اخت القدس ومن باع وفرط هنا يبيع ويفرط هناك.”
بعد وفاة والدي تم من خلال رابطة الكتاب الأردنيين إشهار جائزة بهجت ابوغربية لثقافة المقاومة والتي تراسها المرحوم الدكتور صبحي غوشة و حتى وفاته، وقد جاءت الجائزة تجسيدا للمقاومة العربية ثقافة و فعلا وعطاءً، والتي كان يؤمن بها بهجت ابوغربية، وهي تُعنى بالمقاومة بالإبداع والممارسة وتُبنى على أمور عديدة منها إيمانه بطاقات الشعوب وقدرتها على العطاء والصبر والتضحيات حتى التحرير وخصوصا طبقات العمال والفلاحين والطلاب، و إيمانه بالوحدة الوطنية والوحدة العربية والتمسك بحق العودة والتحرير والحق الثابت بكل فلسطين ورفض الاذعان والخضوع للعدو والتطبيع معه ومحاصرته سياسيا واقتصاديا وثقافيا وصولا الى حرمان هذا العدو من الاستقرار الى ان يرحل. وقد أقر مجلس أمناء الجائزة بالإجماع منح الجائزة الاولى للراحل بسام الشكعة تقديرا لمواقفه المتميزة في دعم الإنسان العربي في الوحدة والحرية والعدالة والديمقراطية و التحرير.
رحم الله العم أبو نضال ستبقى دائما علما في سماء النضال وأيقونة صمود اهلنا في فلسطين.
سامي بهجت أبوغربية-مشاركتي في تأبين المناضل الكبير المرحوم العم بسام الشكعة –