دراساتمقالات

الصهيونية (1) الموسوعة الفلسطينية ( 5 – 5) إعداد تلخيص : علي رهيف الربيعي

إعداد تلخيص : علي رهيف الربيعي-العراق -

الصهيونية (1)
الموسوعة الفلسطينية ( 5 – 5)
إعداد تلخيص : علي رهيف الربيعي
ثم ظهر تيودور هرتزل الذي لعب دور الجسر الموصل بين الصهيونية غير اليهودية والصهيونية ذات الديباجة اليهودية ونجح في تهدئة مخاوف يهود غرب أوربا المندمجين في المشروع الصهيوني ، وفي استيعابهم داخله. وهو أيضا أثار حماس صهاينة شرق أوربا وضمهم إلى منظمته. ولذا فإنه يعد المؤسس الحقيقي للحركة والمنظمة الصهيونية.
ولد هرتزل في المجر ثم انتقل إلى فيينا حيث استانف تعليمه العلماني وحصل على شهادة في القانون . وبعد أن اشتغل بالمحاماة فترة قصيرة اتجه إلى عالم الأدب والصحافة فكتب عدة قصص قصيرة ومسرحيات حظي بعضها بشئ من النجاح . ثم عمل مراسلا في باريس لصحيفة نيوفراري برس.
بعد أن قرأ كلاسيكية كارل ايوجين دوهورنج ” اليهودية كمسالة حضارة وعادات العرق ( ١٨٨١) (1) ، وبعدما زادت حدت معاداة اليهود في النمسا عقب وصول الآلاف من يهود شرق أوربا ، وبعد أن شاهد عن قرب محاكمة دريفوس .
وتكوين هرتزل الثقافي جعله مرشحا لأن يلعب دور الجسر الموصل . فهويته اليهودية كانت سطحية إلى أقصى حد ، ولم يكن يؤمن من الناحية الدينية باليهودية ولا يقيم أيا من شعائرها . وأما من الناحية الإثنية فقد كان فخورا بثقافته الألمانية ولا يعرف إلا اقل القليل مما يسمى الثقافة اليهودية ( 2). ولم يكن يعرف العبرية رغم إجادته عددا من اللغات الأوربية . ومع هذا فقد دون في يومياته كثيرا من الملاحظات عن الماشياح الدجال شبتاي تسفي ( ١٦٢٦ – ١٦٧٦) وكان يفكر في كتابة أوبرا عنه يتم عرضها في الدولة اليهودية بعد تأسيسها. بل ثمة مؤشرات تدل على انه كان عنده بعض التطلعات الماشيحانية عن نفسه.
وقد بين المفكر الصهيوني المولود في روسيا جاكوب كلاتزكين – ( ١٨٨٢ – ١٩٤٨) – وكان قد تعلم في سويسرا والمانيا ، حيث بدا نشاطه الصهيوني وتراس تحرير مجلة دي ولت بعض الوقت – انه ليس من قبيل الصدفة ، أن تظهر الصهيونية في غرب أوربا وشرقها . وأشار إلى أن هرتزل هو ثمرة الوعي الإنساني العالمي ( اي الغربي) لا ثمرة وعي ثقافي يهودي ” منحط” ( من شرق أوربا). وكلاتزكين محق في ذلك إلى حد كبير ، ولكنه مع هذا أهمل أهمية القشرة اليهودية السطحية في تكوين هرتزل، فهي التي اكسبته الشرعية أمام جماهير شرق أوربا اليهودية واظهرته بمظهر اليهودي الغربي العائد إليهم، ولذا اعتبروا عودته إحدى علامات آخر الايام (3). ولكنه ( وهذا ما لا تذكره التواريخ الصهيونية) عاد إليهم بشروطه الغربية ليطرح ” الحل الحديث للمسالة اليهودية ” ( العنوان الفرعي لكراسته دولة اليهود هو محارلة لحل عصري للمسالة اليهودية).
وقد تعثر هرتزل ذاته في محاولة الوصول إلى حل فبدا ( على الطريقة التقليدية) بالتوجه إلى أثرياء الغرب مثل هيرش وروتشلد وبحث عن وساطة الخاخامين حتى يكونوا همزة الوصل معهما . ولكنه سرعان ما اكتشف ان القيادات التقليدية في الغرب عاجزة وغير جادة، بل ورافضة لمشروعه الاستيطاني . وأما في الشرق فلم يكن هناك قيادات حقيقية تقف على رأس حركة جماهيرية ، ولذا تخطى الجميع واخذ بزمام الموقف فخاطب رؤساء الدول وكتب كراسته دولة اليهود ( ١٨٩٦) ( التي كانت اصلا خطابا موجها إلى عائلة روتشلد)، وطرح الحل الذي يشكل الأساس النظري والإطار التنظيمي للحركة الصهيونية.
انتهى..
(1) الموسوعة الفلسطينية، القسم الثاني، المجلد السادس،
(١) نفس المصدر ص ٢٦١، عبد الوهاب المسيري.
(٢) نفس المصدر ص٢٦٢،
(٣) نفس المصدر ص ٢٦٣
2024 أيار 20

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب