الصحافه

هل تحتاج كل من إسرائيل وإيران لرسم خطوط حمراء جديدة لتفادي الحرب الشاملة؟

هل تحتاج كل من إسرائيل وإيران لرسم خطوط حمراء جديدة لتفادي الحرب الشاملة؟

بقلم: ميخائيل هراري

المواجهة العسكرية المباشرة بين إسرائيل وإيران هي نقطة انعطافة استراتيجية في الشرق الأوسط وما وراءه. الحرب في غزة التي وفرت المحفز لذلك، تركز حولها الانتباه الأساس، في المدى الزمني الفوري على الأقل. لكن هجمة الصواريخ الإيرانية نقلت المواجهة بينهما، الجارية منذ سنين بشكل غير مباشر، إلى المستوى المباشر. ولها معان استراتيجية تلزم الدولتين والأمريكيين وسلسلة من اللاعبين في المنطقة وخارجها لوزن الآثار والخطوات اللازمة لإعادة استقرار ميزان القوى الذي يمنع تصعيداً واسعاً.

ينبغي الاعتراف بأنه تم اجتياز خطوط حمراء وضعها الطرفان بينهما، كانا في إطارها مستعدين لاحتواء حرب الوكلاء التي ميزت المواجهة بينهما، والهجمات الإسرائيلية في سوريا، وسلسلة من الأحداث في إيران نفسها نسبت لإسرائيل، سواء بشكل مسنود أم غير ذلك. والحرب في غزة أكدت قدرة وربما جاهزية الطرفين للتمسك بهذه الخطوط الحمراء. إسرائيل تتصدى لمواجهة متعددة الجبهات، وإيران سعت للضغط على إسرائيل وعلى الولايات المتحدة أساساً، بوسائل غير مباشرة عبر الحلفاء الذين طورتهم في المنطقة.

المحفز الذي شوش قواعد اللعب هذه، هو كما أسلفنا الحرب في غزة، ولكن وبشكل ملموس أكثر تلك الهجمة المنسوبة لإسرائيل على القنصلية الإيرانية في دمشق، التي أنشأت سلسلة من علامات الاستفهام حول هذا الحدث: ألم تقدر إسرائيل آثار الهجوم المباشر على منشأة دبلوماسية إيرانية؟ هل فهمت ذلك لكنها عملت؟ ألا يمكن أن تسمح طهران لنفسها باحتواء هجمة من هذا القبيل أم قدرت بأنها ظروف مناسبة لإملاء خطوط حمراء جديدة؟

مهما يكن من أمر، فالمطلوب جهد مكثف لوضع خطوط حمراء جديدة. ينبغي الافتراض بأن “القدس” وطهران تحللان المعاني النابعة عن الهجوم ورد الفعل. في التوقيت المحدد، يمكن إضاءة أربع نقاط أساسية:

الأولى تتعلق بالضرورة الفورية لاستيعاب الحاجة لخطوط حمراء جديدة. سطحياً، يمكن الادعاء بأن المواجهة المباشرة ساعدت في تأكيد الفهم لميزان الردع بين الدولتين. حتى لو كان هكذا، فمطلوب ضمان أن “تتفق” الدولتان على ذلك.

الثانية تفترض خلق “قناة اتصال” إسرائيلية – إيرانية غير مباشرة، لكن مصداقة؛ لمنع سوء تقدير لنوايا الطرفين. ثمة عدد من المرشحين لمثل هذه القناة، مثل عُمان أو قطر، اللتين لهما تجربة طويلة في الدبلوماسية من هذا القبيل.

الثالثة تتعلق بالحرب في غزة. إنهاؤها دون الدخول إلى طريقة عمل ذلك، ضروري لمنع تصعيد يبدو أن لا أحد يريده. للأمريكيين دور حرج في ذلك.

الرابعة تتعلق بالولايات المتحدة. الحرب في غزة والمواجهة الإسرائيلية الإيرانية أضاءتا حقيقة أن واشنطن لن تسمح لنفسها “بتخفيض الوتيرة” في دورها بالمنطقة. لهذا، قد تكون آثار سلبية على منطقتنا وليس أقل أهمية من ذلك بالنسبة لقوى عظمى كالصين وروسيا.

وبالطبع، لم نتناول بعد “الملف النووي” الإيراني والاستنتاجات الممكنة التي قد تستخلصها إيران، لكن حتى هنا في هذه المرحلة.
معاريف 19/5/2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب