الجيش الإسرائيلي: نأسف.. رأينا الهدفين ولم نر الـ 45!

الجيش الإسرائيلي: نأسف.. رأينا الهدفين ولم نر الـ 45!
بقلم: ينيف كوفوفيتش وآفي شاريف
صور الأقمار الصناعية والتحقيق الذي أجراه الجيش الإسرائيلي حول موت [قتل] أكثر من 45 مواطناً فلسطينياً في رفح عقب اغتيال اثنين من كبار نشطاء حماس، تدل على أن الجيش لم يقدر الأضرار التي ستنتج عن هذا الهجوم على نحو صحيح. الأكواخ التي كان فيها هذان الاثنان، كانت جزءاً من منشأة مكتظة، التي تبين بعد ذلك أن عشرات الأشخاص يعيشون فيها.
الهجوم الذي جرى الأحد الماضي، 26 أيار، كان موجهاً لرئيس قيادة حماس في الضفة الغربية ياسين أبو ربيع، وناشط كبير في هيئة القيادة، خالد النجار. حسب السلطات في غزة، قتل 45 شخصاً في الحريق الذي اندلع في منشأة الأكواخ، على بعد 200 متر لمخيم مؤقت للنازحين تابع للأمم المتحدة في مخيم تل السلطان.
التحقيق العسكري وتحليل صور الأقمار الصناعية تشير إلى أن هذه النتائج الصعبة حدثت جراء تخطيط عليل. وأوضح الجيش بأن فحوصات مسبقة جرت للتأكد من خلو الكوخ من المدنيين. ولكن يبدو أنه فحص لم يتم على الأكواخ القريبة المصنوعة من الصفيح الرقيق. الكوخ الذي حوى عضوي هيئة قيادة حماس في الضفة كان جزءاً من مجموعة تتكون من 13 كوخاً، والمسافة بين كل كوخ وآخر هي 2 – 3 أمتار.
إلى جانب هذين الكوخين- هدف الهجوم، اللذين كان فيهما ربيع والنجار، فإن الحريق الذي اندلع في المكان أصاب ثلاثة أكواخ قريبة، هذا ما يتبين من تحليل صور الأقمار الصناعية والخرائط والرسوم البيانية التي نشرها الجيش الإسرائيلي كجزء من عملية الفحص.
يتمسك الجيش بادعاء أنه لم يعرف بوجود عشرات المدنيين في الأكواخ القريبة. وأوضح أيضاً بأنه استخدم ذخيرة دقيقة في هذا الهجوم، تؤدي إلى تدمير محدود بشكل نسبي حول الهدف.
بشكل استثنائي، قدم الجيش تفاصيل أخرى حول نوع الذخيرة، وأشار إلى أن الأمر يتعلق بقنابل وزن الرأس المتفجر فيها 17 كغم. ولكن الوزن الشامل لكل قنبلة ملقاة على الكوخين كان 100 كغم. الضرر الشمولي الذي ينتج عن مثل هذا الهجوم هو دائرة نصف قطرها بضعة أمتار. وهذا رقم يجب أخذه في الاعتبار، مع ضرورة احتمالية وجود أشخاص غير متورطين بالفعل في الأكواخ المحاذية. صور الأقمار الصناعية تظهر أنه تم إخلاء منشأة الأكواخ بالكامل بعد ثلاثة أيام على الهجوم، وكذا خيام في مخيم الأمم المتحدة القريب.
وقال الجيش إن الحريق كان بسبب انفجار ذخيرة أو مواد قابلة للاشتعال كانت موجودة قرب هدف الهجوم. في إحدى الصور التي نشرت بعد الفحص الأولي، أشير أيضاً إلى منصة لإطلاق الصواريخ مدفونة في الأرض، لكن في الجهة الأخرى لمنطقة الأكواخ. وتعتقد مصادر في جهاز الأمن، مطلعة على التفاصيل، أنه بدون الحريق، كان سيصاب مدنيون يعيشون قريباً، حتى لو قل عددهم. حسب هذه المصادر، كان التخطيط المسبق للهجوم إشكالياً.
وقال مصدر أمني للصحيفة: لو عرفوا بوجود مدنيين في الأكواخ القريبة لما نفذوا الهجوم، حتى بثمن هرب الشخصين هدف التصفية. يدرك الجيش أن موت المدنيين في الحريق له تداعيات كبيرة على استمرار القتال في رفح. وقال المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي إن الهجوم وُجه ضد “أهداف إرهابية مهمة في رفح، من بينها شخصيات رفيعة في هيئة قيادة الضفة في منظمة حماس، التي أعطت التعليمات لنشطاء حماس في “يهودا والسامرة” لتنفيذ عمليات فتاكة ضد المواطنين الإسرائيليين. وقد نُفذت بناء على معلومات استخبارية مسبقة عن وجود مخربين في المكان”.
وورد أنه “قبل الهجوم، تم اتخاذ عدة خطوات لتقليص المس بالأشخاص غير المتورطين، شملت الفحص من الجو واستخدام ذخيرة دقيقة ومعلومات استخبارية أخرى. تم تنفيذ الهجوم بواسطة قنبلتين مع رؤوس متفجرة صغيرة مناسبة لمهاجمة اهداف من هذا النوع. فحص الحادثة جهاز تابع لهيئة الأركان، وهو جسم مستقل مسؤول عن فحص الأحداث الاستثنائية في القتال. هذا الجهاز يفحص ظروف قتل مدنيين كانوا في مجال الهجوم. والجيش الإسرائيلي يأسف على المس بأشخاص غير متورطين أثناء القتال”.
هآرتس 3/6/2024