مقالات

حقٌ الأمة العربية على التيار القومي أن يَصْحُوَ من غفوته بقلم د-عزالدين حسن الدياب.

بقلم د-عزالدين حسن الدياب.

حقٌ الأمة العربية على التيار القومي أن يَصْحُوَ من غفوته
بقلم د-عزالدين حسن الدياب.
أن تبحث في حال الأمة العربية،قاصداً معرفة هذا الحال وما عليه،ما ينتابه من تحديات داخلية وخارجية،فهذا حقٌ الأمة على من يعيش همومها ويتحدياتها،وحقها أن يرد التحديات إلى أصولها ومصادرها،وأسبابها القريبة والبعيدة،وأن يستند على ماضي الواقعة التي يدرسها،لأنه،كما يفيدنا علم المستقبل،وكينونة الواقعة،أن في ماضيها حاضرها ومستقبلها،وفي مستقبل الأمة دائما نجد للماضي والحاضر وجوداً،وكثيرة هي الأحداث والظواهر والواقعات في الحياة العربية الراهنة،ماض وحاضر،مثل الوازع العشائري التقسيمي،الذي نخر الحياة العربية،بعصبية قربى الدم،فقسم القبيلة والعشيرة،والبطن والفخذ،والعائلة،ولايزال يقسمها،حتى هذه اللحظة،حسب مستويات القربى الدموية،من خلال الانتساب للجد المؤسس.
ويحمل آخر انقسام في العشيرة،الماضي الحاضر، مستقبل إنقسام جديد يكمن فيهما.لاشأن للمقاربة الغوص في تداعيات الوازع الانقسامي داخل البناء الاجتماعي العربي،الذي أشبعه، معلمنا ابن خلدون بحثاً وتنقيباً وتفسيراً،وقولا محكماً في معانيه،غير أننا لم نعره اهتمامنا بحكم قدمه،والقدم نهمله بدواعي الغفلة،والجهل بمعرفة حقائق الحياة العربية،ولزومياتها،وما كان يجب أن تؤخذ من حلول. لكن الوازع الانقسامي،يحيلنا بحكم،ما انبثق عنه من ظواهر،تظل حتى هذه اللحظة واللحظات القادمة، ماثلة في البناء الاجتماعي العربي تحيلنا تحاه ظواهر بنائية شديدة القربى له،وهي،على سبيل المثال،ظاهرة ديمومة وبقاء شيخ العشيرة إلى آخر يوم في حياته،وتمر من تحت إبطه،تعايشا محكوما لقدسية مكانة شيخ العشيرة،وحب الأنا بما حملت من تسويفات،تسوِغ هذه الديمومة،وهل لنا بالمنافسة بين مستويات القربى،الساكنة، في بيت الشعر،وما تثير من حساسيات مسكونة أيضا في وازع الأنا،ومعه وازع القربى،الأمر الذي يؤدي إلى واقعات مركبة،مثل هروب الكفاءات، وتأسيس الانقسامات الجديدة. وتسآل المقاربة،وعينها موجهة نحو بنيان التنظيمي للتيار القومي العربي،هل لنا في ظاهرة شيخ العشيرة حضورا وتعايشا،في البنيان التنظيمي السياسي والاجتماعي،وحتى الثقافي،وهل لنا فيه واقعات،تشبه وتتماثل،ومالكة لخلفية ثقافية العشيرة هذا الحضور داخل هذا البنيان؟ هذا السؤآل له إجابة في واقعة معيشة،مفادها وملخصها أن صاحب هذه المقاربة دعي لحفل أقامه التنظيم الناصري في إحدى القاعات،بدعوة من عبد العظيم مناف،وعندما حضر الأمين العام-رئيس الحزب،صفق له الحضور،وكان إلى جانبي  حبيب عيسى،أبو عصمت،وفجأة حضر إلى الحفل حمدين صباحي فقامت الدنيا ولم تقعد،وتعالت الهتافات،مرحبة به،وكثرت المؤشرات التي تقول:هذا مانحب وما نريد.
التفت إلى عبد العظيم مناف وقلت له:لوكنت محل رئيس الحزب الناصري،لاستدعيت حمدين وقلت له خذ مكاني.
هذه الظاهرة الحكاية ألا تحكي لنا حكاية شيخ العشيرة على نحو وآخر؟
ماذا تريد المقاربة من الذي سطرته،وهي في شأن طرح مسألة نفض الغبار عن كاهل البنيان التنظيمي للتيار القومي العربي بكل فصائله،وتياراته،واتجاهاته،ونزعاته،وقياداته؟ تنظر المقاربة إلى حال الأمة العربية الراهن،وماهي عليه من فرقة وجمود،وما يتحكم في حركتها وحراكها الاجتماعي والسياسي والفكري من ركود يومئ بظواهر معتلة لاتبشر بخير لهذه الأمة العربية،التي كسر ظهرها طغيان ألأنظمة،وتبعيتها،وأبانها هامشية وحيادية شبابها،تجاه المخاطر والتحديات التي تهددها بوجودها ومستقبلها.هامشية الشباب العربي وحياديته المفرطة أتت بفعل جهود داخلية وخارجية،تعبت عليها جهات متعددة الأصول والفروع والثقافات،خلال عقود عدّة،أليس هذه الحيادية التي رأيناها في موقف الشباب العربي مما يجري في غزّة من إبادة وقتل جماعي وتهجير وتجويع،وتدمير للبنية التحتية المادية،لم يعرف لها التاريخ في أسوء مراحله عنصرية وهمجية،تقول للتيار القومي العربي أن يعيد النظر في مواقفه واختياراته واتجاهاته،بحثا عن حلول يحرك بها نفسه،ويزيل جموده وركوده،حتى يملك القدرة والإمكانية حتى يحرك وينشط الشباب العربي تجاه مصيره،وما يواجهه هذا المصير من تحديات.هل من المعقول أن نرى انتفاضات طلاب الجامعات في العالم تتضامن مع فلسطين،وهي تحارب الصهيونية وكيانها،في غزّة والضفة،والمراقص في مدننا العربية، متخمة بالشباب،والحدائق مغزو ة بمن يلعب الورق.هذه صور ومشاهد من حال الأمة العربية،ومن حال تيارها القومي العربي،أليس هذا الحال يحمل في جوانيته إنذاراً للتيار القومي العربي،أن يصحو من غفلته،وأن ينفض الغبار عن بنيانه؟*
*هناك أحوال كثيرة من أحوال الأمة العربية،تملي علينا بحثها ودراستها وتفسيرها،وصولاً إلى وضع الحلول لها قبل فوات الأوان.وتعريفها بمعانيها،فكثيرة من الظواهر في حياتنا العربية أشبعت ولبست بمعاني ،قلبت حقائق هذه الظواهر،وبدلت مضمونها.
د-عزالدين حسن الدياب.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب